أَبواْلقاسِمِ الْسّیْمجوريّ، علي بن أبي الحسن محمد بن إبراهیم (تـ بعد ۳۹۵هـ/ ۱۰۰۵م)، آخر أمراء الأسرة السیمجوریة التي حکمت قهستان لفترة من جانب السامانیین. لاتتوفر لدینا معلومات عن تاریخ ولادته و نشأته و انضمامه إلی جهاز الحکم، إلا أنه کان حاکماً علی نیسابور قبل وفاة أبیه أبي الحسن السیمجوري (ن.ع) قائد جیش السامانیین في خراسان، واستمر حاکماً علیها في عهد أخیه أبي علي السیمجوري.
ورغم أن غرماء أسرته سعوا بعد وفاة أبیه و خلافة أخیه أبي علي إلی بث الفرقة بینه و بین أخیه، لکنه رحل إلی هراة امتثالاً لأخیه و أودعه خزائن أبیه و غلمانه (الگردیزي، ۳۶۷؛ ابن الأثیر، ۹/۲۹). وانضم علی حد قول العتبي إلی جانب أخیه في حربه ضد نوح بن منصور (حکـ ۳۶۵-۳۸۷هـ/ ۹۷۶-۹۹۷م) وقد انتهت بهزیمة أبي علي وأعوانه (ظ: الجرفاذقاني، ۱۰۷)؛ ودبر سبکتکین قائد نوح الساماني علی حد قول الگردیزي (ص ۳۷۰-۳۷۱) خدیعة وأشاع خبراً مفاده أن أبا القاسم وبعضاًمن قادة جند أبي علي التمسوا الأمان من الأمیر الساماني، فأدی إلی حالة فتور و هزیمة أبي علي.
وبعد مدة و بسبب نجهله عُزل أبوالقاسم الذي کان حاکماً علی هراة من قبل أخیه، وذهب إلی نیسابور (الجرفاذقاني، ۱۱۹-۱۲۰)، وبعد فترة انخرط في خدمة سبکتکین الذي طلب من نوح أن یوکل إلیه حکومة قهستان، فوافق الأمیر الساماني و أرسل إلیه مرسوم ولایتها و خلعاً نفیسة (م.ن، ۱۴۱). وبعد مدة طلب سبکتکین العون منه في حربه ضد الملک القراخاني، إیلک نصر، لکنه أعرض عن عونه متذرعاً بحجج. ثم بادر أبوالقاسم إثرها إلی إعلان تمرده بسبب عصیانه هذا و خشیته مما کان ینتظره من عواقب و خیمة، واستغل غیبة سبکتکین،فبادر للاستیلاء علی نیسابور و الانفراد بحکمها، فأغار علیها بمساعدة أبي نصر بن محمود الحاجب الذي انضم إلیه، وقاما بنهبها و تأمیرها. و عاد سبکتکین وابنه وأخوه إلی نیسابور، و طردوا أبا القاسم، ففر هارباً إلی جرجان لدی حاکمها فخرالدولة الدیلمي. و سمح له فخرالدولة بالذقامة هو و جنده في نواحي دامغان و قومس و جرجان، وخصه بقسم من خراجها (م.ن، ۱۴۱-۱۴۴؛ ابن الأثیر، ۹/۱۰۹).
مکث أبوالقاسم فیها و انخرط بعد وفاة فخرالدولة ۰۳۸۷هـ/ ۹۹۷م) في خدمة ابنه مجدالدولة. وفي هذه الفترة حرّض فائق (أحد رجال الدولة السامانیین) الذيکان مسیطراً علی بخاری و منافساً لبکتوزون قائد جیش خراسان، أباالقاسم علی استعادة منصب أسرته السابق، أي قیادة جیش خراسان، فاستعد أبوالقاسم للهجمة علی نیسابور. وفي البدء هَزم أبوعلي بن أبي القاسم الفقیه، و هو أحد قادته، جمعاً من جند بکتوزون في إسفرایین، فسعی بکتوزون إلی إثناءأبي القاسم عن عزمه ذاک ووعده بتفویض حکومة قهستان و هراة له، لکنه لم یفلح وفي نهایة المطاف هُزم أبوالقاسم في ربیع الأول ۳۸۸/ آذار ۹۹۸، وفر إلی قهستان (الجرفاذقاني، ۱۶۵-۱۶۷؛ أیضاً ظ: الگردیزي، ۳۷۵-۳۷۶؛ ابن الأثیر، ۹/۱۳۸). وذکر العتبي في موضع آخر أن أبا القاسم أوفد بعد وفاة فخرالدولة رسولاً إلی شمس المعالي قابوس بن وشمکیر و حرضه علی الاستیلاء علی رقعة حکمه. و في هذه الأثناء بلغته رسالة من الأمیر الساماني تفوضه حکومة قهستان، لذا ترک قابوساً واتجه صوب إسفرایین (ظ: الجرفاذقاني، ۲۲۷-۲۲۸). وعلی أیة حال، أغار أبوالقاسم علی بوشنج بعد هزیمته أمام جند بکتوزون، واستولی علیها. فتوجه بکتوزون لمواجهته، ولکنهما تصالحا في رجب ۳۸۸، وأرسل أبوالقاسم ابنه أبا سهیل رهینة لدی بکتوزون إلی جرجان و اکتفی بحکم قهستان (م.ن، ۱۶۷-۱۶۸؛ ابن الأثیر، ن.ص؛ فصیح، ۲/۱۰۲).
وفي هذه الأثناء خلع بکتوزون وفائ، منصور بن نوح خشیة تحالفه مع محمود الغزنوي، وویا الحکُکمَ أخاه عبدالملک. و في هذه الفترة انضم أبوالقاسم أیضاً إلی التحالف العسکري بین فائق وبکتوزون و عبدالملک، لکنهم هُزموا حوالي مرو في الحرب التي دارت بینهم و بین محمود الغزنوي في ۲۷ جمادي الأولی ۳۸۹، وهرب أبوالقاسم إلی قهستان (الروذراوري ۳/۳۲۳؛ الجرفاذقاني، ۱۷۳، ۱۷۸-۱۸۰؛ الصابي، ۴/۳۴۰-۳۴۱، ۳۴۳؛ قا: البیهقي، ۷۲۳-۷۲۴، الذي ذکر أن أبا القاسم التمس محموداً الدمان). فسیر محمود بدوره أرسلان جاذب لمقاتلته في قهستان، و انهزم أبوالقاسم ثانیة و هرب إلی طبس (الجرفاذقاني، ۱۸۰).
وفي السنوات الأخیرة من حکم السامانیین انضم أبوالقاسم إلی المنتصر بن نوح (تـ۳۹۵هـ) الذي کان یسعی جاهداً لإنقاذ دولتهم من الانهیار، فبادرا معاً و معهما قادة مثل أرسلان بالو إلی استرداد نیسابوروانتراعها من ید الغزنویین، ولکنهم هُزموا في شوال ۳۹۱ في حربهم ضد حاکمها نصر بن سبکتکین (م.ن، ۱۸۸-۱۸۹؛ الگردیزي، ۳۸۲-۳۸۳). وقیل إن أحد أسباب هزیمتهم تقاعس أرسلان بالوفي ساحة القتال لحزازة بینه و بین أبي القاسم، وقد قُتل أخیراً بأمر المنتصر الساماني (الجرقاذفاني، ۱۸۹). وبعدها رحل المنتصر و أبوالقاسم و عدد من أتباعه إلی سرخس لدی حاکمها ابن أبي القاسم الفقیه الذي ظل علی عهده وفیاً للسامانیین، فأغار نصر بن سبکتکین علی سرخس وأسر أبا القاسم وعدداً آخر من قادة جنده، وسیره إلی غزنین لدی السلطان محمود (م.ن، ۱۸۹-۱۹۰؛ الگردیزي، ن.ص). واستناداً إلی ما انفرد به الگردیزي (ص ۳۸۵). فقد هرب أبوالقاسم في ۳۹۵هـ من غزنین وانضم إلی الجیش الساماني. و منذ هذا التاریخ لم نتوفر علی معلومات عن حیاته و تاریخ وفاته، وانظوت صفحة حکم الأسرة السیمجوریة في قهستان و مناطق خراسان الأخری بعدما استمرت ما یقرب من قرن.
المصادر
ابن الأثیر، الکامل؛ البیهقي، أبوالفضل، تاریخ، تقـ: علي أکبر فیاض، طهران، ۱۳۵۰ش؛ الجرفاذقاني، ناصح، ترجمۀ تاریخ یمیني، تقـ: جعفر شعار، طهران، ۱۳۵۷ش؛ الروذراوري، محمد، ذیل تجارب الأمم، تقـ: آمد روز، القاهرة، ۱۳۳۴هـ/۱۹۱۶م؛ الصابي، هلال، «تاریخ»، ملحق بذیل تجارب الأمم (ظ: همـ، الروزراوري)؛ فصیح الخوافي، أحمد، مجمل فصیحي، تقـ: محمود فرخ، مشهد، ۱۳۴۰ش؛ الگردیزي، عبدالحي، زینالأخبار، تقـ: عبدالحي حبیبي، طهران، ۱۳۶۳ش.
أبوالفضل خطیبي/ خ.