اولجایتو
cgietitle
1442/5/27 ۰۷:۲۷:۲۴
https://cgie.org.ir/ar/article/263098/اولجایتو
1446/11/1 ۱۲:۱۶:۱۳
نشرت
9
أولْجايْتو، أو أُلجايتو، السلطان غياث الدين محمد خدابنده (680ه ـ رمضان 716ه / 1281- كانون الأول 1316م)، أحد الحكام المعروفين لسلالة الإيلخانيين في إيران. يعد كتاب تاريخ أولجايتو لأبي القاسم الكاشاني (ن.ع) أهم مصدر حول أولجايتو، وقد کان أبو القاسم معاصراً له ويعتبر بحد ذاته مصدراً للمؤرخين اللاحقين، وخاصة حافظ أبرو في ذيل جامع التواريخ. كما يتمتع تاريخ وصاف بأهمية كبيرة باعتباره مصدراً مستقلاً إلى جانب تاريخ أولجايتو. ومن بين المؤرخين العرب، تعتبر روايات ابن الدواداري (ن.ع)، المؤرخ المصري المعاصر للإيلخانيين، من المصادر التي تستحق الاهتمام. فقد سمي أولاً «أولجايبوقا» ثم «ماتمودار» وأخيراً «خربنده» على ماذكر أبو القاسم الكاشاني (ص 17- 18) (عن سبب تسمیته بخربنده والروایات والأساطیر، ظ: حافظ أبرو، 66؛ دولتشاه، 217؛ ابن بطوطة، 1 / 236-237). ورأى بلوشه الذي حقق جزءاً من جامع التواريخ، أن خربنده هو شكل آخر للاسمین «خوربندا» أو «قوربنداي» المغوليين ويعني الثالث أو (الابن الثالث) (عن سبب تسمیة خربنده ودحض هذا الرأي، ظ: مولوي، 3 / 2023). واستناداً إلى ماذكره رشيد الدين فضل الله (1 / 6-7)، فقد تمسک البعض بحساب الجمل لتفسیر کلمة خربنده وفهموا منها معنی «الظل الخاص بالخالق». ومهما کان الأمر فقد تغیر اسم خربنده إلی أولجایتو (المرکب من جزئین مغوليين هما «أولجاي» أي حسن الطالع و«تو» علامة الملكية والنسبة، وذلک بعد جلوسه علی العرش، ظ: دورفر، I / 174). ثم عُرف بالسلطان محمد خدابنده (حافظ أبرو، ن.ص). ولد أولجايتو ثاني أبناء أرغون خان (ن.ع)، أو ثالثهم من أروك خاتون، في موضع بين مرو وسرخس (أبو القاسم الکاشاني، 7، 16؛ رشید الدین، 2 / 1153؛ حمد الله، 606). عين أولجايتو في 682ه / 1283م مع أخيه غازان حاكماً على خراسان مـن جانب أبيه وتولـى الأميـر نوروز منصـب الأتابكيـة لهما (أبو الفداء، 7 / 23؛ المقریزي 1(3) / 714). وفي عهد غازان (694-702ه (، تولى أولجايتو، اتباعاً لسنة الإيلخانيين، إمارة خراسان، وهو يشغل منصب ولاية العهد (أبو القاسم الکاشاني، 10؛ حافظ أبرو، 63). وأبلى هناك بلاء حسناً في قمع الأمراء الأتراك المتمردين والأمراء المغول المنافسين (بناکتي، 19). وبعد وفاة غازان (شوال 703 / أيار 1304)، قضی أولجايتو علی اثنين من المدعين والمعارضين المحتملين له، بتدبير من الأمير مولاي قبل أن يعلن خبر موت الإیلخان. وفي 15 ذي الحجة / 19 حزيران من نفس السنة جلس أولجايتو على مسند الحكم في أوجان دون منازع ثم أبقى سعد الدين ورشيد الدين فضل الله في الوزارة وعين قتلغ شاه في منصب أمير الأمراء (م.ن، 474-475؛ حافظ أبرو، 63-66؛ أبو القاسم الکاشاني، 28-29؛ وصاف، 471-472). أضطر أولجايتو، كما كان حال غالبية أسلافه، إلی قمع المتمردين بهدف تثبيت نفوذه وسيطرته. وقد شن أول هجماته وأهمها في 706ه / 1306م ضد الأمراء المتمردين في جيلان، حيث لم يكونوا خاضعین لحکم الإیلخانیین بعد مرور50 سنة بسبب الجبال الشاهقة والغابات الكثيفة والطرق الوعرة. ولتحقيق هذا الهدف، فقد بعث أولجایتوجیوشاً إلیها من ثلاث جهات: الأمير چوبان عن طريق أردبيل وقتلغ شاه عبر خلخال، وطغان ومؤمن عبر قزوين وأخيراً سار هو نفسه عبر طارم. فأخضع الأمير چوپان، أمراء آستارا وکسگر والتحق في الطريق بالإیلخان. وحقق طغان ومؤمن بعض الانتصارات في جنوب جيلان كما تغلب أولجايتو على لاهيجان. ولكن قتلغ شاه لقي مصرعه على يد الجيلانيين فأجبرهم أولجايتو على طاعته بعد هجوم شامل شنه عليهم. وقد أخـذت هذه المنطقة تدفع الخراج للإيلخانيين منذ ذلك الحين (ظ: أبو القاسم الکاشاني، 59-71؛ حافظ أبرو، 69-76؛ قا: شبولر، 114-115). وبعد معركة جيلان في نفس السنة، أثارت أوضاع هراة في شرقي رقعة حكم الإيلخانيين، قلق أولجايتو إلى حد كبير، ذلك لأن الملک فخر الدين الکرت الذي كان على نزاع مع أولجايتو قبل ذلك، لم يكن قد وفد على الإيلخان بعد للتعبير عن طاعته. ولذلك، فقد أرسل الإيلخان جيشاً بقيادة الأمير دانشمند بهادر. ورغم أن الأمر لم ينته بالصلح، إلا أن الغوريين والسجزيين والهرويين هاجموا دانشمند في داخل هراة وقتلوه مع العدید من رجاله. فبعث أولجايتو أثر ذلک الأمیر يساول. إلیها وفي هذه الأثناء توفي فخر الدين واستسلم نائبه محمد سام (حافظ أبرو، 77-95؛ الهروي، 503 وما بعدها؛ الأسفزاري، 442-449). کان أولجايتو لاینشغل كثيراً بهذه الحروب وبقمع حركات التمرد؛ ولذلك، فقد ظل في مواصلة الإصلاحات التي كان غازان خان قد بدأها في الجهاز الديواني والتي كانت تُمثّل منعطفاً في تاريخ هذه السلالة. وقد أمر أولجايتو منذ بداية حكمه، بأن تصان التشريعات التي كان أخوه غازان قد سنّها من أي نوع من التحريف كما استخدم رشيد الدين فضل الله الذي سبّبت تدابيره هذه الإصلاحات، طوال فترة حكمه (ظ: وصاف، 471). فقـد حدثت في 711ه / 1311م خلافـات بين رشيد الديـن وسعد الدين مما أدى إلى طرد الأخیر وقتله. ولم یلبث تاج الدين علی شاه الذي كان مقرباً من الإيلخان وتربطه علاقات حتی خلیفته حسنة مع رشيد الدين، أعلن عداءه وآل الأمر إلی تقسم الأمور الديوانية إلی دائرتين مستقلتین، کانت كل واحدة منهما تحت إشراف أحد الوزيرين (أبو القاسم الکاشاني، 121-134؛ حافظ أبرو، 95-100، 116-118، 126-128؛ بویل، 400-405). وفي أواخر عهد حكم أولجايتو، تعرضت الولایات الشرقیة الخاضعة لحکم الإيلخانيين وغربها وجنوبها للاضطرابات والفتن مما شغل بال الإيلخان. وقد بدأ النزاع في الشرق منذ أن سعى الإيلخان إلی بسط نفوذه مستغلاً اختلافات النكودريين الداخلیة، بالقرب من شابورقان إلى جوار نهر السند وألحق تيمور الگورکاني بموافقة أولجايتو وبمساندة جيش خراسان، الهزیمة بجیش داود خواجه الأمیر النكودري وحمله على التقهقر إلى الجانب الآخر من جيحون (712ه). إلا أن الأمير النكودري تحالف في ماوراء النهر مع ايسن بوقا الجغتائي وأخيه كبك ويساور (ییسور)، حفيد بايدو وهاجم الجميع خراسان ثم عادوا بعد نهب أراضیها (أبو القاسم الکاشاني، 152-153؛ حافظ أبرو، 106-111). وفي تلك الفترة نفسها أقدم عز الدين بن جمال الدين إبراهيم السواحلي عامل فارس، على مصادرة أموال أهالي شيراز بعد دفع أموال ضخمة إلى الإيلخان، وأعلن تمرده، ولكنه انهزم بعد فترة قصيرة أمام جيش الإيلخان لیهرب إلى هرمز (أبو القاسم الکاشاني، 154-156). وفي السنة التالية ثار القرامانيون أيضاً في آسية الصغری على الإیلخان وحكموا قونية وملطية لفترة قصيرة بشكل مستقل حتى قمعهم الأمير چوپان (م.ن، 166-170؛ أیضاً ظ: شبولر، 119). توفي أولجايتو في «سلطانية» في السادسة والثلاثين من عمره (أبو القاسم الکاشاني، 222؛ وصاف، 617؛ قا: حافظ أبرو، 19). وقد قيل إن موته كان بسبب سم دس في طعامه عز الدين إبراهيم نجل خواجه، رشيد الدين بإشارة من أبیه وقد قتل خواجه وابنه بسبب هذا الاتهام (حمد الله، 613؛ حافظ أبرو، 126-129). دفن جثمان أولجايتو في مرقد في قلعة سلطانية التي كان هو نفسه قد أمر ببنائها خلال حياته؛ ثم جلس على العرش ابنه أبو سعيد بناء على وصیة والده (حافظ أبرو، 67-69، 119). وبعد موت قوبيلاي قا آن، خان المغول الأكبر في 693ه / 1294م، بدأ الضعف يدب في سلطة المغول علی أرجاء نطاق حكم القبائل المغولیة المختلفة. وبعد جلوس أولجايتو بقليل قدم عليه مبعوثون من جانب بعض الحكام المغول وتعاهدوا معه على أن یتجنبوا التنازع وأن تعمل القوافل التجارية بحرية في أرجاء إمبراطورية المغول (وصاف، 475-476؛ بویل، 398-399). وقد كانت هذه المعاهدة ذات أهمیة بالنسبة إلى أولجايتو، بحیث بعث وفوداً لإبلاغها إلی فيليب الرابع ملك فرنسا وإدوارد الأول ملك بريطانيا، (شبولر، 113). ويبدو أن قاآن أرسل في نفس هذه الفترة وسام الحكم إلى أولجايتو (م.ن، 271). إلا أن مشروع وحدة الفروع المختلفة للسلالة الچنگیزیة لم یتحقق أبداً. فقد اشتعلت نيران الحروب الداخلية بین أفرادها ومنها هجوم بعض أمراء المغول على ماوراء النهر وهجوم النكودريين على خراسان في 712ه ، حيث كانوا يريدون الزحف نحو طوس، ولكنهم تراجعوا بفعل تهديد قاآن. کما أنّ الخلافات نشبت بين هؤلاء الأمراء أنفسهم بعد ذلك. كانت علاقات أولجايتو مع آلتين أردو (ن.ع) في سهل قبچاق، ودية في البدء (أبو القاسم الکاشاني، 42، 89). ولكن أوزبك خان (ن.ع) خليفة توقتا جدد الادعاء السابق لأمراء آلتین أردو الذين كانوا يعتبرون أران وآذربايجان جزءاً من ممتلکاتهم خاصة في أواخر حياة أولجايتو فقد بدأت علاقاته مع حاکم آلتین أردو تتأزم إلى حد كبير. وفي 715ه / 1315م، لجأ بابا أغول من آلتین أردو إلى أولجايتو بعد أن خسر خوارزم، وبذلك ثارت الشكوك بين إيلخان إيران ولأوزبك، ولكن بابا أغول قتل أخيراً بأمر أولجايتو وتحسنت علاقاته مع الأوزبك (م.ن، 173-176). كانت دولة مماليك مصر تمثل أكبر أعداء الإيلخانيين في إيران في هذا العصر. وقد سعى أولجايتو في أوائل حكمه لإقامة علاقات ودية مع حکامها (عن التقاریر حول تبادل سفراء الدولتین، ظ: م.ن، 48؛ المقریزي، 1(3) / 954، 2(1) / 6-7؛ وصاف، 472). وقد أدى ذلك إلى خیبة أمل نوقتا، حاکم آلتین أردو في تحريض سلطان مصر على مهاجمة حكم الإيلخانيين، وقد حدث الهجوم الوحيد لأولجايتو على المماليك، في 712ه / 1312م. ففي هذه السنة قضی السلطان الناصر محمد بن قلاوون علی معارضيه. فلجأ قراسنقر حاكم دمشق وجمال الدين الأفرم والي حلب وعدد من أمراء الشام إلى أولجايتو وحرضوه على مهاجمة الشام. واستناداً إلى المصادر الفارسیة فقد هاجم أولجايتو الرحبة وفتح قلعتها وعاد إلى بغداد (أبو القاسم الکاشاني، 136-143؛ حافظ أبرو، 95، 104-105؛ وصاف، 552-555). ولكن رواية أبي الفداء (7 / 82-83) ــ الذي کان هو نفسه والى حماه آنذاك ــ تفيد بأن أولجايتو كف عن محاصرة القلعة بعد شهر بسبب صمود المدافعين وشیوع المجاعة (لشرح مفصل عن هذه الهجمات من وجهة نظر مؤرخ مصري ظ: ابن الدواداري، 9 / 245 وما بعدها). كان الإيلخانيون في إيران يبذلون جهودهم منذ بداية حكمهم لمواجهة مماليك مصر كي يتحدوا مع ملوك أوروبا المسحيين. وقد اتبع أولجايتو بدوره نفس أسلوب أبيه أرغون وأخيه غازان، وبعث في بداية أمره سفيرين إلى البابا كلمان الخامس وإلی فيليب لوبل، ملك فرنسا، وإلی أدوارد الثاني، ملك بريطانيا. وقد طلب الإیلخان في رسالة إلى فيليب لوبل كانت قد كتبت في 704ه / 1304م من أوجان، طلب منه أن يتحالف معه ضد العدو المشترك، أي مماليك مصر، وأكد أنه نبذ خلافاته مع أمراء المغول الآخرين. ولاتتوفر معلومات عن جواب فيليب لوبل على هذه الرسالة (هاورث، III / 573-575 ؛ بویل، 399؛ جوادي، 36-37). إلا أن إدوارد الثاني، ملك بريطانيا الذي كان قد جلس على العرش في نفس الوقت الذي وصل فيه سفراء الإيلخان، بعث رسالتين إلى الإيلخان إحداهما في 17 جمادی الأولى 707 / 16 تشرين الأول 1307 والأخرى في جمادی الآخر / 31 تشرين الثاني من تلك السنة. كما طلب البابا كلمان الخامس من أولجايتو في رسالة بعثها في 6 رمضان 707ه / أيار 1308م، وطلب منه أن يضع الخيل والمؤونة تحت تصرف المحاربين المسيحيين عند دخولهم أرمینیا وأن يساندهم هو بدوره بمائة ألف فارس للسيطرة على الأرض المقدسة (ظ: هاورث، III / 575-576). ويظهر من هذه الرسائل أن أوروبا المسیحیة کانت آنذاک بمنأی عن فهم صحیح عن أوضاع الشرق، وخاصة الإيلخانيين في إيران وميولهم الدينية؛ فقد كانوا يظنون أن أولجايتو مسیحي ويسعى من أجل نشر الدين المسیحي في حين أنه كان يعتبر نفسه مسلماً إلى درجة أنه كان يتهم المصريين المسلمين بضعف إيمانهم بحیث أمر في 714ه / 1314م بقتل 3 رهبان في تبريز وأرزنجان (ظ: شبولر، 234، 235-236). لقد كان تصور الأوروبيين عن المغول في إيران قائماً بشكل رئيس على تقرير أحد الأمراء الأرمن الهاربين ويدعى هيتون، حيث ألف كتاباً بعنوان «تاريخ البلدان الشرقية» وهو یزخر بالأخبار الکاذبة والمبالغ فيها (م.ن، 234-235؛ أیضاً ظ: هاورث، III / 577-579). وعلى أي حال فإن وحدة أولجايتو مع الدول المسيحية الأوروبية لم تتحقق أبداً (شبولر، 236؛ أیضاً ظ: ریتشارد، 50). كان أولجايتو يرتبط مع آندرونیکوس إمبراطور روما الشرقية بعلاقات صداقة وقد عقد الإمبراطور معاهدة تحالف مع إیلخان إيران لصیانة أراضیه من هجمات التركمان في آسيا الصغرى وكيليكية، وزوّجه أخته مريم. وقد أرسل أولجايتو بدوره 30 ألف جندي إلى الحدود الغربية لآسیة الصغرى لمواجهة حكام الأناضول الأتراك؛ ومع كل ذلك، فقد وسع الأتراك رقعة حكمهم بشكل تدريجي (هاورث، III / 579؛ شبولر، 113؛ غروسه، 630-631). وكان أولجايتو قد تم تعميده على يد أمه المسيحية أروك خاتون باسم نيكولاوس متبرکاً بالبابا نيكولاوس الرابع؛ ولكنه اعتنق بعد ذلك الديانة البوذية (شبولر، 195). ثم أسلم واختار المذهب الحنفي كأخيه غازان خان عندما کان ولي العهد وحاكم خراسان (أبو القاسم الکاشاني، 96). وما یجدر بالذکر هو أن غازان خان في أواخر عمره کان قد توجه إلى النجف لزيارة مرقد الإمام علي (ع)، حیث اعتنق المذهب الشيعي وأمر بأن یخطب علی المنابر باسم «أهل البيت»؛ إلا أن الحنفيين بعد وفاته دفعوا الإيلخان الجديد أولجايتو، إلى أن يجعل الخطبة والعملة باسم الخلفاء الراشدين. فمنذ ذلک الحین تصاعد التنافس بين المذاهب المختلفة في بلاط الإيلخان فكانت كل فرقة منها تسعى إلی جذب أولجايتو إلیها (م.ن، 90-96؛ أیضاً ظ: بیاني، 2 / 481-482). وفي هذه الأثناء ولّی رشيد الدین الذي كان على المذهب الشافعي (حافظ أبرو، 87)، نظام الدين عبد الملك المراغي الشافعي منصب «قضاء مملكة إيران» وعندما رأى أولجايتو تفوق نظام الدين في المناظرات مع علماء الفرق الأخرى، اختار المذهب الشافعي وقد اشتدت منذ ذلك الحين الخلافات المذهبية، خاصة بين الحنفیة والشافعیة في بلاط الإيلخان؛ حتى إنّ بعض أمراء المغول، دعوا الإيلخان من خلال التهديد، إلى ترك الإسلام والرجوع إلى دين آبائه وأجداده؛ ولكن أولجايتو ظل مصراً على دينه (أبو القاسم الکاشاني، 96-99). واختار أخيراً وفي 709ه / 1309م المذهب الشیعي عندما قدم بغداد وبعد أن شجعه کل من الأمیر طرمطاز (ترمتاس) وتاج الدین آوجي (آوي) العالم الشیعي علی ذلک. فأمر بأن تجعل العملة والخطبة باسم أئمة الشيعة بدلاً من الخلفاء الراشدين وحینئذ وفد علیه العلامة الحلي، من أعاظم الشیعة وأصبـح ملازماً له (م.ن، 99-101؛ عن مسکوکات لهذه الفتـرة، ظ: لیـن بـول50،44-45,48). وصدّر كتابيـه منهـاج الكرامـة (ص 2-3) ونهج الحق (ص 38) باسم السلطان ولكن ابن بطوطة ذكر أن أهالي بغداد وآذربايجان وأصفهان وشيراز أبدوا استیائهم لتغییر الخطبة ووقفوا في وجه الإیلخان (1 / 215-216). ولم یمض وقت طویل حتی أخذ نفوذ الشيعة يتضاءل في بلاط الإيلخانيين، ولاسیما بعد أن لقي تاج الدين آوجي وابنه مصرعهما في 711ه بتهمة التعاون مع سعد الدين الوزير، وبأمر من أولجايتو (حمد الله، 608). انصرف أولجايتو في الأيام الأخيرة من حياته عن التشیع واعتنق التسنن من جدید وبالتالي أمر بضرب النقود وإلقاء الخطبة باسم الخلفاء الراشدين مهدداً المعارضین تهدیداً قاسیاً (وصاف، 616). أشاد المؤرخون الإيرانيون، بالتزام أولجايتو بأحكام الشريعة وسعيه في نشر الدين الإسلامي والدعوة إليه وقيل إن بلاطه كان محط العلماء والأدباء والحكماء (أبو القاسم الکاشاني، 106، 107). وفي المقابل اعتبره المؤرخون المصریون رافضياً، واتهموه بالفساد وسفك الدماء (ابن الدواداري، 9 / 261؛ المقریزي، (1) / 159؛ قا: ابن حجر، 5 / 113). وقد كان أولجایتو متشدداً ضد المسيحيين واليهود ومصعباً علیهم (حمد الله، 606-607؛ معین الدین 141). ولذلك تحمل النساطرة في عهده أذی وعناء (ظ: غروسه، 628). وقد خصص أبو القاسم الكاشاني خاتمة كتابه (227 وما بعدها) لشرح أعمال أولجايتو وخصائصه الأخلاقية ونقل روایات عن حياته. ورغم أن كلام أبي القاسم الكاشاني في مدح الإيلخان يبدو مبالغاً فيه، إلا أن معظم المؤلفين يؤكدون علی أن أولجايتو قد أولی اهتماماً بالغاً بالإعمار (للنموذج، ظ: الآملي، 2 / 257-258؛ حمد الله، 607؛ حافظ أبرو، 68- 69)، حیث واصل مشاریع أخيه غازان العمرانية ودعم الفنانين وقد كان إكمال مدينة سلطانية وتوسيعها من أهم منجزاته العمرانية (وصاف، 477). کما بنيت فیها المباني الفخمة مثل المساجد والمدارس والمستشفیات (حافظ أبرو، ن.ص). ومايزال مرقد أولجایتو ماثلاً للعیان حتى الآن ويحمل اسم گنبد سلطانیة (قبة السلطانية)، ويعتبر أحد أشهر المعالم التاريخية في إيران. وبالإضافة إلى ذلك، فقد شيد مدینة أولجایتو سلطان في موغان وعاصمة ثانية باسم سلطان آباد على سفح جبل بيستون (حمد الله، معین الدین، ن.صص؛ ظ: بویل، 406)، حیث مازالت بقايا المدینة الأخیرة وخرائبها قائمة باسم سهل چم چمال. لقد برز في عهد أولجايتو مؤرخون ومؤلفون معروفون منهم أبو القاسم الكاشاني الذي ألف كتاب تاريخ أولجايتو كما كتب رشيد الدين فضل الله المجلد الثاني من جامع التواريخ، باسم أولجايتو (1 / 19) وأهدی وصاف أيضاً كتابه تاريخ وصاف إليه (ص 544).
الآملي، محمد، نفائس الفنون، تق : إبراهیم میانجي، 1379ه ؛ ابن بطوطة، رحلة، تق : محمد عبد المنعم عریان، بیروت، 1407ه / 1987م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، الدرر الکامنة، حیدرآباد الدکن، 1346ه / 1976م؛ ابن الدواداري، أبو بکر، کنز الدرر، تق : هانس رومر، القاهرة، 1379ه / 1960م؛ أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، بیـروت، 1381ه / 1961م؛ أبو القاسم الکاشانـي، عبد الله، تاریخ أولجایتـو، تق : مهیـن همبلـي، طهـران، 1348ش؛ الأسـفـزاري، محمـد، روضـات الـجنـان، تق : محمـد کاظم إمام، طهران، 1338ش؛ بناکتي، داوود، تاریخ، تق : جعفر شعار، طهران، 1348ش؛ بیاني، شیرین، دین ودولت در إیران عهد مغول، طهران، 1371ش؛ جوادي، حسن، «إیران أز دیدۀ سیاحان أروپائي در دورۀ ایلخانان»، بررسیهاي تاریخي، طهران، 1351ش، س 7، عد 4؛ حافظ أبرو، عبد الله، ذیل جامع التواریخ رشیدي، تق : خانبابا بیاني، طهران، 1350ش؛ حمد الله المستوفي، تاریخ گزیده، تق : عبد الحسین نوایي، طهران، 1362ش؛ دولتشاه السمرقندي، تذکرة الشعراء، تق : إدوارد براون، لیدن، 1318ه / 1900م؛ رشید الدین فضل الله، جامع التواریخ، تق : محمد روشن ومصطفی موسوي، طهران، 1373ش؛ شبولر، برتولد، تاریخ مغول در إیران، تق : محمود میرآفتاب، طهران، 1351ش؛ العلامة الحلّي، الحسن، منهاج الکرامة، ط حجریة؛ م.ن، نهج الحق، تق : عین الله الحسني الأرموي وآخرون، قم. 1407ه ؛ غروسه، رینه، إمپراتوري صحرا نوردان، تق : عبد الحسین میکده، طهران، 1353ش؛ معین الدین النطنزي، منتخب التواریخ، تق : جان أوبن، طهران، 1336ش؛ المقریزي، أحمد، السلوک، تق : محمد مصطفی زیادة، القاهـرة، 1941م؛ موسوي، مصطفی ومحمد روشن، تعلیقات علی جامع التواریـخ (ظ: هم ، رشید الدین فضل الله)؛ هروي، سیف، تاریخ نامۀ هرات، تق : محمد زبیر صدیق، کلکتا، 1362ه / 1943م؛ وصاف، تاریخ، بومباي، 1269ه ؛ وأیضاً :
Boyle, J. A., »Dynastic and Political History of the Khāns«, The Cambridge History of Iran, vol. V, ed. J.A. Boyle, Cambridge, 1968; Doerfer, G., Türkische und mongolische Elemente im Neupersischen, Wiesbaden, 1963; Howorth, H. H., History of the Mongols, London,1888; Lane-Poole, S., »Coins of the Mongols«, Catalogue of Oriental Coins in the British Museum, Bologna, 1987, vol. VI; Richard, J., »European Voyages in the Indian Ocean and Caspian Sea«, Iran, London, 1967, vol. V. أبو الفضل خطیبي / خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode