الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن حجر العسقلاني /

فهرس الموضوعات

ابن حجر العسقلاني


تاریخ آخر التحدیث : 1443/8/5 ۱۰:۳۳:۳۴ تاریخ تألیف المقالة

مؤلفات ابن حجر

ذکرتلمیذه السخاوي في الجواهر و الدرر في عشر ورقات الفهرست الکامل لمؤلفات ابن حجر. یقول السخاوي: کان ابتاؤه في التصنیف في حدود 796 هـ، ومن تصانیفه ماکمل قبل الممات، ومنها مابقي في المسودّات، ومنها ماشرع فیه فکاد، منها ماسطر، و منها ما صلح أن یدخل تحت الإعداد، وقد جمع هو أسماء معظمها في کراسة. وقد سمعته یقول: لست راضیاً عن شيء من تصانیفي لأني عملتها في ابتداء الأمر، ثم لم یتهیأ من یحررها معي سوی شرح صحیح البخاري والمشتبه والتهذیب ولسان المیزان، بل کانو یقول فیه (لسان المیزان): لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أتقید بالذهبي، و لجعلته کتاباً مبتکراً. ثم قال: و أما سائر المجموعات فهي کثیرة العَدد، واهیة العُدد، ضعیفة القوی (ظ: البجاوي، 1/12).
یقول السخاوي: وقد تصفّحت أنا هذه الوریقات فوجدته یقول فیها أحیاناً عقیب الکتاب و موضوعه: استوفیت تبییضه، أو قد بیضته أو بُیض الیسیر من أوائله أو مسودة (ن.ص). وبطبیعة الحال فإن شخصاً أمضی سنوات طویلة من عمره في منصب القضاء و إشراف أوقاف المدارس و الجوامع لایستطیع أن یهيء بشکل کامل مائة و خمسین مصنفاً نسبوها إلیه. مع هذا فإن ابن حجر واحد من أغزر مؤلفي العالم الإسلامي تألیفاً.
إن أغلب مؤلفات ابن حجر في الحدیث و رجال الحدیث و التاریخ. وأهم کتبه في الحدیث هو فتح الباري بشرح صحیح البخاري. و کما قال نفسه في خاتمة الکتاب (13/469) قد کتب مقدمته في 813هـ/1410م. واسم هذه المقدمة «هَدي الساري لمقدمة فتح الباري» و هي في 10 فصول حول بیان موضوع کتاب البخاري و التحقیق حول شروط الرواة و تراجمهم (عناوین الأبواب) و حول سبب تقطیع البخاري للأحادیث أحیاناً و تکرارها و کذلک سبب ذکر بعض الأحادیث «معلقاً» و «موقوفاً» و کذلک حول ضبط الکلمات الغریبة و الأسماء المعقدة والکنی والأنساب وأیضاً جواب انتقادات الدار قطنی والآخرین ومواضیع أخری. إن هذه المقدمة هي أحد الکتب المهمة حول صحیح البخاري و بدأ في 817هـ بشرح متن صحیح البخاري. یقول مؤلف کتاب کشف الظنون و کان شروعه في تصنیفه علی طریق الإملاء، ثم صادر یکتبه من خطه و بعد أن کان یکمل «کراسة» (حوالي 8 أوراق) یداوله بین الطلبة شیئاً فشیئاً. والاجتماع في یوم من الأسبوع، وذلک بقراءة ابن خضر، للمقابلة والمباحثة إلی أن انتهی في أول یوم من رجب 842 سوی ما ألحق فیه بعد ذلک حتی مماته بقلیل. ولما کمل الکتاب عقد مجلساً کبیراً من العلماء والقضاة خارج القاهرة بمنطقة «التاج و السبع وجوه» (في یوم السبت ثاني شعبان 842) و قرئ القسم الأخیر هناک، وعمل في هذا المجلس ولیمة کان المستغرق فیها نحو 500 دینار. واستنسخ ملوک الأطراف منهم أبوفارس عبدالعزیز ملک المغرب من تلک النسخة، ویبعت النسخة الواحدة بثلاثمائة دینار (حاجي خلیفة، 1/548).
وبلغت شهرة الکتاب أنحاء البلاد الإسلامیة قبل وقت طویل من إتمامه، وأرسل شاهرخ بن تیمور في 833هـ رسولاً إلی بلاط الملک الأشرف برسباي یستدعي کتاب فتح الباري، فجهز ابن حجر له ثلاث مجلدا من أوائل الکتاب ثم أعاد طلبله لها في 839هـ فلم یتفق تتمة الکتاب (ابن حجر، إنباء، 8/194).
لابن حجر کتابان آخران حول صحیح البخاري: أحدهما باسم تغلیق التعلیق، الذي ورد اسمه في معظم الفهارس تعلیق التعیق و هذا خطأ، لأنه کتب في مقدمة هذا الکتاب «وسمیته تغلیق التعلیق لأن أسانیده کانت کالأبواب المفتوحة فغلقت». یقول مؤلف کشف الظنون إن تألیف ذلک انتهی في 807 هـ، إلّا أن ابن حجر نفسه قال في کتاب انتقاض إنه تم في 804هـ وربما هذا هو تاریخ کتابة الکتاب. واسم کتاب انتقاض الکامل النتقاض الاعتراض و هو في جواب اعتراضات بدرالدین العیني علی کتاب فتح الباري. وکتاب ابن حجر الآخر حول صحیح البخاري هو الإعلام بمن ذکر في البخاري من الأعلام (حاجي خلیفة، 1/551-552).
ومن کتب ابن حجر المهمة کتاب لسان المیزان و هو مختصر و مکمل لکتاب میزان الاعتدال للذهبي حول رجال من الضعفاء  المتروکین و المجهولین کما یقول أهل السنة. ولم یذکر ابن حجر في کتابه لسان المیزان أسماء رواة الکتب الستة الذین ذکرهم المزّي في تهذیب الکمال، لأنه لم یشعر بالحاجة إلی تکرارهم (لسان المیزان، 1/4). واعتبر الذهبي في میزان الاعتدال التشیع و الغلو في التشیع من البدع الصغری ویقول إن مثل هؤلاء الأشخاص کانوا کثیرین بین التابعین و تابعي التابعین، ولورُدَّ حدیثهم، لزال مقدار کبیر من الأحادیث النبویة. أما الرفض فعده من البدع الکبری، و هو عبارة عن رفض أبي بکر و عمر والانتقاص من مقامهما، و یقول لایشاهد رجل صادق بین أهل الرفض (ن.م، 1/9 و مابعدها). ویقول ابن حجر في مقدمة لسان المیزان بعد نقل کلام الذهبي: «فالمنع من قبول روایة المبتدعة الذین لم یکفروا ببدعتهم کالرافضة و الخوارج و نحوهم ذهب إلیه مالک و أصحابه و القاضي أبوبکر  الباقلاني و أتباعه والقبول مطلقاً إلا فیمن یکفر ببدعته وإلا فیمن یستحل الکذب ذهب إلی أبوحنیفة وأبویوسف وطائفة و روي عن الشافعي أیضاً وأما التفصیل فهو الذي علیه أکثر أهل الحدیث ووجه ذلک أن المبتدع إذا کان داعیة کان عنده باعث علی روایة یشید به بدعته…» (ن.م، 1/10-11). وقد نسي ابن حجر والذهبي أن هناک بین أهل السنة رواة کانوا من أشد أعداء الشیعة و نقلوا أحادیث حول الشیعة و ذمهم و رفض عقائد الشیعة. فلوکان مدار رد الحدیث حدیث ینقله المبلغ أو الداعیة في تأیید کلامه، فلایجب أن یکون فرق بین الشیعة وأهل السنة.
ومن کتب ابن حجر المهمة في التاریخ الدرر الکامنة في أعیان المائة الثامنة. یقول في مقدمة الکتاب: جمعت فیه تراجم من کان في المائة الثامنة من الهجرة النبویة من ابتداء سنة إحدی وسبعمائة إلی آخر سنة ثمانمائة من الأعیان و العلماء  الملوک و الأمراء والکتّاب و الوزراء و الأدباء و الشعراء و عنیت برواة الحدیث النبوي فذکرت من اطلعت علی حاله وأشرت إلی بعض مرویاته و قد استمددت في هذا الکتاب من أعیان العصر و أعوان النصر لأبي الصفاء الصفدي و مجاني العصر لشیخ شیوخنا أبي حیان محمد بن یوسف الأندلسي (تـ 745هـ) وذهبیة العصر لشهاب‌الدین ابن فضل الله العمري و ذیل سیر النبلاء للحافظ شمس‌الدین الذهبي، و غیر ذلک. تم تألیف الکتاب في 830 هـ ثم تابع تألیفه حتی 837هـ، ولم یکمل رغم ذلک. ویستنتج من قراءة متن الکتاب و تراجم الأشخاص أن الکتاب لم ینقل بأکمله من المسودة إلی المبیضة. وأکمل السخاوي بعض نواقصه. ویتضمن أصل الکتاب 4,500 ترجمة إلیه السخاوي 900 ترجمة. تتکون الطبعة التي نشرت في مصر مع مقدمة محمد سید جاد الحق من خمسة مجلدات و تشمل 5,204 تراجم (الدرر الکامنة، 1/2-3؛ ظ: عزالدین، 375-476). وله أیضاً کتاب مهم آخر في التاریخ باسم إنباء الغُمر بأبناء العمر، یذکر فیه أحداث أیامه من 773هـ حتی 850هـ و فیه أیضاً تاریخ الملوک والأمراء والرؤساء ورواة الحدیث و مشایخه. و استفاد في تصنیف ذلک من کتب ناصرالدین ابن الفرات و صارم‌الدین ابن دقماق و ابن حجي الدمشقي و المقریزي و تقي‌الدین محمد بن أحمد الفاسي و الأقفهسي و بدر‌الدین محمد العیني، ولکنه انتقد کتاب العیني بشدة و قال: «حتی کان یکتب منه [من تاریخ ابن دقماق] الورقة الکاملة متوالیة و ربما قلّده فیما یهم فیه حتی في اللحن الظاهر وأعجب منه أن ابن دقماق یذکر في بعض الحادثات مایدل علی أنه شاهدها فیکتب البدر کلامه بعینه بما تضمنه و تکون تلک الحادثة وقعت بمصر و هو بعد في عَینتاب» (إنباء، 1/2-3).
وکتاب إنباء الغمر هو من کتب تاریخ الممالیک المهمة في أواخر القرن 8 و النصف الأول من القرن 9 هـ. ولم یتطرق المصنف فیه إلی الحوادث السیاسیة و العسکریة في زمانه فحسب، بل تناول أیضاً الأوضاع المالیة والاقتصادیة والزراعیة في مصر و أشار إلی التفاصیل من قبیل حالة الجو و المطر و القحط و الأوبئة و خاصة وباء الطاعون الذي أدّی في ذلک الوقت و خلال سنوات مختلفة إلی هلاک الکثیرین في مصر و الشام. وأشار کذلک في تراجم العلماء والأمراء إلی میزاتهم الأخلاقیة دون أن ینسی انتقاد الکثیرین من معاصریه. ولم یبیض ابن حجر هذا الکتاب بشکل کامل ولذلک یلاحظ فیه کثیر من النقص والتکرار.
ولابد من الإضافة هنا إلی أن ابن حجر کان یُتّهم بعدم رعایة مبادئ الحیاد في ترجمة معاصریه فقیل مثلاً: «وحیث کانت نشأته علی معاناة الشعر و الاسترسال في المدیح والهجاء علی طریقة أهل الأدب ورث من ذلک منذ عهد شبابه التنکیت و تطلب مواضع العلل في تراجم الرجال و الحطّ من مقادیرهم إذا أراد وإن کانوا من أصحابه و شیوخه» وقال البقاعي؛ إنه لایعامل أحداً بما یستحقه من الإکرام». وذکر ابن الشحنة الحنفي أیضاً في مقدمة شرح الهدایة حول ابن حجر: «و کان کثیر التنکیت في تاریخه علی مشایخه و أحبابه و أحصابه لاسیما الحنفیة فهو سالک في حقهم ماسلکه الذهبي في حقهم و حق الشافعیة، حتی قال السبکي إنه لاینبغي أن یؤخذ من کلامه ترجمة شافعي ولاحنفي متقدم ولامتأخر» (ظ: الطهطاوي، 327-328).
ومن بین الحالات التي تمسک فیها ابن حجر بالتعصب هو ترجمة الشهید الأول في إنباء الغمر، حیث یقول: «وفیها قتل محمد بن مکي الرافضي بدمشق بسبب ما شهد به علیه من الانحلال و اعتقاد مذهب النصرانیة واستحلال الخمر الصرف و غیر ذلک من القبایح و ذلک في جمادی الأولی 781 وأرّخه بعض أصحابنا في 786هـ» (1/311). وکتب في أحداث سنة 786هـ: «محمد بن مکي العراقي کان عارفاً بالأصول والعربیة فقتل علی الرفض و مذهب النصیریة في جمادی الأولی» (ن.م، 2/181). ویتضح من الفقرتین المذکورتین تعصب ابن حجر و عدم دفنه في ترجمة أحد فقهاء الشیعة الأتقیاء، حیث یتهمه حیناً بمذهب النصرانیة وحیناً آخر بالنُّصیریة.
ومن کتب ابن حجر المهمة و المشهورة الإصابة في تمییز الصحابة، وربما أنه من أهم الکتب في علم الرجال. إن و مؤلفات ابن حجر کثیرة طبع معظمها و جاءت فهرستها في کتب السخاوي و في شذرات الذهب والکتب الأخری التي ترجمت حیاته.

المصادر

ابن تغري بردي، یوسف، النجوم الزاهرة، تقـ: إبراهیم علي طرخان، القاهرة، 1391هـ/1971م؛ ابن حجر، أحمد بن علي، إنباء الغمر، حیدرآبادالدکن، 1392هـ/ 1973م؛ م.ن؛ تبصیر المنتبه بتحریر المشتبه، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1383هـ/ 1964م؛ م.ن، الدرر الکامنة، حیدرآبادالدکن، 1392هـ/1972م؛ م.ن، فتح الباري، القاهرة، 1348هـ؛ م.ن، لسان المیزان، حیدرآبادالدکن، 1329-1331هـ؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1350هـ؛ ابن فهد المکي، محمد، لحظ الألحاظ، تقـ: أحمد رافع الطهطاوي، مع ذیل تذکرة الحفاظ للذهبي، تقـ: حسام‌الدین القدسي، القاهرة؛ البجاوي، علي محمد، مقدمة علی تبصیر المنتبه (ظ: همـ، ابن حجر)؛ السخاوي، محم بن عبدالرحمن، التبر المسبوک، القاهرة، مکتبة الکلیات الأزهریة؛ م.ن الذیل علی رفع الإصر، تقـ: جودة هلال و محمد محمود صبح، القاهرة، 1966م؛ م.ن، الضوء اللامع، القاهرة، 1354هـ؛ الطهطاوي، أحمد رافع، حاشیة علی لحظ الألحاظ (ظ: همـ، ابن فهد)؛ عزالدین، محمد کمال الدین، التاریخ والمنهج التاریخي لابن حجر، بیروت، 1984م؛ المقریزي، أحمد بن علي، السلوک، تقـ: سعید عبدالفتاح عاشور، القاهرة، 1972م.

عباس زریاب

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: