ابن حجر العسقلاني
cgietitle
1443/8/5 ۱۰:۳۳:۳۴
https://cgie.org.ir/ar/article/233005
1446/9/10 ۱۶:۰۳:۵۹
نشرت
2
اِبنُ حَجَرٍ العَسقَلانيّ، أبوالفضل شهابالدین أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن محمود بن أحمد حجر العسقلاني الکِناني المصري (22 شعبان 773- ذوالقعدة 852هـ/28 شباط 1372-کانون الثاني 1449م)، من علماء الحدیث والفقه الشافعي الکبار والمؤرخین.وصف بـ «حافظ العصر» و «شیخ الإسلام» و «أمیرالمؤمنین في الحدیث» (ابن تغري بردي، 15/532؛ ابن العماد، 7/270)؛ و قد شهد الجمیع في زمانه، ماعدا عد سیأتي شرحهم، بعظمته و علمه وإحاطته التامة بالحدیث و الفقه، ویعتبر بین حفّاظ الحدیث الکبار بمستوی أمثال أبي نعیم الأصفهاني والدار قُطني و الخطیب البغدادي والذهبي.أورد السخاوي أعظم تلامذته والذي کتب ترجمة أحواله اسمه واسم أجداده بالطریقة التي ذکرت وضبط تاریخ ولادته في 22 شعبان 773 و تاریخ وفاته أواخر ذي الحجة 852 (الضوء، 2/36-40) وألف کتاباً منفصلاً في ترجمة شیخه باسم الجواهر و الدرر في ترجمة شیخ الإسلام ابن حجر الذي لم یطبع لحد الآن ولم تحصل علی مخطوطة منه، فکل ما نقل منه هو من کتاب محمد کمالالدین عزالدین باسم التاریخ والمنهج التاریخي لابن حجر العسقلاني. وقد اعتمدنا أساساً في ترجمة ابن حجر علی أقوال السخاوي الأخری في الضوء اللامع و الذیل علی رفع الإصر عن قضاة مصر والأهم من کل ذلک علی کتاب إنباء الغمر بأبناء العمر تألیف ابن حجر نفسه، حیث یتبر اهم مصدر موثوق حول حیاته، کما تمت الاستفادة من أقوال معاصریه مثل ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة و المقریزي في السلوک لمعرفة دول الملوک.و یقول السخاوي (الضوء، 2/36) کان «حجر» لقب لبعض آبائه الذي انتقل إلی أولاده و أحفاده و عرف به. کان أبوه علي بن محمد العسقلاني (ح 720-23 رجب 777هـ/1320-19 کانون الاول 1375م) من أهل العلم أیضاً نائب أبي محمد بهاءالدین عبدالله ابن عقیل الشافعي (تـ 769هـ) في الحکم و القضاء لفترة. کما کان شاعراً له عدة دواوین و مجازاً بالإفتاء و روایة القراءات السبع. یقول ابن حجر کان حین وفاة والده لم یتم الرابعة من عمره بعد و یتذکره کالخیال، و کان والده قد قال إن کنیة ابنه أحمد، أبوالفضل (إنبا، 1/174-175). ولد ابن حجر في القاهرة في دار عند نهر النیل، قرب دار النحاس و الجامع الجدید. و کان له أخ من أبیه توفي في حیاة الأب فحزن علیه جداًف فعزّاه أحد الشیوخ واسمه یحیی الصنافیري (تـ 773هـ) و کان هذا الشیخ من أهل الکشف و الکرامات و بشره بولد فکان ابن حجر (الدرر، 6/201).بعد وفاة أبیه تولّی أحد التجار المعروفین واسمه زکيالدین أبوبکر علي الکارمي الخَرّوبي (تـ 787هـ) الوصایة علی ابن حجر بناء علی وصیة والده (إنباء، 2/197). فأرسل ابن حجر إلی الکتّاب في الخامسة من عمره و تعلم القرآن عند الصدر السَفطي المصري الشافعي. وفي 784هـ ذهب مع زکي الدین الخرّوبي إلی مکة و کان له من العمر أحد عشر سنة و أقام معه هناک. و یقول کان قد ختم القرآن في 783هـ و في نفس السنة التي ذهبا فیها إلی مکة أراد إعادة ختمه فلم یوفق نظراً لتزامن ذلک مع الحج و مکثا في مکة حتی حانت تشریفات الإعادة و هي إقامة صلاة التراویح مع الناس (إنباء، 2/100-101؛ ابن فهد المکي، 326؛ السخاوي، الذیل، 76).یقول السخاوي نقلاً عن کتاب المجمع المؤسس في المعجم المفهرس تألیف ابن حجر إنه تعلم الحدیث عند محمد بن عبدالله بن ظهیرة حین مجاورته مکظ في 785هـ و قرأ علیه کتاب عمدة الأحکام لابن سُرور الجماعیلي، و في السنة التالیة اشتغل بتعلم الحدیث بعد عودته الی مصر مع زکيالدین الخرّوبي، وسمع في مکة صحیح البخاري عند عبدالله بنمحمد بن محمد بن سلیمان النیشابوري المکي، المعروف بابن العفیف النشاوري (تـ 790هـ) (الذیل، 75-76؛ ظ: عزالدین، 71، 73).في 17 من عمره تعلّم الفقه و العربیة و الحساب من شمسالدین محمد بن علي بن محمد القطّان المصري (تـ 813هـ) الذي کان أحد الأوصیاء علیه، کما تعلم الفقه علی أبي محمد (أو أبي إسحاق) الأَبناسي (تـ 802هـ) (السخاوي، الذیل، 77). یقول السخاوي کان الأبناسي صدیق والد ابن حجر، واختار ابن حجر ملازمته بعد 790هـ (الضوء، 1/173). ولابن حجر أساتذة و مشایخ کثیرون ذکرهم جمیعاً في کتابه، المجمع المؤسّس في المعجم المفهرس. ولم یطبع هذا الکتاب لحد الآن و یتعذر علینا ذکر جمیع أساتذته و مشایخه هنا، إلا أننا نذکر بعض من مشاهیر شیوخه استناداً إلی کلامه في إنباء و قول السخاوي في مواضع متعددة من کتابي الضوء والذیل:1. عمر بن رِسلان بن نُصَیر، المعروف بسراج الدین البُلقیني، من کبار فقهاء و محدثي الشافعیة (تـ 805هـ). ویقول ابن حجر في إنباء (5/108) أنه سمع تصانیفه منه و قراً علیه دلائل النبوة للبیهقي و کذلک دروساً من روضة الطالبین و عمدة المتقین للنووي في الفقه الشافعي و أجازه البلقیني بخطه.2. ابن جماعة عزالدین محمد بن أبي بکر بن عبدالعزیز (تـ 819هـ). یقول ابن حجر (ن.م، 7/242) لازمته من سنة تسعین إلی أن مات و کان یودّني کثیراً و یشهد لي في غیبتي بالتقدم و یتأدب معي إلی الغایة مع مبالغتي في تعظیمه حتی کنت لا أسمیه في غیبته إلا «إمام الأئمة». و قرأ علیه ابن حجر حاشیة عضد و شرح جمع الجوامع (ن.م، 7/241).3. عبدالرحیم بن الحسین بن عبدالرحمن الکردي، المعروف بالزین العراقي (تـ 806هـ)، کان أعظم شیوخه في الحدیث. یقول ابن حجر إنه لازمه عشر سنوات (ن.م، 5/172).4. جمالالدین أبوالمعالي عبدالله بن عمر بن علي بن مبارک الأزهري الحلاوي (تـ 807هـ). یقول ابن حجر (ن.م، 5/239-241): قرأت علیه مسند أحمد في مدة یسیرة في مجالس طویلة، و في الجملة لم یکن في شیوخ الروایة من شیوخنا أحسن أداء و لا أصغی للحدیث منه.5. أبوعلي محمد بن أحمد بن علي المهدوي البزاز، المعروف بابن المطرِّز (تـ 797هـ). یقول ابن حجر: «قرأت علیه الکثیر» (ن.م، 3/270).6. عبدالرحمن بن أحمد بن مبارک بن حماد بن الترکیي الغَزّي (أو المعري: ابن العماد، 6/359)، المعروف بأبي الفرج ابن الشیخة (تـ 799هـ). یقول ابن حجر في إنباء: و کان بینه و بین أبي مودة وصحبة، فکان یزورنا بعد موت أبي و أنا صغیر، ثم اجمعت به لما طلبت الحدیث فأکرمني، وکان یدیم الصبر ليي علی القراءة إلی أن أخذت عنه أکثر مرویاته و قد تفرد بروایة المستخرج علی صحیح مسلم لأبي نُعَیم قرأته علیه کله (3/348).7. ابن الصائغ علي بن محمد بن الدمشقي (تـ 800هـ) الذي کان معروفاً بـ «ابن خطیب عین ثرماء» أیضاً. یقول ابن حجر: قرأت سمعت علیه سنن ابن ماجة و مسند الشافعي و تاریخ أصفهان وغیر ذلک من «الکتب الکبار و الأجزاء الصغار» و قد قرأت علیه أکثر مسموعاته (ن.م، 3/407-408).8. زینالدین عمر بن محمد بن أحمد البالِسي الصالحي الملقّن (تـ 807هـ). یقول ابن حجر: «قرأت علیه الکثیر» (ن.م، 4/311).9. نورالدین علي بن أبي بکر بن سلیمان الهَیثمي (تـ 807هـ). ذکر ابن حجر الکتب التي قرأها علیه، منها نصف من کتابه مجمع الزوائد وربع من زوائد مسند أحمد و یقول: و کنت قد تتبعت أوهامه في کتابه مجمع الزوائد فبلغني أن ذلک شق علیه فترکته، رعایة له (ن.م، 5/256-260).10. ابن البرهان أبوهاشم أحمد بن محمد بن إسماعیل الظاهري التیمي (تـ 808هـ). یقول ابن حجر في هذا المجال: سمعت من فوائده کثیراً (ن.م، 5/317-318).11. شهابالدین أحمد بن عمر الجوهري (تـ 809هـ). یقول ابن حجر: قرأت علیه سنن ابن ماجة في جامع عمرو بن العاص و کذلک قسماً کبیراً من تاریخ بغداد للخطیب و طبقات الحفاظ للذهبي (ن.م، 6/18).12. محمد بن أنَس الحنفي الطنتدائي أو الطَّنتَدي (تـ 809هـ). یقول ابن حجر: کتبت منه الکثیر (ن.م، 6/43).13. مجدالدین محمد بن یعقوب الفیروزآبادي الشیرازي، مؤلّف کتاب القاموس المشهور (تـ 817هـ). یقول ابن حجر: ناولني جلّ القاموس وأذن لي مع المناولة أن أرویه عنه، و قرأت علیه من حدیثه (ن.م، 7، /162).14. محمد بن محمد بن علي الغُماري المالکي (تـ 802هـ). یقول ابن حجر: «أجازلي غیر مرة» (ن.م، 4/181).ویمکن إضافة مایلي علاوة علی ماذکر: محمد بن أحمد بن علي الزفتاوي (تـ 806هـ) (السخاوي، الضوء، 7/24)؛ سلیمان بن عبدالناصر الأبشیطي (تـ 811هـ) (ن.م، 3/265)؛ أبوالبقاء محمد بن إبراهیم الأنصاري الدمشقي، المعروف بالبدر البَشتکي (تـ 830هـ) (ن.م، 6/278)، الذي کان معلم ابن حجر في الأدب و العروض؛ عبدالله بن خلیل بن یوسف، المعروف بالجمال المارداني (تـ 809هـ) (ن.م، 5/19)؛ ابن الملقّن سراج الدین (تـ 804هـ) (م.ن، الذیل، 77)؛ قَنبر بن عبدالله الشرواني الأزهري (تـ 801هـ) (بن حجر، إنباء، 4/77)؛ شمسالدین أبوالمعالي محمد بن أحمد الحَبَتّي الحنبلي (تـ 825هـ) (ن.م، 7/480).ویعتبر هؤلاء نماذج من أساتذته و مشایخ إجازاته، و لتفصیل ذلک لابدّ من الرجوع إلی مجلدات الضوء للسخاوي و إنباء الغمر، والأهم من کل ذلک کتابه المجمع المؤسّس. یقول السخاوي في الذیل (ص 79): واجتمع له من الشیوخ الذین یُشار إلیهم و یُعوّل في حل المشکلات علیهم، مالم یجتمع لأحد من أهل عصره، لأن کل واحد منهم کان متبحراً و رأساً في فنه الذي اشتهر فیه لایلحق فیه فالتنوخي في معرفة القراءات والعراقي في معرفة علیم الحدیث و الهیثمي في حفظ المتون والبُلقیني في سعة الحفظ و کثرة الاطلاع و ابن الملقن في کثرة التصانیف و المجد الشیرازي في حفظ اللغة والغُماري في معرفة العربیة و عزالدین ابن جماعة في تفننه في علوم کثیرة.لم یغفل ابن حجر في أسفاره المتعددة إلی بیت اللّه و الشام و القدس و الیمن و عدن و الإسکندریة عن کسب العلم، و کان یسارع أینما یجد شیخاً و فقیهاً یمکن سماع الحدیث و الاستفادة منه إلی زیارته دون تأخیر.یقول ابن حجر: و فیها (793هـ) سافرت إلی قوص، وغیرها من بلاد الصعید و لم استفد منها شیئاً من المسموعات الحدیثیة بل لقیت جماة من أهل العلم منهم ناصرالدین قاضي «هو» [مدینة] و ابن السَرّاج قاضي قوص و جماعة من أهل الأدب (إنباء، 3/77). وفي ذيالقعدة 799 ذهب عن طریق طور و البحر الأحمر إلی الیمن (ن.م، 3/335) ووصل الیمن في 800هـ، استدعاه إلیه سلطانها الملک الأشرف إسماعیل بن عباس من سلاطین الرسولیین (تـ 803هـ). یقول ابن حجر: امتدحته لما قدمت بلده فأثابني (ن.م، 4/265). و في هذا اللقاء أهدی إلی السلطان نسخة من خریدة القصر التي کانت بخط ابن الفوطي (عزالدین، 125، نقلاً عن الجواهر و الدرر للسخاوي)، والتقی في عدن علي بن یحیی الطائي الصعدي الذي کان من أعیان التجار في الیمن و یتولی تفتیش تجارتها من قبل السلطان، یقول: اجتمعت به و سُرَّبي کثیراً لأنه کان صدیق خالي و بالغ في الإحسان إليّ (إنباء، 4/304). التقی في الیمن علماء و مشایخ تلک الدیار المعروفین و استمع منهم. وفي 800 هـ ذهب إلی مکة بمعیة المحمل الذي رتبه سلطان الیمن للحج (عزالدین، ن.ص). والتقی في الیمن مجدالدین الفیروزآبادي صاحب القاموس (م.ن، 123-124). و في سنة 803هـ سافر إلی الشام و أقام في دمشق مائة یوم سمع خلالها حوالي ألف جزء حول الحدیث منها المعجم الأوسط للطبراني و معرفة الصحابة لابن مندة و معظم مسند أبي یعلی. و في أول محرم 803غادر دمشق (ابن حجر، إنباء، 4/189). وأکمل في طریق العودة إلی القاهرة کتاب تعلیق التعلیق حول ترجمة مشایخه الکبار (البجاوي، 8). وخلال سفره إلی الشام سمع من العلماء الحدیث في مدن قَطیة، وغَزّة و الرَّملة و القدس و الصالحیة (ن.ص). کما یقول في إنباء: (4/73) عن سبب عودته إلی القاهرة: و دهم الناس اللنک [تیمور] فرجعت إلی القاهرة. ثم أخذ یواصل التصنیف بالقاهرة و من 808هـ أملی في خانقاه الشیخونیة الأربعین المتباینة وکذلک جزءاً من عشاریات الصحابة في مائة مجلس و علی مدی عدة سنین (ظ: البجاوي، ن.ص).وفي الثالث من رجب 811 افتتح الأمیر جمالالدین یوسف البیري البجاسي أستادار السلطان المدرسة التي کان قد بناها في رحبة العبد، و عین فیها أربعة مدرسین للمذاهب الأربعة و أسند تدریس علم الحدیث إلی ابن حجر (إنباء، 6/95-96).و جاء في ترجمة علي بن سیف الأبیاري النحوي (تـ 814هـ) أن جمال الدین الأستادار أسند إلیه التدریس في «الشیخونیة» إلا أن الأبیاري درّس هناک یوماً واحداً فقط و سلّم هذا المنصب لابن حجر لقاء مبلغ (إنباء، 7/39).وفي 813هـ توفي نورالدین علی بن عبدالرحمن الرَّبعي الرشیدي مدرس الحدیث في قبة بَیبرس وأخذ ابن حجر یدرس المحدثین بدلاً منه (ن.م، 6/252). و کان التدریس في البیبرسیة موضع نزاع بینه و بین أخي جمالالدین الأستادار. و شارکه في 815هـ أخو جمالالدین في مشیخة البیبرسیة و في 816هـ سیطر علیها بشکل کامل، ثم تسلمها ابن حجر مرة أخری في سنة 818هـ و أصدر السلطان المؤید الشیخ (تـ 824هـ) توقیعاً باسم ابن حجر و عزل عنها أخا جمالالدین. ولابد من القول هنا أن هذا الأمر کان نتیجة بحث بینه و بین شمسالدین الهروي وأراد منه السلطان أن یطلب جائزة مقابل انتصاره في هذا البحث. فقال ابن حجر إنه کان شیخ البیبرسیة و أخذها منه أخو جمالالدین عنوة، فوافق السلطان و استشهد ابن حجر بشهود علی ذلک و لبس في الیوم التالي الخلعة و حضر في المدرسة المذکورة (إنباء، 7/178). بعد أن تولی الشمس القایاتي (تـ 850هـ) في 849 هـ قضاء الشافعیة، أخذوا مشیخة البیبرسیة من ابن حجر و سلموها له. یقول السخاوي: ولم یحمد العقلاء إجابته فیها (الضوء، 8/213). عاد ابن حجر مرة أخری في أوائل ربیع الثاني 852 إلی المدرسة المذکورة و عزل منها مرة أخری.یقول السخاوي: إن إبن حجر رتّب أسماء المستحقین بها علی الحروف مما أُحتذي في ترتیب دیوان الجیش، و کثیر من مستحقي المدارس علی نحوهم و کانوا قبلُ في تعب زائد (بسبب عدم الترتیب) (ظ: عزالدین، 171).واشتغل ابن حجر في صفر سنة 827 بإملاء الحدیث في خانقاه البیبرسیة و کان المستملي هو الشیخ زینالدین الرضوان. وفي ربیع الأول من نفس السنة حیث کان ابن حجر یتولی منصبي القضاء والتدریس في المدرسة المؤیدیة، ادعی الشیخ شمس الدین البرماوي أن واقف المدرسة المذکورة اشترط أن لایتولی مدرسها منصب القضاء وأیده عدد فأخذوا منه تدریس الفقه الشافعي فحصل ابن حجر علی کتاب الوقف و تبین أنه لم یشترط فیه مثل ذلک، و بناء علی هذا أعادوا له التدریس في المدرسة ثانیة (ابن حجر، إنباء، 8/40-41).وقد أورد السخاوي أسماء الدروس و المدارس التي درّس فیها ابن حجر بالشکل التالي: التفسیر في الحَسَنیة والمنصوریة؛ الحدیث في البیبرسیة والجمالیة والزینبیة والشیخونیة و جامع طولون و قبّة المنصوریة؛ إسماع الحدیث في المحمودیة؛ الفقه في الخَرّوبیة والفخریة والشیخونیة و الصالحیة و الصلاحیة و المؤیدیة (الذیل، 85).في 811هـ ولي ابن حجر الإفتاء في دار العدل واستمر بهذه الوظیفة (عزالدین، 152). و کان في هذه الوظیفة عندما حضر في أول شعبان 815 مجلس بیعة السلطان المؤید الشیخ بمعیة الأمراء و القضاة واقترح خلال ذلک أن یکنی السلطان «أبوالنصر» لأن النصرة مناسبة جداً للقب المؤید (إنباء، 7/70).وکان الحدیث تخصص ابن حجر الرئیس، إلا أن الإمام محبالدین ابن الواحدي المالکي اقترح علیه بأن یبذل قسماً من همته و جهوده في الفقه و قال إنني أری أن علماء هذه المدینة سینقرضون وأن الناس سیحتاجون عن قریب إلیک. یقول ابن حجر: فنفعتني کلمته ولاأزال أترحّم علیه بهذا السبب (عزالدین، ن.ص، نقلاً عن عنوان الزمان للبقاعي).کان ابن حجر مشهوراً بکثرة الإفتاء و یقال إنه کان یصدر في الیوم علی الأغلب مایقرب من ثلاثین فتوی و قلیلاً مایحدث أن لایکتب في مجلس عشرین فتوی. جمع ابن حجر فتاواه خلال شهر واحد في کتاب اسمه عجب الدهر في فتاوی شهر و ردّ فیه علی المعترضین علی بعض فتاواه. یقول السخاوي: فمن یفتي في الشهر بأکثر من ثلاثمائة لایستغرب إذا أخطأ في ثلاثة بل في ثلاثین (ظ: عزالدین، 153). و من بین مناصبه و وظائفه کان إلقاء الخطبة في مساجد مصر، منها الجامع الأزهر و جامع عمرو بن العاص، أما الخطابة في الجامع الأزهر فقد أسندها إلیه محمد ابن محمد ابن الرزین (السخاوي، الضوء، 9/235). و تناصف في أواخر رمضان 838 مع الشیخ شمسالدین محمد بن یحیی الخطابة في الأزهر وفي جامع عمرو بن العاص و خطب في نفس ذلک الیوم جامع عمرو (إنباء، 8/353).أسند إلیه خزن الکتب بالمدرسة المحمودیة و کانت تحتوي علی أنفس الکتب، والتي جمعها القاضي برهان الدین إبراهیم بن عبدالرحیم ابن جماعة، و کانت فیها کتب کثیرة بخطوط مؤلفیها. ثم صار معظمها لجمال الدین محمود الأستادار فوقفها لمدرسته (إنباء، 2/293، 294). نظم ابن حجر بعد تولّیه خزن الکتب بالمکتبة المذکورة فهرستین لها: فهرستاً موضوعیاً علی الفنون و فهرستاً لأسماء الکتب حسب الترتیب الأبجدي، وکان یقیم فیها یوماً في الأسبوع واستطاع استعادة الکتب التي سیق أن فقدت من هذه المکتبة (عزالدین، 172، نقلاً عن الجواهر و الدرر للسخاوي).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode