الصفحة الرئیسیة / المقالات / أبوالقاسم التیمي /

فهرس الموضوعات

أبوالقاسم التیمي

أبوالقاسم التیمي

المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/9 ۲۳:۵۹:۵۷ تاریخ تألیف المقالة

أَبوالْقاسِمِ الْتَّیمْيّ، إسماعیل بن محمد بن الفضل بن علي الطلحي، الملقب بقوام السنّة و شیخ الإسلام (۴۵۷-۵۳۵هـ/۱۰۶۵-۱۱۴۱م)، محدث و مفسر أصفهاني و مؤلف کتاب في عقیدة أصحاب الحدیث. قیل إنه کان معروفاً لدی أهل أصفهان بالشیخ إسماعیل الجوزي، وعلی حد قول السمعاني: الجوزي الطیر الصغیر بلسان أهل أصفهان (۳/۴۰۸). وینحدر نسبه من أمه إلی الصحابي الشهیر طلحة بن عبیدالله التیمي (الذهبي، ۲۰/۸۱-۸۲). وقد أوردت بعض المصادر تاریخ ولادته في ۴۵۹هـ، ولایبدو صحیحاً (ظ: ابن الجوزي، ۱۸/۱۰؛ ابن الأثیر، ۱۱/۸۰؛ سبط ابن الجوزي، ۸(۱)/۱۷۷؛ قا: الرافعي، ۲/۳۰۳).

ویبدو أنه ولد في أصفهان، کما یتضح من دراساته الأولی أنه نشأ فیها (ظ: الذهبي، ۲۰/۸۰). تلقی العلم في أصفهان علی أبیه أبي جعفر محمد (تـ ۴۹۱هـ/۱۰۹۸م) وقد کان في عداد أهل العلم (م.ن، ۲۰/۸۱)، و علی آخرین أمثال أبي عمرو عبدالوهاب ابن منده و أحمد بن عبدالرحمان الذکواني و أبي عبدالله الثقفي. کما سمع الحدیث لفترة في بغداد علی أمثال أبي نصر محمد بن محمد الزبینبي. و تلقی العلم في نیسابور لدی أبي بکر أحمد بنعلي بن خلف الشیرازي و أبي نصر محمد ابن سهل السراج و عبدالرحمان بن أحمد الواحدي؛ و أدرک في الري مجلس أبي بکر إسماعیل بن علي الخطیب (أبوالقاسم، ۱/۹۷، مخـ؛ السمعاني، ۳/۴۰۹؛ الذهبي، ۲۰/۸۰/۸۱). ومکث في قزوین لفترة في ۴۸۱هـ وسمع فیها سنن ابن ماجة علی أبي منصور المقوّمي (الرافعي، ۲/۳۰۲). کما أخذ القراءات المختلفة علی مشایخ عصره (الذهبي، ۲۰/۸۳). وحینما أضحی نفسه في عداد المشایخ سافر إلی بغداد واشتغل فیها بروایة الحدیث. ثم توجه إلی مکة لأداء فریضة الحج وجاورها سنة و انشغل فیها بالتألیف وإملاء الحدیث. و بعدها عاد إلی موطنه أصفهان و عاش فیها حتی وفاته (الصفدي، ۹/۲۰۹؛ أیضاً ظ: الذهبي، ۲۰/۸۱).

ومن بین مشایخه الآخرین الخواجه عبدالله الأنصاري (أبوالقاسم، ۱/۲۰۴) وأبوبکر الصابوني (م.ن، ۱/۲۰۳) و أبوالمظفر منصور بن محمد السمعاني (م.ن، ۱/۳۱۴). کما درس علی عدد من مشایخ الحدیث وأورد بعض أسمائهم في کتابه الحجة.

وقد أشاد به معاصروه کل الإشادة: فقد عدّه أبوموسی المدیني أستاذ علماء عصره و قدوة أهل السنة و شیخهم في عصه و «مجدد الدین» في مطلع القرن ۵ هـ، کما ألف کتاباً مستقلاً في مناقبه. و هکذا یحیی بن منده الذي أطراه مدحاً و عدّه حسن العقیدة. و ذکره السمعاني بألقاب: «أستاذنا و شیخنا و إمماما» وعدّه أستاذاً بارعاً في التفسیر و الحدیث واللغة و الأدب و عالماً بالمتون والأسانید، سمع الکثیر من الأحادیث. کما سجل له ابن الجوزي نفس هذه المیزات (ن.ص؛ السمعاني، ۳/۴۰۸؛ الذهبي، ۲۰/۸۱- ۸۵؛ ابن قیم، ۱۰۵). وقیل إنه شافعي المذهب في فقهه وتتمتع فتاواه بشهرة في أصفهان وضواحیها (ظ: الذهبي، ۲۰/۸۳؛ ابن قیم، ن.ص؛ الإسنوي، ۱/۳۵۹). و من تلامذته: أبوسعد السمعاني و أبوالعلاء الهمداني و أبوطاهر السلفي و أبوالقاسم بن عساکر و أبوموسی المدیني و حفیده یحیی بن محمود الثقفي (ظ: السمعاني، ن.ص؛ ابن عساکر، الورقة ۳۶ ألف؛ ابن نقطة، ۱/۲۵۲-۲۵۳؛ الذهبي، ۲۰/۸۱).

فَقَدَ سمعه في صفر ۵۳۴ و أصیب بعده بالشلل وتوفي في السنة التالیة (الرافعي، ۲/۳۰۳؛ ابن الأثیر، ۱۱/۸۰؛ الذهبي، ن.ص).

کان ابنه أبوعبدالله محمد (۵۰۰-۵۲۶هـ/ ۱۱۰۷-۱۱۳۲م)، متبحراً في علوم عصره المختلفة وخاصة اللغة، و کتب شرحین: الأول علی صحیح البخاري، والثاني علی صحیح مسلم، لکنه لم یتمهما، فأنجزهما والده. توفي في همدان (م.ن، ۲۰/۸۳- ۸۴؛ الإسنوي، ۱/۳۶۰- ۳۶۱).

 

آثاره

له في التفسیر عدد من التآلیف المستقلة و لامفصلة، وهي: الجامع في ۳۰ مجلداً، والمعتمد في ۱۰ مجلدات، و الإیضاح في ۴ مجلدات، و الموضح في ۳ مجلدات. وقیل دَوّن کتاباً في التفسیر باللغة الفارسیة و اللهجة و الأصفهانیة، کما کان له کتاب باسم إعراب القرآن (الذهبي،۲۰/۸۴؛ السیوطي، ۳۸).

ألّف في الحدیث کتاب الأمالي، منه قسم في المکتبة الظاهریة (الظاهریة، ۱۹۲). کما أقام مجالس کثیرة في مسجد جامع أصفهان بلغ عددها علی حد ماورد في المصادر إلی بضعة آلاف، و بطبیعة الحال خص الشطر الأکبر منها بروایة الحدیث (ظ: السمعاني، ن.ص؛ الذهبي، ۲۰/۸۲). وله مخطوطات باسم أحادیث مسلسلات والأحادیث السبعة المسلسلات و العوالي الموافقات، في المکتبة الظاهریة (الظاهریة، ن.ص؛ السواس، ۲۵۷، ۵۶۱).

ونعرف له کتابین في التاریخ: ۱. سیر السلف، في تراجم الصحابة و التابعین و محدثي الطبقات التالیة و تراجم جماعة من الصوفیة. منه نسختان في المکتبة الوطنیة بباریس و التیموریة بمصر (المدخلي، ۱/۵۶، الهامش؛ دوسلان، رقم GAL, I/395; 2012)؛ ۲. المبعث و المغازي، منه نسخة في مکتبة کوپریلي بترکیا (کوپریلي، ۱/۵۸۱-۵۸۲).

وله کتاب باسم الترغیب و الترهیب، ذکره المنذري بنفس الاسم في کتابه (۱/۳۸) و اعتمده. کما اعتمده ابن شهرآشوب في المناقب (۱/۱۱) وابن طاووس في الطرائف (ص ۵۴۸؛ أیضاً ظ: کولبرغ، 356). منه نسخة مصورة في مکتبة الجامعة الإسلامیة في المدینة (ظ: المدخلي، ۱/۵۸، الهامش).

وأثره المهم في العقائد هو الحجة في بیان المحجه وشرح التوحید ومذهب أهل السنة، وقد ذکره بنفس الصورة في مقدمته (ظ: ۱/۸۴). طبعه في الریاض (۱۴۱۱هـ/ ۱۹۹۰م) المدخلي و أبورحیم في مجلدین مع تغییر طفیف في الجزء الثاني من عنوانه. وقد أعرب أبوالقاسم عن سبب تألیفه الکتاب في مقدمته (۱/۸۳-۸۴)، فقال: «وحین رأیت قوام الإسلام بالتمسک بالسنة، ورأیت البدعة قد کثرت، والوقیعة في أهل السنة قد فشت، ورأیت اتباع السنة عند قوم نقیصة، والخوض في الکلام درجة رفیعة، رأیت أن أملي کتاباً في السنة... وأبین فیه اعتقاد أئمة السلف وأهل السنة في الأمصار والراسخین في العلم في الأقطار».

والکتاب أنموذج کامل و بدیع في نفس الوقت مما أسلّف في الدفاع عن آراء أصحاب الحدیث و عقائدهم، کما زاد من میزاته جدته و ذلک مقارنة بما دوّنه أصحاب الحدیث عن عقیدتهم في القرنین ۳ و ۴ هـ. کما یدل علی غناه إفادة مؤلفه من تآلیف شتی لأصحاب الحدیث. وقد تصدی شأنه شأن کتب عقائد المحدثین الأخری لرد «الفرق المبتدعة» ودحضها منوجهة نظر أهل الحدیث. وهو یتسع أکثر فأکثر اللحدیث عن الجهمیة و المعتزلة. و مع ذلک لم یدر الحدیث فیه کثیراً عن الإمامیة (أو الرافضة علی حد تعبی مؤلفه). ومیزته الرئیسة هي عدم اکتفاء مؤلفه خلافاً لجل کتّاب عقائد أصحاب الحدیث، بنقل الأحادیث، بل عمد بشکل واف إلی نقل مباحث لغویة و تفسیریة أیضاً، کما عالج الروایات ذیل بعض الفصول أحیاناً. و مع کل ذلک فهو لایحظی بنظم و ترتیب منطقي معهود، وهو أشبه بمسودة منه إلی مبیضة. ومن بین الملاحظات الطریفة الأخری بحثه المفصل حول أسماء الله و صفاته التي تناولها بصورة خاصة (ظ: ۱/۱۱۴-۱۶۶). وقد اهتم في أجزاء شتی منه بدقوال وروایات أفراد أمثال ابن خزیمة ومحمد بن إسحاق ابن منده و أبي الشیخ الأصفهاني و أبي سلیمان الخطابي و أبي منصور معمر بن أحمد الأصفهاني و هبة الله بن الحسن اللالکائي و لاسیما أبوالمظفر السمعاني.

ولم یغفل أبوالقاسم في کتابه هذا عن نقد وجهة نظر الأشاعرة، فنراه یحمل علیهم أحیاناً بمناسبة أو دون مناسبة. ولایستبعد مراده من الجماعة التي أقبلت علی الکلام في مقدمته، هو الأشاعرة، خاصة وأن تیار الأشاعرة الفکري کان قد بلغ ذروته بین الشافعیة في عصره. ورغم أن أغلب أشاعرة عصره قد اهتموا بأحمد بن حنبل و عقائده، إذ في الحقیقة لم یکن تیار النزعة الأشعریة سوی انعکاس بشکل جدید لأفکار أصحاب الحدیث مع قلیل اختلاف، إلا أن سهام النقد النافذة للأتباع المتعصبین لأصحاب الحدیث والحنابلة، قد وجهت صوب الأشاعرة وخاصة متکلمیهم، ومنهم أبوالقاسم الذي أبدی اهتماماً بهذه المسألة في کتابه هذا (ظ: ۱/۳۲۴ و مابعدها، ۲/۱۱۲- ۱۱۴، ۱۶۱ وما بعدها، ۲۵۳-۲۵۷، ۲۶۳-۲۶۴). وتدل السماعات الموجودة علی مخطوطات هذا الکتاب علی أهمیته و شیوعه بین مؤلفي أهل السنة وعلمائهم (المدخلي، ۱/۷۳- ۸۰). وقد ذکره ابن قیم الجوزیة في اجتماع الجیوش الإسلامیة (ص ۱۰۵-۱۰۶) وابن حجر العسقلاني في فتح الباري (۱۳/۳۴۴- ۳۴۵) و أفادا منه.

وله في العقائد فیما عدا الحجة کتاب آخر باسم دلائل النبوة، طُبع في الریاض (۱۴۱۲هـ) في ۴ مجلدات.

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن الجوزي، عبدالرحمان، المنتظم، تقـ: محمد عبدالقادر عطا ومصطفی عبدالقادر عطا، بیروت، ۱۴۱۲هـ/ ۱۹۹۲م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، فتح الباري، تقـ: محمد فؤاد عبدالباقي و محب الدین الخطیب، بیروت، دارالمعرفة؛ ابن شهرآشوب، محمد، مناقب آل أبي‌طالب، قم، المطبعة العلمیة؛ ابن طاووس، علي، الطائففي معرفة مذاهب الطوائف، قم، ۱۴۰۰هـ/ ۱۹۸۰م؛ ابن عساکر، علي، معجم الشیوخ، النسخة المصورة الموجودة في مکتبة المرکز؛ ابن قیم الجوزیة، محمد، اجتماع الجیوش الإسلامیة، بیروت، ۱۴۰۴هـ/ ۱۹۸۴م؛ ابن نقطة، محمد، التقیید، حیدرآباد الدکن، ۱۴۰۳هـ/ ۱۹۸۳م؛ أبوالقاسم التیمي، إسماعیل، الحجة، تقـ: محمد بن ربیع المدخلي ومحمد بن محمود أبورحیم، الریاض، ۱۴۱۱هـ/ ۱۹۹۰م؛ الإسنوي، عبدالرحیم، طبقات الشافعیة، تقـ: عبدالله الجبوري، بغداد، ۱۳۹۰هـ/ ۱۹۷۰م؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و محمد نعیم العرقسوسي، بیروت، ۱۴۰۵هـ/ ۱۹۸۵م؛ الرافعي، عبدالکریم، التدوین، تقـ: عزیزالله العطاردي، حیدرآبادالدکن، ۱۹۸۵م؛ سبط ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، حیدرآباد الدکن، ۱۳۷۰هـ/ ۱۹۵۱م؛ السمعاني، عبدالکریم، الأنساب، تقـ: عبدالرحمان بن یحیی المعلمي، حیدرآبادالدکن، ۱۳۸۲هـ/ ۱۹۶۲م؛ السواس، یاسین، فهرس مجامیع المدرسة العمریة، الکویت، ۱۴۰۸هـ/ ۱۹۸۷م؛ السیوطي، طبقات المفسرین، تقـ: علي محمدعمر، القاهرة، ۱۳۹۶هـ/ ۱۹۷۶م؛ الصفدي، خلیل، الوافي بالوفیات، تقـ: فان إس، بیروت، ۱۴۰۱هـ/ ۱۹۸۱م؛ الظاهریة المخطوطات (الحدیث)؛ کوپریلي، المخطوطات؛ المدخلي، محمد، مقدمة الحجة (ظ: همـ، أبوالقاسم التیمي)؛ المنذري، عبدالعظیم، الترغیب و الترهیب، تقـ: مصطفی محمد عمارة، القاهرة، ۱۳۸۸هـ/۱۹۶۸م؛ وأیضاً:

De Slane; GAL; Kohlberg, E., A Medieval Muslim Scholar at Work, Leiden, 1992.

حسن أنصاري / خ.