الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / الأسماء و الصفات /

فهرس الموضوعات

الأسماء و الصفات

الأسماء و الصفات

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/19 ۲۱:۲۷:۱۹ تاریخ تألیف المقالة

و في النصوص الروائية المتعلقة بالقرن الأول الهجري، كانت كلمة الصفة و اشتقاقاتها ماتزال تستخدم بمعناها اللغوي و القديم، ولكن حتى هذه الاستخدامات اللغوية لم‌تكن هي الأخرى بعيدة عن التحول الدلالي في هذا القبيل من الألفاظ. و على سبيل المثال، فقد استخدمت مادة وصف في الدعاء الأول من الصحيفة السجادية في معناها الدلالي و كمرادفة للنعت و ذلك في عبارة «عجزت عن نعته أوهام الواصفين»، و لكن ماقامت هذه العبارة ببيانه، ليس نقد أفكار من نوع أفكار المشركين الذين خاطبهم القرآن و تنزيه الله عن الوصف باتخاذ الشريك و الولد، بل إن الهدف هو نقد أفكار المجسمة التي كانت تنتشر بين المسلمين في ذلك العصر، حيث يبدو القائل و كأنه يصف الله بصفات جسمانية، بعد نفي الاعتماد على قوة الوهم البشري.

 

التحول الدلالي في مصطلح الصفات

في خلال الحديث عن معرفة الله، يعد التساؤل عن «خصائص» الصانع و المعبود أول تساؤل يخطر على بال أتباع الأديان بعد إثبات الصانع مباشرة (لدراسة تطبيقية في مباحث الصفات في الكلام الإسلامي مع الكلام في الأديان الأخرى، ظ: ولفسون، «فلسفة...»، الفصل 2). إن ذكر أسماء لله في القرآن الكريم، مثل الحي و العليم و القدير و التي تشير إلى مثل هذه الخصائص، دفع العلماء المسلمين إلى أن يروا هـذا الباب مفتوحـاً، و تجنبهم فـي المقابل مضمون آيـات مثل «... ليس كمثله شيء...» (الشورى/42/11) من تشبيه الخالق بأي شيء من المخلوقات. و رغم أن بعض المذاهب اتهمت طيلة تاريخ الفرق الإسلاميـة فـي المصـادر المنتقـدة و ذات المـوقـف بـالتعـطيـل و التشبيه، أي بنفي الخصوصيات، أو تشبيه الله بالمخلوقات، ولكن يجب القول من خلال حكم عام إن جميع المتحدثين كانوا مطلعين على كلتا المجموعتين من الآيات، وكانوا على حد زعمهم يبحثون عن طريق وسط.

و من أجل التوصل إلى حكم تاريخي، يجب الأخذ بنظر الاعتبار أن الدراسة المقارنة بين آراء المذاهب المختلفة في باب هذه الخصائص، لاتعني أبداً الاطلاع على مواقف كل مذهب في قبال مسألة واحدة؛ بل كانت على شكل سؤال كان بدوره في حالة تغير و تبلور طيلة القرون الهجرية الأولى. و قد أدى تحول المفاهيم هذا في مبحث الصفات إلى أن تبدو المواقف الأقدم للعلماء اللاحقين عجيبة و متطرفة. و في الحقيقة يجب الاعتراف من خلال رؤية واحدة بعيدة عن التمييز التاريخي بأن أوائل المتكلمين مثل جهم بن صفوان و مقاتل بن سليمان، إما أنهم سلكوا سبيل التعطيل، أو تورطوا في التشبيه، و كأن أياً منهم لم‌يجد الطريق المعتدل.

و إلى جانب المفهوم الذي كان يراد من الصفات، كان الحديث يدور على كيفية وجودها، و نسبتها مع الذات كذلك و يدور النقاش حول كيفية وجودها؛ و هكذا، كان يتم التوصل إلى نتائج مختلفة، و هي هل إن صفات الله شئ غير ذات الله، أم عين ذاته؟ أم إن لها نسبة أخرى مع ذات الباري؟ و بذلك، فإن المتكلم كان يقف على مسافة قريبة للغاية من الكفر في الإجابة على الأسئلة في باب معنى الصفات، و وجودها المستقل، و حدوثها، أو قدمها، حتى من وجهة نظره؛ و أما من وجهة نظر الآخرين، فإن الشخص الذي كان يبدي رأياً كلامياً في باب الصفات، فإنه كان دوماً يتهم بشكل من الأشكال بالعدول عن الطريق المعتدل، و الميل إلى التعطيل، أو التشبيه. و خلال دراسة الفرق، فإن الأسلوب الذي يعتبر بموجبه التعطيل و التشبيه حدين، و تقاس مكانة كل عقيدة بالنسبة إلى هذين الحدين، يعد أسلوباً غير تاريخي؛ بل من الممكن أن يطرح هذان الحدان جانباً باعتبارهما مؤشرين، ويخضع مفهوم طريق الاعتدال و حدي التشبيه و التعطيل للدراسة التاريخية باعتبارها مفاهيم متغيرة في عقيدة كل واحدة من الفرق.

 

الأسماء و الصفات في الأوساط الإمامية

رغم أن حجم المعلومات عن الأراء الكلامية المتعلقة بالصفات في النصف الأول من القرن 2ه‍/ 8م قليلة للغاية، يجب التذكير بأهمية الروايات الواسعة نسبياً و المبينة من قبل الإمام الصادق (ع) و التي دار‌الحديث فيها عن الصفات الإلٰهية، و استخدمت الصفات فيها بوضوح بمعناها الاصطلاحي في مقابل الأسماء (مثلاً ظ: الكليني، كتاب التوحيد؛ ابن بابويه، 34-44، مخ‍ ).

لقد كانت المسائل المرتبطة بالأسماء و الصفات، في الأوساط الكلامية الشيعية في الكوفة، من المحاور الأساسية للنقاش واختلاف الأراء، حيث وصلتنا تقارير مجملة، و قيمة في نفس الوقت، في هذا المجال في مصادر الفرق. و استناداً إلى نقل الأشعري، فقد كان الزرارية و على رأسهم زرارة (ت‍ 148 أو 150ه‍/765 أو 767م) يرون أن الله لم‌يكن منذ الأزل عالماً وسميعاً و بصيراً، حتى خلق لنفسه العلم و السمع و البصر (مقالات...، قا: البغدادي، 71؛ الشهرستاني، 1/165). و نحن نعلم استناداً إلى الروايات الشيعية أنه كان من المؤكدين على هذا الرأي و هو أن كل شيء مخلوق سوى الله (ظ: الكليني، 1/82). ومن المحتمل أن الصفات الإلٰهية كانت تعتبر من وجهة نظره مثل العلم من مصاديق «الشيء غير الله». كما كان يرى ذلك بعض متكلمي الشيعة أن اعتبار زرارة في صف النصارى و القائلين بالأقاليم الثلاثة، حسب إحدى الروايات المعارضة (الكشي، 160)، من الممكن أن يكون مرتبطاً بوجهة نظره هذه في باب إثبات الصفات لذات الباري؛ و على أي حال، فإنه لم‌يتم حتى الآن تقديم تحليل لفكر زرارة الكلامي.

و كوجهة نظر أكثر نضجاً، تجب الإشارة إلى رأي سليمان بن جرير الزيدي في منتصف القرن 2ه‍/ 8م و الذي اعتبره ولفسون أول رأي من نوعه في تاريخ الكلام الإسلامي لبيان التصور الصحيح للصفات («الفلسفة»، 207). و استناداً إلى نقل الأشعري، فقد كان يرى أن «علم الله لا هو و لاغيره» (ن.م، 547، أيضاً، 171). و الملاحظة المهمة في رأي سليمان أنه في نفس الوقت الذي يعتبر فيه صفة العلم و القدرة و الحياة شيئاً، و لكنه لم‌يجوز بشكل عام إطلاق «الأشياء» على الصفات (ن.ص). و على هذا الأساس يمكن الاستنتاج أنه كان يعتبر في رأيه مصداق تلك الحالة، أو مصاديقها واحدة لامتعددة، في نفس الوقت الذي تصور فيه حالة بين العينية بالذات و الغيرية معها؛ و الملاحظة المهمة الأخرى في رأي سليمان، نظرته إلى صفة الإرادة. ففي نفس الوقت الذي اعتبر فيه الإرادة كالعلم و القدرة، لاعين الله، و لاغير الله، لم‌يتحرج من التصريح بأزلية الإراة (ظ: ن.م، 514). علماً أن هناك ملاحظة تحظى أيضاً بأهمية فائقة في الفهم الأفضل لرأي سليمان في الصفات و خاصة الإرادة و هي إنه كان ينكر البداء بشدة (ظ: سعد‌بن‌عبدالله، 78، عن وجهة نظر صاحب الطاق و الجواليقي، ظ: الأشعري، 37، 41-42، مخ‍؛ البغدادي، 43).

و في الآراء المنقولة عن هشام‌بن‌الحكم (تـ‍ 199ه‍(، فإنه كان يرى أن علم الله بالأشياء ليس أزلياً (قا: المفيد، 60، الذي اعتبر هذه النسبة خطأً)، و لكنه مع ذلك، لم‌يكن يرى أن من المناسب أن يوصف العلم و الصفات الإلٰهية الأخرى بأنها «محدثة» و«مخلوقة» (ظ: الأشعري، ن.م، 37- 38؛ الكليني، 1/106؛ أيضاً ظ: الحسيني، 14-99). و من استدلات هشام لإبطال الاعتقاد بأزلية العلم، أن اختيار الناس و تكليفهم سوف يكونان باطلين في حالة علم الله بأفعال عباده قبل وقوعها (ظ: الأشعري، ن.م، 37؛ البغدادي، 41).

كان هشام، و استمراراً لرأي متقدمين مثل أبي مالك وابن‌ميثم، يطرح رأياً يستند إلى أن الصفة نفسها غير قابلة للوصف، وأن صفات الله، و منها العلم و الإرادة، ليست عين الذات ولاغيرها (ظ: الأشعري، ن.ص؛ عن مناظراته مع أبي الهذيل العلاف المعتزلي في هذا الشأن، ظ: الشهرستاني، 1/164-165). ولاشك، في أننا يجب أن نعتبر هذا الرأي من أهم أراء «شبه الأحوال» حيث سعى أصحابه لأن يتخلصوا من إفراط أهل التشبـيـه و تـفـريـط أهـل التـعـطيـل؛ فـقـد اعـتـبـروا ــ مـثـلاً ــ ذات البارى «خارج الحدين، حد الإبطال و حد التشبيه» (ظ: الكشي، 284). ويمكن أن نجد شكلاً مفهوماً أكثر لوجهة نظر هشام في مناظرة بين الإمام الصادق (ع) و بين شخص زنديق وصلتنا برواية هشام‌بن‌الحكم، و قد أكدت هذه الرواية على كل من محدودية العقل البشري، وقصور الألفاظ في اللغة عن بيان المسائل المتعلقة بذات البارى، و اعتبر قبول نوع من التعبير عن الكيفية شرطاً للابتعاد عن حدي التعطيل و التشبيه؛ و هى الكيفية التي لايستحقها سواه، كما ليس بإمكان أحد الإحاطة بها علماً (ظ: الكليني، 1/83-85).

و في القرن 3ه‍/ 9م كان مذهب أصحاب هشام‌بن‌الحكم الامتداد لسلسلة متكلمي الإمامية المتقدمين و على رأسهم يونس‌بن عبدالرحمان و علي‌بن‌منصور وأبوجعفر السكاك (ظ: ابن‌أبي الحديد، 3/ 228). و قد ألف الأخير كتاباً بعنوان كتاب التوحيد يبدو أن النجاشي و استناداً إلى استغراب لغته اعتبره كتاباً في التشبيه من باب التهكم (ص 329). و يظهر أن عدم انسجام لغة هشام الكلامية مع المتكلمين المعتزلة و المتكلمين المتفقين معهم في التفكير، سواء في المصطلحات، أو في زاوية النظر إلى الموضوع، كان قد أدى إلى أن يعرف مذهب هشام في الأوساط الكلامية و الدراسات المتعلقة بالِفرَق كمذهب يميل إلى التجسيم. و في هذا المجال، كان تلامذة هشام الذين كانوا قد بينوا أفكارهم بلغة قابلة للفهم أكثر، مبرَّئين من التجسيم أكثر من هشام نفسه. وقد تردد ابن‌أبي‌الحديد كناقد نظر إلى هذا التيار الكلامي نظرة إيجابية، في تبرئة هشام و حسب و اعتبر الأمر سهلاً بالنسبة إلى أصحابه (ظ: ن.ص).

و تجب الإشارة إلى وجهة نظرهم بالنسبة إلى الدلالة الظاهرية للأدلة النقلية، باعتبارها إحدى خصائص هذه النزعة الكلامية بالنسبة إلى مسألة الصفات، حيث تم بيانها بشكل واضح على لسان الفضل بن شاذان. و من خلال مقارنة محتويات كتاب العلل مع ما نقله الكشي عن لسانه، يتضح أن الفضل (و مدرسة هشام عموماً) أضفى قيمة كبيرة على الإقرار ب‍‌ـ «ما جاء من عندالله». فحمل على هذا الأساس الآيات المتعلقة بمبحث الصفات على معناها الظاهري؛ و قال بنوع من التجسيم؛ و لكنه اعتبر صفات الله خلافاً لمفهومها العادي فيما يتعلق بالبشر كما هو الحال بالنسبة إلى وجهة النظر المعروفة عن هشام نفسه، و أكد على أن أياً من المخلوقات لايشبه الله (ظ: ابن شاذان، المقدمة؛ الكشي، 540، 541).

و قد طرحت جانباً الآراء الآخذه بالصفات في آثار الإمامية في القرن 4ه‍/10م، سواء الكلامية، أو الروائية، و كانت وجهات نظر علماء الإمامية قائمة بشكل أساسي على فصل الذات عن صفات الفعل و كذلك عينية صفات الذات مع الذات، و قد عمد أبوسهل النوبختي (ت‍ 311ه‍/924م)، إلى تثبيت هذه النظرة الكلامية نفسها (ابن النديم، 225؛ النجاشي، 32؛ قا: الطوسي، 29). و قد كان وجود هذه النزعة في الابتعاد عن معتقدات أصحاب الصفات وبطبيعة الحال، التقرب إلى أفكار المعتزلة مشهوداً حتى في سنوات العبور من القرن 3 إلى القرن 4ه‍ (مثلاً ظ: الأشعري، مقالات، 35، 42). و في عصر الملاحظات الكلامية الدقيقة في أوساط الإمامية منذ أواخر القرن 4ه‍ و بلورة الكلام الإمامي الجديد، كانت وجهة نظر المتكلمين الإماميين و على رأسهم الشيخ المفيد أقرب إلى معتزلة مدرسة بغداد في باب الصفات (ظ: المفيد، 57 و مابعدها؛ عن تحليل آراءه في هذا الشأن ظ: مكدرموت، الفصل 6).

 

آراء المعتزلة في الأسماء و الصفات

يعتبر المعتزلة من أقدم الفرق الكلامية الذين بحثوا بدقة في باب الأسماء و الصفات وسعوا بشكل عام ليحلوا بأسلوب عقلي النسبة بين الصفات والذات متجنبين التشبيه. و من أولى المواقف الكلامية في باب الصفات، عبارة منقولة عن واصل بن عطاء (تـ‍ 131ه‍/ 749م) ذكر فيها «صفت» البارى، حيث ألزم كل شخص يثبتها (كحقيقة قديمة) بإثبات إلٰهين (ظ: الشهرستاني، 1/51). و تسلط المقارنة بين أسلوب نظرته و بين نظرة جهم بن صفوان، الضوء على أولى مراحل ظهور الفكر الكلامي المتعلق بالصفات (ظ: ولفسون، «مسألة...»، 75 «الفلسفة»، 144؛ فإن إس، II/233 ومابعدها، أيضاً II/493 وما‌بعدها).

و قد أيد المتكلمون المعتزلة الآخرون الذين جاؤوا بعد واصل بحثه الذي طرحه في‌‌ باب حقيقة الصفات الإلٰهية وكان موقف المعتزلة الثابت في‌‌باب الأسماء القول بمغايرتها لذات الباري، وفي ‌باب‌الصفات (صفات‌الذات) القول بعينيتها مع ذات‌الباري، وذلك في تاريخ الكلام المعتزلي حتى‌ التاريخ الذي طرح فيه أبوهاشم‌ الجبائي نظرية الأحوال (ظ: المفيد، ن.ص؛ أيضاً ظ: الشهرستاني، 1/53-54، 75-77). وقد لفت الشهرستاني الانتباه إلى أن عقيدة المعتزلة في حقيقة الصفات، لم‌تكن في البدء ناضجة وقد كان أخلاف واصل يحاولون بأنحاء مختلفة من خلال التأثر بالفلسفة وفي نفس الوقت الذي اتفقوا فيه على نفي الصفات، أن يقدموا طريقاً لتفسير الصفات المنصوص عليها مثل العلم والقدرة و التي نسبت إلى الله في القرآن (ظ: 1/51؛ أيضاً ولفسون، ن.م، 125).

و قد خطا ضرار بن عمرو المتكلم الذي يحمل أراء خاصة الخطوة الأولى لتقديم نظرية تحليلية في باب معنى الصفات في أوساط المعتزلة، حيث كانوا يرون معنى سلبياً للصفات في نفس الوقت الذي ينفونها كحقيقة قديمة (الشهرستاني، 1/82)، بمعنى إنه كان يفسر العلم و القدرة بمعنى نفي الجهل و الضعف (ظ: الأشعري، ن.م، 166، 281؛ الشهرستاني، ن.ص). و خلال المقارنة تجب الإشارة إلى وجهة نظر الحسين النجار (تـ‍ ح 220ه‍/835م) المتكلم المعاصر له الذي كان يرى مكانة خاصة لصفة الإرادة في نفس الوقت الذي كان يقول فيه بالتفسير السلبي للصفات الأزلية (الأشعري، ن.م، 84) و كان يطرح الجمع بين أزلية العلم و الإرادة بالقول «كونه تعالى مريداً ــ لم يزل ــ لكل ما علم أنه سيحدث (ن.م، 283؛ الشهرستاني، 1/81). و فيما عدا كتاب النجار بعنوان الإرادة صفة في الذات و الذي كان قد بين فيه أساس نظرته هذه، ذكر ابن النديم (ص 229) مؤلفاً آخر له بعنوان الصفات و الأسماء اعتبر أول أثر يتبع هذا الأسلوب (عن تحليل حول التفسير السلبي للصفات، ظ: ولفسون، «مسألة»، 75-76؛ أيضاً فإن إس، I/211، أيضاً III/32 و مابعدها).

و يلاحظ في المباحثات التي جرت بين هذين المتكلمين المعتزليين المعروفين اختلاف واضح في الجزئيات في باب تفسير الصفات الإلٰهية: فمثلاً كان إبراهيم النظام يعتبرصفات الله علم الله «لنفسه» خلافاً لأبي الهذيل الذي كان يرى الله «عالماً بعلم هو هو» (ظ: الأشعري، ن.م، 165، 486، مخ‍؛ للتفصيلات، ظ: ولفسون، ن.م، 76-79؛ فرانك، 455 و مابعدها).

و كان أبوبكر الأصم الذي سجلت له مواقف مثل الاسم في بعض المسائل المتعلقة بالصفات (مثلاً الأشعري، ن.م، 564)، قد تطرق إلـى هذا المجال في أثر بعنـوان البيان عن أسماء الله عـز و جل (ظ: ابن النديم، 214).

و في الأجيال التالية كان المتكلمون المعتزلة مختلفين دائماً في بعض التفاصيل و كانت هذه الاختلافات تدور أحياناً في إطار التقابل بين المذهبين البغدادي و البصري. و من جملة ذلك و على أثر اختلاف النظام و أبي هذيل في باب صفة الإراده (ظ: الأشعري، ن.م، 189-190)، كان معتزلة بغداد يعتبرون إرادة الله بالأفعال نفس تلك الأفعال، في حين كان البصريون يعتقدون بالغيرية (ظ: المفيد، 58، عن نماذج أخرى، ظ: الأشعري، ن.م، 156 و مابعدها؛ أيضاً المفيد، 59 و مابعدها). و قد ألف أبوعلي الجبائي (تـ‍ 303ه‍/915م) كتاب الأسماء و الصفات (ظ: الذهبي، سير...، 14/184) في الوقت الذي كان مذهب المعتزلة يواجه فيه شكوكاً داخلية فيما يتعلق بالنظرية التقليدية المتمثلة في عينية الصفات مع الذات و بذلك كان يقف على مشارف ظهور نظرية الأحوال. و قد كان زعيم مذهب البصرة في عهده، فكان بالطبع يبدي اهتماماً خاصاً لنقد آراء البغداديين في مواضع الاختلاف.

و قد تمثل التحول الملفت للنظر في بداية القرن 4ه‍/10م في أوساط معتزلة البصرة، في ظهور نظرية الأحوال و طرح أبي هاشم الجبائي لها و لكنها لم‌تنتشر بين المعتزلة و اعتبرت عقيدة منحرفة و رغم المحافظة على موقفه المخالف للصفاتية لم‌يكن يعتبر الصفات ألفاظاً بحتة كما كان حال المعتزلة الآخرين، و قد كانت نظرية الأحوال تقوم على فكرة وجوب الإتيان بمفهوم آخر في عرض المفاهيم الفلسفية ـ الكلامية للوجود و العدم و قد كان يسميه «الحال»، و قد كان يعتبر صفات الله أحوالاً و من وجهة نظره يعبتر الحال أمراً حقيقياً في نفس الوقت الذي لايمتلك فيه وجوداً مستقلاً (ظ: البغدادي، 117). تعد نظريۀ الأحوال من أكثر المباحث في علم الكلام تعقيداً و قد عمد عدد من الباحثين مثل هورتن في 1909م و جيماره في 1970م و ولفسون في 1976م إلى تحليل أسسها (مثلاً ظ: هورتن، 303 و مابعدها؛ جيماره، 47-76؛ ولفسون، «الفلسفة»، 167-205؛ أيضاً ن.د، الأحوال).

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: