الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / إسماعیل بن أحمد الساماني /

فهرس الموضوعات

إسماعیل بن أحمد الساماني

إسماعیل بن أحمد الساماني

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/20 ۲۰:۳۸:۱۲ تاریخ تألیف المقالة

و يُشكل ممشى مسقوف المنطقة الانتقالية من الخارج و هو يدور حول البناء على الطرح المربع. و قد أقيم في هذا الممشى المسقوف عدد من أَنصاف العقود الداعمة لتوزيع الظغط و انتقال حركة القبة. و تتشكل واجهة هذا الممشى المسقوف من صف العقود التي تحيط بهذا البناء، و تخفي بإحكام أنصاف العقود الداعمة (پوغاتشنكو و رمپل، 67).

يعد بناء القبة على أبنية مربعة الشكل ظاهرة مهمة في الفن المعماري الإيراني، و لكن في حين أن بناء الزوايا كان يتم قبل العصر الإسلامي بمساعدة بناء الزوايا في جزء من حجم مكعب القاعدة، فإن المنطقة الانتقالية بحد ذاتها ظهرت في أبنية العصر الإسلامي على شكل قسم مستقل. و تعتبر مقبرة السامانيين من أوائل نماذج هذا الإبداع. و من النماذج الأخرى له قبر عرب أتا في «تيم» بسمرقند، ل‍ 367ه‍/ 978م، أو مقبرة «دَوَازْدَه‌‌ إمام» في يزد، ل‍ 428ه‍/1037م. و قد انتهى تحويل المنطقة الانتقالية المثمنة الأضلاع إلى دائرة مع بعض الابتكارات مثل ما استخدم في مقبرة السامانيين، انتهى أخيراً إلى تركيبة مستقلة ثانية تتمثل في الطبقة الانتقالية ذات الأضلاع الستة عشرة، حيث يلاحظ أول نموذج لها في قبة نظام‌الملك في المسجد الجامع بأصفهان. و قد حقق هذا التطور منذ ذلك الحين فصاعداً إنجازات مهمة في العمارة الإسلامية. و من الابتكارات الأخرى للأستاذ الذي صمم مقبرة السامانيين أنصاف العقود الداعمة للطبقة الانتقالية، الممشى المسقوف للبناء في الجبهة الخارجية لهذا القسم. و منذ هذا الحين تم إبداع طرق أخرى لدعم المنطقة الانتقالية و توزيع ظغط القبة، و لكن الممشى المسقوف بمظهره الخارجي المؤلف من صف العقود ظل يستأثر بقسم مهم من ارتفاع القسم العلوي من الكثير من الأبنية، و منها مقبرة السلطان سنجر في مرو، أو قبة «سلطانية» (رمپل، 205).

يتكون المظهر الخارجي من مقبرة السامانيين في كل جانب، وبشكل مساو، من 3 أقسام: القاعدة، وصف العقود المرتبطة بالممشى المسقوف للمنطقة الانتقالية و التي تتألف من 10 عقود قصّية واقعة على نصف عمودين معبأين في داخل إطار مستطيل، و قبة رئيسة و 4 قبب فرعية. و قد أحدث العمودان الكبيران المعبّآن لزوايا الواجهات، حركة منحنية موزونة في زوايا البناء (م.ن، 199).

و قد استأثرت المداخل الأربعة للمقبرة بقسم كبيرمن كل واجهة. و تتمتع هذه المداخل بقيمة واحدة و لذلك يفتقد البناء إلى مدخل رئيس. و تتكون واجهة كل مدخل من عقود قصّية مزدوجة استقرت على أنصاف الأعمدة المعبّأة و تقع في إطار مستطيل الشكل (پوغاتشنكوا و رمپل، 66؛ برند، 71، الصورة 44). و في الكثير من المراقد التي بنيت بعد مقبرة السامانيين، يميز مدخل رئيس، باعتباره جزء مستقلاً، و على شكل مقدمة عقد أحياناً، الجبهة الأصلية و جهة الدخول في البناء. و يمكن أن نجد أول نماذج النوع الأخير في مقبرة عرب أتا.

تم تغليف السطح الخارجي من البناء، سوى غلاف القبة، بتزيينات آجرية نفذت بمهارة فائقة. و تشبه الصفوف الثلاثية الأفقية و العمودية للآجر بشكل متناوب، غلافاً حصيرياً ضم جميع البناء. و قد تم هذا الغطاء الحصيري الشكل من القسم السفلي لمستقرات أقواس عقود الواجهات و إلى الأسفل بزخرفة أكثر دقة مقسماً البناء إلى قسمين متميزين. و من هذا الحد فما‌فوق يبدأ الإطار المستطيل لعقد واجهة الباب على شكل شريط من الحلقات الآجرية التي تذكرنا بالتزيينات اللؤلؤية في العصر الساساني. وقد تم نقش لوحين مربعي الشكل من الطين المطبوخ في طرات عقود واجهة الأبواب، على أرضية الآجر المرصوف بشكل مسنّن، مع تزيينات هندسية. و فوق مفتاح العقد، تطالعنا زخارف نباتية في إطارين مثلثين. و تم تزيين سطح العقد الأصغر لواجهة الباب بزخارف نباتية في شبكة هندسية.

و في صف العقود يربط قسم الممشى المسقوف للإطار المستطيل للعقود بدورتين حَلَقيتين في الجانبين و دورة حَلَقية في الأعلى و الأسفل، العناصر المعمارية و التزيينية في هذا الصف. تم بناء أنصاف الأعمدة المبَّيتة في هذا القسم من الطين المطبوخ، وزينت على التناوب بزخرفة لولبية و متعرجة. و قد زين سطح هذه العقود بالآجر، في حين أن الطرر تشتمل على أزرار من الطين المطبوخ. و يميز الحد العلوي من القسم المكعب للبناء شريط من الحلقات الآجرية، مثل إطار يضم عقد واجهة باب البناء (ن.ص).

و قد تم تزيين سطح الجدران الداخلية بمهارة تامة بواسطة الآجر كما هو الحال بالنسبة إلى المظهر الخارجي. و هنا أيضاً تشكلت الزخرفة التزيينية المتنوعة مع الأخذ بعين الاعتبار المساحة و العناصر المعمارية المختلفة، و هو تأكيد على التقسيم التركيبي و التطبيقي للبناء. و هكذا، فقد تم تزيين القسم الأسفل من جدران المقبرة الأربعة حتى ارتفاع مستقرات أقواس عقود واجهة المدخل، بزخرفة تم فيها تقليد رصف الآجر على السطوح الخارجية. و في القسم العلوي من الجدران و حتى القسم السفلي من المنطقة الانتقالية، تم إحداث صفوف من الآجر يبلغ عددها 5 أو 4 استقرت على التناوب بشكل أفقي و مائل، و بزاوية 45°، لتكوّن شبكة منظمة مركبة من الأشكال المربعة و المعينية. و تم تزيين أجزاء قسم المدخل، أي الإطارات، و الطرر، و سطح العقد بزخارف مختلفة عن بعضها، لتتميز عن السطوح الجانبية.

و تلعب العناصر المعمارية دوراً أكثر أهمية في تزيين المنطقة الانتقالية خلافاً للقسم المكعب للقاعدة. و في الحقيقة فإن العقود التي تشكل الأضلاع الثمانية للمنطقة الانتقالية، غطت بشكل كامل على التزيينات الآجرية في هذا القسم. و قد استعملت هنا الزخارف النباتية الجصية البسيطة، كتأكيد على بعض الخطوط الأصلية للعناصر المعمارية فقط (رمپل، 201-203). و قد تم وضع الألواح الستة عشرة المدورة على طرر العقود الرئيسة الثمانية لهذا القسم. و قد زينت هذه الألواح الستة عشرة للطبقة السفلية من القبة بزخارف نباتية منحوتة من الآجر. و يميز شريطان تزيينيان آجريان بأشكال حلقية و معينية، الحد بين المنطقة الانتقالية و القبة (هيلنبراند، 80).

تعد التزيينات الآجرية لمقبرة السامانيين فريدة من نوعها في فن العمارة الإسلامي. و قد كانت غالبية أبنية القرون الإسلامية الأولى تزيّن بالزخرفة الجصية تقليداً للعصر الساساني، ومنها الآثار المكشوفة في أقدم أقسام بناء المسجد الجامع في أصفهان ونيسابور و نائين و قبب بلخ التسع. و رغم أن استعمال الجص استمر في القرون التالية أيضاً، و لكن التزيينات الآجرية أصبحت السمة المميزة لفن العمارة في القرنين 4 و 5ه‍ )عهدي السامانيين والبويهيين).

و تعد مقبرة السامانيين في بخارى، و واجهة باب مسجد جورجير في أصفهان، و كذلك الآثار المتبقية من البويهيين في المسجد الجامع لهذه المدينة أمثلة ملفتة للنظر لاستخدام الآجر في أول النماذج المتطورة و المعروفة لهذا النوع من التزيينات. وخلافاً للعمارة السلجوقية و الإيلخانية التي تم فيها تزيين البنود بين قطع الآجر بواسطة الزخارف المحفورة في الملاط، فإن البنود والفواصل بين تركيبات قطع الآجر بقيت دون نقوش في مقابر السامانيين. و هكذا، فقد بقيت الفواصل العميقة بين تركيبات قطع الآجر عارية لتؤدي إلى ظهور شبه ظلال متنوعة على سطوح البناء المختلفة و تضفي جاذبية لانظير لها على هذه المقبرة، لتجعل منها أثراً فريداً من نوعه (بلوم، 85).

تعتبر مقبرة السامانيين أول نموذج من أبنية المراقد التي أقيمت منذ القرن 4ه‍ على قبور الشخصيات السياسية، أو الدينية، و أحدثت تحولاً مهماً في العمارة الإسلامية. و قد أرشد البناء المكعب الشكل و المقبَّب لمقبرة السامانيين بمداخله الأربعة المتماثلة و صف العقود و القبب الفرعية الأربع، بعض الباحثين إلى مقارنة عينية بين هذا البناء و الأبنية الساسانية ذات العقود الأربعة.

و بالإضافة إلى التركيبة العامة لمقبرة السامانيين و التي ألهمت الكثير من مصممي المقابر الإسلامية، فإن عناصرها المعمارية و التزيينية أصبحت أيضاً مصدر تحولات كثيرة، ومبعث إنجازات مهمة في فن العمارة في العصور التالية. فإن استخدام حلول حديثة في التقليد القديم المتمثل في بناء المنطقة الانتقالية بين القاعدة و القبة و بناء الزوايا المستقلة في هذه المنطقة، حول مقبرة السامانيين إلى أحد الأركان الرئيسة لتطور فنون العمارة الإيرانية في العصر الإسلامي. كما أن صف عقود القسم العلوي في الواجهة الخارجية لبعض الأبنية الإسلامية، تذكّر بهذا القسم من بناء مقبرة بخارى. و قد جالت التزيينات الآجرية في مرقد السامانيين كألياف من الحصير، جميع سطوح البناء الرئيسة والفرعية. و رغم أن التزيينات الآجرية لعبت أيضاً منذ هذا الحين دوراً لاينكر في تزيين الأبينة الإسلامية، و لكن أياً منها لم‌يستطع منافسة هذا الأثر المعماري الرائع.

 

المصادر

النرشخي، محمد، تاريخ بخارا، تج‍ : أحمد بن محمد القباوي، تلخيص محمد بن زفر، تق‍ : محمد تقي مدرس رضوي، طهران، 1363ش؛ و أيضاً:

 

Blair, Sh. S., The Monumental Inscriptions from Early Islamic Iran and Transoxiana, Leiden, 1992; Bloom, J. and Sh. S. Blair, Islamic Arts,. London, 1997; Brend, B., Islamic Art, London, 1991; Chekhovich, O. D., «Krest’yanskie Obyazatel’stva 1914g. na osnovanii…», Istoricheskie zapiski, 1950, vol. XXXIII; id, «Novaya Kollektsiya dokumentov po istorii Uzbekistana», ibid, 1951, vol. XXXVI; Cohn-Wiener, E., Turan, Berlin, 1930; Creswell, K. A. C., Early Muslim Architecture. New York, 1979; Grabar, O., «The Earliest Islamic Commemorative Srtuctures, N«, Ars Orientalis, 1966, vol. VI; Hillenbrand, R., «The Islamic Architecture of persia», The Arts of Persia, Ahmedabad, 1989; Pugachenkova, G. A., Iskusstvo Zodchikh Uzbekistana, Tashkent, 1963; id and L. I. Rempel, Vydayushchiesya pamiatniki arkhitektury Uzbekistana, Tashkent, 1958; Rempel, L. I., «The Mausoleum of Islam’ il the Samanid», Bulletin of the American Institute of Persian Art and Archaeology, 1936, vol. IV; Schroeder, E., «Islamic Architecture…», A Survey of Persian Art, London etc., 1967, vol. III; Stock, G., «Das Samanidenmausoleum in Bukhara I», Archäologische Mitteilungen aus Iran, 1989, vol. XXII.

هايدة لاله/خ.

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: