أرمینیا
cgietitle
1442/9/11 ۱۰:۵۰:۵۸
https://cgie.org.ir/ar/article/235988
1446/9/4 ۱۰:۳۱:۱۱
نشرت
7
و في أوائل العهد العباسي أصبح يزيد بن أسيد السلمي والياً على أرمينيا (البلاذري، 1/246). و بعد يزيدبنأسيد، أصبح بكار ابن مسلم العقيلي والياً عليها، ثم الحسن بن قحطبة الطائي. وخلال عهد أبي العباس السفاح بكامله كان الحسن بن قحطبة حاكماً لأرمينيا (اليعقوبي، ن.م، 2/358؛ قا: البلاذري، ن.ص؛ الطبري، 7/465).
و خلال السنوات 747-750م حدثت ثورات في أرمينيا تزامنت مع سقوط الدولة الأموية و اضطراب الأوضاع آنذاك. وبرغم أنه لميكن في تلك السنوات تنسيق بين النبلاء و الزعماء الأرمن (الناخاراريين)، و مع ذلك، فإن الثورة اندلعت في 748م حين تمرد الأهالي ليس ضد العرب وحدهم، بل حتى على النبلاء الأرمن. و أخيراً تم قمع الثورة و فقد النبلاء الأرمن من أسرة ماميكونيان مكانتهم. و منذ ذلك الحين تمتعت أسرة البقراطونية بالموقع المتميز (هاكوپيان، 111).
و في 147ه/764م أغار إسترخان الخوارزمي مع فريق من الترك في منطقة أرمينيا على المسلمين فسبى مجموعة منهم ومن أهل الذمة. و خلال هذه المعركة قُتل حرب بن عبدالله الراوندي الذي تنتسب إليه جماعة الحربية ببغداد (الطبري، 8/7). و في 157ه/774م بدأ آرتاوازد ماميكونيان ثورة أخذت بالاتساع تدريجياً و تولى زعامتها شخص يدعى موشغ (موشل) ماميكونيان (خداورديان، 1/172، 173) الذي كتبه البلاذري بشكل: موشائيل. و استناداً إلى هذا المؤرخ (1/247) فإن المنصور أرسل جيشاً بقيادة عامر بن إسماعيل لمساعدة الحسن بن قحطبة والي أرمينيا. و خلال المعركة التي دارت بين الفريقين قُتل موشغ و تفرق جيشه. و بعد الحسن بن قحطبة، كان ولاة أرمينيا على التوالي هم: عثمان بن عمارة بن خُريم، روح بن حاتم المهلبي، خزيمة بن خازم، يزيد بن مزيد الشيباني، عبيدالله بن المهدي، الفضل بن يحيى، سعيد بن سالم، محمد بن يزيد بن مزيد (ن.ص).
و في 176ه/792م أوكل هارون الرشيد حكم أرمينيا مع منطقة الجبال (الميد) و طبرستان و دماوند و قومس، إلى الفضلبن يحيى (الطبري، 8/242). و في 182ه/798م كان عامل أرمينيا سعيد بن سلم (سالم) بن قتيبة الباهلي. و بعد سنة من هذا التاريخ عبر الخزر باب الأبواب و قتلوا كثيراً من المسلمين وأهل الذمة و أخذوا مايزيد على 100 ألف أسير. فقام هارونالرشيد بإرسال يزيد بن مزيد الشيباني و خزيمة بن خازم التميمي إلى أرمينيا (م.ن، 8/270؛ اليعقوبي، تاريخ، 2/427، 428). فبادر خزيمة بن خازم التميمي و بسبب الثورة التي كانت قد رافقت هجوم الخزر في أرمينيا، إلى إعدام مجموعة من البطارقة و أبناء الملوك (ن.ص). كتب البلاذري : كان بطارقة أرمينيا يحافظ كل واحد منهم على البلد الذي هو فيه، وإذا وصل إليها عامل، تعاملوا معه بلين، فإن كان حازماً دفعوا إليه الخراج وأطاعوه، و إلا احتقروه (ن.ص).
و على عهد الأمين، حكم أرمينيا إسحاق بن سليمان الهاشمي و ابنه الفضل، و من بعده محمد بن المسيب (اليعقوبي، ن.م، 2/435، 442). و في 198ه/814م ولى المأمون حكم أرمينيا لعبدالملك بن الجحاف السلمي و محمد بن عتاب، و في 212ه/827م لطاهر بن محمد الصنعاني؛ و قد تمرد البطارقة على عهد طاهر هذا (ن.م 2/445، 461). فقام طاهر بن الحسين عامل الخليفة العباسي المأمون بإرسال زهير بن سنان التميمي مع جيش جرار بقيادته، و بعد معارك متتالية، اختار المأمون أخيراً لحكم تلك البلاد سليمان بن أحمد بن سليمان الهاشمي فهدأت الأوضاع نسبياً. ثم إن حاتم بن هرثمة بن أعين أصبح حاكماً لأرمينيا. ولدى وروده ظهرت حالة من العداء بين المعتزلة و المتطرفين من أهل السنة و قام كل فريق بقتل أفراد من الفريق الآخر إلى الحد الذي كاد أن يفنى فيه الفريقان جميعاً؛ لكنهم هدأوا في النهاية (ن.م، 2/462). و من ظهور حالة الخلاف بين المعتزلة و المتطرفين يمكن الاستنتاج أن فريقاً من أهل تلك البلاد قد اعتنقوا الإسلام. و بعد قليل تمرد حاتم بن هرثمة نفسه وكاتَبَ البطارقة و زعماء الأرمن و بابك و الخرميّة. فثار بابك و الخرمية. وقد ورد ذكر لبابك في تاريخ أرمينيا خلال حوادث السنوات من 202 حتى 222ه. و بغية القضاء على الثورة أرسل المأمون من يقمع تلك الثورة و ولى عيسى بن محمد حاكماً على أرمينيا. و بعد قليل هدأت الأوضاع في تلك البلاد (ن.م، 2/462، 463؛ نفيسي، 137).
و بعد 214ه/829م قام المأمون بتعيين عبدالله بن طاهر حاكماً على بلاد الجبال و أرمينيا و آذربايجان، ثم جاء من بعده لحكمها عبد الأعلى بن أحمد بن يزيد بن أسيد السلمي، لكنه لمينجز شيئاً، فولى المأمون لحكمها خالد بن يزيد (اليعقوبي، ن.ص). و بعد ذلك بقليل حدثت ثورة و اضطربت الأوضاع في أرمينيا، فأرسل المأمون إلى هناك الحسن بن علي البادغيسي، المعروف بالمأموني (ن.م 2/464). كما أن الخليفة العباسي المعتصم ولّاه تلك البلاد. فتعامل مع بطارقة أرمينيا بودٍّ و تهاون معهم و مع الناخاراريين في تلك البلاد بحيث تمردوا عليه وتعاملوا مع الرعية بالظلم و الجور. كما ثار البطريق سهل بن سمباط على الأفشين عامل أرمينيا و قتل كاتبه. و منذ ذلك الحين عُيِّن لأرمينيا عمال تعاملوا باللين مع الأهالي هناك وكانوا راضين بأخذهم الخراج بنسبة أقل (البلاذري، 2/247-248؛ ابنالفقيه، 294). و كان أحد عمال الأفشين على أرمينيا يدعى عليبن الحسين بن سباع القيسي، وقد استضعفه أهل أرمينيا حتى كانوا يسمونه اليتيم لضعفه و مهانته (اليعقوبي، تاريخ، 2/475). وعلى عهد المعتصم و في 222ه/837م ألقى سهل بن سمباط القبض على بابك الخرمي الذي كان قد ثار على الخليفة العباسي و سلّمه إلى الأفشين عامل الخليفة على آذربايجان و أرمينيا (الطبري، 9/47-49؛ نفيسي، 73).
أدى ضعف الحكم العباسي و بسبب ثورات الإيرانيين المتلاحقة إلى إثارة روح التمرد في بقية الشعوب التابعة للخلافة أيضاً. ففي القرن 9م بدأ الحكام الأرمن و منهم أسرة البقراطونية يحكمون أنفسهم حكماً ذاتياً إلى حدّما و امتنعوا عن دفع الخراج إلى بغداد (خداورديان، 1/173-174). و في 235ه/849م بدأ الخليفة العباسي المتوكل بظلم المسيحيين (الطبري، 9/171، 172). و عقب ذلك ثار سكان أرمينيا على يوسف بن محمد عامل المتوكل و قتلوه (ابن العبري، 142). فأرسل المتوكل إلى أرمينيا بُغا الشرابي طالباً بدم يوسف. فقتل بغا 30 ألفاً من أهل أرمينيا و باع السبايا، كما أسر آشوط نجل سمباط حاكم ألباق الذي كان المأمون قد كنّاه بأبي العباس. و دمّر بغا بلدان فاسپوراكان (البسفرجان) و ريشتونيك و موك و تارون و مناطق أخرى (الطبري، 9/187، 188؛ نفيسي 139؛ هاكوپيان، 113). وأخيراً تم إخماد الثورة و هاجم بغا خلال السنوات 853-854م/239-240ه تبيليسى و أوتيك و آرتساخ (قراباغ) و أران (م.ن، 114).
و في 261ه/875م شكل الجاثليق الأرمني زاكاريا (زكريا) الدزاكتسي مجلساً للشورى من الرؤساء و الوجهاء، و ضمن إعلانه الاستقلال طلب إلى الخليفة أن يعترف رسمياً بحكم أسرة البقراطونية لأرمينيا (هاكوپيان، 124). و في منتصف القرن 9م كان الحكام البقراطونيون يسيطرون على كامل الأراضي الرئيسة لأرمينيا باستثناء منطقة البسفرجان (پاسدرماجيان، 178). و أخيراً و في 273ه/886م اعترفت بغداد رسمياً بحكم آشوط البقراطوني و قام أحمد عيسى عامل الخليفة المعتمد بتسليم التاج الملكي آشوط (هاكوپيان، ن.ص؛ يوزباشيان، مقدمة «رواية...»، 15). وقد توفرت آنذاك ظروف مؤاتية نسبياً لأرمينيا. كانت كلتا الدولتين البيزنطية و الخلافة ببغداد تريدان التحالف مع أرمينيا. كانت الدولة البيزنطية تتحين الفرص لتدعيم موقفها في مواجهة الخلافة و بغداد. كما كان آشوط قد تمكن من إقامة علاقات صداقة مع كلتا الدولتين المذكورتين (الخلافة ببغداد و البيزنطية) (هاكوپيان، ن.ص). و عقب آشوط، و برغم أن ابنه سمباط الأول (276-301ه/890-914م) قد سعى إلى مواصلة سياسة أبيه، لكن الخلافة ببغداد كانت تسعى إلى إثارة الخلافات بين الأمراء الأرمن و خاصة بين أسرتي الآرتسرونية و البقراطونية (م.ن، 124-125). وفي 296ه/909م وصل يوسف ابن أبي الساج الذي كان حاكماً لآذربايجان، مع جيشه إلى أرمينيا، و بعد حصار دام طويلاً تمكن من أسر سمباط و قتله (ن.ص؛ الطبري، 10/141-142؛ كسروي، 53؛ نفيسي، 177). فثار آشوط الثاني (914-928م) نجل سمباط طالباً بدم أبيه و استطاع في 921م أن ينتصر على جيش الخليفة. و بعد قليل من هذا التاريخ، أرسل إليه الخليفة العباسي المقتدر تاجاً و هدايا و سمّاه شاهنشاه (ملك الملوك) (هاكوپيان، 125).
و بعد آشوط الثاني تعاقب على حكم أرمينيا أربعة ملوك هم: آبـاس الأول (928-951م)، آشـوط الثالـث (952-977م)، سمباط الثاني (977-989م)، و كاكيك الأول (990-1020م) (پاسدرماجيان، 185-186). تسنم آشوط الثالث النجل الأكبر لآباس الأول العرش في آني، بينما تسنم أخوه موشغ عرش قارص. و منذ هذا التاريخ انقسمت أسرة البقراطونية إلى رهطين. واستناداً إلى ابنحوقل، فإن هذه الأسرة كانت محكومة و كانت تدفع الجزية للسالار المرزبان، لكن تم التعتيم على هذا الأمر في التواريخ الأرمنية (ظ: كسروي، 93-94).
و في القسم الخاص بأرمينيا و آذربايجان و أران، ذكر ابنحوقل أسماء أشخاص حكموا هناك من أمثال ابن أبي الساج وغلامه مفلح و ديسم بن شاذلويه و المرزبان بن محمد، المعروف بالسالار (السَّلّار) (2/331). كما حكم أرمينيا ابراهيم الابن الثاني للمرزبان و شقيق جستان (كسروي، 96). و لعله فيما بعد و على مشارف الفترة التي قُتل فيها جستان على يد وهسودان سُلِّم إليه حكم آذربايجان، ذلك أن أبا علي مسكويه قال في حوادث سنة 350ه : «و فيها حُمل إلى إبراهيم السلّار من دارالسلطان، خلع، وعُقد له على آذربايجان» (2/189؛ كسروي، 100، 101، ها 73). و في 366، أو 367ه توفي آشوط الثالث، ناصب ابنه سمباط الثاني الذي كان قد أصبح ملكاً، عمه موشغ حاكم قارص، العداء و خاض معه حرباً. فطلب العون من أبي الهيجاء حفيد السالار المرزبان، لكن أبا الهيجاء لميتمكن من الوصول إليه في الوقت المناسب و بالنتيجة خُنق موشغ بأيدي غلمانه (م.ن، 106، 107). و قد ذكر كسروي أن السنة التي حكم فيها أبوالهيجاء آذربايجان و أران و أرمينيا كانت 370، أو 371ه (ص 163). وأضاف أنه حدث في 377ه/987م و على عهد سمباط الثاني أن شن أبوالهيجاء هجوماً على أبيدلف بجيش قوامه 100 ألف جندي إيراني، و بعد احتلاله مدينة دوين طلب إلى الأرمن أن يعطوه جزية السنوات الماضية. فأرسل إليه سمباط أموال الجزية تلك مع هدايا نفيسة و أعاد أباالهيجاء (ص 164، 186). و عقب أبيالهيجاء، قاد نجله مملان والد وهسودان هجومين على أرمينيا. و لمتقتصر هجماته و حروبه على الأرمن و الجورجيين، بل كانت حتى مع الروم و جميع النصارى. و إن الروم الذين كانوا قد استولوا على الجزء الغربي من أرمينيا، آنذاڪ، كانوا يعدون أكبر أعداء المسلمين (م.ن، 176). و يحتمل أن يكون الهجوم الأول قد حدث بعد 380ه/990م، و الثاني في 388ه/998م (م.ن، 170).
و في العقد الرابع من القرن 11م خضعت أرمينيا للدولة البيزنطية، لكن ذلك لميدم طويلاً، ذلك أن هجوم التركمان الأوغوز كان قد بدأ على إيران و من ثم على أرمينيا. فقد شن هؤلاء الذين كانوا يُعرفون بالأتراك السلاجقة، أول هجماتهم على أرمينيا في 439ه/1048م (هاكوپيان، 139). اندفع الجنود الغز إلى أراضي جنوبي أرضروم عن طريق فاسبوراكان (يوزباشيان، مقدمة «رواية»، 31). و بعد سنة استولى الأتراك على مدينة كارين (ن.ص). و في 440ه/1049م بدأ الهجوم الثاني للغز على أرمينيا. و كان الهجوم الثالث بقيادة طغرل بك سنة 446ه/1054م (هاكوپيان، يوزباشيان، ن.صص). ففي هذه السنة قاد طغرل عقب هجومه على آذربايجان و أران و إخضاعه الرواديين في تبريز والشداديين في كنجه، هجوماً على منطقة وان، بغية احتلال طرابزون و قارص و ملازكرت، و هجوماً على أرمينيا. فأخضع أبامنصور وهسودان بن محمد الروادي في تبريز، و الأمير أبا الأسوار في كنجه و توجه نحو أرمينيا و بلاد الروم، لكنه لميتمكن من الاستيلاء على ملازكرت برغم الإغارة والنهب الكثير الذي عُرِّضت له، فعاد إلى آذربايجان من غير أن يحقق ماكان يصبو إليه و توجه منها إلى الري (بازورث، 5/50؛ ابنالأثير، 9/598-599). و في السنوات التالية شن قتلمش والياقوتي هجماتهما على أرمينيا و شرقي الأناضول فسقطت قارص و ملطية في 450ه/1058م (بازورث، ن.ص). و عقب تسنمه العرش سنة 456ه/1064م، بدأ ألب أرسلان الهجوم الرابع الكبير، فوصل ــ بعـد اجتيـازه أران و جـورجيـا ــ إلـى أرمينيا وأخضع جزءاً من هذه البلاد. و كان معه في هذا الهجوم نجله ملكشاه و وزيره نظام الملك (هاكوپيان، 139-140؛ بازورث، 5/67؛ ابنالأثير، 10/38).
و في أواسط القرن 5ه اندفعت مجاميع ضخمة من الأعراق التركية لآسيا الوسطى نحو إيران و منها إلى حدود أرمينيا والدولة البيزنطية. و منذ هذا التاريخ بدأت أهمية آذربايجان الخاصة بوصفها قاعدة للتوسع التركماني (بازورث، 5/50). وفي 456ه توجه ألب أرسلان نحو قارص و استولى على مدينة آني و بنى مساجد في تلك المدينة (ابن الأثير، 10/40). وقد أرّخ منجمباشي حملة ألبأرسلان على أرمينيا و بلاد الروم و فتحه قلاع تلك البلاد بسنة 457ه (ص 15). و على عهد ملكشاه السلجوقي (464-485ه/1072-1092م)، كانت الدولة السلجوقية قد أصبحت أقوى مما هي عليه في أي وقت، لكن بعد حوالي عقدين، أو 3 عقود و عقب موت ملكشاه انقسمت الدولة المذكورة إلى إمارات متعددة. كما ظهرت إلى الوجود عدة إمارات يحكمها أمراء و أبناء أمراء في بلدان آني و دوين و قارص وخلاط (أخلاط) و كارين (هاكوپيان، 140).
و في بدء القرن 6ه قُسمت أرمينيا بين عدد من الأمراء السلاجقة، فكانوا حكاماً لمدن آني و خلاط و قارص و أرضروم. و كانت قد بقيت أيضاً عدة إمارات صغيرة في المناطق الجبلية دزورغت و زانغزور وساسون و موك. و في القرن 5ه و عندما شن التركمان هجوماً على أرمينيا و استولوا على سهول هذه البلاد، توجه فريق كبير من الأرمن إلى بلاد كيليكية، و ظهرت إلى الوجود في تلك البلاد التي عُرفت أيضاً بأرمينيا الصغرى أحياناً، عدة دول أرمنية. و كان واحد من أبناء أسرة كاكيك الأول آخر ملك من الأسرة البقراطونية و يدعى روبين، أسس دولة في المناطق الجبلية من كيليكية، و طرد في 472ه/1080م عمال الدولة البيزنطية من القسم الأعظم من تلك البلاد (م.ن، 145,147؛ پاسدرماجيان، 235).
و عقب وفاة روبين (488ه/1095م) تسنم العرش ابنه قسطنطين الذي عُرف باسم قسطنطين الأول، فأسس الأسرة الروبينية البقراطونية، و انتزع عدة قلاع حصينة من أيدي المسلمين (م.ن، 237). وخلال هذه الفترة التي تزامنت تقريباً مع الحروب الصليبية، كان الأرمن يقفون إلى جانب نصارى أوروبا وكانوا أدلّاء لهم في احتلالهم مضايق جبال طوروس و فتح أنطاكية و أورشليم والاستيلاء على إديس (إديسا ـ الرها ـ أورفا)، و أعانوا النصارى حينما هُزموا و تقهقروا (م.ن، 237-239). و قد أثارت روح التوسع لدى حكام الأسرة الروبينية و منهم طوروس الأول، أو ثيودور (1100-1129م) و شقيقه ليون الأول (1129-1137م)، مخاوف الدولة البيزنطية. و أخيراً قام الإمبراطور البيزنطي يانوس كومنينس الثاني (1118-1143م) في 531ه/1137م مستغلاً الصراع الذي كان قد نشب بين ليون الأول و أمراء أنطاكية، بشن هجوم على بلاده. فهُزم جيش ليون و أُسر وتوفي في أسره. وخلال السنوات 1137-1143م أصبحت هذه البلاد التي دعيت باسم أرمينيا الجديدة ساحة حرب بين اليونانيين البيزنطيين والأتراك السلاجقة (م.ن، 241؛ درنرسسيان، 38-40). و من بين الأبناء الأربعة لليون الأول لجأ اثنان منهما و هما إستيفان و مليح إلى أمير حلب السلطان نورالدين زنكي. وهرب ابنه الآخر طوروس إلى قبرص، لكنه عاد بعدها سراً إلى كيليكية ودعا أرمن تلك البلاد إلى الثورة. ولما لميتمكن الإمبراطور البيزنطي مانوئيل من مواجهة الأعداء، طلب العون من أمير قونية السلطان مسعود.ومع ذلك لميتم إنجاز شيء. و أخيراً و في 554ه/1159م تمّ الصلح بوساطة من ملك أورشليم بودوان الثالث (پاسدرماجيان، 241-243). أما مليح الذي كان ملتجئاً إلى السلطان نورالدين في حلب فقد اعتنق الإسلام، و تمكن بعون من نورالدين من الإطاحة بروبين الثاني عن العرش و يصبح حاكم أرمينيا الجديد. وقد قاتل القوات البيزنطية 3 مرات، لكنه قتل أخيراً على أيدي الأرمن (ن.ص).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode