أرمینیا
cgietitle
1442/9/11 ۱۰:۵۰:۵۸
https://cgie.org.ir/ar/article/235988
1446/9/4 ۱۰:۰۶:۲۵
نشرت
7
و أعقبت الحرب الإيرانية ـ الروسية التي كانت قد انتهت لتوِّها، حربٌ بين روسيا و الدولة العثمانية (نيمان، 18). حاصرت القوات الروسية مدينة قارص و استولت عليها و عقب ذلك بدأ الهجوم على أرضروم. و في 1245ه/1829م مُنيت القوات العثمانية بهزائم متلاحقة خضعت إثرها للمعاهدة المعروفة باسم آدريانوپل (أدرنة). تخلت القوات العثمانية عن أجزاء كبيرة من القفقاز، غير أن أرمينيا الغربية ظلت بأيدي الباشاوات الترك (نرسسيان، 194,195). و مع بقاء أرمينيا الغربية تحت الهيمنة العثمانية، بدأت هجرة الأرمن من تلك البلاد، فهاجر حوالي 90ألف نسمة من قارص و أرضروم و بقية مناطق أرمينيا الغربية إلى أرمينيا الشرقية. وكانت نتيجة هذه الهجرات ازدياد عدد سكان أرمينيا الشرقية و تحسن وضعها الاقتصادي (م.ن، 196). ولمتخف الضغوط الاقتصادية على أهالي أرمينيا بعد ضمها إلى روسيا. ونتيجة لذلك قام أهالي هذه البلاد و حتى سنة 1885م بعدة ثورات. ففي 1860م ثار حرفيّو أرمينيا (م.ن، 202,203). وفي النصف الثاني من القرن 19م كان يسكن في أرمينيا الغربية حوالي 3 ملايين نسمة. و خلال السنوات 1862،1863و1872م انـدلعت عدة ثورات فـي أرمينيا الغربيـة ضـد الدولـة العثمانيـة ( آرمنيا، 37). و حدثت ثورات ضد الدولة العثمانية في صيف 1875م في البوسنة و الهرسك، و في بلغاريا سنة 1876م، فاستغل ألكساندر الثاني إمبراطور روسيا الفرصة و انبرى لدعم الثوار. فبادر السلطان العثماني عبدالحميد الذي كان قد تسلم مقاليد الأمور في 1293ه/1876م إلى إعلان الحرب على روسيا. و خلال الحرب، أوكلت مهمة قيادة الجيش الروسي إلى الجنرال لوريس مليكوف الذي كان أرمنياً؛ فتمكن في 1877م من الاستيلاء على مدن قارص و أردهان وآلاشكرد و بايزيد وباطوم، و في 8 شباط 1878 استولى على أرضروم (نرسسيان، 214). ولمتوفر معاهدة سان ستيفانو الشهيرة في سنة 1878م ومن بعدها معاهدة برلين، حلاً لمشكلة أرمينيا. و قد أعادت روسيا إلى الدولة العثمانية أرضروم و بايزيد و آلاشكرد (م.ن، 217,218؛ كارزو، 70-80). و في 1894م و خلال قمعهم لثورة ساسون قامت القوات العثمانية بقتل 10 آلالف من سكان تلك المنطقة و في خريف 1895م عومل الأرمن من سكان طرابزون وأرضروم وسيواس و وان و بايزيد و بقية المناطق بالعسف والجور. و خلال السنوات 1894-1896م قتل حوالي 000,300 نسمة من الأرمن ( آرمنيا، 38). و في ربيع 1904م هب القرويون الأرمن في منطقة ساسون في ثورة مسلحة، لكنها قُمعت بأمر من السلطان عبدالحميد.
في 1912م بدأت حرب البلقان الأولى التي انتهت بهزيمة الإمبراطورية العثمانية. و ضمن تأييدها للشعوب السلافية في أوروبا الشرقية، أرادت الدولة الروسية حلاً لقضية الأرمن في أرمينيا الغربية. في حزيران 1913 اقترحت روسيا وضع ولايات أرضروم و وان و بدليس و دياربكر و خاربرد (خرپوت) تحت إدارة حاكم أرمني واحد مما كان يتضمن شكلاً من أشكال الحكم الذاتي. لكن هذا المقترح جوبه بمعارضة دولة ألمانيا و الدولة العثمانية، و بعدم الاهتمام من قبل دولتي فرنسا و بريطانيا، و أخيراً لميتم تنفيذه (نرسسيان،258, 259). و بعد مرور فترة على بدء الحرب العالمية الأولى انضمت الدولة العثمانية إلى محور ألمانيا و النمسا و بادرت إلى العمل ضد روسيا في بلاد القفقاز.
و منذ أواخر سنة 1914 و أوائل 1915م بدأت عمليات إبادة الأرمن في تركيا الحالية (م.ن، 264) و التي تواصلت طوال سنتي 1915و1916م. و توجد وجهات نظر متفاوتة حول إبادة الأرمن خلال تلكم السنوات. فالمصادر التركية تجعل عدد القتلى الأرمن بين 200و300 ألف نسمة (ورنر، 65). كما أن المصادر الفرنسية غير متفقة بهذا الشأن، إذ ذكر البعض أن عددهم يبلغ حوالي 500 ألف نسمة (ن.ص)، بينما يرى آخرون أنهم مليون و نصف المليون نسمة (ظ: ريشاردو، 410). و حتى في دوائر المعارف الكبرى الصادرة في الاتحاد السوفياتي أيضاً اختُلف في عدد القتلى والمهجَّرين. ففي الطبعة الثانية من «دائرة المعارف السوفياتية الكبرى» فإن عدد القتلى الأرمن كان مليون نسمة و عدد المهجرين مليون نسمة أيضاً (BSE2,III/65)، لكن الطبعة الثالثة من «دائرة المعارف السوفياتية الكبرى» ذكرت أن عدد القتلى كان مليوناً و نصف المليون نسمة و عدد المهجرين هو 600 ألف نسمة (BSE3,II/224).
و في 1916م قام الجيش الروسي بالاشتراك مع وحدة من المتطوعين الأرمن بالاستيلاء على الولايات الشرقية لتركيا و منها وان و بدليس و أرضروم و طرابزون و أرزنجان (مخموريان، 138؛ پاسدرماجيان، 485).
وفـي أواخـر القـرن 19م ظهـرت بيـن التجمعـات الأرمنيـة 3 أحزاب رئيسة: 1. حزب آرمناك الذي أسس سنة 1885م وظل حتى 1896م (آقاسي، 162)؛ 2. حزب هُنچاك الثوري الذي أسسه فريق من الماركسيين في 1887م، و غيّر اسمه سنة 1905م إلى حزب هنچاك الديمقراطي الاشتراكي، و في 1909م إلى حزب هنچاك الاشتراكي الديمقراطي (م.ن، 182، 335). وكان لأعضاء هذا الحزب دور و مشاركة في الثورة الشهيرة التي اندلعت في آب 1895 بمنطقة ساسون الواقعة في ولاية بدليس وقد ابتلي هذا الحزب فيما بعد بالانشقاقات (م.ن، 217، 218)؛ 3. حزب داشناكسوتيون (داشناك)، أو الاتحاد الثوري للأرمن الذي أسس في 1890م وتولى قيادته وطنيون أرمن ذوو أهداف اشتراكية (م.ن، 295). و فيما بعد ظهر على الحلبة حزبان آخران: الحزب الشيوعي وحزب تحرير رامغاوار أرمينيا، كان لكل منهما دور في تاريخ هذه البلاد (روشندل، 92).
و عقب الثورة البلشفية في روسيا أعلن أرمن القفقاز بقيادة حزب داشناكسوتيون في 28 أيار 1918 عن قيام دولة جمهورية في يريفان و أطلقوا على البلاد التي يسكنها الأرمن من القفقاز اسم جمهورية أرمينيا. و في تلك السنة اختير آرام مانوكيان ليكون أول رئيس لجمهورية أرمينيا. وقد أرسل سفراء إلى مختلف الدول، و كان سفير جمهورية أرمينيا المستقلة لدى إيران شخص يدعى آرغونيان. كانت مساحة أراضي هذه الجمهورية الفتيّة 000,12كم2 و عدد سكانها حوالي مليون نسمة يشكل مايزيد على 000,300 نسمة منهم، اللاجئون من أرمينيا الغربية (آقاسي، 300). و عقب الثورة البلشفية الروسية و مع خروج هذه الدولة من المشاركة في الحرب العالمية الثانية طبقاً لمعاهدة السلام المعروفة باسم برست ليتوفسك المعقودة في 9 كانون الثاني 1918 أعادت روسيا إلى الدولة العثمانية ولايات قارص وأردهان و باطوم التي كانت قد استولت عليها خلال حربها معها (BSE3,IV/26).
و في 1919م عزم الأرمن على فتح الأناضول الشرقية. فبدأت في أيار 1920 هجمات الأرمن على القرى التركية. و برغم أن الدولة التركية كانت منشغلة آنذاك في حربها مع اليونان، لكنها قررت الرد على الهجمات الأرمنية. و في 30 تشرين الأول من تلك السنة استولت القوات التركية على قارص. و أدى تقدم القوات التركية إلى أن تطلب حكومة يريفان الهدنة و توافق على عقد معاهدة السلام المعروفة باسم ألكساندروپول (لنيناكان)، لكن لميتم التوقيع على هذه المعاهدة إطلاقاً. و في تشرين الثاني 1920، قام الجيش الحادي عشر الأحمر للبلاشفة خلال هجوم له بإسقاط حكومة الداشناك و أسس حكومة شيوعية في أرمينيا. وبذلك احتل البلاشفة جمهورية أرمينيا. و في شباط 1921 تمكن حزب داشناكسوتيون ضمن عمليات له من الاستيلاء على السلطة مرة أخرى في يريفان، لكن سرعان ماهزم أمام قوات البلاشفة وعادت أرمينيا مرة أخرى لتظهر بشكل جمهورية اتحادية اشتراكية. و في آذار 1921 عقدت معاهدة بين روسيا وتركيا تم بموجبها وضع ولايتي قارص و أردهان تحت السيادة التركية مرة أخرى، غير أن باطوم وضعت تحت السيادة الروسية (BSE2,III/66؛ آفاناسيان، 161-173، 212-218؛ روشندل، 94). و في 22 آذار 1922 كانت أرمينيا إحدى جمهوريات الاتحاد إحدى جمهوريات الاتحاد الفدرالي لماوراء القفقاز، و تحولت في 30 كانون الأول 1922 إلى إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي. و في 23 آذار 1937 تمت الموافقة على دستور جمهورية أرمينيا
الاتحادية المقتبس من دستور الاتحاد السوفياتي لسنة 1936م (BSE3,II/226). و كانت آخر إعادة للنظر في دستور أرمينيا قد تمت في 14 نيسان 1978، و قد ظل ساري المفعول حتى انهيار الاتحاد السوفياتي (روشندل، 73، 74). و عقب انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991م دُوِّن دستور جديد لجمهورية أرمينيا وتمت الموافقة عليه في مجلس نواب هذه الجمهورية.
و قراباغ العليا محافظة تتمتع بالحكم الذاتي تضم خمس مناطق: غدروت، مَرداكِرت، مارتوني، عسكران (إستپاناكرت)، شوشا (شوشي). و مساحتها 400,4كم2 وكان عدد سكانها سنة 1989م قد بلغ 000,188 نسمة من بينهم 000,158 نسمة من الأرمن (مراديان، 75). و كان لهذه البلاد أسماء عديدة و مختلفة في شتى المراحل التاريخية. فقد ورد اسم قراباغ في النقوش الأورارتوية بشكل أورتخيني و أورتخه (آروتونيان، 211-212؛ مراديان، ن.ص)، الذي اقتُبس منه اسمها الأرمني: آرتساخ («قراباغ...»، 7). و قد دعا المؤرخون اليونانيون هذه البلاد باسم أورخيستنا (سترابون، V/322,323). و في أوائل القرون الوسطى دُعيت هذه البلاد باسمين آخرين أيضاً هما تسافدك و خاچِن (مراديان، ن.ص). و جاءت خاچن من الكلمة الأرمنية خاچ التي تعني الصليب. و قد دعيت هذه البلاد باسم خاچن لأن سكانها هم من المسيحيين الأرمن («قراباغ»، 8).
ورد اسم قراباغ للمرة الأولى في أثر جورجي في القرن 8ه (ن.ص) كما دعاها حمدالله المستوفي في نزهة القلوب باسم قراباغ أران (ص 181-182). وقد دعي القسم السهلي منها باللغة الفارسية باسم «باغ سفيد» [البستان الأبيض] و قسمها الجبلي باسم «باغ سياه» [البستان الأسود] الذي ترجمته التركية هي قراباغ (مراديان، 76). و في النصف الأول من القرن 6 ق.م أصبحت آرتساخ (قراباغ) التي كانت تعد جزءاً من أراضي دولة اليروانديين في أرمينيا، تابعة لدولة الميديين، و كانت تابعة للدولة الأخمينية خلال السنوات 550-331 ق.م («قراباغ»، 10). وعقب تقسيم أرمينيا في السنوات 387- 428م بين الإمبراطوريتين الرومانية الشرقية (البيزنطية) و الإيرانية، كانت آرتساخ ماتزال جزءاً من أرمينيا، ثم أصبحت جزءاً من مرزبانية ألبانيا في القفقاز التي كانت تابعة لإيران. و في نهاية القرن 6 وأوائل القرن 7م، قسمت مرزبانية ألبانيا إلى عدة إمارات صغيرة. ففي الجنوب كانت توجد إمارتا أوتيك و آرتساخ الأرمنيتان اللتان تحملان اسم آرانشاهان (ن.م، 10,11). و في القرن 7م تولت مقاليد الأمور في ألبانيا و من ضمنها أوتيك و آرتساخ، أسرة مهران التي كانت من أصل إيراني (مراديان، 79). و منذ القرن 5ه/11م شق الأتراك السلاجقة طريقهم إلى القفقاز. قام بعدهم المغول و التركمان القراقويونلويون والآق قويونلويون بالاستيلاء على أرمينيا و أران (م.ن، 79,81). و منذ القرن 8ه بدأت هجرة مجاميع غير أرمنية إلى قراباغ، فسكنت فيها 24 قبيلة كانت تدعى بالتركية «إيگيرمي دورت = 24» (قراباغ»، 13؛ البدليسي، 424). و أطلق قسم من القبائل التركية المسماة «أوتوزإيكي = 32» القاطنة في سهل ميل و مغان، على أنفسهم اسم «32». و كانت على رأس مجموعة ال «32» قبيلة جوانشير (جوانشير، 6؛ «قراباغ»، ن.ص). و قد انبرت هذه القبيلة في 1134ه/1722م لمجابهة ثورة الأرمن التي قادها داويدبك. وعقب وفاة نادرشاه (1160ه/1747م)، رحل هذا الفريق إلى سهل قراباغ واختلط بقبيلتي دميرچي و حسنلو من الجورجيين ومجاميع من كنگرلوئيي نخجوان و شاهسونيي مغان. وقد هاجم أبناء قبيلة جوانشير المناطق الجبلية من قراباغ و أثبتوا وجودهم بوصفهم خانات محليين (ن.م، 13,14).
و في 1813م و بموجب معاهدة گلستان وضعت قراباغ تحت السيادة الروسية. و بعد 9 سنوات انتهى وجود خانية قراباغ وتحولت مع بقية الخانيات إلى ولاية تابعة للإمبراطورية الروسية (ن.ص). و قد أشار الميرزا جمال جوانشير القراباغي الذي كان ابنأحد زعماء قبيلة جوانشير (باباييف، 5) في أثره تاريخ قراباغ، إلى أمرين مهمين: قال إن ولاية قراباغ من ضمن بلاد أران (ص 3)، لكنه عدّ أهلها أرمن منذ القدم و من غير الملة (غير مسلمين) (ص 4)، و ذكر المحلات الخمس للأرمن في قراباغ (ص 6، 10).
و في 1285ه/1867م قسمت القفقاز إلى 5 محافظات، أصبحت قراباغ العليا جزءاً من محافظة يليزافتپل (إليزابتپل). وقد استمر هذا الوضع حتى سنة 1917م («قراباغ»، 16). و خلال السنوات 1918-1920م كانت إدارة قراباغ العليا بيد المجلس الوطني للأرمن.
و كثيراً ما نشبت صراعات و معارك بين جمهوريتي أرمينيا وآذربايجان بسبب منطقة قراباغ. و أخيراً و في 7 تموز 1923 تحول القسم الجبلي من قراباغ الذي كان حتى 1917م جزءاً من يليزافتپل (= كنجه) إلى إحدى المحافظات التابعة لجمهورية آذربايجان الاتحادية، باسم قراباغ الجبلية (العليا) ذات الحكم الذاتي التي مركزها خان كند(إستپاناكرت) (ن.م، 23؛BSE3,XVII/199؛أيضاً ظ: ن.د، إستپاناكرت). و مع بدء سنة 1988م قُدمت أمام مجلس ممثلي الشعب في مناطق قراباغ العليا اللائحة التي نصت على الخروج من التبعية لجمهورية آذربايجان الاتحادية و الانضمام إلى جمهورية أرمينيا الاتحادية. و في 20 شباط من نفس تلك السنة عقدت جلسة مجلس ممثلي الشعب في محافظة قراباغ في مدينة إستپاناكرت، حيث تمت الموافقة على خروج المحافظة من التبعية لجمهورية آذربايجان الاتحادية وضمها إلى جمهورية أرمينيا الاتحادية. و منذ ذلك الحين وبشكل خاص في الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991م تصاعدت حدة الخلاف بين جمهوريتي آذربايجان وأرمينيا الذي رافقته اشتباكات أيضاً، و لميجد له حلاً حتى يومنا هذا.
لاتتوفر لدينا معلومات عن ديانة الأرمن في الماضي السحيق. و يبدو أن ديانة الأرمن ــ شأنهم شأن الكثيريـن من أبناء عِـرقـهـم الآري ــ كانت قد بدأت بالاعتقاد بقوى الطبيعة (پاسدرماجيان، 103). فمن الأساطير الأرمنية ذكر موسى الخورني ــ نقلاً من مارآباس كاتينـا ــ أن هايك رامي السهام قتل بِل (بعل) (ص 20). يرى بعض الباحثين أن هايك هو نفسه أپولون (درنرسسيان، 60). و أن تورك الشديد البأس و البطل الذي كان من أحفاد پاسكام حفيد هايك (موسى الخورني، 64) معادل لإلٰه الرعد و العواصف لدى الحثيين (درنرسسيان، ن.ص). واستناداً إلى الروايات الدينية للشعب الأرمني فإن غابة سوسياتْس الواقعة في يريفان كانت تحظى باحترام و كانت حركة أوراق أشجارها وسيلة لنبوءات الكهنة، و كان آنوشاوان (أنوشروان) نجل كاردوس يُعدّ حارساً لتلك الغابة (آبراهاميان، 100).
و رأى فريق من الباحثين أن ديانة الأرمن القدماء متأثرة بالديانة الإيرانية القديمة (ن.ص). وقد وجدت أسطورة بيورأسب (الضحاك) التي كانت من الأساطير الإيرانية القديمة، طريقها إلى أرمينيا أيضاً (موسى الخورني، 48-49). و في المراحل التاريخية القديمة كان الأرمن يمجِّدون الآلهة الإيرانية. فأهورامزدا الذي يوصف بأنه خالق السماء و الأرض قد وجد طريقه إلى ديانة قدماء الأرمن. و قد رأى بعض الكتّاب أن تأثير أهورامزدا في الديانة الأرمنية إنما هو من تأثير الفرثيين (درنرسسيان، پاسدرماجيان، ن.صص). أطلق الأرمن على أهورامزدا اسم آرامازد (آبراهاميان، 101). كان المزار الرئيس لآرامازد يقع في منطقة آني (راسل، 159؛ إيرانيكا، II/439؛ درنرسسيان، ن.ص). دعا الأرمنُ آرامازد إلٰه اليوم الجديد، أو العام الجديد، الذي ورد في اللغة الأرمنية بشكل ناواسارد، و هو مؤلف من كلمتين: ناوا = نو [جديد]، و ساردا = سال [العام] (آبراهاميان، 102) و كان الأرمن يقيمون احتفالاً ضخماً في الشهر الأول من السنة الجديدة (شهر فروردين). كما كان ميترا (مهر) إلٰه النور، و كانت أناهيتا (أناهيت) إلٰهة العمران و العقل و الخصوبة من الآلهة المحببة لدى الأرمن. كانت أناهيت ابنة آرامازد، و كانت معابدها في مناطق يِريزا و آرماوير و آرتاشات و آشتيشات. و كان يوجد في آشتيشات صنم ذهبي لأناهيت يسميه الأرمن باسم وُسكه ماير (الأم الذهبية). كما كان لميترا الإيراني مؤيدون كثيرون. فالأسماء الأرمنية مثل ميهران و مهروژان و ميهردات و غيرها مما هي مشتقة من اسم مهر، دليل على الاحترام الذي كان يحظى به هذاالإلٰه بين الأرمن (م.ن، 103-104). و قد اشتهر ورثرغن (بهرام) إلٰه الحرب و الظفر (البطولة) بين الأرمن باسم واهاغِن (راسل، 189). كما عدّ الأرمن واهاغن إلٰه الرعد و القوة (نوريزاده، 72). و كان تمجيد بهرام قد وجد طريقه منذ عصور قديمة إلى أرمينيا (پورداود، 2/114-115). أما «تير» الذي يكتب باللغة الأرمنية بهذا الشكل و كذلك بشكل تيور (راسل، 292)، فقد كان كاتب آرامازد يكتب أعمال الناس الحسنة و السيئة (درنرسسيان، 104).كان معبد تير يقع في يرازاموين (آبراهاميان، 106). وتُشاهد أبرز نماذج امتزاج الآلهة الأرمنية بالآلهة الفرثية في منطقة ملطية الحالية (لانغ، 3/647).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode