أرسطو
cgietitle
1443/3/27 ۱۳:۴۱:۰۰
https://cgie.org.ir/ar/article/237187
1446/9/3 ۲۱:۰۶:۴۷
نشرت
6
لکن من جانب آخر، یری أرسطو أن أفراد المجتمع لیست لدیهم جمیعاً جدارة المواطنة، إذ أن الکلام یتناول أفضل نظام سیاسي واجتماعي تستطیع الحکومة فیه أن تبلغ قمة السعادة؛ و السعادة بدورها – و کما قال أرسطو مراراً – أمر مستحیل من غیر الفضیلة. وعلی هذا ففي حکومة مثالیة کهذه لاینبغي أن تکون للمواطنین حیاة الحرفیین و التجار، ذلک أن حیاة کهذه حیاة وضیعة و تتعارض والفضیلة، کما أن الفلاحین لایجدر بهم أن یکونوا مواطنین، ذلک أن تربیة الفضیلة و کذلک أداء الأعمال السیاسیة بحاجة إلی وقت فراغ. و من جهة توجد في کل حکومة طبقة مقاتلة، و طبقة تستشار في المصلاح المشترکة و تقضي في الأمور الخاصة بالعدالة. ویجدر إسناد الوظائف الحکومیة لهاتین الطبقتین، لکن لیس بشکل متساوٍ، ذلک أن الشباب بطبعهم یمتازون بالطاقة الجسدیة، بینما یتمتع الشیوخ بالعقل، أو الذکاء العملي. إذن فالمصلحة هي في أن تقسیم الأعمال و الوظائف الحکومیة بینهم علی هذا الأساس. کما أن الثروة یجب أن تکون خاصة بهاتین الطبقتین ذلک أن هؤلاء هم المواطنون الحقیقیون، وینبغي أن یکون المواطنون مقتدرین. أما الحرفیون، أو الفریق الآخر الذي لایخلق الفضیلة فا نصیب له في المواطنة. ویستند هذا الأمر إلی أن السعادة لاوجود لها من غیر الفضیلة، ویمکن اعتبار الحکومة سعیدة، لاعلی أساس قسم معین من المواطنین، بل علی أساس جمیع مواطنیها. إذن فواضح أن المِلکیات أیضاً یجب أن تکون خاصة بتلکما الطبقتین، کما أن الزراعة ینبغي أنتکون بأیدي العبید، أوسکان البقاع الأخری (ن.صص).
ثم یتناول أرسطو قضیة الثقافة والتعلیم و التربیة في مجتمعه المثالي. فبعد أن یشیر إلی دور الحظ، أو الاتفاق في تحدید الخیرات الخارجیة لمجتمعٍ ما، یؤکد علی أن أمر الفضیلة والسعادة في دولة مالیس عمل الحظ و الاتفاق، بل هو منوط بالعلم و الاختیار التفضیلي. لکن کیف یتأتّی التحلّي بالفضیلة؟ برغم أنه من الممکن أن یکون کل المجتمع متحلیاً بالفضیلة دون أن یکون الأفراد فیه کذلک. لکن تحلي الأفراد بالفضیلة هو المفضَّل. وهناک 3 عوامل لظهور أناس صالحین و بارزین: الجِبِلَّة والعادة والفهم. وبذلک فإن الفطرة و العادة والعقل یجب أن تنسجم مع بعضها في رأي أرسطو. ذلک أنها لاتکون منسجمة دائماً، لکن لو استجاب العقل للناس، فربما فعلوا ماهو مخالف للطبیعة والعادة (ن.م، الکتاب VIII، الفصول 1-5، مخـ).
ویقترح أرسطو بعد ذلک برنامجاً تفصیلیاً للرجال و النساء والأطفال والشباب، و یری أن أنفع التعالیم هي القراءة والکتابة والریاضة والموسیقی، لکن مایسمیه أرسطو «الموسیقی» غیر مقتصر علی العزف وإنشاد الأغاني. ففي اللغة الیونانیة لاتوجد کلمة خاصة بالآداب، وعلی هذا تتضمن کلمة «موسیکه» الشعرَ و الفنون ذات العلاقة به. و من جهة أخری فإن الموسیقی بمعناها الخاص أیضاً ضروریة، ذلک أن الناس بحاجة للاستجمام و الترفیه و اللهو و الشعور باللذة. و لهذا یعدّ الجمیعُ الموسیقی – سوا أکانت عزفاً، أم غناءً – الباعث علی أحلی اللذائذ. لکن الهدف النهائي من الموسیقی لیس اللهو و الاستجمام فحسب، بل إن للموسیقی واجباً أشمل و هي الباعث علی الطمأنینة الباطنیة وإرضاء الروح و معالجة الآلام الناجمة عن معاناة الحیاة، و العامل علی «تطهیر النفس» (ن.صص).
وکما رأینا فإن ذلک النمط من الحیاة الذي یصوره أرسطو في مجتمعه المثالي، حیاة سیاسیة. والآن یمکن التساؤل ماذا یمکن أن یکون الهدف النهائي من عیش المواطنین في مجتمع کهذا؟ یجیب أرسطو: الفراغ، أو الراحة. لکن الفراغ بمفهومه الأرسطي لایعني البقاء من غیر عمل، بل بمعنی تمتع المواطنین بوقت حرّ لأنفسهم. وهذا مایقابل العمل، أو الانشغال، أي الأعمال والواجبات التي یفرضها العملُ الیومي علی الناس. یقول أرسطو: تتضمن حیاة الإنسان، الانشغالَ والفراغَ، والحربَ و السلامَ. ومن بین أعمالنا فإن بعضها یشمل ضرورات الحیاة وأشیاء نافعة ویشمل الآخر الأشیاء الجمیلة. وهنا یجدر تدخل الترجیح، فمثلاً الحرب من أجل السلام، والاشتغال من أجل الفراغ، والضرروات و الأشیاء النافعة من الأشیاء الجمیلة والسامیة. وعلی هذا، فإنه ینبغي للمشرع وضع القانون آخذاً بنظر الاعتبار هذه الأمور (ن.م، الکتاب VII، الفصل 13، الورقة 1333a، السطور 31-38).
ومن جانب آخر، ولأن هدف جمیع الناس – جماعات، أم فرادی – واحدٌ، وکذلک لأن هذا الهدف یصدق لامحالة علی أفضل الناس وأفضل مؤسسة سیاسیة، فمن الواضح إذن أن الفضائل الخاصة بأوقات الفراغ ضروریة. لکن الفضائل النافعة لأوقات الفراغ لیست تلک التي تتفع في الفراغ فحسب، بل هي تلک الفضائل النافعة خلال ممارسة الأعمال أیضاً، ذلک أن کثیراً من مستلزمات الحیاة ینبغي أن یکون قد تمّ توفیره قبل الاهتمام بوقت الفراغ. وعلی هذا فعلی الحکومة أن تکون متحلیة بضبط النفس و الشجاعة و الصبر، حیث إنه و کما قیل في المثل: «لیس للعبید وقت فراغ» و«إن من لایقدر علی مواجهة الخطر بشجاعة یکون عبداً للمهاجمین». إذن فالشجاعة والجَلَدُ خلال ممارسة العمل، والفلسفةُ خلال وقت الفراغ، وضبط النفس والعدالة في کلتا الحالتین وبشکل خاص و بصورة أکبر في وقت الفراغ، أمر ضروري (ن.م، الکتاب VIII، الفصل 1، الورقة 1337a، السطور 11-26).
وأخیراً یشیر أرسطو إلی أنه برغم کون أغلب الناس في عصره یلجؤون إلی الموسیقی في سبیل الإحساس باللذة، لکن آخرین کانوا قد أدرجوها منذ البدء في عملیة التربیة و التعلیم، ذلک أن الطبیعة نفسها أیضاً ترمي إلی جعلنا قادرین علی أن نکون متفرغین بشکل صحیح وإلی أن نستطیع ملء الفراغ بشکل جمیل أیضاً؛ إذ أن الأصل في جمیع أعمالنا هو هذا الفراغ. وبرغم أن العمل و الفراغ کلیهما ضروري، لکن الفراغ هدف الحیاة، و هو أفضل من ممارسة العمل (نفس الکتاب، الفصل 2، الورقة 1337b، السطور 25-34). و في الختام یجدر الذکر أن کلمة الفراغ و مشتقاتها وردت 89 مرة في المجموعة الکاملة لآثار أرسطو، استخدم 46 منها في الکتابین 7 و 8 من السیاسة.
المیتافیزیقا تکلل فلسفة أرسطو، لکن من جانب آخر هي أصعب أقسام فلسفته أیضاً. بدأ البحث في «المیتافیزیقا» لأرسطو منذ ألفي عام مضت، و مازال مستمراً و ربما لنینتهي أداً، ذلک أن اختلاف الاستنتاجات والتفاسیر حول هذه المجموعة من کتابات أرسطو لیس بالقدر الذي یمکن معه إقامة شکل من الانسجام والمواءمة فیما بینها. لکن ینبغي القول إن أرسطو نفسه – وعلی الأقل إلی الحد الذي تظهره هذه الکتابات في شکلها الحالي – کان السبب في هذا الشکل من الاستنتاجات المتعارضة و غیر القابلة للمواءمة مع بعضها کما یبدو. وقبل کل شيء یجدر التذکیر أن عنوان المیتافیزیقا، لیس من و.ضع أرسطو نفسه. فقد منح أرسطو في آثاره الأخری، البحوث التي تشکل الموضوعات الرئیسة في هذه المؤلفات عنوان «الفلسفة الأولی».
وحول العنوان الحالي لهذه النصوص (المیتافیزیقا)، توجد أیضاً اختلافات في وجهات النظر في أوساط المفسرین و علماء الأرسطیات: یری البعض أن أودیموس الرودسي أحد أبرز تلامذة أرسطو کان قد منح هذهالمجموعةَ هذا العنوان للمرة الدولی و یری آخرون أن أندرونیقوس الرودسي أول جامع و منقح لآثار أرسطو کان قد أطلق علی مجموعة من کتاباته التي وُضعت بعد کتاباته في الطبیعة و الطبیعیات، عنوان متا تا فوسیکا، أيماجاء بعد الموضوعات و البحوث الخاصة بالطبیعیات. لکن ماهو مفروغ منه من الناحیة التاریخیة هو أن المؤرخ الشهیر نیقولایوس الدمشقي (حوالي 64- بعد 4 ق.م) أورد لأول مرة – ضمن مؤلّف بعنوان «في فلسفة أرسطو» - هذا النوع من کتاباته تحت عنوان متاتافوسیکا. وکان مؤلَّف نیقولایوس قد ترجم إلی السریانیة والعربیة أیضاً حتی إن ابنالندیم یذکره تحت عنوان اختصار فلسفة أرسطالیس (ص 254)، الذي کان ابن زرعة (تـ 398هـ/ 1008م) قد ترجمه من السریانیة إلی العربیة (ظ: م.ن، 264). وقد نشر دروسارت لولوفس الترجمة الإنجلیزیة لهذا الکتاب عن السریانیة في لیدن (1969م) تحت عنوان «نیقولایوس الدمشقي، في فلسفة أرسطو» مع مقدمة وتفسیر. کما نقل ابنرشد في تفسیره الکبیر لکتاب أرسطو مابعد الطبیعة في عدة مواضع منه نصوصاً من کتابات نیقولایوس تلک (حول عنوان المیتافیزیقا، ظ: راینر، 210-237؛ أیضاً حول نیقولایوس الدمشقي، ظ: مورو، I/ 465-487).
قبل کل شيء ینبغي التذکیر بأن مجموعة المیتافیزیقا أیضاً، شأنها شأن بعض الآثار الأخری لأرسطو و بشکل خاص تلک التي لم تدون ولم تنقح بواسطته علی هیئة کتب مستقلة. وقد بادر عالم الأرسطیات الکبیر المعاصر ییغر في کتابه المهم «دراسات في تاریخ ...» الذي أشیر إلیه فیما مضی، إلی بحث شامل حول هذه الکتابات، و وصل إلی نتائج نقبّلها تقریباً جمیع علماء الأرسطیات. فهو یقول: لمیکن أرسطو علی الإطلاق ینوي ولایرید إنتاج أثر أدبي تحت عنوان المیتافیزیقا (مابعدالطبیعة)، و لمترد إشارة إلی هذا العنوان في أيٍّ من آثار أرسطو الأخری. و لیس صحیحاً أیضاً أن أندرونیقوس – خلال تنقیحه آثار أرسطو – جعل مجموعة المؤلفات التي کانت تدور حول «الفلسفة الأولی»، بعد مؤلفاته «الفیزیائیة» و تحت عنوان متاتافوسیکا، بل یغلب الاحتمال أن مجموعة من المؤلفات کان لها وجود قبل ذلک فيالقرن 2 ق.م علی أقصی حد في 10 کتب بالمدرسة «المشّائیة» و في الإسکندریة (ص 180). کما یدل الأسلوب المعقد في تألیف هذه الکتب علی أن الهدف منها لمیکن عرضها علی عامة القرّاء (م.ن، 136-137). و إن عدم الترابط الأدبي فیها یدحض فرضیة أن الهدف منها کان إنتاج مؤلف أدبي فرید، أو أن أرسطو کان ینوي جمعها کأجزاء من مؤلَّف قائم بذاته حتی ولو تحت عنوان الفلسفة الأولی، أو ثیولوجیا (الإلهیات). بینما یشکل هذان العنوانان من وجهة نظر أرسطو الموضوعات الرئیسة للعلم الذي قُدِّم في هذه المؤلفات (م.ن، 164-174). کما لایمکن أن تُعدّ هذه المؤلفات سلسلة من الخطابات یمکن جمعها و نشرها ضمن مجموعة متکاملة؛ و هي أیضاً لیست مذکرات کانت قد أعدت بهدف الخطابة، أو – بحسب عادة الیونانیین – لمعونة الذاکرة، ذلک أن الإحالات المتشابکة في هذه المؤلفات و تغییر أسلوب الکتابة بحسب المقتضیات، و الاهتمم الکبیر بالدقة في التعبیر و اللغة، تنفي جمیعها هذه الفرضیات (م.ن، 135-138).
وتظهر دراسات ییغر أن هذه المؤلفات هي نوع من الأعمال الأدبیة الخاصة بالعصور القدیمة، أي ماکان یسمیه الیونانیون «إملاءات» الأستاذ التي کانت تحفظ في الذاکرة، أو تدوَّن بواسطة التلامیذ، أو السامعین. و یُعثر علی أنموذجات منها في بعض آثار أفلاطون أیضاً. وکان أمثال هذه المذکرات تصبح موضع بحث بعد قراءتها، وبذلک کانت تلک «الإملاءات» تُعدّ العمل الرئیس لأنشطة المدارس (م.ن، 138-148)، وکانت دائماً تخضع لإعادة النظر و التغییر و الإضافات، وعندما بقیت هذه المؤلفات أخیراً من أرسطو، کانت قد جُمعت فیما بعد علی أیدي آخرین بشکل مجامیع أکبر و أشمل بهدف التعلیم. کما أن بقیة الأجزاء أضیفت إلیها خلال القرون الثلاثة التي أعقبت وفاة أرسطو. ویبدو أن هذه الإضافات اقتبست من مؤلفات لأرسطو کانت تبدور خاصة بموضوعات ذات علاقة بالبحوث المیتافیزیقیة (م.ن، 174-184). وأخیراً تمّ تنقیح هذا الکتابات خلال القرن الأول قبل المیلاد، و قُدِّمت إلی عامة القراء بشکل کتاب واحد؛ بینما کانت في شکلها الأول قد أعدت لغرض انتفاع طلاب مدرسة أرسطو و تطویر معارفهم الفلسفیة (م.ن، 144-147, 174-187).
وعلی هذا یمکن القول إن مابین أیدینا الیوم بعنوان المیتافیزیقا لأرسطو، لاینبغي أن نعدّه بوصفه متن کتاب، أو سلسلة محاضرات، أو مجموعة من المذاکرات أعدّت لإلقائها في محاضرات، بل یجب أن نعتبرها مثل أسالیب لتناول موضوع معین، کانت قد ظهرت في أجواء أثینا الفلسفیة خلال القرن 4 ق.م. وبذلک فإن أفضل طریقة لمعرفة المیتافیزیقا لأرسطو هي أن نأخذ بعین الاعتبار شکلها و مضمونها في آن واحد. و ینبغي السعي إلی معرفة أرسطو بواسطة أرسطو نفسه من خلال المقارنة بین المتون في مجموعة آثاره. و إن الاهتمام بشکل البیان والتعبیر لدی أرسطو بصورة خاصة، أمر مهم لئلا نضع مؤلفاته المیتافیزیقیة في مجالات و قوالب المفاهیم و الاتجاهات الفلسفیة الحدیثة و المعاصرة؛ و ینبغي الانتباه بشکل خاص إلی أن أرسطو لمیکن خالق «نظامٍ فلسفي» محدّد. فهو قبل کل شيء فیلسوف «مفکر». کما أنه لیس «منظراً» بالمعنی الحالي لهذا المصطلح. وإن مایسمیه أرسطو «نظریة» لیس نظراً خالصاً، أو تأملاً، بل تحقیق للمعرفة. وإن اللذة التي تُستشعر من إمعان النظر، أو «الرؤیة» و من التعلّم، توسع من الرؤیة والتعلم («الأخلاق إلی نیقوماخوس»، الکتاب VII، الفصل 12، الورقة 1153a، السطور 22-23). وکما مرّ بنا، فإن أرسطو یعدّ الحیاة الممزوجة بالرؤیة و المشاهدة العقلیة – التي هي شکل من أشکال النشاط – أفضل أنماط الحیاة.
ونلقي هنا نظرة عابرة علی مضامین الکتب الأربعة عشر التي تشکل المیتافیزیقا لأرسطو:
الکتاب الأول (ألفا الکبیر): یتناول البحث فیه أن الفلسفة، أو الحکمة هي العلم و معرفة المبادئ و العلل الأولی. ومحور البحث هو المبادئ و العلل و البدایات و بشکل خاص العلل الأربع للموجودات؛ ثم معلومات عن آراء الفلاسفة المتقدمین و نقدهم.
الکتاب الثاني (ألفا الصغیر): رسالة أرسطیة تماماً من حیث اللغة والمضمون، لکنه قطعةٌ لا أکثر. وموضوعه الرئیس مدخل إلی تعلم موضوعات الفلسفة. و محور الحدیث فیه أنه لایمکن النزوع إلی التسلسل في علل و مبادئ الموجودات و تکوینها، وینبغي أن نصل دائماً في سلسلة العلل إلی نقطة بدءٍ، أي إلی مبدأ، أو أصل. و هذه الرسالة برغم قصرها تضم آراء أرسطو البارزة في العلم و المعرفة.
الکتاب الثالث (بیتا): یتناول أرسطو في هذا المؤلف القضایا الرئیسة لـ «الفلسفة الأولی» في قالب 14 عقبة، أو «متاهة». والفکرة المحوریة فیه بحسب تعبیر أرسطو هي أننا تناولنا حتی الآن قضیة مبادئ وعلل الموجودات من عدة أوجه، لکن یمکن التساؤل مع هذا تری هل یوجد إلی جانب علمٍ في الجواهر، علمٌ یبحث في أعراض الجواهر؟ والجواب علی هذا السؤال «العسیر جداً» یقدّمه أرسطو في بدایة الکتاب الرابع و ماتلاه.
الکتاب الرابع (غاما): الموضوع الرئیس فیه یدور حول الطبیعة، أو کُنهِ کل جوهر. وهنا یقدّم أرسطو نظریته الأساسیة و المبتکرة في «الموجود بما هو موجود». ثم بحث مهم في مبدأ عدم التناقض والصعوبات التي یُّتلی بها منکروه.
الکتاب الخامس (دلتا): و هذه الرسالة قبل کل شيءهي معجم للمصطلحات الفلسفیة. و موضوعها الأساسي، المعاني المختلفة للکلمات والأسماء، أي الکلمات «المتواطئة» التي تُعَرَّف بواسطة المعاني المختلفة. وقد أعاد أرسطو عدة مرات النظر في هذه الرسالة، و أضاف إلیها حیناً مقاطع من کتاباته السابقة، و حیناً آخر مقاطع من کتاباته اللاحقة.
الکتاب السادس (أپسلین): یتمّ في هذه الرسالة بحث قضایا متنوعة حول «الموجود من حیث هو موجود». کما أن هیکلیتها نُظِّمت بوضع نصوص متفرقة إلی جانب بعضها علی ید منقح (یحتمل کثیراً أن یکون أندرونیفوس الرودسي).
الکتب السابع و الثامن و التاسع (زیتا، إیتا، ثیتا): تُعَدّ هذه الکتب الثلاثة التي تشکل مع بعضها مجموعة مترابطة، أهم رسائل المیتافیزیقا. والموضوع الرئیس فیها یدور حول الجوهر و بشکل خاص الجوهر الثابت الذي لایقبل التغییر و لا الفناء، الذي هو النواة الحقیقیة لأفراد الجواهر القابلة للفناء. والبحوث الأساسیة حول الوجود، یُعثر علیها في هذه الکتب الثلاثة.
الکتاب العاشر (یوتا): تضم هذه الرسالة تعالیم حول مفهومي الموجود والواحد والمفاهیم ذات العلاقة بها مثل «هو هو» و «لیس هو» و «التماثل» و «عدم التماثل».
الکتاب الحادي عشر (کاپا): منذ القدم کان هناک اختلاف في الرأي في أوساط علماء الأرسطیات حول أصالة هذه الرسالة، فقد رأی البعض أنها من تألیف أرسطو نفسه، و رأی البعض الآخر أن موضوعاتها جمعت علی ید أحد تلامیذ أرسطو، أو أتباعه، فوضع فیها موضوعات الرسائل الأخری من هذه المجموعة (بیتا، غاما، أپسیلن) من جهة، و موضوعات من الکتابین 3 و 5 من «الفیزیاء» لأرسطو من جهة أخری، فتکوّن شکل من أشکال النصوص التعلیمیة للبحوث الأساسیة لـ «الفلسفة الأولی». لکن علماء أرسطیات مثل ییغر و رس، یرون أن الفصول 1-8 منهاهي من کتابات أرسطو الأصیلة. وموضوعها البحث في المفاهیم الأساسیة لفلسفة الطبیعة و بشکل خاص القوة والفعل.
الکتاب الثاني عشر (لامبدأ): تعدّ هذه الرسالة – لأسبابٍ – أهم مؤلف في مجموعة مابعدالطبیعة لأرسطو و هي بشکل خاص مهمة لأنها تشتمل علی أفکار و نظریات أرسطو في «معرفةالله و الإلهیات» بالمعنی الأخص. و کذلک علی رؤیته المیتافیزیقیة للعالم. و موضوعها الأصلي هو في الجوهر و بشکل خاص «الجواهر الثابتة والخالدة»،أيمبادئ الحرکة. و هذه الرسالة هي واحدة من أوائل کتابات أرسطو و هي رسالة قائمة بذاتها کان قد کتبها إبان حضوره في مدرسة أفلاطون. ویمکن أن تُعَدَّ نصّاً مدرسیاً، أو إملاءات قائمة بذاتها و کاملة في فلسفة المبادئ، أو الأصول الأولی. و لهذا الکتاب علاقة واضحة بالکتاب الأول من «الفیزیاء» لأرسطو و یحتمل أن یکون متقدماً علیه زمنیاً، و کذلک متقدماً الکتاب الثامن من «الفیزیاء».
الکتاب الثالث عشر (مو إلی الفصل التاسع a): یدور الحدیث في هذه الرسالة حول تواجد شکل آخر من الوجود إلی جانب المحسوسات، خالد و غیر قابل للتغیر. و موضوعها الرئیس هو نقد نظریة «المُثُل المفارقة» لأفلاطون و کذلک نظریته في العدد.
الکتاب الرابع عشر (مو، الفصل التاسع b والکتاب نو): طرح أرسطو في هذا القسم نقداً لنظریة المبادئ و بشکل خاص نظریتي «الواحد» و «الکبیر و الصغیر» الأفلاطونیتین کعللٍ للموجودات، ثم انبری لبحث النظریة التي تَعدّ «المثل» «أعداداً» وانتقدها بشدة.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode