أَبوالْقاسِمِ عَليُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَینِ بْنِ عَمْرو، من کبار رجال سبزوار في القرن 5هـ/ 11م، واشتهر لتأسیسه المساجد و المدارس العلمیة. لاتتوفر لدینا معلومات وافیة عن حیاته. ویُعد تاریخ بیهق أهم وأقدم مصدر قدم لنا معلومات عنه، وقد اکتفی الکتّا و المؤرخون اللاحقون بتکرار ماأورده أبوالحسن البیهقي فیه.

وعلی حد قول البیهقي، فقد کان هو ووالده من تلامذة و مریدي علي ابن عبدالله بن أحمد النیسابوري،المعروف بابن أبي الطیب (تـ 458هـ/ 1066م) (ص 320؛ قا: یاقوت، 13/273). وهو ینحدر من جانب أمه إلی أسرة آل میکال (ن.ع) الشهیرة، ولذا کان یدعو نفسه بالمیکالي و یعتز بذلک النسب. کان یتمتع بثروة طائلة شأنه شأن سائر أفراد هذه الأسرة التي کانت تتسنم مناصب في العصر الغزنوي، لکنه أنفق نصیباً وافراً منها في تشیید المدارس و المساجد؛ فمن جملة ماقام بتأسیسه 4 مدارس في مناطق مختلفة من سبزوار: مدرسة الحنفیة، وکان یتولی إدارتها جد أبي الحسن البیهقي؛ و مدرسة الشافعیة فيمحلة نوکوي، وشیدها لأبي الحسن الحناني الواعظ؛ والمدرسة الکرامیة في محلة شادراه، وبناها لأبي ذر المطوعي؛ و مدرسةابن أبي الطیب في محلة أسفریس، «للسادة وأتباعهم و العدلیة و الزنیدیة». وقد کانت هذه المدارس سوی مدرسة الکرامیة قائمة حتی عهد حیاة مؤلف تاریخ بیهق في القرن التالي (البیهقي،320، 335-338، 355، 382؛ یاقوت، ن.ص). ولتأسیسه هذه المدارس، وربما لمیوله الشیعیة، استدعاه السلطان محمود الغزنوي في جمادی الأولی 414/ آب 1023 إلی غزنة و عاتبه قائلاً: لم لاتنصر مذهبک الذي تعتقد به، ولاتبني مدرسة لأئمة هذه الطائفة؟ واتهمه بالریاء، لکنه نجا من الخطر الذي کان یهدده بشفاعة جماعة (البیهقي، 336-337).

وفي ذي الحجة 421/ کانون الأول 1030 اختاره أبومنصور بن رامش (تـ 437هـ/ 1036م) الذي کان یتولی رئاسة نیسابور، نائباً عنه في سبزوار، فأشاد أهالیها في خطاب و جهوه إلیه وأثنوا علی إجرائه هذا (م.ن، 337-338).

وقد عاش أبوالقاسم في عصر استمرت فیه النزعات الطائفیة وخاصة بین الکرامیة والشیعة (ظ: المقدسي،3369. ولذا یمکننا الحدس بأن هدفه من تأسیسه لمثل هذه المدارس هو الحد من هذه النزاعات الطائفیة.

المصادر

البیهقي،علي، تاریخ بیهق، تقـ: کلیم الله حسیني، حیدرآبادالدکن، 1388هـ/ 1968م؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، تقـ: دخویه، لیدن، 1906م؛ یاقوت، الأدباء.

أبوالفضل خطیبي/ خ.