الصفحة الرئیسیة / المقالات / أرمینیا /

فهرس الموضوعات

أرمینیا


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/11 ۱۰:۵۰:۵۸ تاریخ تألیف المقالة

السكان

استناداً إلى إحصاء الأول من كانون‌الثاني 1976 كان عدد سكان أرمينيا 000,834,2 نسمة (ن.م، XXIV(2)/537). وفي 1989م ازداد عدد سكان هذه الجمهورية فبلغ000,305,3 نسمة ( آرمنيا، 27). و في 1970م قدر عدد الأرمن الساكنين في هذه الجمهورية ب‍ 000,208,2 و الأتـراك ب‍ 000,148، و الروس ب‍ 000,66، و الأكراد ب‍ 000,37 نسمة (ن.ص). و عقب التحولات التي طرأت على منطقة قراباغ العليا غادر جمع غفير من الناطقين بالتركية من أتباع جمهورية آذربايجان،  الأراضي الأرمينية بحيث تناقص عددهم في جمهورية أرمينيا ليصل إلى 000,8 نسمة تقريباً (روشندل، 4). كما أن الأرمن من سكان جمهورية آذربايجان غادروا محل سكناهم إثر هذه الحوادث. و استناداً إلى إحصاء 1991م فقد بلغ عدد سكان جمهورية أرمينيا 000,574,3 نسمة («استفتاء...»، 49)، و في 1993م بلغ 000,632,3 نسمة (روشندل، ن.ص). وكان معدل النمو السكاني في هذه الجمهورية خلال الفترة بين 1960-1992م حوالي 1/2٪ («تقرير...»، 201). و من بين الجمهوريات الأعضاء في رابطة الدول المستقلة فإن أرمينيا أكثرها انسجاماً من حيث نسبة السكان المحليين إلى غير المحليين. و في إحصاء 1979م كان الأرمن يشكلون 7/89٪ من سكان جمهورية أرمينيا (روشندل، ن.ص). لكن مع الأخذ بنظر الاعتبار التغيرات السكانية خلال السنوات الماضيـة، فـإن هذا العـدد بلغ 66/95٪ فـي بدايـة عـام 1989م ( آرمنيا، 85). و من مجموع سكان أرمينيا يشكل الأكراد مانسبته 69/1٪، و الروس 56/1٪، و بقية القوميات 09/1٪ (ن.ص). واستناداً إلى الإحصائيات، فإن التوزيع السكاني في أرمينيا بداية كانون الثاني 1976 كان 1/95 نسمة لكل كيلومتر مربع واحد (BSE3، ن.ص). و يعتقد أن يكون التوزيع السكاني فيها اليوم حوالي 000,122 نسمة لكل كيلومتر مربع واحد.

و قد قدر عدد الأرمن سنة 1979م في جميع أرجاء الاتحاد السوفياتي السابق ب‍ 000,151,4 نسمة. و فضلاً عن بلدان رابطة الدول المستقلة، فإن مجاميع من الأرمن يقيمون في 60 دولة في العالم من بينها بلغاريا و هنغاريا و بريطانيا و اليونان و إيطاليا وقبرص و سويسرا و السويد و فرنسا و فلسطين و الهند وجمهورية إيران الإسلامية و سوريا و لبنان و مصر و أستراليا والولايـات المتحـدة الأميركية و كنـدا و الأرجنتين و البرازيـل و أروغواي و بلدان أخرى (ظ: آرمنيا، 27,76-84). و قُدر عدد الأرمن في قارة أوروبا 000,409 نسمة، و في آسيا 000,553 نسمة، و في أفريقيا 000,14 نسمة، و في أستراليا 000,25 نسمة، و في أميركا 000,021,1 نسمة (ن.م، 76-84). و سُجل أعلى رقم للأرمن المقيمين خارج بلدان رابطة الدول المستقلة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث بلغ حوالي 000,800 نسمة سنة 1986م (ن.م، 82). و قُدر عددهم في إيران سنة 1977م بحوالي 000,270 نسمة ( إيرانيكا، II/478)، و في 1986م أصبح 000,180نسمة ( آرمنيا، 80). و يبلغ عدد الأرمن في جميع أرجاء العالم مايزيد على 000,173,6 نسمة.

و فيما عدا يريفان التي هي عاصمة هذه الجمهورية، فقد قسمت أرمينيا إلى 5 آشخارات (محافظات) و هي أرارات وسيفان و سيونيك و كوكارْك و شيراك.

 

الشعب الأرمني

لاتتوفر وثائق واضحة عن أصل الشعب الأرمني، فقد عدّ فريق من الباحثين،  الأرمنَ من الشعوب الآرية و الهندوأوروبية (نيمان، 6؛ نرسسيان، 15؛ پاسدرماجيان، 21). ويقول البعض إن الشعب الأرمني قدم من أوروبا إلى آسيا الصغرى في القرن 12 ق.م و سكنوا مع أقربائهم من الشعوب التراقية ـ الفريجية في بلاد تراقيا و آسيا الصغرى. و استقروا مع الحثيين في هذه المناطق حوالي القرن 6 ق.م. ثم اتجهوا نحو الشـرق و المناطـق الغربيـة و الجنوبية الغربيـة من سهـل أرمينيا ( آرمنيا، 29). و الرأي الآخر يتحدث عن ظهور اتحاد قومي أرمني في سهل أرمينيا عُدّ أنه يرجع إلى الألف 4 و الألف 3 ق.م. و يعتبر أتباع هذه النظرية أن آسيا الصغرى و سهل أرمينيا والقسم الغربي من سهل إيران الموطن القديم للهندوأوروبيين، ويرون أن الشعوب التراقية ـ الفريجية قد هاجرت في القرن 7 ق.م إلى الأراضي الجنوبية الغربية من سهل أرمينيا، و سكنت هذه المنطقة مع بقية الشعوب و القبائل (ن.ص). و قيل إنه ذكر في إلياذة هوميرُس اسم الشعب الأرمني بشكل أريمام (أريمامي). ويبدو أن الشعب المذكور كان قد هاجر في فترة ظهور هذه المنظومة، إلى البلدان المجاورة لكيليكية و طوروس (ن.ص).

و استناداً إلى بعض الباحثين، فإن اسم «هاي» الذي يسمي الأرمن أنفسهم به، اقتُبس من اسم شعب هاياسي (هاياسا) وبلادٍ بنفس الاسم. و قد قرئ هذا الاسم في نقش طيني حِثِّيٍّ يعود للقرن 14 ق.م عثر عليه في التنقيبات الأثرية في منطقة حتوشاش العاصمة القديمة للحثيين (ن.ص؛ پيوتروفسكي، 129). و في الوقت الذي تمت فيه قراءة نص النقش الحثي، و بعد اطلاعهم على اسم هاياسا، أعلن فريق من الباحثين كل على‌حدة أن اسم شعب ‌هاي ذوعلاقة باسم بلاد هاياسا (ن.ص). و إلى الشمال الشرقي من بلاد الحثيين في المجرى الأعلى لنهر چوروخ والمجرى الأعلى للفرات، كان هناك اتحاد هاياسا القومي المقتدر. و يرى بعض الباحثين أن لغة سكان هذا الاتحاد القومي هي الهورية و الحثية، أو اللوفية (سركيسيان، أقسام من، 17).

سكنت النواة الأصلية للشعب الأرمني في المناطق الشمالية الغربية من آسيا في بلاد الحثيين و ذلك خلال القرنين 16-15 ق.م. وقد ورد اسم هذا الشعب في نقوش ذلك العصر بشكل آرماتانا، و في القرنين 14-13 ق.م بشكل هاياسا. و في أوائل القرن 12 ق.م اتجه فريق من الشعوب الهندوأوروبية الناطقة بالأرمنية نحو سهل أرمينيا و أقاموا في أراضي الهوريين والحثيين و اللوفيين. و خلال أواسط القرن 8 ق.م ضمت أراضيهم المسماة أورمة، أو آرمة، إلى أورارتو. و كانت لغة أهل هاياسا وآرمة من اللغات الهندوأوروبية، وقد ذكرت هذه المجموعة في المصادر اليونانية باسم آرمن، و في النقوش المسمارية باسمي موشكو و أورومة (ن.م، 17-18؛BSE3,II/215).و في التكوّن القومي الأرمني كان الاتحادان القوميان يحظيان بشكل خاص بأهمية كبيرة: أحدهما، الاتحاد القومي لأرمينا في الجنوب الغربي من هضبة أرمينيا (أرمينيا الشرقية)، و الآخر، اتحاد هاياسا القومي في الشمال الغربي من أرمينيا (أرمينيا الغربية) (پيوتروفسكي، ن.ص).

كتب موسى الخورني عن آرام حاكم أرمينيا: أنه وسع حدود أرمينيا إلى شتى الاتجاهات. لذا فإن الشعوب المجاورة لنا تسمي بلادنا باسمه (ص 25,28). و الأمر الجدير بالاهتمام هو أنه رأى أن تفاصيل البحث حول هذا الموضوع يرجع إلى عهد أشك (أرشك) الكبير ملك إيران الأشكاني. فقد كتب: أخضع أرشك الكبير ملك الإيرانيين و الفرثيين جميع أرجاء الشرق و أشور لحكمه، و تغلب على أنطيوخوس في نينوى، و جعل كل العالم مطيعاً له و منقاداً، و عيّن أخاه فلارشك (بلاش) ملكاً على أرمينيا. وفي رسالة من فلارشك إلى أخيه كتب: الآن، حيث قد نظمتُ البلاد إطاعة لأمرك، أريد أن أعلم من هم الذين حكموا أرمينيا قبلي؟ ذلك أن كل شيء هنا مضطرب و تعمّه الفوضى؛ لذا أرسل إلى بلاطك شخصاً لتفتح له أبواب الديوان الملكي. كان هذا المبعوث هو مار آباس‌كاتينا الذي وجد خلال بحثه كتاباً باللغة اليونانية كان قد ترجم من الكلدانية بأمر من الإسكندر المقدوني. وقد ورد في هذا الكتاب ذكر ثورة ‌هايك و مملكة آرام والأسماء الثنائية لهؤلاء القوم و بلادهم بشكل مفصل (م.ن، 16,17).

يحدد المؤرخون الأرمن تاريخ وصول هايك و شعبه إلى الأراضي الأرمينية بحوالي سنة 200,2 ق.م، و ذكروا فريقاً من الحكام الأرمن كانوا قد حكموا هذه البلاد حتى 800 ق.م، لكن هذا الأمر عُدّ غير صحيح و اتخذ لنفسه صبغة أسطورية. فقد حدّد پاسدرماجيان وصول أرمن الهندوأوروبيين بزعامة هايك إلى أرمينيا حوالي القرنين 7و6 ق.م على مايبدو. فقد كتب: فتح هؤلاء الأرمن الهندو الأوروبيون البلاد و فرضوا لغتهم عليها (ص 22). وقد ظهر الشعب الأرمني إلى الوجود من امتزاج السكان المحليين، أو أوائل سكان بلاد أرمينيا بالشعوب الهندوأوروبية (م.ن، 23). و في أواخر القرن 4 ق.م و عقب وفاة الإسكندر المقدوني، ظهرت إلى الوجود 4 اتحادات قومية أرمنية كبيرة: أرمينيا الشرقية و تضم البلاد الجنوبية لهضبة أرمينيا التي كانت بلاد وان أيضاً جزءاً منها؛ أرمينيا الغربية (سوفنه) التي كانت مرزبانية منفصلة تابعة للدولة السلوقية؛ أرمينيا الصغرى التي كان مركزها آني‌كاماخ على شاطئ  الفرات؛ بلاد آيرارات في القفقاز التي كان مركزها في آرماوير. و لم‌تخضع هذه الدولة للسلوقيين. و في القرن 2 ق.م اتحدت هذه الأقسام الأربعة وشكلت دولة واحدة. و على هذا فخلال فترة طويلة من التطورات تتمّ التكوين القومي للأرمن (پيوتروفسكي، 129). وقد شارك في هذا النسيج القومي فريق من شعب آسيا الصغرى وشعوب ذات أصل سكيثي أيضاً (BSE2,III/47).

 

الخلفية التاريخية

من خلال التنقيبات الأثرية التي تمت في السنوات 1945-1949م افتُرض أن نوع البشر كان متواجداً في هضبة أرمينيا في النصف الأول للألف الرابعة ق.م و توجد في أرمينيا شواهد من العصر الحجري الوسيط و العصر الحجري الحديث و العصر البرونزي. و المعتقد أن ثقافة و حضارة العصر الحديدي في أرمينيا ترجع إلى بدء الألفية الأولى ق.م و حتى عصر استقرار دولة أورارتو (ن.م، III/55-56). و كانت حضارة القفقاز و ثقافتها خلال هذا العصر مرتبطة بالحضارة الإيرانية وثقافتها (پوغريبوفا، 3).و خلال القرنين 15-14 ق.م حدثت معارك بين الحثيين و فريق من شعب هاياسا (سركيسيان، أقسام من، 17). و كان شعب أورارتو أول شعب من الأقوام القاطنة في شمالي إيران و هضبة أرمينيا الذين أسسوا دولة ذات اقتدار في المنطقة الواقعة بين بحيرة وان و مرتفعات سهند أولاً، ثم في القفقاز (ن.م، 18,19؛ پيوتروفسكي، 5). و يعتقد بعض الباحثين أن تأثير الشعوب الهورية الأورارتوية في التكوين القومي للأرمن كان ضئيلاً (سركيسيان، ن.م، 27).

ويبدو أن دولة الميديين قد تمكنت خلال حربها مع الأشوريين من فتح هضبة أرمينيا في السنوات الأخيرة من القرن 7 ق.م، و برغم أن دولة أورارتو كانت قد سقطت آنذاك، لكن تتوفر مصادر تتحدث في 593 ق.م عن دولة تدعى أورارتو، أو أرارات. و يذكّـر ديـاكونـوف ــ مستنـداً إلـى كسينوفـون ــ أن أرمينيا كانت مستقلة على عصر الميديين، لكنها تابعة لدولة الميد (ص 350). و يواصل كلامه ليذكِّر أن إيضاح كسينوفون بهذا الشأن مضطرب و يسوده التشويش. يتحدث كسينوفون في «كتاب قورش» حول امتناع ملك أرمينيا عن دفع الخراج إلى ملك الميديين. و لم‌‌يذكر اسم ملك أرمينيا، لكنه دعا ملك الميديين باسم كياكسار (V/201,269-270؛ دياكونوف، 351). بينما استناداً إلى ما كتبه دياكونوف، فإن الملك المذكور لم‌يكن كياكسار، بل آستياك (ن.ص). إن قورش الذي كان أحد القادة العسكريين لملك ميديا، ذهب إلى أرمينيا و طلب استسلام ملك تلك البلاد. و عقب استسلام ملك أرمينيا، أراد قورش أن يعاقبه، لكن ولده تيغران الذي كان صديقاً لقورش توسط، فانتهى الأمر إلى الصلح. احتلّ قورش عدة قلاع و اتخذها قواعد عسكرية، ثم وفي الحرب التي دارت بين الكلدانيين و الأرمن، أعان الأرمن، وأقام السلام بين هذين الشعبين. و فيما بعد، شارك الأمير تيغران و المقاتلون الأرمن في حملات قورش إلى جانب مملكة ميديا (ن.ص). وقد نسب موسى الخورني جميع الأمور ذات العلاقة بأورارتو إلى سميراميد (سميراميس ـ شميرم)، مما يبدو أنه اقتباس من كتابات كتسياس. فخلال بحثه حول وارباكيس (بحسب كتابة كتسياس: آرباكيس) نقل كلامَ هذا المؤرخ (ن.ص).

و الذي يستلفت الانتباه فيما كتبه موسى الخورني (ص 38) أن بعض الأسماء الواردة في قائمة الملوك الأرمن و التي منها بَرنواز (فرنواز)، يرواند (هاروانتا)، تيغران (تيغرا)، أسماء إيرانية (ظ: دياكونوف، 352-353). و بحسب ماكتبه دياكونوف، فإن روايــة موسـى الخورنــي، باستثنـاء الأمـور المتعلقـة بتيغـران وصداقته لقورش (المنقولة من «كتاب قورش» لكسينوفون) الخاصة بالضحّاك هي من الأساطير الزرادشتية (ن.ص). و يبدو أن أرمينيا لم‌تكن مرزبانية خلال العهد الميدي، بل كان لها ملك من نفسها تابع للميديين. إن موسى الخورني يذكر ملكاً يدعى پاروير بن سكايوردي، يبدو أنه تحالف مع وارباكيس من أجل الحرب مع أشور و إلحاق الهزيمة بسارداناپال (أشوربانيبال)، حيث انتهى باحتلال نينوى عاصمة أشور (ص 36-37).

ورد في الكتاب المقدس (سفر إرميا، 51: 11، 27-29) أن الرب أثار روح ملوك ميديا على بابل. وفي نفس هذا الكتاب ورد ذكر لملوك ميديا و حكامهم و ولاتهم، و كذلك لممالك: أراراط (أرارات) و منى (مانا) و أشكناز (سكا) التي ثارت ضد بابل. ويبدو أن المعنيّ بأرارات في السفر المذكور، أرمينيا. يرجع دياكونوف تاريخ المعلومات المدرجة في سفر إرميا النبي إلى سنة 593 ق.م (ص 354). و ذكر كسينوفون في «كتاب قورش» أن قورش عيّن ابنه تانا‌أوكسار (= برديا) حاكماً على مرزبانية أرمينيا و ميديا و كادوسيا (VI/429).

و على عهد الملك الأخميني داريوس الأول تخلت أرمينيا عن التبعية له. وقد خلقت ثورة أرمينيا مصاعب جمة لداريوس. ففي 31 كانون الأول 522 ق.م دارت رحى معركة طاحنة في منطقة إيزالا من البلاد التي كانت لأشور فيما مضى، بين جيش داريوس و الثوار كان التفوق فيها للثوار. و برغم أنه قد ورد على نقش بيستون أن الثوار تمّ القضاء عليهم، لكن يبدو أن جيش داريوس لم‌يحالفه النجاح في هذه المعركة. و أخيراً أرسل داريوس في 21 حزيران 521 ق.م قوات أخرى، فاستسلم الأرمن بعد 7 أشهر من المقاومة (ستروفيه، 7,8؛ داندامايوف، «تاريخ»، 92، إيران، 264-265؛ أومستد، 156؛ شارپ، 45-49).

يعتقد دياكونوف أن أرمينيا كانت قد ثارت قبل بدء عهد داريوس (ص 437). و في نقش بيستون ورد ذكر مرزبانية أرمنية واحدة فقط، لكن هيرودوتس تحدث عن و جود مرزبانيتين أرمنيتين. و خلال الفترة بين القرنين 5و4 ق.م كانت توجد في أرمينيا مرزبانيتان إحداهما في أرمينيا الغربية يحكمها تيزيباز، والأخرى في أرمينيا الشرقية يحكمها أورونت (في اليونانية: أورونتس) يرواند. و مع كل ذلك، كانت كلتا المرزبانيتين تُعدّان أجزاء لدولة واحدة (دياكونوف، 346,354-355). و يستفاد من نقوش بيستون (العمود الأول، السطران 10و11) و تخت‌جمشيد (السطران 3و8) و السوس، و نقش رستم ألف (السطران، 2و20)، و نقش خشايارشا حول العفاريت (السطران 2و5) التي بين أيدينا  أن أرمينيا هي مثل ميديا أيضاً، كانت تُعدّ مرزبانية مستقلة (ستروفيه، 9). و في 401 ق.م قُتل قورش الصغير في ثورة قادها ضد أخيه خشايارشا الثاني. و تراجع جيشه اليوناني الذي عدده 10 آلاف جندي حتى البحر الأسود، فقطع أرمينيا من الجنوب حتى الشمال الغربي. كان حاكم أرمينيا آنذاك أرونت (يرواند) نجل آرتاسورا و صهر الملك الأخميني.  وكانت حدود أرمينيا قد اتسعت في تلك الأيام (سركيسيان، أقسام من، 31,32). و على عهد أردشير الثالث ثار الكادوشيون (الكادوسيون)، فقام أرسام (أرشام) كودومان الذي هو من الأسرة الأخمينية بإخماد الثورة. ومكافأة له على هذا النصر عُين حاكماً لمرزبانية أرمينيا و ظل بمنصبه هذا حتى 336 ق.م. و هذا الشخص هو نفسه الذي اعتلى العرش باسم داريوس الثالث (داندامايوف، ن.م، 249,254؛ سركيسيان، ن.ص).

عقب وفاة الإسكندر (323 ق.م) أعلنت الأسرة الجديدة لليروانديين التي كان هرانت (أرونـت ـ يروانـد) على رأسها، الاستقلال في أرمينيا الصغرى وسهل أرارات، ولكن الجنوب الغربي (سوفنه) و جنوبي أرمينيا كانا مايزالان تابعين للدولة السلوقية. اتخذ اليروانديون من سهل أرارات مركزاً لدولتهم وقاموا ببناء مدينة آرماوير على أنقاض المدينة الأورارتوية آرغيشتي‌‌هينيلي، وسمّوها عاصمةلهم (ن.م،34,35؛BSE2,III/56).

وظل القسم الجنوبي من أرمينيا تابعاً للدولة السلوقية.

و في حوالي 220 ق.م قام اتحاد بين أرمينيا الجنوبية و منطقة أرارات، فظهرت إلى الوجود أرمينيا الكبرى (ن.ص). و عقب سقوط الدولة السلوقية في الحرب مع الرومان (190 ق.م)، ثار آرتاشس (آرتاكسياس) و زاره و أعلنا استقلال أرمينيا الكبرى وسوفنه (ن.ص؛ سركيسيان، ن.م، 36). أعلن آرتاشس الذي عُرف في التاريخ باسم آرتاشس الأول (189-160 ق.م) استقلاله و دعا نفسه ملك أرمينيا الكبرى. كما قام بضم أراضي أرمينيا الصغرى إلى الأراضي الخاضعة له. و أكد من خلال منحه أسرته اسم الأرونتيين (اليروانديين)، نسبته إلى ملوك إيران السابقين و إلى الأسرة الأخمينية، و كان هذا بحد ذاته إثباتَ وجودٍ لدولته (ن.م، 36-37).

الصفحة 1 من10

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: