الأسماء و الصفات
cgietitle
1442/9/19 ۲۱:۲۷:۱۹
https://cgie.org.ir/ar/article/236198
1446/9/15 ۱۲:۳۵:۴۸
نشرت
7
قبل ظهور النزعة الكلامية في أوساط أهل السنة، و من خلال حكم عام على عقيدة علماء أصحاب الحديث و بغض النظر عن التفاصيل، يمكن القول إن النزعة الغالبة بينهم، هي الاستناد إلى ظاهر النصوص العقائدية من الكتاب و السنة و قد كانت فكرة الاختصار على النص في باب أحاديث الصفات و التي اتخذت شكـلاً واضحاً منذ أواخر القرن 2ه، تبين في الإطار التالي و هو أن أصل الصفة ثابت، وكيفيتها مجهولة و أن الإيمان بهذا الإجمال هو اتباع للسنة (مثلاً ظ: ابنأبي زيد، 153-156؛ الذهبي، العلو...، 123). و في هذا المجال وقف أشخاص مثل مالك بن أنس بنزعة خفية ضد التشبيه، موقفاً عنيفاً من خلال طرح الأحاديث الموهمة بالتشبيه ونشرها و كان البعض مثل يزيد بن هارون يفسرون الاستواء بالمعنى المتبادر منه لدى العامة (ظ: عبدالله بن أحمد، 12؛ الذهبي، ميزان...، 2/ 419-420). و في النصف الأول من القرن 2ه، كان التحفظ الشديد لأحمدبنحنبل و أتباعه من أي نوع من التأويل و الاستنتاج الدرائي من النصوص، يدفعهم إلى أن يطرحوا في رسائلهم العقائدية مجموعة غير مستدل عليها من القوالب المأثورة (مثلاً ظ: ابنأبييعلـى، 1/241-246، 294، 341-345؛ أيضـاً ظ: هالكيـن، 1-28).
و في ذلك العصر نفسه، بيّن العالم البصري ابن كلاب (ت بعد 240ه/854م)، باعتباره أحد أوائل متكلمي أهل السنة، و من خلال، رؤية عامة إلى مباحث الأسماء و الصفات، المسائل المتعلقة بها في أثر بعنوان كتاب الصفات (ابن النديم، 230)، و قد أدرج الأشعري في المقالات (ص 169-170)، خلاصة عن آرائه في هذا المجال. و قد اعتبرت في مقالة ابن كلاب بعض الموضوعات محل النقاش بين المتكلمين في مبحث التوحيد و التشبيه، مثل «يدي» الله و «عينه» في عداد الصفات الإلٰهية، و ذلك بالإضافة إلى أن الصفات طرحت باعتبارها مصدر الاشتقاق أمام الأسماء باعتبارها أسماء مشتقة و هو استخدام يتجاوز المفهوم اللغوي، والتوسع في الاصطلاح. و لأن ابنكلاب يعتبر الله «عالماً بعلمه» و «قادراً بقدرته». فإنه يؤمن بشكل ما بالغيرية المفهومية بين الأسماء و الصفات، و لأنه يعتبر الأسماء و الصفات (صفات الذات) ليست نفس الله و لاغيره، بل قائمة به، فإنه يعد أحد القائلين بنظرية شبه الأحوال. و يبدو نقل قول الأشعري في موضع آخر (ن.م، 173) عن ابنكلاب و الدال بأن «أسماء الله هي نفس صفاته»، تعبيراً فيه شيء من التسامح و لايمكن الاستناد إليه.
و قد أسس محمدبنكرام (تـ 255ه/ 869م)، في النصف الأول من القرن 3ه في خراسان، مذهباً اعتبر أحد أكثر المذاهب تطرفاً في اتباع ظاهر النصوص، و التشبيه و التجسيم بتعبير آخر (عن تفصيل الآراء، ظ: الشهرستاني، 1/ 99-104)؛ و أما ولفسون فقد اعتبر في تحليله وجهة نظر الكرامية، فكرتهم في باب الصفات، ذات علاقة بفكر بعض المتكلمين القدامى، بخصوص متكلمي الإمامية الأوائل (ظ: «الفسلفة»، 145-146).
و رغم أن رأي أبيالحسن الأشعري، باعتباره أبرز رموز علم الكلام لدى أهل السنة، و رأي أتباعه في باب الأسماء و الصفات، كان يتم بيانهما في قوالب مختلفة، و لكنهما كانا مستلهمين إلى حد كبير من نظرية ابنكلاب (للمقارنة و التحليل، ظ: ن.م، 212-216). و قد كان الأشعري قد بيّن أقواله في هذا المجال في أثر بعنوان كتاب الصفات و في نفس الوقت الذي أكد فيه على الاعتقاد «بما جاء من عند الله» و إثبات الصفات لذات الباري في نفس المجال، فإنه سعى لأن يتجنب التشبيه و يقدم معتقدات تتمتع بالوجهة الكلامية. و قد كان الأشعري يرى في إثبات الصفات أن أفعال الله تدل على صفاته و يعتبرها فيما يتعلق بنسبة هذه الصفات مع الذات، و كان يرى من خلال نقد الآراء المختلفة في باب الصفات ــ كما كان حال المتكلمين السابقين لأهل السنة مثل ابن كلاب ــ أن الله «عالم بالعلم» و «حي بالحياة»، و لكنه كان يبين هذا الرأي بشكل أكثر نضجاً و استدلالاً. و قد قام في مجال نقد الأراء المخالفة، بتصنيفها بشكل يستحق الاهتمام، و نقد بأسلوب قريب من الحصر العقلي، الاحتمالات المختلفة و منها آراء عينية صفات الذات مع الذات، و الغيرية اللفظية للصفات بالنسبة إلى الذات و كذلك نظرية الأحوال (ظ: الأشعري، اللمع، 9-14، مقالات، 290-291). و قد حلل آلار في مقالة مسألة صفات الله في عقيدة الأشعري و تلامذته (بيروت، 1965م).
و في أوائل القرن 4ه، و على مشارف ظهور الكلام الأشعري في العراق بالضبط، ألف أحد العلماء المعتدلين من أصحاب الحديث و يدعى أبابكر بن خزيمة النيسابوري (ت 311ه/923م)، أثراً في باب الصفات الإلٰهية اشتمل في نفس الوقت الذي استند فيه إلى الروايات و الأسانيد، على بحوث في تضاعيف الأحاديث المنقولة تتمتع بطابع درائي، و رؤية شبه كلامية. و قد جادل المؤلف على مايصرح هو نفسه في هذا الأثر الذي سمي التوحيد وإثبات صفات الرب، المؤمنين بالنهج الجهمي و المعتزلي في نفي الصفات (ظ: ابنخزيمة، 5). و في هذه الفترة نفسها، تجب الإشارة إلى متصوف ذي نزعة حديثية في فارس يدعى أباعبدالله بنخفيف (371ه/981م) الذي كان قد ألف باعتباره متصوف من أصحاب السنة و يميل إلى الأشعري (ظ: السبكي، 3/ 159-163)، و بنظرة شبه كلامية، كتاب اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء (و) الصفات (ظ: ابن تيمية، الفتوى...، 42).
و مما يجدر ذكره، أن العلماء المتطرفين من أصحاب الحديث خـلال القرنين 4و5ه/10و11م ــ وخاصـة في العـراق ــ و الذين كانوا يصرون على محاربة الفكر الكلامي، دُفعوا إلى تأليف آثار في باب الصفات بطابع جدلي كانت تتميز عموماً بنسيج روائي (مثلاً كتاب الصفات للدارقطني، بيروت، 1403ه/1983م)، و كان نزاعه الرئيس متوجهاً أحياناً إلى أبي الحسن الأشعري، لا المعتزلة ككتاب الصفات لأبي علي الأهوازي (ظ: ن.د، الأهوازي؛ أيضاً عن التأويلات لأخبار الصفات لأبييعلى بن الفراء الحنبلي، ظ: الروداني، 106؛ اقتباس منه، ابنتيمية، مجموعة...، 1/454-455).
ابنأبي الحديد، عبدالحميد، شرح نهج البلاغة، تق : محمد أبوالفضل إبراهيم، القاهرة، 1379ه/1959م؛ ابن أبي زيد، عبدالله، الجامع، تق : عبدالمجيد تركي، بيروت، 1990م؛ ابن أبي يعلى، محمد، طبقات الحنابلة، تق : محمد حامد الفقي، القاهرة، 1371ه/1952م؛ ابن بابويه، محمد، التوحيد، تق : هاشم الحسيني الطهراني، طهران، 1387ه/1967م؛ ابن تيمية، أحمد، الفتوى الحموية الكبرى، بيروت، دارالكتب العلمية؛ م.ن، مجموعة الرسائل الكبرى، بيروت، 1392ه/1972م؛ ابنخزيمة، محمد، التوحيد، تق : محمد خليل هراس، القاهرة، 1408ه/ 1988م؛ ابنشاذان، الفضل، العلل، تق : أحمد پاكتچي، غير مطبوع؛ ابن عساكر، علي، تبيين كذب المفتري، بيروت، 1404ه/1984م؛ ابن النديم، الفهرست؛ الأشعري، علي، اللمع، تق : ريتشارد مكارتي، بيروت، 1953م؛ م.ن، مقالات الإسلاميين، تق : ريتر، فيسبادن، 1980م؛ البخاري، محمد، صحيح، إستانبول، 1315ه؛ البغدادي، عبدالقاهر، الفرق بين الفرق، تق : زاهدالكوثري، القاهرة، 1367ه/ 1948م؛ البيهقي، أحمد، الأسماء و الصفـات، تق : م.ن، بيـروت، دار إحيـاء التـراث العربـي؛ الحسينـي، محمد رضـا، «مقولة جسم لا كالأجسام، بين موقف هشام بن الحكم، و مواقف سائـر أهل الكلام»، تراثنـا، 1410ه، عد 19؛ الذهبـي، محمد، سير أعلام النبـلاء، تق : شعيب الأرنــؤوط وآخـرون، بـيـروت، 1405ه/1985م؛ م.ن، الـعـلـو للـعـلي الـغـفـار، تق: عبدالرحمـان محمد عثمـان، بيـروت، 1388ه/ 1968م؛ م.ن، ميـزان الاعتـدال، تق : علـي محمد البجاوي، القاهرة، 1382ه/1963م؛ الروداني، محمد، صلة الخلف، تق : محمد حجي، بيروت، 1408ه/ 1988م؛ السبكي، عبدالوهاب، طبقات الشافعية الكبرى، تق : محمود محمد الطناحي و عبدالفتاح محمد الحلو، القاهرة، 1383ه/1964م؛ سعد بن عبدالله الأشعري، المقالات و الفرق، تق : محمدجواد مشكور، طهران، 1361ش؛ الشهرستاني، محمد، الملل و النحل، تق : محمد بدران، القاهرة، 1375ه/1956م؛ الصحيفة السجادية؛ الطوسي، محمد، الفهرست، النجف، المكتبة المرتضوية؛ عبداللهبن أحمد بن حنبل، كتاب السنة، دلهي، 1404ه/1984م؛ القرآن الكريم؛ الكشي، محمد، معرفة الرجال، اختيار الطوسي، تق : حسن مصطفوي، مشهد، 1348ش؛ الكليني، محمد، الكافي، تق : علي أكبر الغفاري، طهران،1391ه؛ مسلم بن الحجاج، صحيح، تق : فؤاد عبدالباقـي، القاهـرة، 1955م؛ المفيـد، محمـد، أوائل المقـالات، تق : الزنجانـي و الواعظ الچرندابـي، تبريـز، 1371ه؛ النجاشـي، أحمـد، الرجـال، تق : موسى الشبيري الزنجاني، قم، 1407ه؛ النسائي، أحمد، سنن، القاهرة، 1348ه؛ و أيضاً:
Frank, R.M., «The Divine Attributes According to the Teaching of Abu-l-Hudhayl al-’Allāf», Le Muséon, 1969, vol. LXXXII; Gimaret., D., «La théorie des aħwâl d’ Abû Hâšim al -Gubbâ’î d’après des sources aš’arites», JA, 1970, vol. CCLVII; Halkin, A. S., «The Hashwiyya», Journal of the American Oriental Society, 1934, vol. LIV; Horten M., «Die Modus- Theorie des abū Hāschim», ZDMG, 1909, vol. LXIII; McDermott, M. J., The Theology of al - Shaikh al-Mufid, Beirut, 1986; Van Ess, J., Theologie und Geselschaft im 2. und 3.Jahrhundert Hidschra, Berlin/New York, 1991; Wolfson, H. A., «Philosophical Implications of the Problem of Divine Attributes in the Kalam», Journal of the American Oriental Society, 1959, vol. LXXIX; id, The Philosophy of the Kalam, Harvard, 1976.
أحمد پاكتچي/خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode