الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الکلام و الفرق / الأسواري /

فهرس الموضوعات

الأسواري

الأسواري

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/21 ۲۱:۵۰:۴۵ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَسْواريّ، علي (تـ 240ه‍/854م)، متكلم معتزلي ومؤسس الفرقة الأسوارية. يبدو أنه كان كأبي عيسى الأسواري منسوباً إلى جماعة من الإيرانيين سكنت البصرة و عرفت في هذه المدينة بالأساورة (ياقوت، 1/ 268؛ ابن منظور، مادة سور، البستاني، 13/352)، كما اعتبره ابن حزم بصرياً (5/64).

ذكر القاضي عبدالجبار، الأسواري في عداد المتكلمين المعتزلة من الطبقة السابعة و رأى أنه يتمتع بمرتبة عالية من الفكر والرأي، و قد نقل الخبر الوحيد الذي وصلنا عن حياته و هو ذهابه إلى بغداد بسبب العوز («القاضي عبدالجبار»، 281). و قد سافر الأسواري إلى بغداد عندما كان النظّام مقيماً فيها، حيث إنه كان يخشى أن يتفوق عليه الأسواري في أنظار الناس، فقد طلب منه في الفور بعد أن منحه ألف دينار أن يعود إلى دياره سريعاً (ن.ص، ابن المرتضى، 165). و قد نقل الجاحظ بعض الأخبار بشأن صفاته و خصوصياته الأخلاقية مثل نهمه و جشعه (1/105، 112، 113، 125، 126، 141، 143؛ أيضاً ظ: ابن قتيبة، 3/253).

 

معتقداته

ذكر أبوالقاسم البلخي الأسواري في عداد كبار المعتزلة و مؤلفيهم و قال إنه كان من أصحاب أبي الهذيل، و إنه مال فيما بعد إلى أفكار النظّام (ص 73؛ أيضاً ظ: ابن النديم، 220، الهامش). و يرى الخياط أيضاً أن أي ملامة يستحقها أتباع النظام، يستحقها الأسواري أيضاً (ص 21).

يعتبر البحث عن قدرة الحق تعالى أهم بحث يمكن أن نتتبع فيه بعض الآراء عن الأسواري. فهو يرى في هذا البحث متبعاً أصل العدل لدى المعتزلة أن الله لايمتلك القدرة على القبائـح (ظ: مانكديم، 313).

كتب الخياط قائلاً: كان الأسواري يرى مثل النظّام و أتباعه أن قدرة الله على الظلم و الكذب مستحيلة (ص 20). و ينقل الأشعري أيضاً نفس هذا الكلام نقلاً عن الأسواري و لايضيف إليه سوى أن الله ليس قادراً على ترك الأصلح و على عذاب المؤمنين و الأطفال (ص 203، 555، 559).

كما بين البغدادي استدلال الأسواري في باب خروج الظلم والكذب عن نطاق القدرة الإلٰهية في قالب مناظرته مع 7 من زعماء المعتزلة ( الملل...، 102، 136؛ أيضاً ظ: الإسفراييني، 54). وينتقد هو نفسه قول الأسواري «إن ما علم الله تعالى أن لايكون لم‌يكن مقدوراً لله تعالى» قائلاً إنه ظن قدرة الله تعالى متناهية (أصول الدين، 94؛ الفرق...، 151؛ أيضاً ظ: الإسفراييني، 45). ويقول ابن حزم أيضاً نقلاً عن الأسواري إن الله ليس قادراً، إلا على ماخلقه و حتى عندما يعلم أن شخصاً ما سيموت في سن الثمانين، فإنه لايستطيع أن يمته قبل ذلك التاريخ، أو بعده (ن.ص). كما كان الأسواري يرى أن الله غير قادر على خلق الجهل الذي يصبح أساس كفر الكافر (البغدادي، أصول الدين، 133) و كان يعتقد الأسواري في باب الإيمان بأننا إذا أخذنا بنظر الاعتبار إيمان الإنسان مقترناً مع العلم الإلهٰي، فإن هذا الشخص لايمكن اعتباره، لامأموراً بالإيمان و لا قادراً على الإيمان، ذلك لأن حصول الإيمان يصبح قطعياً و لايمكن التخلف عنه مع وجود علم الله و لايمكن أن يكون متعلَّقاً بأمر الله، أو قدرة الإنسان. ويجب أن يلاحظ الإيمان بقطع النظر عن علم الله كي يكون متعلقاً بالأمر و النهي و يعتبر الكافر أيضاً قادراً على الإيمان ومكلفاً (ظ: الأشعري، 243-244).

و لايعتبر الأسواري خلافاً لجماعة من المعتزلة و منهم أبوالهذيل، الاستطاعة عرضاً، و يرى كالنظام، أن الإنسان مستطيع بنفسه، و أن الاستطاعة هي النفس المستطيعة (م.ن، 229؛ ابن حزم، 3/34). و فيما يتعلق بهوية المكلف و حقيقته و التي أدت إلى إبداء آراء مختلفة حول هوية الإنسان و حقيقة الروح و الحياة، يخالف الأسواري رأي أبي الهذيل. فقد كان أبوالهذيل يعتبر الإنسان هذا الجسد الظاهري القابل للرؤية و الذي يأكل و يشرب، و لكنه كان يرى أن حياته ظاهرة أخرى، و لكن الأسواري اعتبر كالنظام حقيقة الإنسان هي الروح، و قال إن الانسان ماهو، إلا الروح غير المرئية التي حلت في القلب (القاضي عبدالجبار، المغني، 11/310، 311، 331).

و يخبرنا الخياط في معرض رده على أن الأسواري كان يعتقد بالإمامة، عن اعتراضاته الشديدة على علي بن ميثم الرافضي في باب الإمامة (ص 99). و يرى هو نفسه أن الأسواري يشارك هشام الفوطي في هذا الرأي و هو أن كلاً من علي (ع) و طلحة والزبير لم‌يكن راغباً في الحرب في معركة الجمل، بل إن أصحابهم تقاتلوا خلافاً لرغبتهم (ص 60-61؛ أيضاً ظ: البغدادي، الملك، 112).

و مما يجدر ذكره أن عدم التمييز بين أبي علي الأسواري (عمرو بن فائد، تـ بُعيد 200ه‍ ( وعلي الأسواري في بعض المصادر أدى إلى ظهور بعض الإبهامات. كان أبو علي الأسواري معتزلياً من الطبقة السادسة و مفسراً للقرآن، حيث يعود الفضل في بقاء اسمه إلى التفسير الذي لم‌يوفق في إتمامه، و لم‌يتبق من أفكاره الكلامية شيء. و القاضي عبدالجبار هو وحده الذي أشار إلى رأي أصحاب المعارف و منهم الجاحظ (تـ 255ه‍) و أبوعلي الأسواري قائلاً إنهم اعتبروا معرفة الحق ضرورية (مانكديم، 51-52؛ عن أبي علي، ظ: ريتر، 646) و ذلك خلال بحثه في معرفة الله في ذيل المسألة المتمثلة في نوع العلم بالحق تعالى، و هل هو من جملة العلوم البديهية، أو النظرية، بعد البحث في أقسام العلوم الضرورية.

 

المصادر

ابن حزم، علي، الفصل في الملل و الأهواء و النحل، تق‍ : محمد إبراهيم نصر و عبد الرحمان عميرة، جدة، 1402ه‍/1982م؛ ابن قتيبة، عبدالله، عيون الأخبار، تق‍ : مفيد محمد قميحة، بيروت، 1406ه‍/1986م؛ ابن المرتضى، أحمد، المنية والأمل، تق‍ : محمد جواد مشكور، دمشق، 1399ه‍/1979م: ابن منظور، لسان؛ ابن‌النديـم، الفهرست؛ أبوالقاسم البلخي، «بـاب ذكــر المعتزلـة»، فضل الاعتـزال (ظ: هم‍، القاضي عبدالجبار)؛ الإسفرايني، شاهفور، التبصير في الدين، تق‍ : محمد زاهـد الكوثـري، القـاهـرة، 1359ه‍/1940م؛ الأشعـري، علـي، مقـالات الإسلامييـن، تق‍ : هلموت ريتر، فيسبادن، 1400ه‍/1980م؛ البستاني؛ البغدادي، عبدالقاهر، أصول الدين، إستانبول، 1346ه‍/ 1928؛ م.ن، الفرق بين الفرق، تق‍ : محمد محيي الدين عبدالحميد، القاهرة، مكتبة صبيح؛ م.ن، الملل و النحل، تق‍ : ألبير نصري نادر، بيروت، 1970م؛ الجاحظ، عثمان، البخلاء، تق‍ : أحمد العوامري بك و علي الجارم بك، بيروت، 1403ه‍/1983م؛ الخياط، عبدالرحيم، الانتصار،تق‍ : نيبرج، القاهرة، 1344ه‍/1925م؛ ريتر، هلموت، تعليقات على مقالات الإسلاميين (ظ: هم‍، الأشعــري)؛ القـاضـي عبدالجبـار، أحمـد، «فضـل الاعتــزال»، فضـل الاعـتزال وطبقات المعتزلـة، تق‍ : فؤاد سيـد، تونس/الجزائـر، 1406ه‍/1986م؛ م.ن، المغنــي، تق‍ : محمـد علـي النجـار و عبدالحليم النجـار، القاهـرة، الـدار المصريـة للتأليـف و الترجمة؛ مانكديم، أحمد، [تعليق] شرح أصول الخمسة، تق‍ : عبد‌الكريم عثمان، النجف، 1383ه‍/1963م؛ ياقوت، البلدان.    

 فريبا جايدرپور/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: