الصفحة الرئیسیة / المقالات / أرمینیا /

فهرس الموضوعات

أرمینیا


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/11 ۱۰:۵۰:۵۸ تاریخ تألیف المقالة

أدى التقدم المستمر و السريع لصلاح‌الدين الأيوبي في العراق و الجزيرة إلى أن يكون الزنكيون في معرض الخطر، و تسبب ذلك إلى أن يتحد آخر ملوك الأرمن و الأتابك عزالدين مسعود بن قطب‌الدين مودود لمواجهة اجتياح السلطان الأيوبي (بازورث، 5/170؛ ابن الأثير، 11/488-489). و في أرمينيا الشرقية أراد ملكها الذي كان من أحفاد سقمان القطبي، أن يتحالف مع آق‌سنقر الثاني في مواجهة الإيلدكزيين. و عندما توفي نصرالدين سقمان سنة 581ه‍/1185م من غير أن يترك وريثاً للعرش، فإن الصراع على الهيمنة نشب بين البهلوان بن إيلدكز الذي كان قد وجد له ذريعة لوراثة العرش من خلال زواجه بإحدى بنات ملك أرمينيا الطاعن في السن، و بين صلاح‌الدين الأيوبي. فتح البهلوان بن إيلدكز خلاط، بينما استولى صلاح‌الدين على ميافارقين التي كانت في ظل انتداب ملك أرمينيا و ضمها إلى المناطق الخاضعة له (بازورث، 5/170؛ ابن الأثير، 11/511-516).

و عقب وفاة صلاح الدين في 589ه‍/1193م، استولى الزنكيون مرة أخرى على أغلب مدن بلاد الجزيرة و قلاعها (بازورث، ن.ص). و نجحت دولة سلاجقة الأناضول في 603ه‍/ 1206م بالاستيلاء على أنطاليا و سيطروا على مدينة تجارية قريبة من بحر مرمرة. و في 605ه‍/1208م بادرت القوات السلجوقية التي اندفعت لمساعدة ملك حلب الظاهر أحد أفراد الأسرة الأيوبية،  إلى شن هجوم مشترك معه على أرمن كيليكية و قمعوا الحاكم الأرمني (أوزون چارشيلي، 4/I). و منذ أواسط القرن 5ه‍ كان فريق من الشداديين حكاماً في منطقة آني الأرمينية و ظلوا يحكمون هذه البلاد حتى أواخر القرن 6ه‍ (كسروي، 316-327).

و في الوقت الذي كان فيه المغول يهاجمون إيران، كان جلال‌الدين خوارزمشاه يقود هجوماً على أرمينيا في 622ه‍/1225م. و قبل هذا التاريخ و في 617ه‍/1220م  كانت طلائع المغول قد وصلت إلى أرمينيا. يقول كاتب الأخبار سباستاتسي إنه في التاريخ المذكور، تقدم 20 ألف مقاتل من الجند التتر الذين كانوا قد أُخرجوا من «چين و ماچين»، بعد اجتيازهم سهول آغوان (أران) حتى غوغارْك (نويمبريان الحالية)، داخل أرمينيا و وصلوا تبخيس (تبيليسي)، لكنهم عادوا بعد ذلك (ص 23؛ غالستيان، 107، ها 5,6). و في 622ه‍ استولى جلال‌الدين خوارزمشاه على بلدان دوين في أرمينيا و جورجيا وكنجه هو تبيليسي، ثم قاد هجوماً في 624ه‍ على خلاط وحاصرها لفترة و أخيراً فتحها (النسوي، 145، 148، 150، 151، 196، 197، 211-215؛ غاندزاكتسي، 149-150؛ إستپانوس، 33). وقد ذكر الأسقف إستپانوس في كتاب وقائعه أن المدينة حوصرت 40 يوماً قبل سقوطها (ص 34). و في 623ه‍ استولى جلال‌الدين على يرزنيك و كمخ، و بعدها بعام على كارين (سباستاتسي، 24). وفي 625ه‍ دمّر جيش خوارزمشاه مدن موك و توغوتاپ وخاربِرت (خاربرد ـ خرپوت). و في السنة التالية هاجم جيش جرار من المغول كنجه فقتل جمعاً كبيراً من أهلها و أسر النساء والأطفال. وبعد مرور سنتين وفي 628ه‍ شنوا هجوماً على خلاط و آمد فحصلوا على غنائم كثيرة (م.ن، أيضاً إستپانوس، ن.صص). و قد استولى المغول بعد ذلك على مدن آني و قارص و لوري وقلعة كاين (ن.ص). و في 633ه‍ هاجم الجيش المغولي أران وجورجيا و أرمينيا فاستولوا على بلدان سيونيك و آغستف (آقسطف)، ثم أنزلوا ضربتهم القاصمة بمدينة آني، و بعد احتلالهم المدينة قتلوا كثيراً من أهلها. و في أواخر تلك السنة أصبحت أرمينيا الشمالية تحت الهيمنة المغولية (هاكوپيان، 143-144). و في 641ه‍/1243م استولى المغول على مدينتي سباستيا (سيواس) وقيسارية (ابن العبري، 285؛ إستپانوس، 35).

و خلال السنوات 639-643ه‍/1242-1245م، أصبحت الأقاليم الجنوبية و الغربية لأرمينيا خاضعة للهيمنة المغولية. وعلى عهد السيطرة المغولية أعلن بعض الإيشخانات (الحكام المحليين) الأرمن و منهم حكام ولايات سيونيك و ساسون و وان عن تبعيتهم للمغول فظلوا في ولاياتهم، لكن حدث في كثير من المناطق الأخرى لأرمينيا أن فقد الإيشخانات سلطتهم. وقد تحدث المؤرخ الأرمني غاندزاكتسي عن هذا الأمر بشكل واف (ص 152-170؛ هاكوپيان، 144).

أوكل منكوقاآن إدارة البلاد التابعة له في الشرق إلى واحد من إخوته المدعوقوبيلاي قاآن، أما البلاد الغربية، أي إيران و الشام ومصر و الروم و أرمينيا فقد أوكلها إلى أخيه الآخر هولاكو (رشيدالدين، 2/685).

ظلت أرمينيا حتى القرن 8ه‍ واقعة تحت الهيمنة المغولية حيناً و تحت هيمنة الأتراك حيناً آخر. و في 802ه‍/1400م قاد تيمور هجوماً على أرمينيا و آسيا الصغرى و ارتكب في سيواس مجزرة فظيعة، بل و قيل إنه أجبر المدافعين عن مدينة وان بإلقاء أنفسهم من على أبراجها و سورها إلى الأرض. و أخيراً و بعد موت تيمور، استولى على أرمينيا التركمان القراقويونلويون و من بعدهم الآق‌قويونلويون. وقد أدت الموجات المتعاقبة من الغارات والمجازر و النهب إلى ضعف أرمينيا و هجرة الأرمن إلى بلدان أخرى. فقد هاجر إلى شبه جزيرة القرم و إلى مولدافيا حوالي 200 ألف أرمني (پاسدرماجيان، 282-284). و على عهد تيمور أصيبت أرمينيا ذات الكثافة السكانية بالقحط و الجوع و الدمار. و ارتد باغرات أحد حكام أرمينيا الذي كان قد هرب إلى جورجيا، عن الدين المسيحي (متسوپي، 14، 15). و على عهد دولة القراقويونلو فُرضت ضرائب باهظة على شعب أرمينيا (م.ن، 36) و خلال عهد دولة الآق‌قويونلو كانت مدينة ماردين لفترة عاصمة جهانگير (ح820-874ه‍/1417-1469م) و استولى عليها بعد ذلك أوزون حسن (ظ: ن.د، آق‌قويونلو). و عقب فتحه طرابزون في 865ه‍/1461م و قضائه على الدويلات المحلية و ضمها إلى البلاد الخاضعة للإمبراطورية العثمانية، واجه السلطان محمد الثاني الملقب بالفاتح، التركمان على حدود أرمينيا. و إلى حين وفاته وسع حدود إمبراطوريته في الشرق حتى أرضروم. و على هذا، فإن مابقي تحت هيمنة التركمان الآق قويونلويين، هو الرقعة الأصلية لبلاد أرمينيا (پاسدرماجيان، 289). ظل أوزون‌حسن حتى قبيل وفاته يحكم بلاداً واسعة كانت أرمينيا جزءاً منها (هينتس، 71). وعقب ذلك بقليل تغلب الشاه إسماعيل الصفوي على التركمان في إيران و أرمينيا و طردهم من أرمينيا.

منذ أوائل القرن 10ه‍ واصل خلفاء السلطان محمد الفاتح عملية توسيع حدود الإمبراطورية العثمانية نحو الشرق. هاجم السلطان سليم الأول إيران و مع انتصاره في حرب سنوات 920-922ه‍/1514-1516م استولى على الجزء الأعظم من أرمينيا (پاسدرماجيان، ن.ص). وقد بدأت منذ أوائل القرن 10ه‍ هذه الحروب الطويلة بين الدولتين الإيرانية و العثمانية بهدف الاستيلاء على أرمينيا و التي أدت من جديد إلى إلحاق الدمار بهذه البلاد، و بشكل خاص الدمار الفظيع الذي خلفته القوات العثمانية (نرسسيان، 160-161). وقد تحدث إبراهيم الپچوي الذي شارك هو نفسه في بعض تلك الحروب عن الدمار الذي ألحقته القوات العثمانية في شوره كل (شيراك) سنة 961ه‍/1553م. وقد وصف المجازر الرهيبة التي ارتكبها الجنود العثمانيون بحق المدنيين و نهبهم بقوله إن المنطقة قد دمرت إلى الحد الذي لم‌يبق معه أثر لعمران (1/312-314).

واستناداً إلى ما كتبه هدايت، فإن الشاه‌طهماسب الصفوي توجه في 959ه‍/1552م لاحتلال أرمينيا الصغرى، فحاصر قلعة خلاط وفتحها، و توجه بعدها إلى قلعة أرجيش ففتحها، حتى دارت رحى معركة بين الجيشين الإيراني و العثماني في أطراف أرضروم (8/97-100). و في 29 أيار 1555م/8 رجب 962ه‍ وقعت معاهدة صلح بين الطرفين عُرفت بمعاهدة أماسية، وضعت بموجبها أرمينيا الغربية (الأناضول الشرقي) تحت الهيمنة العثمانية، بينما أصبحت أرمينيا الشرقية تابعة لإيران (نرسسيان، 161؛ أوزون ـ چارشيلي، II/361). تم احترام هذه المعاهدة التي كانت قد وقعت للمرة الأولى بين الصفويين و العثمانيين حتى وفاة الشاه‌طهماسب (984ه‍/1576م) (ن.ص؛ هدايت، 8/150). و في 986ه‍/1578م، بدأت القوات العثمانية الحرب على إيران، حيث شنت هجوماً على القفقاز و استولت على أجزاء كبيرة من تلك البلاد (نرسسيان، ن.ص). استمرت الحرب حتى 997ه‍/1589م، أي لحوالي 12 سنة (أوزون چارشيلي، III/58). و قبل أن يعتلي الشاه‌عباس العرش وخلال فترة الاضطراب و الفوضى التي سادت إيران، استولت الدولة العثمانية على مساحات شاسعة من أراضي أرمينيا.

و في 991ه‍/1583م عُرضت وثيقة ماتزال محفوظة في مركز الوثائق و المخطوطات في ماتناداران بأرمينيا، و برغم عدم أصالة هذه الوثيقة على مايبدو، فإنها على أية حال دالة على الضغوط الشديدة التي مورست على أهالي أرمينيا في شتى الفترات منذ العهد العباسي حتى ذلك التاريخ. فقد فرضت ضرائب باهظة خلال العهد العباسي و أدت نفقات رفاهية البلاط العباسي إلى زيادة ضريبتي الخراج و الجزية على البلاد التابعة للخلافة. ففي أواخر القرن 8م و بشكل خاص على عهد هارون‌الرشيد فُرضت ضرائب باهظة على سكان أرمينيا، و استناداً إلى ما كتبه المؤرخون الأرمن فقد اتخذت جباية الضرائب شكل نهب علني بحيث كان الموتى أيضاً مشمولين بدفع الجزية (هاكوپيان، 111).

وفي الفترات اللاحقة أصبحت معاناة شعب أرمينيا أكثر حدّة وكثيراً ما أدت إلى عرض وثيقة ربما لفتت نظر حكام الدولة العثمانية. و توجد في مركز وثائق ماتناداران وثيقة مخطوطة تحمل عنوان «عهد النبي محمد (ص) للأرمن» يُدَّعى أنها كتبت بخط معاوية بن أبي سفيان في السنة الرابعة للبعثة النبوية. و وفقاً لهذا العهد فإن الأرمن و قساوستهم و زعماءهم وافقوا على دفع الجزية بحيث يُدفع عن كل شخص أرمني بالغ، مثقال من الفضة بوصفه جزية. و من بين التعهدات الأخرى الواردة في هذا العهد، إطاعة الأرمن للمسلمين. كُتب هذا العهد على مايبدو بالتوافق مع هرواند بن الضحاك الأرمني و حضور عدة شهود منهم أبوبكر وعمر و عثمان و علي (ع) و جعفربن‌أبي‌طالب و عبدالله بن عمر وأشخاص آخرين («أسناد فارسي...»، 1/288-290). و لاتبدو هذه الوثيقة صحيحة و ذلك: 1. كيف تمكن الأرمن في السنة الرابعة للبعثة النبوية أن يعطوا تعهداً كهذا؟ 2. إن عبدالله بن عمر الذي ورد فيها بوصفه أحد الشهود، لم‌يكن قد وُلد بعدُ في السنة الرابعة للبعثة النبوية. و يبدو أن الضغوط الضرائبية التي مورست بحق الأرمن هي التي أدت إلى اختلاق وثيقة كهذه. و إن ماورد في الأمر الذي أصدره الشاه إسماعيل الصفوي إلى ولاته و عماله في القفقاز الذي يحذرهم فيه من الإجحاف بحق نصارى تلك البلاد، هو بحد ذاته دليل على الضغوط الضرائبية التي كانت قد مورست بحق سكان أرمينيا (ظ: ن.م، 1/258-259).

و عقب  تسنمه العرش، اضطر الشاه عباس إلى القبول بمعاهدة الصلح ذات الشروط الصعبة التي وضعت أرمينيا بموجبها تحت هيمنة الدولة العثمانية (فلسفي، 1/149؛ نرسسيان، 161). و في 991ه‍/1583م و قبل عهد الشاه‌عباس، كان فرهاد باشا و عقب احتلاله أرضروم قد هاجم عن طريق قارص، ولاية چخورسعد (أرمينيا) فاستولى عليها و على يريفان  و رمّر كنيسة إچميادزين و عدة كنائس أخرى (فلسفي، 1/79). ومنذ 999ه‍/1590م واستناداً إلى معاهدة وقعت في إستانبول بين مندوبين عن الشاه عباس و السلطان مراد الثالث، ضُمت أرمينيا مع شروان وجورجيا و قراباغ و عدة مناطق أخرى إلى الدولة العثمانية (م.ن، 3/201). و كانت هذه المناطق تحت الهيمنة العثمانية حتى 1012ه‍/ 1603م (ن.ص). و مع مطلع سنة 1013ه‍ خرجت أرمينيا وقراباغ و القلاع الكبرى ليريفان و نخجوان من هيمنة الأتراك (م.ن، 3/201-202).

و على عهد الشاه‌عباس كانت هنالك 13 ولاية تابعة لإيران ومنها چخورسعد (أرمينيا) تدار بواسطة «بيگلربيگي» (م.ن، 2/397). و عندما أرسل السلطان العثماني أكبر قادة جيشه سنان‌باشا على رأس جيش نحو إيران، أمر الشاه عباس و بغية إلحاق الهزيمة بالأعداء، بأن تُدمّر مدن أرمينيا و لايُترك فيها أي نوع من الغلال و المؤن، و أن يتم ترحيل جميع سكان تلك المناطق إلى داخل إيران لتكون قلة المؤن و المياه عائقاً في سبيل تقدم جيش العدو (م.ن، 3/202). و استناداً إلى ماكتبه إسكندر‌بيك المنشي، فإن مايقرب من 20 ألف ممن هم على غير دين الأمة قد أسلموا عند القزلباشية في هذه الواقعة (2/666).كما تمّ تهجير أرمن جلفا إلى أصفهان (م.ن، 3/205) و قُسمت بينهم الأراضي المجـاورة لنهـر زاينـده رود ليبنـوا بهـا ــ وفقاً لرغبتهم ــ بيوتاً وكنيسة و يسمونها جلفا (ن.ص). لقد تمّ تهجير حوالي 24 ألف، وفي رواية 27 ألف أسرة أرمنية إلى جيلان و مازنـدران، لكـن ــ وربـمـا بسبـب مـرض الـمـلاريــا ــ مــات أغلبهــم ولم‌يبق منهم إلا حوالي 5، أو 6 ألاف أسرة (م.ن، 3/206؛ تافرنيه، 400). و أخيراً و في 1030ه‍/1620م استسلمت الدولة العثمانية للصلح مع إيران (فلسفي، 5/104-107). و بموجب هذا الصلح فإن القسم الشرقي من أرمينيا (چخورسعد) الذي يضم يريفان ونخجوان وقراباغ ظلت تحت الهيمنة الإيرانية. وكانت هذه المنطقة تضم أيضاً مدينة إچميادزين مقر جاثليق عموم أرمينيا. ويذكّر المؤرخون الأرمن أن هذا الجزء من أرمينيا الذي كان تابعاً لإيران و من خلال مقارنته بالجزء الخاضع لهيمنة الأتراك العثمانيين، كان يتمتع بنظام أكثر حرية، لكن الأوضاع تدهورت فيما بعد بسبب تدهور أوضاع إيران في القرن 18م (پاسدرماجيان، 293، 294).

و عقب مجيء نادر إلى الحكم، استؤنفت الحرب بين جنوده والقوات العثمانية بقيادة توپال باشا في 1142ه‍/1729م و انتهت بهزيمة نادر (محمد كاظم، 1/285-295؛ رياحي، 1/19)، لكنه تمكن في 1146ه‍ من إلحاق الهزيمة بتوپال‌باشا. و عقب ذلك شن نادر هجوماً على القفقاز و استولى على داغستان و كنجه وقراباغ و يريفان (محمد كاظم، 1/371، 379، 407). ثم تقدم في 1148ه‍/1735م عن طريق أراضي لوري و كازاخ ليصل حتى حدود قارص و أرمينيا، و استطاع في تلك السنة أن يطرد الأتراك العثمانيين من القفقاز. ثم ذهب عن طريق أرارات إلى إچميادزين (كرتاتسي، 197,198). و قد كتب المؤرخ الأرمني كرتاتسي الذي كان قد التقى نادراً بشكل مسهب حول تاريخ أرمينيا على عهده.

و في أواخر القرن 12ه‍ و نظراً للحروب المتواصلة، أصابت يد الدمار أرمينيا. فاتجهت روسيا التي كانت آنذاك دولة مقتدرة، نحو المناطق الجنوبية و لفتت انتباه الأرمن إليها (پاسدرماجيان، 295). و في أواخر القرن 18م و كما هو الحال في بقية مناطق القفقاز، ظهرت في أرمينيا خانيّات مثل يريفان و نخجوان و قراباغ و غير ذلك. و كان القسم الأوسط و منطقة واسعة من الجزء الشرقي لأرمينيا تابعاً لخانية يريفان التي قسمت إلى 15 منطقة (نرسسيان، 183)، لكن أرمينيا الغربية و الجنوبية الشرقية و منها فاسپوراكان و تارون و ساسون و قارص و كارين و غيرها وضعت تحت الهيمنة العثمانية و كان يحكمها الباشاوات الأتراك و كانت شبه مستقلة تقريباً (م.ن، 183,184). قام ألكساندر الأول إمبراطور روسيا (1801-1825م) و بعد ضمه جورجيا الغربية إلى روسيا (1803-1810م) بضم أراضٍ من أرمينيا كانت تابعة لجورجيا. و في 1219ه‍/1804م اندلعت الحرب بين روسيا وإيران، حيث ضُم في 1220ه‍ الجزء الشرقي من شيراك والساحل الغربي لآخوريان (آرپاچاي) إلى روسيا و وافق خان قراباغ على تبعيته لروسيا.

و عقب التوقيع على معاهدة گلستان في 1228ه‍/1813م، ضمت خانيات قراباغ و شيراك و لوري و شمشاط و زانغزور وعدة مناطق أخرى إلى الإمبراطورية الروسية (م.ن، 189-190). وخلال السنوات 1219-1228ه‍ حاولت القوات الروسية مرتين الاستيلاء على يريفان ففي خريف 1223ه‍ بدأ حصار القوات الروسية الثاني ليريفان التي كان يحكمها خانات منصوبون من قبل فتح‌علي‌شاه، لكن المهاجمين الروس لم‌يحققوا شيئاً من حصارهم الثاني لمدينة يريفان (م.ن،183,190). وقد تم الاستيلاء على يريفان فيما بعد و عقب التوقيع على معاهدة گلستان و خلال المرحلة الثانية من الحروب الإيرانية ـ الروسية (م.ن، 193). وبموجب معاهدة تركمان چاي التي وقعت في 5 شعبان 1243ه‍/22 شباط 1828م، وضعت خانيتا يريفان و نخجوان تحت الهيمنة الروسية (ظ: تاج بخش، 76، 77).

الصفحة 1 من10

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: