الصفحة الرئیسیة / المقالات / الاتحاد السوفیاتي /

فهرس الموضوعات

الاتحاد السوفیاتي

الاتحاد السوفیاتي

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/21 ۲۱:۱۹:۴۶ تاریخ تألیف المقالة

وأمسک خروتشوف بعد هذا الانتصار بزمام الأمور في الاتحاد السوفیاتي. وقام بحل الکثیر من قضایا البلاد المهمة بشکل صحیح، ونجح في اجتیاز الکثیر من الأزمات والمآزق. وقضی علی جهاز ستالین الإرهابي و برأ وأطلق سراح الکثیر من المحکومین، وأحیي أمل الدیمقراطیة في القلوب. وغیر خروتشوف ظروف الحرب الباردة، لکنه کان في ذات الوقت عامل حدوث الاختلاف بین الاتحاد السوفیاتي والصین، وقمع ثورة المجر بقسوة، وأوجد جدار برلین، لکنه نجح في مجال التسابق الفضائي، ونفذ سیاسة اقتصادیة فاعلة. ورغم أن سیاسته الزراعیة کانت ناجحة في البدء، لکنها أصیبت بالفتور أخیراً. وسمح في عهد خروتشوف للمنفیین القرم، وشمال القفقاز بالعودة إلی أرض أجداهم. واستناداً إلی المصادر الرسمیة للاتحاد السوفیاتي فإن تفرد خروتشوف في الأمور هو الذي سبب سقوطه أخیراً. ففي 14 تشرین الأول 1964 تم عزل خروتشوف من منصب السکرتاریة الأولی والعضویة في المجلس الإداري للجنة المرکزیة للحزب، وانتهی بذلک دوره في البلد، علماً أن هذا الإجراء اتخذ في اجتماع الجمعیة العامة للجنة المرکزیة للحزب الشیوعي في الاتحاد السوفیاتي (BSE3, XXVIII/407).

وحدثت بعد ستالین اختلافات عمیقة في قیادة الاتحاد السوفیاتي. فقد کان مالنکوف یؤید قدرة نظام الحکم، والاستثمار في الزراعة والصناعات الخفیفة، ویؤکد نسبیاً علی المجمعات العسکریة الصناعیة، فیما کان خروتشوف یسعی لسوق الاستثمارات إلی الصناعات الثقیلة، والدفاعیة، وکان یطرح قضیة رفع الإنتاج الزراعي والصناعات الخفیفة عن طریق الإصلاحات البنیویة. ورغم أن خروتشوف حقق بعض النجاحات في بعض الأمور، مثل زراعة الأراضي البکر والبائرة في کازاخستان وإنتاج السماد الکیمیاوي، إلا أنه لم یستطع تحقیق و عودة. وقد أدی ذلک إلی مخالفة کوادر الحزب بقیادة میخائیل سوسلوف المنظّر المحافظ (دربیشایر، 31-35). واختیر في المجمع العام للجنة المرکیزیة للحزب (14 تشرین الدول 1964) لیونید بریجنیف (1906-1982م) کسکرتیر أول للجنة المرکزیة بافتراح من سوسلوف. وقد انتخب في تشرین الثاني مننفس السنة رئیساً للمجلس الإداري للجنة المرکزیة للحزب الشیوعي في الاتحاد السوفیاتي (BSE3, IV/18). وقد تغیر فیما بعد منصب السکرتیر الأول إلی الأمین العام الذي کان سائداً في عهد ستالین. وتقرر في البدء أن تتولی أدارة شؤون البلاد مجموعة مؤلفة من خمسة أشخاص و هم بریجنیف، وسوسلوف، والکسندر شلپین، ونیقولاي پادغورني، وألکسي کوسیغین بشکل مشترک. وبدأت القیادة الجماعیة الجدیدة عملها بسرعة کي تغیر الجوانی الإصلاحیة المتطرفة لخروتشوف. وفي أیول 1965 انحلت اللجان الاقتصادیة في المناطق، والتي کان خروتشوف قد شکلها. وقد ظهرت منذ البدء اختلافات داخل القیادة الجماعیة، إلا أن أعضاءها انسحبوا من الساحة شیئاً فشیئاً بسبب المرض والشیخوخة.

هیّأ بریجنیف الأرضیة لسلطته بإدخال رفاقه ومؤیدیه إلی جهاز القیادة. وفي 1967م استطاع أن یکسب دعم البولیس والجهاز الأمني من خلال تعیین یوري أندرویوف رئیساً للجنة الأمن الحکومي (کا.غ.ب). وفيآب 1968 أرسل بریجنیف القوات السوفیاتیة إلی تشیکوسلوفاکیا بهدف قمع حرکة ألکسندر دوبتشک الإصلاحیة تحت شعار «الاشتراکیي في وجهها الإنساني»، وقمع الحرکة المذکورة بشدة. وأصبح هذا الإجرا بمثابة نقطة الانطلاق للسیاسة القائمة علی تجویز قمع أي إعراض عن المنهج السوفیاتي، وعرف بـ «نهج بریجنیف» (دربیشایر، 41-45).

وبلغ بریجنیف ذروة السلة في 1976-1977م. وفي 1977م تمت المصادقة علی الدستور الجدید للاتحاد السوفیاتي تحت إشرافه. وقد استحوذ في هذه السنة علی منصب رئاسة المجلس السوفیاتي الأعلی، والأمانة العامة للحزب من خلال عزل پادغورني. وفي کانون الأول 1980 توفي ألکسي کوسیغین رئیس الوزراء،وحل محله نیقولاي تیخونوف الذي کان من المقربین إلی بریجنیف، وتوفي میخائیل سوسلوف أیضاً في 1982م. وعلی الرغم من أن المنافسین خرجوا من الساحة تدریجیاً، إلا أن بریجنیف لم یکن یمتلک القوة البدنیة لإدارة البلد. وقد أصیب بالنوبة القلبیة في سنتي 1975 و 1977م. ولذلک یمکن اعتبار سنة 1975م بدایة زوال سلطة بریجنیف وقوته (م.ن، 45-50).

وسمی فریق من الباحثین عهد سلطة بریجنیف بعصر العودة إلی الستالینیة و «الستالینیة الجدیدة» (آوتورخانوف، «سلطة...»، 101-112؛ مدودوف، 215). ورغم أن بعضاً من التطورات الاقتصادیة لوحظت في الاتحاد السوفیاتي، منذ 1964م، إلا أنها لم تستمر طویلاً. ففي 1972م بلغت واردات الاتحاد السوفیاتي من الحبوب حوالي 30 ملیون طن لم تتسبب في حدوث مشاکل کثیرة في البلاد فحسب، بل وفي خارجه، خصوصاً في البلدان الفقیرة في آسیا و أفریقیا (م.ن، 220). وقد ألغیت في عهد بریجنیف سیاسة تخفیف التوتر التي کانت قد بدأها خروتشوف. وتقطعت أوصالها بالهجوم علی تشیکوسلوفاکیا في 1968م، و وضع العالم مرة أخری علی حافة هاویة الحرب الباردة. وفي 1982م تضاعف مستوی استیراد الحبوب من البلدان الأجنبیة وبلغ 60 ملیون طن (م.ن، 221). وکان بعض الباحثین یتوقعون أن السیاسة الستالینیة الجدیدة، والأخطاء السیاسیة لبریجنیف التي کان الهجوم علی أفغانستان من مظاهرها سوف تؤدي بشکل تلقائي إلی حدوث ثورة في داخل الاتحاد السوفیاتي (آوتورخانوف، ن.م، 301-327). واعتبر آوتورخانوف أن الهدف القریب المدی لزعماء الکرملین من الهجوم علی أفغانستان الوصول إلی الخلیج الفارسي ومصادره النفطیة وسواحل المحیط الهندي، والسیطرة علی خطوط المواصلات الغربیة (ن.م، 345).

بدأ الهجوم علی أفغانستان تحت عنوان «نهج بریجنیف». وکان الروس یستهدفون السیطرة علی قواعد جویة مهمة کي نراقب المقاتلات الروسیة عن کتب، البلدان النفطیة في الشرق الأوسط. فالسیطرة علی أفغانستان کان من أشنها أنتوجد منطقة حائلة في جنوب حدود الاتحاد السوفیاتي، وتحد کما کان یدعي القادة الروس من انتشار نفوذ الإسلام في آسیا الوسطی. ولکن الجیش الروسي واجه مقاومة عنیفة للمجاهدین المسلمین. وفي خلال 8 سنوات انتهت هذه الحرب بعد أن دفع الروس ثمنها متمثلاً في مقتل 50 ألف جندي روسي. وفضلاً عن ذلک فإن حرب أفغانستان أدت إلی أن یفقد الاتحاد السوفیاتي أصدقاءه في البلدان الإسلامیة و العالم الثالث، والبلدان المحایدة، کما أدت إلی أن یمارس الغرب حظراً اقتصادیاً ضد الاتحاد السوفیاتي (دربیشایر، 98-100).

وتوفي بریجنیف في 10 تشرین الثاني 1982، في حین بقیت الکثیر من مشاکل التحاد السوفیاتي عالقة (زمتسوف، 81) ولم ینشر هذا الخبر في الفور. وفي الیوم التالي و عندما انتخب أندرویوف في منصب الأمانة العامة وذلک في اجتماع المکتب السیاسي للجنة المرکزیة، نشرت و کالة تاس خبر وفاة بریجنیف (ن.ص). وتم انتخاب أندروپوف في منصب الأمین العام للجنة المرکزیة للحزب بأغلبیة ضئیلة (م.ن، 82). وبدأ أندروپوف (1914-1984م) عمله بعد الحرب في منصب السکرتیر الثاني للحزب في کارلي، ثم في اللجنة المرکزیة للحزب الشیوعي للاتحاد السوفیاتي،وکان سفیر روسیة في المجر منذ 1954 حتی 1957م. وتولی بعد ذلک رئاسة إدارة الأحزاب الشیوعیة في الخارج في اللجنة المرکزیة للحزب الشیوعي السوفیاتي. وعین منذ 1967 م في رئاسة لجنة الأمن الحکومي (کا. غ.ب)، ودخل في 1973م في عضویة المکتب السیاسي للجنة المرکزیة للحزب الشیوعي. وبعد أن وصل إلی منصب الأمانة العامة للحزب، أدخل حیدر علی أوف بصفته عضواً أصلیاً في المکتب السیاسي و نائباً أولاً لرئیس الوزراء وقد تولی علی أوف لفترة مسؤولیة الـ «کا.غ.ب» في جمهوریة آذربایجان، ثم منصب السکرتیر الأول للحزب الشیوعي في تلک الجمهوریة. وقام أندروپوف بإصلاحات في داخل الحزب، وبعدها أجری تعدیلات فیما یتعلق بمسؤولي مناطق البلد، ولکن مساعیه لم تدم طویلاً إذ توفي في شباط 1984 بسبب المرض، ومن جملة إجراءاته فسح المجال لبعض من التکنوقراطیین مثل غورباتشوف، وعلی أوف، ولیغاتشوف، وریجکوف وآخرین للاستمرار في الإصلاحات. ولم یحدث أندروپوف تغییراً أساسیاً في سیاسة روسیا الخارجیة و خصوصاً في أفغانستان. فقد ظلت الحرب في أفغانستان قائمة (دربیشایر، 57-63).

وبعد أندروپوف، انتخب کنستانتین تشرننکو الذي کان من الرفاق المقربین من بریجنیف، أمیناً عاماً للحزب، و ذلک في شباط 1984. وقد کانت له علاقات وثیقة مع زعماء الحزب المعمرین، ومنهم غرومیکو. واستحوذ تشرننکو في فترة تتراوح بین شهرین إلی ثلاثة أشهر علی منصب الأمانة العامة للحزب، والقیادة العامة للجیش، ورئاسة الجمهوریة، ولکنه أدخل المستشفی في تموز 1984، وتوفي في 10 آذار 1985 (م.ن، 63-65).

وبعد وفاة تشرننکو، انتخب میخائیل غورباتشوف في منصب الأمانة العامة في اجتماع المکتب السیاسي للحزب (م.ن، 67). وکان قد أنهي دراسته في فرعي الحقوق والزراعة، کما کان یتولی لفترة طویلة الأمانة العامة لرابطي الشباب الشیوعیین في مقاطعة ستافروپول، وإدارة شؤون الزراعة فیها، وکان بین عامي 1966-1968 السکرتیر الأول للجنة الحزب فیها، و في 1968-1970 السکرتیر الثاني، ومنذ نیسان 1970 السکرتیر الأول للجنة الحزب في تلک المقاطعة. وفي 1971 دخل في عضویة اللجنة المرکزیة للحزب الشیوعي الروسي، وفي السنوات 1978-1985م کان أمین اللجنة المرکزیة للحزب. وفي 1979م انتخب عضواً احتیاطیاً في المکتب السیاسي، وفي 1980م دخل في عضویة المکتب السیاسي. وقد کان منذ 1970 ممثل المجلس السوفیاتي الأعلی، وأصبح منذ 1985م عضو الهیئة الرئاسیة للمجلس، وفي آذار 1985 اختیر أمیناً عاماً للجنة المرکزیة للحزب الشیوعي، ورئیساً لمجلس الدفاع («قاموس»، 323-324).

کان یوري أندروپوف، وهو من أهالي ستافروپول، یستحم في الغالب في عیون المیاه المعدنیة في شمال القفقاز بسبب مرضه، فتعرف علی غورباتشوف عن کتب، وحباه بالمناصب. اختیر غورباتشوف في 1978 وزیراً للزراعة خلفاً لرئیسة السابق کولاکوف، وتدرج المناصب المختلفة. وبعد مرض تشرننکو تولی بشکل عملي إدارة شؤون البلد في 27 کانون الأول 1984، وانتخب رسمیاً بعد موته زعیماً للحزب الشیوعي. ومن جملة أعماله السعي من أجل عزل منافسه الرئیسي غریغوري رومانوف وقد تحقق هذا العزل في تموز 1985. وقد أخرج تدریجیاً مؤیدي بریجنیف والمنافسین من المکتب السیاسي للحزب، وأدخل بدلاً منهم أشخاصاً جدداً. وفي شباط 1986 أصبح بوریس یلتسین – الذي کان یتولی آنذاک زعامة المنظمة الحزبیة في موسکو – عضواً احتیاطیاً في المکتب السیاسي (دربیشایر، 72-91). وطرح غورباتشوف في 1986م بعد نجاحه في المکتب السیاسي و الحزب آراءه حول تجدید البنیة الاقتصادیة للاتحاد السوفیاتي، والتي عرفت بإعادة البناء (پیریسترویکا). وأعلن غورباتشوف في الجمعیة العامة (پلنوم) للجنة المرکزیة للحزب في حزیران 1986 قضایا تجدید البنیة الاقتصادیة للبلد تحت عنوان دروس پیریسترویکا، والمراحل الحتمیة في تحقیق الاستراتیجیة الاقتصادیة للحزب، و عدم تکرار أخطاء الماضي، والأسراع في إعادة البناء وتطویر صناعات السیارات، وإعادة البناء الجادة لشؤون الحزب بهدف تنفیذ الخطة الخمسیة للتنمیة الاقتصادیة و الإجماعیة (1986-1990م) («تقریر...، 1986م»، 6, 11, 14, 18, 38). وتمت المصادقة علی مقترحات غورباتشوف في الجمعیة العامة للجنة المرکزیة ضمت قرار تضمن ثلاث مواد (ن.م، 74-93). وفي 27 کانون الثاني 1987 قدم غورباتشوف في الجمعیة العامة للجنة المرکزیة للحزب تقریراً آخر حول إعادة البناء (پیریسترویکا)، وسیاسة الحزب بشدن الکوادر و الناظین. وقد تحدث في هذا التقریر حول ضرورة إعادة البناء، وتوسیع الدیمقراطیة الحزبیة، والإدارة الذاتیة للشعب، و سیاسة الحزب فیما یتعلق بالکوادر والناشطین في ظروف إعادة البناء («تقریر...، 1987م»، 24, 41). وعلی إثر ذلک صدر کتاب پیریسترویکا لغورباتشوف بعدة لغات. واعتبر غورباتشوف في هذا الکتاب پیریسترویکا بمثابة ثورة من القمة (ص 70). وقد أشار إلی قضایا مثل الإصلاحات الاقتصادیة في الظروف الاقتصادیة الجدیدة (ص 110)، ووجوب اتباع أسلوب اقتصادي علی أساس التدقیق في الحسابات (ص 116)، وقضیة أوروبا في سیاسة روسیا الخارجیة، باعتبارها بیتاً مشترکاً (ص 267)، والحد من الأسلحة النوویة (ص 319)، وسلسلة من الققضایا الأخری التي ینظر إلیها بعین الاهتمام في العالم.

وفي 19 آب 1991 دبر فریق من المحافظین في الحزب الشیوعي وحکومة الاتحاد السوفیاتي انقلاباً واجه مقاومة أهالي موسکو بقیادة بوریس یلتسین، فکان مصیره الفشل. وعزم غورباتشوف بعد فشل الانقلاب علی أن یحدث تغییرات في أوضاع الاتحاد السوفیاتي والعلاقات بین شعوب هذا البلد ولکنه لم ینجح.وفي 8 کانون الأول 1991 أعلن غورباتشوف انحلال الاتحاد السوفیاتي،و تأسیس البلدان ذات المصالح المشترکة. وکان من أهم إجراءاته السلیمة سعیه من أجل إنهاء الحرب الباردة، وجلاء القوات الروسیة من أفغانستان.

وفي 25 کانون الأول 1991 أعلن غورباتشوف استقالته من منصب رئاسة البلاد. وبعد فترة من هذه الحادثة ظهر في جمهوریات البلاد اختلاف في الآراء، وفقد الاتحاد السوفیاتي الذي حکم البلاد لـ 74 سنة کیانه القانوني. وبعد انهیار الاتحاد السوفیاتي أعلنت 6 جمهوریات و هي لتونیا و إستونیا ولیتوانیا و مولدافیا و جورجیا و آذربایجان عن خروجها من عضویة البلدان ذات المصالح المشترکة، وبقیت 9 جمهوریات أخری علی حالتها، ولکن حدود الاتحاد السوفیاتي السابق بقیت علی شکلها السابق.

 

اقتصادها

یعد الاتحاد السوفیاتي غنیاً إلی حد کبیر من حیث المعادن، و کان یتمتع بمکانة هامة في العالم في إنتاج الفحم الحجري والغاز الطبیعي و الحدید و المنغنیز و المعادن المختلفة ومنها المعادن النفیسة و القطن الصناعي والفوسفات وغیرها. تعد آبار النفط والغاز في القفقاز و المناطق الواقعة بین نهر الفولغا و جبال أورال و سیبیریا الغربیة و جمهوریة کومي التي تتمتع بالحکم الذاتي، غنیة للغایة. وقد قدر احتیاطي الفحم الحجري في الاتحاد السوفیاتي بما یقرب من 7 ترلیونات طن و أهم مراکزه منطقة دونیتس، وبِتشورا و قراقندة وکوزنیتسک وکانسکو – أتشینسک و تونغور و لینسک و یاقوتستان (یاکوتیاي) الجنوبیة. وتتواجد کمیات کبیرة من مصادر حجر الحدید في کریوي روک و کورسک و أورال وکوستاناي و إیلیم و ألدان؛ و توجد مصادر البوکسیت في شمال أورال؛ والنحاس في السفوح الشرقیة لسلسلة جبال أورال وکازاخستان وآیا الوسطی والقفقاز؛ والرصاص والزنک، في کازاخستان و آسیا الوسطی والقفقاز؛ والنیکل والکوبال في مناجم نوریلسک و شبه جزیرة کولا؛ و القصدیر في جمهوریة یاقوتستان التي تتمتع بالحکم الذاتي و منطقة ما غدان؛ و ولفرام و مولیبدِن في شمال القفقاز، وآسیا الوسطی والشرق الأقصیغ وکمیات تجاریة من المواد الکیماویة المعدنیة، والفسفریت والأباتیت في شبه جزیرة کولا (خیبین) وآسیا الوسطی (قراتایو)؛ والبوتاسیوم في پرم و جمهوریة روسیا البیضاء؛ والغرافیت في أوکرانیا وأورال وکراسنویار؛ والألماس في جمهوریة یاقوتستان التي تتمتع بالحکم الذاتي («فرهنگ»، 1254). ویعتبر الاتحاد السوفیاتي أحد أکبر البلدان المنتجة للذهب. وتوجد في هذا البلد مواد اللینیت والتیتانیوم والأنتیمفان والبلاتین والبرومین والطلق والألمنیوم والدورانیوم و غیر ذلک (ویلر، 240).

تعد الزراعة أحدأهم مجالات الاقتصاد في الاتحاد السوفیاتي. ویوجد جمیع محاصیل المناطق المعتدلة تقریباً في الاتحاد السوفیاتي. ومن بین المحاصیل الزراعیة تحتل الحبوب و مها الحنطة و الشعیر والبطاطس وبنجر السکر و عباد الشمس و القطن و التبغ والفواکه المختلفة مکانة مهمة. ویمکن تقسیم الأراضي الزراعیة إلی منطقتین الحرنوزیوم و غیر الحرنوزیوم (أي ذات التربة السوداء و غیر السوداء). ویزرع في أراضي الاتحاد السوفیاتي القمح الربیعي والخریفي (م.ن، 269-270). وبالاطبع فإن الأراضي الحرنوزیومیة تتمتع بنسبة أکبر من الخصوبة. ویتم الحصول في منطقة الحرنوزیوم علی الکتان و النباتات ذات الألیاف فضلاً عن الحبوب (ن.ص). وتزرع أنواع الحمضیات والشاي والتبغ في منطقة القفقاز و خاصة جورجیا و ساحل البحر الأسود و منطقة لنکران في غرب بحر الخزر، و تتواجد بوفرة مزارع الکرم في جورجیا و أرمینیا و مناطق غرب بحر الخزر. وفي 1975م کانت المنتجات الراعیة، والبضائع المنتجة من المواد الخام الزراعیة تشکل ثلثي نشاط التجارة الحکومیة و في حقل البضائع في الاتحاد السوفیاتي (BSE3, XXIV(2)217-218). وفي السنوات بین 1971 و 1975م کان المستوی العام لإنتاج الحبوب 6/181 ملیون طن، و القطن 67/7 ملیون طن، وبنجر السکر 76 ملیون طن، وحبوب عباد الشمس 97/5 ملیون طن، والکتان 460 ألف طن، والبطاطس 8/89 ملیون طن، وبیض الدجاج 4/51 ملیار بیضة، والصوف 440 ألف طن (ن.ص). وقد کانت الزراعة في الاتحاد السوفیاتي تعتمد أساساً علی قطاعین الکولخوز (المزارع الاشتراکیة)، والسوخوز (المزارع الحکومیة). وفي 1975م وصل عدد المزارع الاشتراکیة وفي الاتحاد السوفیاتي إلی 29 ألفاً، فیما بلغ عدد المزارع الحکومیة 18,100 (ن.م، XXIV(2)/219). وفي تلک السنة کان هناک 2/15 ملیون مزارع یعملون في 2/98 ملیون هکتار من الأراضي، وکان 6/56 ملیون هکتار منها خاضعاً لزراعة الحبوب. وکانت المزارع الاشتراکیة، تشتمل في المجموع علی 126 ملیون رأس من لاماشیة بأنواعها المختلفة (ن.م، XXIV(2)/220). وفي نفس تلک السنة کان عدد المزارع الحکومیة الخاصة بإنتاج الحبوب 1,510، والخاصة بإنتاج بنجر السکر 314، وإنتاج القطن 309 مزارع. وذکر أن مجموع المواشي التي کانت تعود إلی المزارع الحکومیة في البلد بلغ في هذه السنة 9/114 ملیون رأس (ن.ص). وفي 1975م کان مجموع الأراضي المزروعة في الاتحاد السوفیاتي 7/217 ملیون هکتار، منها حقول الحبوب و تبلغ 9/127 ملیون هکتار، والأراضي الخاضعة لزراعة القطن و تبلغ 9/2 ملیون هکتار، والأراضي الخاصة بإعداد علف المواشي وتبلغ 6/65 ملیون هکتار. وفي 1976م کان عدد الدواجن في الاتحاد السوفیاتي 9/734 ملیون (ن.م، XXIV(2)/ 223, 225).

الصفحة 1 من7

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: