ابن باجة
cgietitle
1443/4/21 ۱۴:۱۶:۳۹
https://cgie.org.ir/ar/article/232711
1446/9/13 ۲۲:۴۵:۴۴
نشرت
2
اِبنُ باجَّة، أبوبکر محمد بن یحیی بن الصائغ التُجیبي الشهیر بابن باجة (تـ 533هـ/ 1139م)، فیلسوف و عالم و شاعر و رجل دولة أندلسي، وأحد الشخصیات الفلسفیة المتألقة في عالم الاسلام.حیاته: تعني لفظة باجّة بلغة الأندلس الفضة (ابن خلکان، 4/431)، ویبدو أن والد ابن باجة کان صائغاً، و یذکره ابن خلدون عند حدیثه عن کبار الفلاسفة المسلمین إلی جانب الفارابي و ابن سینا و ابن رشد (ص 381). ولد في سَرَقُسطة، ولکن تاریخ ولادته مجهول؛ ومعذلک یری أکثر المؤرخین الذین تناولوا حیاة ابن باجّة بالبحث أنه توفي في مدینة فاس بمراکش عام 533هـ، و یذکر ابن أبي أصیبعة (3/102) أنه توفي شاباً، ولذا یمکن القول إنه ولد قبیل نهایة القرن 5 هـ/ 11م. ویحتمل أن یکون تاریخ میلاده حوالي 478هـ/ 1085م، عند نهایة حکم ووفاة أبي عامر یوسف بن أحمد الأول، ابن هود الملقّب بالمؤتمن (474-478هـ/ 1082-1085م)، و کان من بني هود إحدی سلالات ملوک الطوائف في سر قسطة، کماکان هذا الأمیر عالماً و بارعاً في الریاضیات خاصة، وقد ألّف فیها کتاباً باسم کتاب الاستکمال (ظ، المقّري، 1/423)، ثم خلفه علی الحکم ابنه أبوجعفر أحمد الثاني ابن یوسف بن هود الملقب بالمستعین بالله (الثاني) و قد تعرضت سر قسطة في عهده لاضطرابات سیاسیة. فهاجمها مسیحیو الشمال مرات عدیدة، وفي 487/ 1094م هاجموا مدینة وَشقَة و هزم المستعین الذي کان مشهوراً بشجاعته واقدامه بعد أن تصدّی لهم بالقرب منها في 489هـ. کما هاجم سرقسطة آلقونس السادس ملک الأراغون، و في هذه الفترة کان قد توجه قائد المرابطین في شمال إفریقیا یوسف بن تاشفین (تـ 500هـ/ 1106م) إلی الأندلس، واضطر ألفونس السادس إلی التراجع أمام هجوم جیشه بالقرب من سرقسطة و عهد یوسف بن تاشفین الذي قضی علی ملوک الطوائف بالحکم للمستعین في سرقسطة التی غدت حداً فاصلاً بینه و بین المناطق المسیحیة. وفي رجب 503هـ/ کانون الثاني 1110 م قتل المستعین في معرکة فلتیرا التي دارت بینه و بین الجیش المسیحي قرب تُطَیلة، فخلفه ابنه أبو مروان عبدالملک بن أحمد الملقب بعمادالدولة. ولکن الأهالي ثاروا علیه. و کان السبب الأساس لهذه الثورة تجنیده المسیحیین في جیشه، فقد أصر أهالي سرقسطة علی إخراجهم منه. و أخیراً استجاب لطلبهم، و کان الأهالي قد أرسلوا رسالة أثناء ذلک إلی علي بن یوسف بن تاشفین (تـ 537هـ/ 1142م) الذي تولی حکم المرابطین بعد وفاة أبیه. و طلبوا منه أن یهاجم سرقسطة و یحتلها و لما علم عمادالدلة بذلک، أعاد الجنود المسیحیین إلی جیشه، مما أثار سخط المواطنین و طلبوا ثانیة من علي بن یوسف أن یرسل جیشه إلی تلک المنطقة. فأمر بعد استفتاء الفقهاء المراکشیین محمدبن الحاج الذي کان قائد جیش یوسف بن تاشفین منذ أن فتح المرابطون الأندلس، و حاکم بلنسیة، بالتوجه نحوه سرقسطة واحتلالها. فدخلها ابن الحاج في 10 ذي الحجة 503هـ/ 30 تموز 1110م، و حینما شعر عمادالدولة بالخط في عاصمته لجأ إلی القلعة الحصینة و الشهیرة في روَطة الواقعة علی شاطیء نهر خالون، و بقي فیها حتي توفي عام 524هـ/ 1130م. حکم المرابطون سرقسطة 9 سنوات، و کان أولهم ابن الحاج هذا الذي قتل في المعرکة التي بینه و بین المسیحیین عام 508 أو 509هـ و لما بلغ خبر وفاته علي بن یوسف بن تاشفین عهد بحکم سرقسطة لأبي بکر بن إبراهیم الصحراوي الشهیر بابن تِفَلویت والذي کان آنذاک حاکم مُرسیة (المراکشي، 161؛ ابن أبي زرع، 157-161).لاتتوفر لدینا معلومات عن فترة صبا ابن باجة و شبابه سوی أننا نستطیع التکهن بأنه کان مشغولاً بدراسة العلوم المختلفة في عصره بما أوتي من موهبة رائعة، تلک العلوم التي بلغت أوجها في عهد ملوک الطوائف بالأندلس، حیث وصلت مدرسة الریاضیات والفلک غایة ازدهارها و خاصة في عهد أبي جعفر المقتدربن هود (438-475هـ/ 1046-1082م) وابنه أبي عامر یوسف المؤتمن. و بعد انقضاء فترة من شباب ابن باجة یکشف التاریخ لنا عن مرحلة من حیاته عام 508 أو 509هـ/ 1115 أو 1116 م. و هي بدایة حکم ابن تفلویت علی سرقسطة، حیث ذکرت المصادر التاریخیة جانباً من حیاة ابن تفلویت، فقد کان من أمراء المرابطین و زوج أخت علي بن یوسف بن تاشفین، و أنه دخل مراکش في 500 هـ وزار الأمیر علي بن یوسف فعهد إلیه هذا بحکم غرناطة. و تذکر تقاریر المؤرخین أن ابن تفلویت أقام لنفسه بلاطاً فخماً بعد تولیه حکم سرقسطة. و مال کما یقول ابن الخطیب إلی اللهو و شرب الخمر، واستوزر في هذه الفترة ابن باجة الذي کان معروفاً آنذاک بأنه شاب فیلسوف و عالم شاعر و أدیب، و یبدو مما أورده المؤرخون أن صداقة قویة ووداً عمیقاً متبادلاً کان یربطان بین ابن تفلویت و ابن باجة. و کان هذا یحظی باحترام ابن تفلویت وعطفه الکبیرین وقد روت المصادر التاریخیة عن الحیاة المرفهة التي کان یعیشها ابن باجة والأموال الوفیرة التي حصل علیها في بلاط ابن تفلویت (ابن الخطیب 1/412-416). و یبدو أن ابن باجة کان ناجحاً في إدارة الشؤون السیاسیة والاجتماعیة خلال مدة وزارته القصیرة. فقد روی الأدیب الفتح بن خاقان الغرناطي و الکاتب المعاصر لابن باجة حول ذلک أن ابن باجة أرسل أثناء وزارته لابن تفلویت، سفیراً إلی عمادالدولة بن هود، و قد أشرنا إلی أن عمادالدولة کان قد لجأ آنذاک إلی قلعة في روطة، ولم تکن العلاقات ودیة بین أعقاب الحکام من بني هود و بین الحکام الجدد في الأندلس أي المرابطین و کان ابن باجة ینسب من ناحیة أخری إلی بني تُجیب (ظ: ابن خلکان، 4/429) و کان بنو تُجیب (تجیب ابنة ثوبان بن سلیم بن مَذحج) حکاماً علی سرقسطة قبل بني هود. و یحتمل أن ابن باجة توجه إلی عمادالدولة في 509هـ/ 1115م، ویقول ابن خلکان إن عمادالدولة ألقی بابن باجة في السجن و عزم علی قتله أیضاً، ثم مالبث أن أطلق سراحه، و یقال إن إطلاق سراحه کان بوساطة من والد ابن رشد الفیلسوف الشهیر و لکن الصحیح تاریخیاً، أن الذي توسط بالشفاعة کان جد ابن رشد القاضي الشهید و إمام المسجد الکبیر في قرطبة (ص 298-304) و کان ابن خاقان یکن عداوة لابن باجة لأسباب ما وقد أساء بحقه القول في کتابه القلائد فوصفه بضعفالدین و السخف و الضلال (ص 300). و یبدو أن ابن باجة لم یرجع إلی سرقسطة بعد إطلاق سراحه من سجن عمادالدولة و توجه إلی بلنسیة، و ربمّا کانت هناک أسباب عدیدة لعدم عودته إلی سرقسطة: أولها أن ابن تفلویت توفي فجأة عام 510 هـ بعد هجوم الأراغون علی قلعة روطة و دفاعه أمام هجوم المسیحیین الذین کانت الغلبة لهم. و لابد أن ابن باجة تألّم لهذه الحادثة و هو الذي کانت تربطه بمخدومه روابط و ثیقة و کما قال ابن خاقان (ص 300-301) إنه نظم في رثائه قصیدة یسیل بها الفؤاد نجیعاً. ثم إبن أبا إسحق إبراهیم بن یوسف شقیق علي بن یوسف الذي کان آنذاک والیاً علی مُرسیة ذهب إلی سرقسطة بعد أن بلغه خبر وفاة ابن تفلویت. و أصلح أوضاعها ثم عاد إلی مرسیة (ابن الخطیب، 1/415-416). والسبب الثاني و الأهم لعدم عودة ابن باجة إلی سرقسطة (التي ظلت آنذاک لفترة من دون وال) أن ملک الأراغون ألفونس الأول (المعروف بالمقاتل أو البطل، 1104-1134م) هاجم في تلک السنة بلاد المسلمین ولاسیما قلعة أیوب، واحتلها، کما سقطت سرقسطة فیما بعد عام 512هـ/1118م في المعارک التي خاضها المسیحیون ضدالمسلمین و عرفت باسم «الاحتلال الثاني»، ثم صارت عاصمة للأراغون و یذکر ابن خاقان أن ابن باجة توجه إلی المغرب بعد سقوط سر قسطة و في طریقه و حینما وصل إلی مدینة شاطبة سجنه حاکمها أبوإسحق إبراهیم بن یوسف بن تاشفین (ص 302). ولایعرف تاریخ هذه الحادثة و سببها و لکن لابد أنها کانت حوالي 514هـ، ذلک أن إبراهیم بن یوسف تولی حکم إشبیلیة من قبل أخیه علي بن یوسف منذ عام 511هـ، و کان له دور مهم في حرب کَتُندة الشهیرة و الفاشلة التي وقعت عام 514 هـ مع ألفونس الأول، و هزم المسلمون فیها هزیمة منکرة. وقتل عدد کبیر من المتطوعین و کذلک عدد من العلماء و الفقهاء.و یذکر ابن خلکان (4/24) أن ابن خاقان قتل بإشارة من علي بن یوسف بن تاشفین في أحد الفنادق بمدینة مراکش (529هـ/1135م) و یضیف، أن لأبي إسحق إبراهیم الذي کان شقیق علي بن یوسف علاقة متینة بابن خاقان، حتی إن هذا ألف کتاب قلائد العقیان باسمه. و ربّما کان هذا أحد الأسباب التي دعت إلی سجن ابن باجة في مدینة شاطبة بأمر من أبي إسحق. و هناک روایة أخری تدل علی أن أبا إسحق کان یکن في قلبه سبباً آخر للحقد علی ابن باجة، فیقال إنه کان أمیراً محباً للعلم والعلماء و کما قیل عنه، أنه عالم مثقف و متواضع یشجع العلماء و یساعدهم، و قد أحاط الفیلسوف الطبیب عبدالملک ابن زهر (تـ 557هـ/1162م) بعطفه و اهتمامه فألّف له کتاب الاقتصاد في إصلاح الأجساد في الطب. عرفاناً منه بالجمیل و تخلیداً لاسمه (ابن الأبّار، 3/616). و کانت هاک عداوة بین الطبیب و العلام الشهیر عبدالملک بن أبي العلاء ابن زهر هذا و بین ابن باجة، و ربما سرت هذه العداوة إلی الأمیر أبي إسحق أیضاً، و علی کل حال فقد أطلق سراح ابن باجة بعد فترة من سجن أبي إسحق إبراهیم. و لاتتوفّر معلومات صحیحة عن مصیره بعد هذه الفترة سوی ماذکرته بعض المصادر من أنه وزرلیحیی بن أبي بکر بن یوسف بن تاشفین 20 سنة أیضاً. یؤید ذلک المؤرخان المعاصران له القفطي و ابن الجوزي، یقول القفطي عن ابن باجة إنه «عالم بعلوم الأوائل و هو في الأدب فاضل لم یبلغ أحد درجته من أهل عصره في مصره، و له تصانیف في الریاضیات و المنطق و الهندسة أربی فیها علی المتقدمین، إلا أنه کان یتمسک بالسیاسة، و ینحرف عن الأوامر الشرعیة، استوزره أبوبکر یحیی بن تاشفین مدة عشرین سنة، و کان یشارک الأطباء في صناعتهم فحسده وقتلوه مسموماً حین کادوه» (ص 406)، و ذکره ابن الجوزي بتاریخه فيحوادث عام 533 هـ قائلاً: «وفي هذه السنة توفي أبوبکر الصائغ الأندلسي و یعرف بابن باجة (ماجد!) العالم الفاضل؛ له تصانیف في الریاضیات و المنطق و الهندسة، و ذکره ابن بشرون المهدوي في کتابه الموسوم بالمختار من النظم و النثر لأفاضل أهل العصر، ووصفه بالتفرد بالعلوم التي ذکرناها و أنه و زرلیحیی بن یوسف بن تاشفین 20 سنة، و کانت سیرته حسنة صلحت به الأحوال و نجحت الآمال، و حسده أطباء البلد و کادوه و نالوا بقتله مسموماً ما أرادوه» (ابن الجوزي، 8(1)/ 172-173). و تحدّث المقّري أیضاً عن وزارة ابن باجة التي استمرت 20 سنة قائلاً: «قال الأمیر رکنالدین بیبرس في تألیفه زبدة الفکرة في التاریخ الهجرة، إن ابن الصائغ کان عالماً فاضلاً، له تصانیف في الریاضیات و المنطق، و إنه وزر لأبي بکر الصحراوي صاحب سرقسطة ووزر أیضاً لیحیی بن یوسف بن تاشفین 20 سنة بالمغرب»، ثم کرّر المقري نفس ماورد في الروایة السابقة (9/262). و یمکن اعتبار ما أورده ابن بشرون الذي یحتمل أنه کان أکثر من عاصروا ابن باجة شباباً، مصدراً لروایات القفطي و ابن الجوزي و رکنالدین بیبرس المنصوري أیضاً. و هنا لابد من الإشارة إلی روایة تاریخیة تکشف عن خطأ ما أوردته المصادر التي ذکرت أن ابن باجة وزر عشرین سنة لیحیی بن أبي بکر بن یوسف بن تاشفین.فقد جاء في المصادر التاریخیة المعتبرظ عن حیاة یحیی بن أبي بکر أنه حفید أحد أولاد یوسف بن تاشفین، و کان لیوسف بن تاشفین خمسة أولاد باسم علي و تمیم و أبي بکر و المعزّ و إبراهیم. وقد توفي أبوبکر في حیاة والده. و تولی ابنه یحیی بن ابي بکر حکم مدینة فاس من قبل جده. و من ناحیة أخری فقد خلف یوسف بن تاشفین بعد وفاته ابنه علي، المکنی بأبي الحسن کما رأینا و بایعته ثانیة جمیع قبائل لمتونة و شیوخ القبائل و فقهاؤها بمراکش. و لم یبق سوی یحیی بن أبي بکر هذا، حاکم مدینة فاس، الذي رفض مبایعة عمّه (علي بن یوسف)، و ناصره في ذلک جماعة من شیوخ قبیلة لمتونة منذ البدایة أیضاً ثم ما لبثوا أنانفضّوا عنه و ترکوه وحیداً. و حینما بلغ علي بن یوسف خبر تمرّد یحیی بن أبي بکر أرسل جیشاً إلی فاس، ففرّ یحیی لعلمه بعدم قدرته علی التصدي لعمه، و استسلم له هناک، و في یوم الأربعاء 8 ربیع الأول 500 هـ/ 7 تشرین الثاني 1106م) التقی یحیی أثناء هروبه الأمیر مزدلي عامل تلمسان و هو مقبل بالبیعة لعلي بن یوسف في فاس، والتجأ إلیه، فوعده مزدلي بالشفاعة له عند عمه، و هکذا سارا معاً نحو فاس، و دخل مزدلي إلی علي بن یوسف و بایعه، ثم طلب العفو منه لیحیی بن أبي بکر، فعفا عنه، و أتاه یحیی و بایعه، فخیّره علي إما أن یقیم في جزیرة میورقة أو أن ینصرف عنه إلی بلاد الصحراء، فانصرف یحیی إلیها، و سار منها إلی مکة، ثم عاد إلی عمه و استأذنه بالبقاء في مراکش، فأذن له علي في ذلک أیضاً. ولکن بعد فترة قصیرة لم یهدأ یحیی و بدأ بالتآمر و إثارة الآخرین، فخشي علي بن یوسف نوایاه هذه، وأمر بالقبض علیه، ثم نفاه إلی الجزیرة الخضراء و تقع جنوبي إسبانیا، فبقي یحیی فیها إلی أن مات (ابن ابي زرع، 156-159؛ عنان، 1/59، 149). و لذلک لایمکن أن یکون صحیحاً تاریخیاً ما ورد في بعض المصادر بأي وجه من الوجوه من أن ابن باجة وزر لیحیی بن أبي بکر مدة 20 سنة، ذلک أن یحیی بن أبي بکر نفي إلی الجزیرة حوالي سنة 501 أو 502، و نحن نعلم من جهة أخری أن ابن باجة وزر لأبي بکر بن إبراهیم الصحراوي (ابن تفلویت) من 503 هـ إلی 510هـ. وبعد هذه الفترة لاتتوفر عنه سوی معلومات یسیرة، حتی عام 530 هـ حیث نجده في إشبیلیة یشتغل باتدریس و البحث و التألیف إلی جانب تلمیذه أبي الحسن عبدالعزیز علي بن الإمام.وأخیراً توفي ابن باجة في رمضان 533/ أیار 1139، بمدینة فاس و دفن فیها. وورد في بعض المصادر أن ابن باجة تسمم إثر تناوله طعام الباذنجان الذي دس له أعداؤه السم فیه، و قیل إنّ عدوه هذا هو عبدالملک ابن زهر، و ذکر المقري ذلک بقوله: «وکان بینه (یعنی ابن زهرا) و بین الإمام أبي بکر ابن باجة بسبب المشارکة مایکون بین النار و الماء و الأرض و السماء»، ثم یورد أبیاتاً لابن زهر في هجاء ابن باجة (4/401-402). وأورد في موضع آخر بعد أن نقل أبیاتاً لأبي الحسن ابن الإمام صدیق ابن باجة و تلمیذه في ذم مراکش و ذکر فیها اسم ابن معیوب، یقول: «کان ابن معیوب من عمال أبي العلاء ابن زهر وزغم الناس أنه سمّ ابن باجة لعداوته لابن زهر في باذنجان» (5/159).
کان ابن باجة کاتباً مکثراً رغم ماتزخربه حیاته من حوادث و نشاطات سیاسیته و ربّما کانت نفس تلک الحوادث من ناحیة أخری سبباً في أن تصحیح أکثر تآلیفه التي ترکها إما ناقصة لم تتم أو أنها مجموعة من الرسائل القصیرة أیضاً. و من هنا فإن أکثر آثاره الباقیة هي تعلیقات علی کتابات أرسطو، و أن مابقي من آثاره الأساسیة عبارة عن عدد من الرسائل الناقصة التي تنبئ مع هذا عن عقل فلسفي متألف و مبتکر و ماعثر من المخطوطات لابن باجة حتی الآن هي:1. مجموعة في مکتبة بودلیان بمدینة اکسفورد (رقم 206)؛ 2. مجموعة برلین (آلوارت، رقم 5060)؛ 3. مجموعة مکتبة إسکوریال (ESC2، رقم 612)؛ 4. ثلاث رسائل بخطه، برقم 2385، عثر علیها في مدینة طاشفند، و تشتمل علی 92 رسالة فلسفیة لفلاسفة الیونان و المسلمین، وقد نشر عبدالرحمن بدوي رسائل ابن باجة الثلاث هذه عام 1973م في بنغازي في مجموعة باسم رسائل فلسفیة للکندي و الفارابي و ابن باجة و ابن عدي، و طبعت للمرة الثالثة في بیروت عام 1983م.و نورد فیما یلي عناوین ماذکره ابن باجة في کل من هذه المجموعات الثلاث الأولی:
و تمتاز هذه المجموعة بأنها من جمع تلمیذ ابن باجة و صدیقه الوفي الوزیر أبي الحسن بن عبدالعزیز بن الإِمام، و تضم هذه المجموعة التي أضیف إلیها کتابات أخری لابن باجة، 222 ورقة في کل منها 27 و أحیاناً 32 سطراً، و تاریخها 547هـ/ 1152م. و أکثر رسائلها ناقصة و تقتصر علی عدد من الفصول فقط، و عناوین الرسائل هي: 1. من قوله علی مقالات السماع (أي کتب أرسطو الثمانیة باسم «في الطبیعة»)، و من قوله علی المقالة الخامسة، ومن قوله علی المقالة السادسة، و من قوله علی المقالة السابعة، و من قوله علی المقالة الثامنة؛ 2. أقوال تقدمت له في معاني السابعة و الثامنة؛ 3. و مما تقدم له في معاني الثامنة خاصة؛ 4. قوله في شرح الآثار العلویة (لأرسطو: «متیو رولوجیکا)؛ 5. من قوله في الکون و الفساد (لأرسطو)؛ 6. من قوله علی بعض مقالات کتاب الحیوان الأخیرة (لأرسطو)؛ 7. من قوله علی کتاب الحیوان؛ 8. کلامه في النبات؛ 9. من کلامه في ماهیة الشوق الطبیعي؛ 10. کلام بعث به لأبي جعفر یوسف بن حسداي (الطبیب الأندلسي الشهیر، و مفسر کتابات بقراط و جالینوس و الذی عاش في القرن 6 هـ/ 12م)؛ 11. و من کلامه في إبانة فضل عبدالرحمن بن سید المهندس؛ 12. و من کلامه نظر آخر؛ 13. من الأمور التي یمکن بها الوقوف علی العقل الفعّال؛ 14. من کلامه في البحث عن النفس النزوعیة؛ 15. من کلامه في النفس؛ 16. من کلامه في تدبیر المتوحد؛ 17. القول في الصور الروحاینة؛ 18. من قوله في الغایة الإنسانیة؛ 19. من قوله في الغرض؛ 20. من قوله علی الثانیة من السماع؛ 21. من الأقاویل المنسوبة إلیه؛ 22. من قوله في صدر ایساغوجي (لفُرفوریوس)؛ 23. من کلامه في لواحق المقولات (لأرسطو)؛ 24. من قوله علی کتاب العبارة (لأرسطو)؛ 25. کلامه في القیاس؛ 26. کلامه في البرهان؛ 27. و کتب إلی أبي الحسن بن الإمام؛ 28. کلامه في اتصال العقل بالإنسان؛ 29. قول له یتلو رسالة الوداع؛ 30. کلامه في الألحان؛ 31. کلامه في النیلوفر؛ 32. قسم من رسالة الوداع (ظ: ابن أبي أصیبعة، 3/102، 103، الذي أورد من العناوین السابقة الأرقام 1-9، 32، 29، 28، 16، 15، 10، 11، 18، 13، 26، 14).
تضم هذه المجموعة 219ورقة من القطع الربعي و في کل صفحة 28 سطراً. ویبدو أثر الأرضة في أکثر الصفحات، بحیث أتت علی النص في بعضها. ویعود تاریخها إلی 667هـ/ 1269م، و فیها المواضیع التالیة: 1. قال… في شرح کتاب السماع (في 9 مقالات)؛ 2. قوله في الأسطقسّات؛ 3. في المزاج؛ 4. شرح لأبي بکر… في الفصول؛ 5. تعالیق في الأدویة المفردة؛ 6. المقالة في الحمیات؛ 7. کتاب الکون والفساد؛ 8. المقالة الأولی من الآثار (العلویة)؛ 9. في النبات؛ 10. کتاب الحیوان (بدایة المقالة الثالثة عشرة)؛ 11. من معاني کتاب الحیوان؛ 12. في النفس؛ 13. في العقل (رسالة اتصال العقل بالإنسان)؛ 14. في الدوام، و هو مایتعلق بالکلام في العقل؛ 15. رسالة في الغرض؛ 16. في الوحدة والواحد؛ 17. في الفحص عن القوة النزوعیة و کیف هي، و کم تنزع و کیف تنزع؛ 18. رسالة الوداع؛ 19. قول لأبي بکریتلو رسالة الوداع؛ 20. في الهیئة؛ 21. في فنون شتی؛ 22. مقالة الإسکندر في الرد علی من یقول إن الإِبصار یکون بالشعاعات الخارجة من البصر؛ 23. مقالة الإسکندر في اللون وأي شيء هو علی رأی أرسطو.و یبدو أن هذه المجموعة فقدت أثناء الحرب العالمیة الثانیة، ولکن من الممکن أن یعثر علی صور منها عند بعض الأشخاص، وقد دوّن المستشرق الإسباني آسین پلاثیوس بعض رسائل ابن باجة و ترجمها و نشرها، و أشار في مقدمتها إلی امتلاکه صوراً من هذه المجموعة.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode