الصفحة الرئیسیة / المقالات / أرمینیا /

فهرس الموضوعات

أرمینیا


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/11 ۱۰:۵۰:۵۸ تاریخ تألیف المقالة

وفي 252م تمكن سابور من الاستيلاء على أرمينيا، أوجزء كبيرمن تلك البلاد (ماركوارت، پاسدرماجيان، ن صص؛ سركيسيان، أقسام من، 60). و عقب مقتل خسرو الأول، أرسل زعماء الأرمن ابنه تيرداد الذي كان طفلاً إلى روما، فمكث هناك 30 سنة يتعلم و أخير عاد إلى أرمينيا في 287م مستفيداً من الانتصارات التي حققها الروم و حرض شعبها على الثورة ضد الدولة الساسانية (پاسدرماجيان، 115).  وخلال عهد تيرداد (298-330م) الذي عُرف باسم تيرداد الثالث (الكبير)، شقت الديانة المسيحية طريقها إلى أرمينيا و بدأت معرفة الناس بالله علـى يـد القديـس غريغـور (فاوستـوس، 7-8؛ سركيسيـان، ن.ص). ويرى موسى الخورني (ص 120-121) نقلاً عن آغاثانغلوس، و فاوستوس البيزنطي (ص 8) أن القديس غريغور واضع أسس الديانة المسيحية في أرمينيا كان من الأسرة الفرثية بهله سورن و نجل أناك قاتل خسرو (تيرداد الثاني) (أيضاً ظ: پاسدرماجيان، 119).

و عقب وفاة تيرداد الثالث تسنم العرش ابنه خسرو الذي عُرف بـ«كوتَك» (أي القصير) بسبب قصر قامته. و ذكر موسى الخورني أن بدء فترة حكمه تزامن مع السنة الثانية لحكم هرمزد الثاني (ص 152)، لكن سركيسيان ذكر أن فترة حكمه كانت بين 330-338م التي كانت متزامنة مع حكم سابور الثاني ذي‌الأكتاف (309-379م) (ن.م، 90). و قد سعى أحد رؤساء الأسر الأرمنية المحلية الكبيرة بتحالفه مع قادة الجيش الإيراني إلى أن يلقي القبض على خسرو و يسلّمه إليهم. و لم ينجح في ذلك، وقُتل (ن.ص). و على عهد خسرو كوتك شنت قبائل الماساجيت من شمال القفقاز هجوماً على أرمينيا و استولت على مدينة واغار شاپـات (بلاش آباد). فبادر خسروــ الذي كـان قد بوغت بالهجوم ــ إلى إعلان الحرب على القبائل الشمالية و إلحاق الهزيمة بها (ن.م، 91).

عقب وفاة خسرو، تولى الحكم ابنه تيران (ديران) (328-350م). وقد سعى خسرو كوتك الذي كان قد التزم سياسة معتدلة نسبياً، إلى أن يظل الصلح قائماً بين إيران و الروم إلى حدّ ما، لكن حالة الصلح بين الجانبين نُقضت بوفاته. و استناداً إلى موسى الخورني، فإن سابور الثاني قد أقام علاقات صداقة مع تيران وحمى أرمينيا من هجمات القبائل الشمالية. و لكن لما علم بأن تيران ينوي التقارب مع الإمبراطور البيزنطي يوليانوس الجاحد (331-363م)، دعاه إليه، ثم‌ سمل عينيه (ظ: ص 154-163). وإثر‌ ذلك تنازل تيران عن‌ العرش لولده آرشاك الذي عُرف بآرشاك الثاني (351-367م) (پاسدرماجيان، 124؛ موسى‌‌ الخورني، 161). و عقب‌ آرشاك‌ الثاني، تعاقب على‌ ‌‌حكم أرمينيا كل‌ من: ابنه باب (پاپ)‌ (369-374م)، وارازدات‌ (ورازداد) (374-378م)، واغار ـ شاك (ولارشك) (378-380م) الذين تزامن حكمهم مع فترة حكم سابور الثاني. و عقب ولارشك، حكم خسرو (386-392م). و خلال عهد هذا الملك الذي تزامن شطر منه مع عهد سابور الثالث (383-388م) و الشطر الآخر مع عهد بهرام الرابع (388-399م) الملكين الساسانيين، قُسمت أرمينيا إلى جزأين كان أحدهما مدعوماً من الإمبراطورية البيزنطية و الآخر من الدولة الساسانية (پاسدرماجيان، 126، 127؛ لوكونين، 198).

كانت آخر فترات عظمة أرمينيا على عهد فرام شاپوه (بهرام شاپور) الذي يراه البعض بين 392-414م (پاسدرماجيان، 127)، و يراه البعض الآخر بين 389-415م (سركيسيان، أقسام من، 96)، الذي كان متزامناً مع عهدي بهرام الرابع و يزدجرد الأول (399-421م) (لوكونين، 198-199). و قد تسنم عرش أرمينيا ملكان آخران هما سابور (416-420م) و آرتاشس (423-428م). وصادف اعتلاء آرتاشس عرش أرمينيا، السنة الثانية لحكم بهرام الخامس (جور) (421-439م). و قد أراد بهرام جور بإجلاسه آرتاشس نجل فرام شاپوه، إخماد نيران حالة عدم الرضا في أرمينيا، لكن بعد مرور 6، أو 7 سنوات كان كبار الشخصيات (الناخاراريون) في أرمينيا قد بدأوا يعلنون سأمهم من ملكهم ومايعانون و طلبوا إلى بهرام أن يعزل آرتاشس عن سدة الحكم، فوافق بهرام جور على هذا الطلب (ظ: ماركوارت، إيرانشهر، 114). و بذلك و في 428م و بتعيين حاكم إيراني على أرمينيا، انتهى حكم دولة الأسرة الأشكانية لتلك البلاد. و مع ذلك، فإن قضية أرمينيا ظلت من غير حل (فراي، 3(1)/244-245).

و خلال عهد الملك الساساني سابور الثالث، ضمّت الإمبراطورية الرومانية الشرقية إليها الجزء الغربي من أرمينيا. وكان الجزء الشرقي تحت انتداب الدولة الساسانية. وقد استمر هذا الحال حتى نهاية الحكم الأشكاني لأرمينيا، لكن منذ هذا التاريخ أصبحت أرمينيا الشرقية جزءاً من إيران (يوزباشيان، مقدمة «حول وارطان...»، 7؛ پاسدرماجيان، 127-128)، و عُدّت واحدة مـن أقاليم الدولة الساسانية عُيِّن لحكمها مرزبانٌ يدعى وه مهر شاپور (سركيسيان، ن.م، 97). و مع ذلك، فقد ظل الناخاراريون محتفظين بممتلكاتهم و أراضيهم. وفي 443م عُيّن واحد من كبار هؤلاء الناخاراريين و يدعى فاساك سيوني الذي كان قبل ذلك مرزباناً لإيبري (جورجيا) و كارتلي،  مرزباناً لأرمينيا (يوزباشيان، ن.م، 7,8). و على عهد يزدجرد الثاني (438-457م)، تزايدت الضغوط الاقتصادية على الناس و من بينهم القرويون و ملاك الأراضي، بل و حتى رجال الدين الأرمن. لذلك و من خلال تدخل رجال الدين المسيحيين، اصطبغ نضال الشعب الأرمني بصبغة دينية (م.ن، 8,9). و إن أحد العوامل الذي أعطى نضال الشعب الأرمني صبغة دينية هو أمر مهرنرسه هزاربد الوزير الأعظم ليزدجرد الثاني الذي طلب من الأرمن أن يعتنقوا الديانة الزرادشتية (فراي، 3(1)/246؛ خداورديان، 1/154)، فرفض الأرمن اعتناق الديانة الزرادشتية و غادر 10 من ممثلي الأرمن أرمينيا متوجهين إلى طيسفون عاصمة الدولة الساسانية وكان من بينهم فاساك سيوني (يوزباشيان، ن.م، 10؛ يغيشه، 52-53). وقد تظاهر هؤلاء باعتناق الزرادشتية و نبذ المسيحية. فأعادهم يزدجرد إلى بلادهم محملين بالهدايا و بعث معهم 700 من رجال الدين الزرادشتيين. و قبل وصولهم إلى أرمينيا كانت الثورة قد اندلعت في أرجاء هذه البلاد (هاكوپيان، 102). و لم‌يكن بمقدور الإمبراطورية البيزنطية مدّ يد العون للأرمن المسيحيين، ذلك أنها كانت عرضة لتهديد الهون. و في 451م دارت رحى معركة طاحنة في منطقة آفاراير بين الثوار الأرمن و القوات الإيرانية قتل خلالها كثير من الزعماء الأرمن و منهم وارطان ماميكونيان مع 133 من معاونيه ممن كانوا يشكلون قيادات الثوار (يغيشه، 110؛ فراي، 3(1)/246؛ يوزباشيان، ن.م، 12,13؛ درنرسسيان، 26).

أما فاساك سيوني الذي سعى إلى إقامة السلام بين الطرفين، فلم يبق بمأمن. وقد دعاه يزدجرد مع 13 من الناخاراريين و 8 من رجال الدين الأرمن إلى طيسفون، حيث تمت مصادرة جميع أموال فاساك و أُلقي به في السجن فتوفي بعد حين. كما ألقي القبض على الناخاراريين و الزعماء الدينيين و نُفوا إلى الصحارى الواقعة فى أقاصي بلاد الخزر. و بعد فترة أُعدم رجال الدين، أما الناخاراريون فقد عادوا إلى أرمينيا مع بدء عهد فيروز في 457م (ن.ص).  وقد فصّل الكلامَ في هذه الواقعة المؤرخ يغيشه الذي عاش في القرن 5م و الذي كان هو نفسه شاهد تلك المعركة، في كتابه المعنون «وارطان و حرب الأرمن».

و في 482م قام فيروز عقب حربه مع الهياطلة، بالتوجه إلى أرمينيا لإخماد الثورة هناك. و في البدء لم‌يتمكن الجيش الذي كان قد بعثه من إخماد الثورة. فتوجه في صيف 482م جيش جرار بقيادة مهران نحو أرمينيا. فهُزم الثوار في حربهم مع جيشه. فانبرى مهران لمطاردة الجيش الأرمني، لكنه استدعي إلى طيسفون بسبب هجوم الهياطلة. و بعد سنتين، قُتل فيروز في معركة له مع الهياطلة (فراي، 3(1)/247؛ هاكوپيان، 105-106).

و في 484م تسنم العرش الساساني بلاش (ولاش) بوصفه خليفة لفيروز. وقد سعى من خلال اتباعه سياسة معتدلة أن يُخفض حدّة التوتر في أرمينيا. و بذلك أصحبت أرمينيا بشكل بلد شبه مستقل. و في ربيع 485م عُيّن زعيم الثوار واهان ماميكونيان مرزباناً لأرمينيا (م.ن، 106؛ پيغولوسكايا، 293). و كان رجلاً متطرفاً أراد القضاء على الديانة الزرادشتية و تدمير بيوت النار في أرمينيا مما يبدو غير مقبول (كريستن‌سن، 318).

و خلال هجوم له على أرمينيا الإيرانية، ضمّ قباذ هذه البلاد إلى أراضي دولته (پيغولوسكايا، 308).

منذ 502م و فترة الحروب بين الدولتين الرومانية الشرقية وإيران، كانت أوضاع أرمينيا قد تأزمت كثيراً (كوستانيانتس، 58)، ذلك أن هذه الحروب كانت تجري في أغلب الأوقات على الأراضي الأرمينية.

قام خسرو الأول أنوشروان (531-579م) بإلغـاء منصب «إيران سپاه بد» [القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية]، و قسّم البلاد إلى 4 «كوستات» أوكل كل كوست منها لأصفهبذ [قائد عسكري] دُعي پادكوست پان (نولدكه، 305). وقد دعا المؤرخون البيزنطيون أرمينيا الشرقية باسم «أرمينيا الإيرانية» التـي كانـت تُعـدّ مـع إيبـري (جورجيـا) و ألبانيـا (أران ـ ران) وأتورپاتكان (آذربايجان) واحدة من أهم التقسيمات الإدارية لإيران الساسانية (آدونتس، 213). و بعد عدة معارك خاضها خسرو أنوشيروان في القفاز، تم إبرام معاهدة سلام نهائية بين الدولتين الرومانية الشرقية و إيران سنة 561م (كريستن‌سن، 396).

و على عهد الملك الساساني هرمزد الرابع (579-590م)، تولّى بهرام شوبين الذي كان من أسرة مهران الفرثية قبل حربه مع الترك، مرزبانية أرمينيا و أتورپاتكان. فثار خلال عهدي هرمزد الرابع و ابنه خسرو الثاني پرويز (590-628م) (م.ن، 464، 465؛ رضا، 111). و قد قام الإمبراطور البيزنطي موريكيوس (موريق) بمساعدة خسرو. كما انضم الأرمن من أتباع موشغ (موشل) إلى خسرو، فأُلحقت الهزيمة ببهرام قرب كنزك في آذربايجان (كريستن‌سن، 466).

أشار كريستن‌سن (ص 469) و بعض الكتّاب الأرمن إلى فتح أرمينيا على يد هراكليوس (هرقل) («التاريخ المجهول المؤلّف...»، 52) الذي يبدو غامضاً نوعاً ما. و استناداً إلى نولدكه، فإن المؤرخين المتأخرين من الأرمن قد انبروا للحديث عن استسلام جزء مهم من أرمينيا، إلا أن سكوت ثيوفيلاكتوس وكذلك وقائع الحروب اللاحقة لاتدعم أقوالهم (ص 477).

و في كتابات المؤرخين المسلمين جرى الحديث عن وجود مقاتلين أرمن في صفوف جيش هرقل خلال معركة اليرموك (البلاذري، 1/135). فقد تحدث البلاذري عن هزيمة جيش الروم في حربهم مع المسلمين و عن عودة فريق منهم إلى أرمينية (ن.ص). كان أولئك هم الجند الذين حملوا صليب السيد المسيح من بيت‌المقدس إلى القسطنطينية (داربينيان، 214، ها 47). ويبدو أنه على عهد أبي‌بكر و بعد أن كان الروم قد استولوا على جزء من أرمينيا، دخل الجيش الإسلامي في خريف 640م للمرة الأولى أرمينيا، حيث استولى المسلمون دون أن يواجهوا مقاومة تذكر على مدينة دوين عاصمة أرمينيا، لكنهم تخلوا عنها بعد فترة قصيرة (هاكوپيان، 109). و في 643م بدأ المسلمون هجوماً آخر على أرمينيا لم‌يحالفهم فيه التوفيق، لكنه انتهى بتدمير عدة مناطق و أسر فريق من الأرمن (ن.ص). وقد أعطى سراقة بن عمرو الذي كان الخليفة عمر بن الخطاب قد كلفه بمهمة القتال، عهدَ أمان لأهـل أرمينيا مفـاده أن كل من يصبح ــ عند الحاجـة ــ جنـدياً يخدم في جيش المسلمين، يُعفى من دفع الجزية، و عندما يبقى في موضعه يجب عليه أن يدفع الجزية كما هو حال أهل آذربايجان (الطبري، 4/156-157). و في 645م و على عهد الخليفة عثمان و من خلال اجتيازهم وادي أرس، نقل المسلمون الحرب إلى قلب أرمينيا (پاسدرماجيان، 150). أصدر عثمان أمراً إلى معاوية بأن يستولي على شمشاط فى أرمينيا الرابعة، فأوعز معاوية إلى حبيب بن مسلمة الفهري و صفوان بن المعطل بفتح تلك البلاد (البلاذري، 1/219؛ الطبري، 4/248). وقد توفي صفوان في إديس (الرها)،  وتمكن حبيب بن مسلمة من فتح شمشاط، ثم توجه بعدها للاستيلاء على كاماخ (كمخ)، فشن هجومين على هذه المدينة لم‌يحققا نجاحاً إلى أن فُتحت فيما بعد قلعة كاماخ سنة 59ه‍/679م على يد عمير بن الحباب السلمي (البلاذري، ن.ص).

و على عهد عثمان كان الولاة على أرمينيا هم حذيفة بن اليمان العبسي و صلة بن زفر العبسي و سلمان بن ربيعة الباهلي (م.ن، 1/241؛ اليعقوبي، تاريخ، 2/168). كما أن المغيرة بن شعبة، و بعد عزله القاسم بن ربيعة بن أمية بن أبي الصلت الثقفي ولّيا ولاية أرمينيا من قبل عثمان (البلاذري، اليعقوبي، ن.صص). و قيل إنه بعد المغيرة،  تولى أرمينيا رجل من قبيلة بنى كلاب لمدة 15سنة، ثم عُين من بعده بهذا المنصب عمرو بن معاوية بن المنتفق العُقيلي (البلاذري، 1/241-242). و في 652م عقدت معاهدة بين معاوية و القائد الأرمني ثيودوروس الرشتوني، تمّ بموجبها أن تعترف أرمينيا بسيادة المسلمين عليها و أن تضع لدى الحاجة 15 ألف جندي تحت تصرف الخليفة، على أن تعفى البلاد في مقابل ذلك من الضرائب لمدة 3 سنوات (هاكوپيان، 109-110؛ پاسدرماجيان، ن.ص). و على عهد علي بن أبي طالب (ع) كان الوالي على أرمينيا هو الأشعث بن قيس، و على عهد معاوية كان ولاتها هم عبدالله بن حاتم النعمان بن عمرو الباهلي و شقيقه عبدالعزيز بن حاتم (البلاذري، 1/242).

و خلال السنوات 660-680م تمتعت أرمينيا بشيء من الهدوء (هاكوپيان، 110). كان أول هجوم للمسلمين على كيليكية قد حدث في 648م، لكن مع مرور فترة طويلة و خلال عدة معارك في أواخر القرن 7 و أوائل القرن 8م تمكن المسلمون من الاستيلاء على جزء كبير من أنطاكية حتى جبال طوروس، ونتج عن ذلك أن تحولت تارْس إلى أهم مرفأ عسكري للمسلمين (داربينيان، 214، ها 50). و على عهد الخليفة عبدالملك بن‌مروان (65-86ه‍/685-705م) أصبح عثمان بن الوليد بن عقبة والياً على أرمينيا (البلاذري، ن.ص). وقد هاجم محمد بن مروان شقيق عبدالملك أرمينيا عدة مرات، و في 696م أصبح عاملَ الخليفة في أرمينيا و اتخذ من مدينة دوين قاعدة لمعسكره ثم استولى على طريق دربند ليحول دون الهجمات المتواصلة للخزر و الترك من الشمال (كاغان كاتواتسي، 160؛ داربينيان، 215، ها59). وبدعم من الروم، ثار الأرمن على القائد الأموي و حاصروا جيش بني أمية في مدينة دوين، و استناداً إلى ما كتبه كاغان كاتواتسي فقد قتلوا منهم 62 ألف جندي. و يبدو أن هذا الرقم غير صحيح. و بعد أن بلغ خبر هذه الواقعة إلى محمد بن مروان الذي كان ذاهباً إلى دربند، عاد إلى أرمينيا و حاصر لثلاثة أشهر قلعة منطقة سيوان حتى تمكن أخيراً من الاستيلاء عليها وحطم مقاومة الروم و الأرمن. ذُكر أن هذه الواقعة حدثت مابين 696 و697م (ظ: كاغان كاتواتسي، البلاذري، ن.صص؛ داربينيان، ن.ص، ها 61؛ هاكوپيان، ن.ص).

و في 84ه‍/703م قمع محمد بن عقبة ثورة الأرمن بقسوة. ففي تلك السنة اندلعت ثورة في جميع أرجاء أرمينيا. فأرسل عبدالملك مرة أخرى محمد بن مروان إلى أرمينيا. و لما رأى زعماء الأرمن أنه لاطاقة لهم على المقاومة، أرسلوا الجاثليق ساهاك الثالث (677-703م) إلى دمشق للتباحث، لكنه أن توفي وهو في طريق حرّان. و في هذه المرة امتنع محمد بن مروان من قمع الأرمن بشكل دموي، و اتبع معهم سياسة معتدلة حتى وفاة عبدالملك بن مروان (داربينيان، 217، ها 71؛ هاكوپيان، ن.ص). وبذلك استولى الأمويون على أرمينيا منذ أواخر القرن 7 وأوائل القرن 8م، و استمر هذا الاستيلاء لما يزيد على قرن و نصف (ن.ص؛ پاسدرماجيان، 151). و خلال تلك الفترة، كانت جورجيا الشرقية و أران منضمة إلى أرمينيا. و كان مقر عمال الخليفة في البدء مدينة دوين، ثم انتقل إلى برذعة (هاكوپيان، ن.ص؛ نوري‌زاده، 36).

و في 107ه‍/725م قام الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك بتعيين مسلمة بن عبدالملك والياً على أرمينيا و آذربايجان (اليعقوبي، تاريخ، 2/317)، ثم إن هشاماً عزل مسلمة عن ولاية أرمينيا و أعطاها إلى سعيد الجُرَشي ومن بعده إلى مروان بن محمد (ن.م، 2/286؛ البلاذري، 1/244). و في 126ه‍/744م وعلى عهد يزيد بن الوليد بن عبدالملك، عُيِّن عاصم بن عبدالله‌بن يزيد الهلالي والياً لأرمينيا. و بعد فترة و عقب تعيين إسحـاق بن مسلم العقيلي والياً علـى باب الأبواب،، ضُمـت أرمينيا إلى ولايته (اليعقوبي، ن.م، 2/336). و على عهد مروان بن محمد الذي تولى الخلافة في 127ه‍، قام الضحاك بن قيس الحروري الذي كان قد هبّ لمعارضة عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز، بتعيين شخص يدعى «مسافراً» حاكماً على أرمينيـا (ن.م، 2/338).

الصفحة 1 من10

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: