الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / أشراط الساعة /

فهرس الموضوعات

أشراط الساعة


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/26 ۱۰:۲۳:۱۱ تاریخ تألیف المقالة

أَشْراطُ السّاعَة (علامات حدوث القيامة)، مصطلح في القرآن و الحديث يطلق على مجموعة الحوادث التي ستقع قبل أن تقوم القيامة. و من حيث اللغة، فأشراط هي جمع شَرَط و تعني العلامة، و المعنى الأصلي لهذه الكلمة هو الشرط، و الشرط هو العامل الذي يتوقف وجود أمرٍ على تحققه. و دليل ارتباط الشرط بالعلامة من حيث الدلالة هو أن تحقق الشرط هو علامة تحقق الأمر الذي ظهوره منوط بذلك الشرط. و على هذا فأشراط الساعة هي مجموعة الحوادث التي يكون تحققها علامة على حدوث القيامة (الراغب، 379؛ الطباطبائي، 18 / 236). و المعنى الآخر الذي قدّمه بعض المفسرين لهذا التعبير هو أنه ربما كانت الأشراط تعني أيضاً الأدلة المبيِّنة للقيامة (الطبري، تفسير، 26 / 33؛ فخر‌الدين، 28 / 60). 
و ربما كان أحد الأسباب الرئيسة لتبيان علامات القيامة للمسلميـن شكلاً من الإجابـة على أحد أسئلـة المسلمين الجـادة و المتكررة. و تفصيل هذا الإجمال هو أن آيات القرآن و أحاديث النبي (ص) كانت تؤكد دوماً على انتهاء عمر العالم و حتمية وقـوع القيامـة و الحسـاب الأخـروي، و أحيانـاً قرب وقوعهمـا. و بطبيعة الحال فإن هذا السؤال كان يطرأ على أذهان المسلمين: متى ستقع القيامة ؟ تظهر الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة أنهم كانوا يطرحون هذا السؤال على النبي (ص) بشكل متكرر. وكان ردّ القرآن الكريم على هؤلاء يبين بشكل صريح أن لا أحد سوى الله يعلم وقت حدوث هذه الواقعة، بل إن النبي نفسه لايعلم هذا السر (النازعات / 79 / 42-43؛ الأعراف / 7 / 187). كما نرى في بعض الأحاديث أن النبي (ص) حين كان يُسأل عن زمن حدوث القيامة، يقول إنه ليس أعلم من الآخرين بهذا الشأن (ابن ماجة، 2 / 1342-1343). و مهمـا يكـن ــ فربمـا و لأجل أن لايبقى هذا السـؤال بلا جواب بشكل مطلـق ــ بُيِّنت لهم علامات حدوث القيامة، أو أشراط الساعة كما تسمى في المصطلح. 
و قد استخدم تعبير أشراط الساعة في القرآن الكريم مرة واحدة فقط: «فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها، فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم» (محمد / 47 / 18). و يدل سياق هذه الآية على أن قسماً من علامات القيامة على الأقل كان قد وقع في زمان نزول القرآن. و ربما كان المقصود أن حدوث القيامة و يوم الحساب، بحاجة إلى مقدمات من بينها خلق الإنسان، و يتبع ذلك التمييز بين الصالحين من الطالحين و المتقين من الفجّار، و من ثَمّ موتهم. و على هذا يمكن القول بشكل جازم إن بعضاً من مقدمات حدوث القيامة و علاماتها قد تحقق (الطباطبائي، 18 / 237). 
و خلال تبيانه أوصاف القيامة يذكرها القرآن الكريم إلى جانب الحوادث التي تلازم انقراض الجنس البشري و انهيار العالم الدنيوي. و قد تم التأكيد بشدة على هذا المعنى غالباً في السور المكية مثل النبأ (78)، النازعات (79)، التكوير (81)، الانفطار (82)، الانشقاق (84)، الفجر (89)، القارعة (101)، و بعض السور المدنية مثل سورة الزلزلة (99). و النماذج على أشراط الساعة في هذه السور هي: انشقاق السماء، انتثار النجوم و تساقطها (الانشقاق / 84 / 1؛ الانفطار / 82 / 1-2)؛ تكورّ الشمس و انكدار النجوم (التكوير / 81 / 1-2)؛ تمدد الأرض و إلقاءها ما في جوفها و تخليها منه (الانشقاق / 84 / 3-5؛ الفجر / 89 / 21)؛ تُزلزل الأرض بأشد الزلازل (الزلزلة / 99 / 1-2) و تحدّث بأخبارها التي أوحى بها الله إليهـا (الزلزلـة / 99 / 4-5)؛ تفجّـر البحـار و بعثـرة القبـور (الانفطـار  / 82 / 3-5)؛ تسيير الجبال (التكوير / 81 / 3) و صيرورتها كالعهن المنفوش (القارعة / 101 / 5)، و غدوّ الناس كالفَراش المبثوث (القارعة / 101 / 4). 
و لموضوع أشراط الساعة شأن آخر في الأحاديث الشريفة، ذلك أننا نجد الكثير من الأحاديث بهذا الصدد تشاهد في مصادر الفريقين من الشيعة و السنة. و هذه الأحاديث التي جمع أغلبها السيوطي (7 / 467 و ما بعدها) تنبىٔ بعلامات عجيبة و مثيرة للدهشة ستقع في عالم الإنسان و عالم الطبيعة أيضاً، و هي غير العلامات التي ذكرت في القرآن. فمثلاً يظهر قوم ينتعلون الشَّعْرَ، وجوههم كالمجانّ المطرقة يحاربون العرب (الصنعاني، 11 / 374)؛ تكون هجرة بعد هجرة لخيار الناس إلى مهاجر إبراهيم (م.ن، 11 / 377)؛ يتمنى الناسُ الموتَ لشدة البلاء (م.ن، 11 / 378-379)؛ يذهب العلم و يظهر الجهل؛ و يُشرب الخمر و يُفشى الزنى؛ و يقلّ الرجال و تكثر النساء حتى يكون قَيِّمَ خمسين امرأة رجلٌ واحدٌ (م.ن، 11 / 381؛ مسلـم، 3 / 2056)؛ يخـرج الـدجّـال مـن المشـرق و يتبعه فريق من الناس (ابن ماجة 2 / 1353-1354)؛ نزول عيسى ابن مريم حكماً مقسطاً و إماماً عدلاً؛ خروج يأجوج و مأجوج من قيودهم (م.ن، 2 / 1363)؛ تخرج نار من مشارق الأرض تسوق الناس إلى مغاربها؛ تسوق الناس سوق الكسير، تقيل معهم إذا قالوا، و تبيت معهم إذا باتوا، و تأكل مَن تخلَّفَ (الصنعاني، 11 / 376)؛ طلوع الشمس من مغربها و حدوث خسف في جزيرة العـرب (م.ن، 11 / 378)؛ و سيظهـر حـيـوان عـجيـب و غـريـب (= الدابّة) (ابن ماجه، 2 / 1347، 1352)؛ ظهور الفتن و ازدياد القتل بين الناس (م.ن، 2 / 1343-1344؛ أحمد‌بن‌حنبل، 1 / 405)؛ يمسك الأشرار بزمام الأمور (ابن ماجة، 2 / 1342-1343؛ الدارمي، 123). 
و تدل بعض الأحاديث الخاصة بأشراط الساعة على أن المسلمين كانوا يتصورون أن قيام الساعة قريب جداً. كما ورد في الأحاديث المنسوبة إلى النبي (ص) [لو افترضنا عمر الدنيا ليلةً بنهارها] فقد بقي حتى نهاية العالم ما يعادل الفترة ما بين صلاة العصر و غروب الشمس (الطبري، تاريخ، 1 / 11-12). أو ما ورد في الحديث الشهير الآخر من أن النبي (ص) قال و هو يشير بالسبّابة و الوسطى: بُعثت أنا و الساعة كهاتين (ن.ص). و كان قرب حدوث القيامة لدى المسلمين أمراً حتمياً لدرجة أن البعض خمّنوا حتى تاريخاً دقيقاً لهذه الواقعة؛ فمثلاً كان ابن مسعود قد تنبأ أن إحدى العلامات الكبيرة للقيامة ستظهر في 35ه‍ ؛ و كان يرى أن القيامة ستقع في سنة 70ه‍ (الصنعاني، 11 / 375). و اعتماداً منه على روايات حول عمر الدنيا و الفترة الباقية إلى القيامة، استنتج الطبري (ن.م، 1 / 17) أن ما مضى من عمر الدنيا حتى زمن النبي‌(ص) كان 500,6 سنة و ما بقي من زمن النبي (ص) حتى يوم القيامة هو 500 سنة فحسب. 
كما أن موضوع أشراط الساعة طرح في أديان أخرى، فقد وردت مثلاً في إنجيل مرقس و متى أمور من هذا القبيل، فأصحاب عيسى (ع) سألوه عن يوم و ساعة نهاية العالم، فردّ عيسى (ع) أنه لاهو و لا الملائكة على معرفة بهذا، و الله وحده هو العالم به. و استناداً إلى ما ورد في الإنجيلين المذكورين فإن علامات و حوادث ستقع قبل نهاية العالم و في نفس الوقت لاتخصّ مستقبلاً بعيداً. و هذه الحوادث هي بإجمال: تظلم الشمس؛ يستعيد القمرُ نورَه؛ تتساقط النجوم من السماء؛ تخور قوى الأفلاك؛ تُسجّر البحار؛ تقع الحروب بين الأمم و البلدان؛ تنتشر المجاعة و الاضطرابات؛ يقتل الأخُ أخاه و الأبٌ ابنَه و يتمرد الأبناء على والديهم، و يظهر الدجال (مرقس، الإصحاح 13؛ لوقا، الإصحاح 21؛ «موسوعة...»، I / 136 ؛ ER,I / 321-323 ؛ أيضاً ظ: ن.د، آخر‌الزمان). 

المصادر

الأصفهاني، الحسين، المفردات، إستانبول، 1986م؛ السيوطي، الدر المنثور، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ الصنعاني، عبدالرزاق، المصنف، تق‍ : حبيب‌الرحمان الأعظمي، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ الطباطبائي، محمد حسين، الميزان، بيروت، 1393ه‍ / 1973م؛ الطبري، تاريخ؛ م.ن، تفسير؛ العهد الجديد؛ فخرالدين الرازي، التفسير الكبير، بيروت، دار إحياء التراث العربي؛ القرآن الكريم؛ مسلم بن الحجاج، صحيح، تق‍ : محمد فؤاد عبدالباقي، إستانبول، 1401ه‍ / 1981م؛ و أيضاً:


.ناصر گذشته / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: