الأردن، نهر
cgietitle
1443/3/22 ۱۶:۰۵:۱۹
https://cgie.org.ir/ar/article/237153
1446/10/21 ۲۲:۵۵:۴۲
نشرت
6
اَلْأُرْدُن، نهر في آسیا الغربیة و هو علی قصر مجراه و قلّة مائه یعدّ لأسباب تاریخیة من بین الأنهار الشهیرة في العلام. وتکمن أهمیة هذا النهر في الوقت الراهن في کون أقسام منه تشکل الحدود بین دول الأردن وفلسطین و سوریا، حیث یرتبط النشاط الزراعي في هذه البقاع بهذا النهر (کلیر ....، XIII/ 636). یتمتع نهر الأردن بمکانة خاصة لدی أتباع الدیانات الیهودیة و المسیحیة و الإسلامیة علی السواء (بریتانیکا، X/ 275).
إن أصل اسم الأردن غامض. إذ یعتقد البعض أنه مستقی من اسم نهر في جزیرة کریت (EI1). وعدّ بعض آخر أنه من الکلمة العبریة «یوردان» بمعنی المنحدِر و هي مرکبة من کلمتین «یور» بمعنی النهر و «دان» بمعنی السریع (غلوک، 26؛ البستاني، 9/ 251). کما یعتقد البعض أنه من الفعل العربي «وَرَدَ» (بلغ الماء، أو اقترب منه)، وینسجم هذا التفسیر مع کلمة «الشریعة» التي یطلقها العرب علی هذا النهر (غلوک، ن.ص). وفي النصوص الیونانیة سُمي هذا النهر أولون (ظ: بریتانیکا، ن.ص). وقد أشیر إلی اسم الأردن 160 مرة في الکتاب المقدس (البستاني، 9/ 254). وإبان الحروب الصلیبیة اشتهر بالشریعة الکبیرة،و هو الاسم الذي مایزال العرب البدو یسمونه به غالباً (دائرة المعارف الإسلامیة).
و وادي الأردن بین الودیان التي ظهرت نتیجة هبوط في سطح الأرض بین صدعین متوازیین مما یعبر عنه في الجیولوجیا بوادي الصدع و وادي الأردن نفسه هو الجزء النهائي والشمالي لوادي الصدع الشهیر والکبیر الواقع شرقي أفریقیا الذي یصب بعد الأردن وعن طریق خلیج العقبة والبحر الأحمر و جمیع بحیرات أفریقیا الشرقیة، في المحیط الهندي (بریتانیکا، ن.ص). وقد ظهر وادي الأردن بالشکل الذي علیه الیوم أواخر عصر البلیستوسین، أي حوالي 12-15 ألف سنة من قبل، و کان حتی ذلک التاریخ بحیرة واسعة (غلوک، 20-21). وکانت البحیرة المذکورة تضم الوادي الحالي بأسره، طولها 300 کم، ویرفتع سطحها 200 متر عن مستوی سطح البحر المیت الحالي (بومونت، 31-32). وکانت هذه البحیرة الکبیرة مقسمة آنذاک إلی قسمین، وأدت بذلک إلی ظهور بحیرة سبریة الحالیة في الشمال والبحر المیت في الجنوب، وجری نهر الأردن بین هاتین البحیرتین، وشق مجراه في الترسبات المتخلفة من البحیرة الکبیرة في حوض یتراوح عرضه بین 400-3,050 متراً و عمقه بین 15-60 متراً.
وعلی أثر جفاف البحیرة الکبیرة بشکل تدریجي و نتیجة لتأثیر نهر الأردن في الترسبات الناعمة لهذه البحیرة، ظهرت شرفات عدیدة تشکل الیوم المظهر العام لوادي الأردن. وبصورة عامة، فإن ثلاث شرفات رئیسة عرفت حتی الآن یبلغ ارتفاع أکثرها ارتفاعاً حوالي 200 مترفوق مستوی سطح البحر (بریتانیکا، ن.ص) و أقلها انخفاضاً مکونة من ترسبات البحیرة الکبیرة المارلیة والجصیة تصبح أقسام منها تحت میاه نهر الأردن عند فیضانه. وقد شق نهر الأردن حوضه المنعطف إلی عمق بعید في هذه الترسبات (غلوک، 20). ویبلغ سمک هذه الترسبات في الشمال 50 متراً ویصل في الجنوب إلی 150 متراً. وبسبب سرعة جریان میاه نهر الأردن و الکمیة الکبیرة التي یجلبها من المواد المتحاتّة، تنشأ غالباً علی حافتیه تلال رمیلة، تزید بدورها منعطفات مساره (جودائیکا، X/ 193). وبسبب المنعطفات العدیدة یقطع النهر حوالي 100 کم المسافة المباشرة بین یحیرتي جلیلة والبحرالمیت في مسیر طوله حوالي 200 کم. کما أدت هذه المنعطفات إلی ظهور بحیرات متعددة قوسیة علی طول مسیر النهر (ن.ص).
ویقع وادي الأردن بأسره بین ارتفاعین شبیهن بالجدران، أدت الحافة الغربیة لهضبة الجزیرة العربیة الکبری، إلی ظهور ارتفاعها الشرقي، بینما أدت مرتفعات طبریة والسامرة و الیهودیة، إلی ظهور المرتفع الغربي. وفي هذه المرتفعات توضح النتوءات الملونة التي هي علی هیئة طیّات منتظمة من البازلت و مواد برکانیة أخری سوداء اللون وصخور کلسیة وجصیة، مراحل التکوین الجیولوجي للوادي. وعلی مر الزمان تفتتت مرتفعات نهر الأردن مراراً نتیجة الزلازل و عوامل أخری، ومن ذلک في السنوات 1267 و 1906 و 1927م عندما سدّ تساقط الصخور مجری النهر بشکل موقت و کشف حوضه الجاف. ومن الممکن أن تکون قصة عبور بني إسرائیل الأردن بقیادة یشوع التي وردت في التوراة، ذات عاقة بإحدی الحالات المشابهة (کلیر، XIII/ 637).
وفي ظروف جیولوجیة کهذه، حیث یجري نهر الأردن بسرعة قلَّ نظیرها، وبانحداره لما یزید علی کیلومتر واحد ضمن مسافة 232 کم علی خط مستقیم (ظ: قسم الموقع الجغرافي)، حفر عمقَ حوضه إلی درجة لاتری في أي موضع آخر من الأرض. وتکمن الأهمیة الطبیعیة لنهر الأردن في أنه یضم أوطأ نقطة في القشرة الأرضیة قیاساً إلی مستوی سطوح البحار المفتوحة التي هي أساس قیاس انخفاض الأرض وارتفاعها. وهي قاع البحر المیت الذي یقع علی عمق حوالي 800 متر تحت مستوی سطح البحر المتوسط، بینما عُدَّ سطح هذه البحیرة واقعاً في 390 متراً تحت مستوی سطح البحر (بومونت، 436). وقد قیل أیضاً إن اختلاف مستوی سطحه هذا یبلغ 402 متر (ظ: الموسوعة...، 1/ 164).
ینبع نهر الأردن من المنطقة الواقعة علی تقاطع خط العرض 34° شمالاً و خط الطول 36´ شرقاً، ویسیر حتی حدود خط العرض 31° و 45´ جنوباً حیث یصب في البحر المیت موازیاً لشرقي نصف النهار 35° و 30´ نحو الجنوب و علی مسافة قصیرة منه (ظ: «خارطة خطوط...»). وتقع المنابع الرئیسة لنهر الأردن في سفوح جبال حرمون جنوبي لبنان و جنوب غربي سوریا التي یصل ارتفاع قممها إلی 3,000 متر فوق مستوی سطح البحر. ولذا ینبغي أن تُعدّ الأراضي الجنوبیة للبنان وکذلک الجنوبیة الغربیة لسوریا والشمالیة لفلسطین، واقعة ضمن حوض منابع نهر الأردن (هلد، 44). وتضم المنابع الرئیسة للنهر، أنها الحاصباني وبانیاس ودان التي تلتقي قرب بانیاس و تشکل نهر الأردن. وهذا النهر و بعد قطعه حوالي 40 کم (طول الحاصباني) و جریانه نحو الجنوب، یصب في مستنقعات و من ثم في بحیرة الحولة التي هي أول بحیرة في طریقه (موعد، 36-37؛ «خارطة خطوط»). وقد سمیت بحیرة الحولة بـ «بحیرة القدس» (الدمشقي، 107)، و بحر بانیاس (البستاني، 9/ 252) أیضاً. وتبلغ مساحة هذه البحیرة حوالي 112 کم2،لکن طولها لایزید علی 6 کم و عرضها علی 5 کم («دلیل...»، 30)، وترتفع 70 متراً عن مستوی سطح البحر (ن.م، 21). ولدی عبور بحیرة الحولة مستنقعاتها الشمالیة، یجري نهر الأردن في مسارین متوازیین (المسار الغربي طوله 5/ 19کم و المسار الشرقي طوله 16 کم)، حیث توحدهما قناة عرضیة. وتقع مرتفعات الجولان التي تتمتع بأهمیة إستراتیجیة خاصة إلی الشرق من هذاالقسم من وادي الأردن (ظ: جودائیکا، X/ 191-192). وقبل دخوله بحیرة طبریة، یشکل نهر الأردن بطول حوالي 40 کم، الحدود السوریة الفلسطینیة (کلیر، XIII/ 636).
وبعد بحیرة الحولة ینضم فرعا نهر الأردن إلی بعضهما، فیجري نحو الجنوب في مجری عمیق طوله 16 کم ویصب في بحیرة طبریة الواقعة علی انخفاض 212 متراً عن مستوی سطح البحر (جودائیکا، X/ 192). وفي هذه المسافة وبعد مروره بمستوی سطح البحر علی بعد 12 کم شمالي طبریة، ینحد نهر الأردن حوالي 290 متراً. وأخیراً یجري بسرعة کبیرة وانحدار یعادل 18 متراً في الکیلومتر الواحد، أو أقل بقلیل من 2%.
وبحیرة طبریة هي أهم ن بحیرة الحولة و أکبر و أکثر عمقاً، فطولها 21 کم و عرضها 12 کم و متوسط عمقها 230 متراً، ویمکن لسطحها أن یرتفع، أو ینخفض عن هذه الأرقام بحوالي متر بحسب فصول السنة («دلیل»، 30). وبعد بحیرة طبریة، یجرط نهر الأردن بانحدار حاد وسرعة شدیدة نحو الجنوب، ویجتاز حوالي 100 کم الفاصلة المباشرة بین هذه البحیرة و البحر المیت في مسار له من المنعطفات مایجعل طول هذه المسافة تزداد إلی ماهو أکثر من ضعف الفاصلة المباشرة. والانحدار الشدید لنهر الأردن هو من الظواهر التي یقل نظیرها في غیره من أنهار العالم. ولو أخذنا بنظر الاعتبار طول النهر بأسره، لاستنتجنا أن المسافة المباشرة بین منابعه الرئیسة في سفوح حرمون إلی وادي أریحا ذي الحرارة الشدیدة الواقع في منطقة المصب وقبل دخوله البحر المیت، هي 232کم (هاکس، 34)، حیث تهوي میاه نهر الأردن في هذه الفاصلة من 522 متراً فوق مستوی سطح ابحر إلی حوالي 400 متر تحت مستوی سطح البحر، و هو ارتفاع سطح البحرالمیت (الموسوعة، ن.ص). وبعبارة أخری، فإن هذا النهر یجري بانحدار حاد یعادل 4 أمتار في الکیلومتر الواحد (کحد أوسط).
ومع أن وادي الأردن یعدّ وحدة محددة من وجهة نظر الجیولوجیا، فإن من الناحیة الجغرافیة یقسم إلی ثلاثة أقسام متمایزة علی النحو التالي:
1. القسم الأعلی، أو حوض المنبع و بحیرة الحولة التي احتلت حوالي ثلث الوادي و کانت في الماضي منطقة مستنقعات مغطاة بقصب البردي و موطناً لمرض الملاریا، لکنها عدت الیوم أرضاً خصبة ملأی بالنعم. وفي هذا القسم – و فیما عدا جزء صغیر من المستنقعات التي أعلنت محمیات طبیعیة للمحافظة علی حیاة الحیوان – تحولت بقیة المستنقعات بعد تجفیفها إلی أراض زراعیة.
2. القسم الأوسط الذي سمي بشکل عام باسم الغور و یضم حوالي 100 کم من وادي الأردن جنوبي بحیرة الحولة. ویتکون هذا القسم من تلال بازلتیة (برکانیة) حفر فیها نهر الأردن مضیقاً عمقاً، وبعد اجتیازه مسافة کثیرة المنعطفات، یصب في بحیرة طبریة. وفي هذا الجزء منه یقل عرض وادي الأردن لیصل إلی حوالي 14 کم و هو مایعادل تقریباً عرض بحیرة طبریة بحیث لمیبق علی ضفتي البحیرة من الأرض، إلا مایکفي لجادتین («دلیل»، 22-23).
3. القسم الأسفل، أي الفاصلة بین بحیرة طبریة و البحرالمیت والذيلایتجاوز عرض الوادي في أوله 5-6 کم، لکنه و بعد مسافة قصیرة یزید إلی الضعف؛ لکن في جنوب وادي الملیح الواقع في أقصی جنوب الغور تقترب التلال من بعضها فتؤدي إلی ظهور أضیق قسم في وادي الأردن. وبعدها یعود عرض الوادط لیبلغ 5-6 کم، لکنه یعود مرة أخری لیزداد شرقي رأس أم الخروبة، خاصة في ساحله الأیمن، أي القسم الغربي بحیث یصل إلی 14 کم عند مصب نهر الأردن و شمالي البحر المیت، وهنا یقع سهل أریحا التاریخي والخصب (ن.ص). ولدی دخوله البحر المیت یصنع نهر الأردن دلتا بمساحة 5 کم 2، فینقسم النهر هنا إلی فرعین رئیسین تظهر بینهما – و قبل اتصالهما بالمیاه الصافیة و الزرقاء – بحیرة مستنقعیة بطول 5/ 3 وعرض 5/ 1کم. ومن هنا فصاعداً تصب میاه نهر الأردن العکرة في البحر المیت و تتقدم بشکل مروحة یدویة لمسافة عدة کیلومترات فوق المیاه المثقلة بأملاح البحیرة وقبل أن تختلط بمیاهها، تلاحظ بوضوح تیارات تقدم المیاه و اختلاف لون میاه النهر عن میاه البحیرة إلی 50 کم داخلها (جودائیکا، X/ 194).
وادي الأردن من حیث المناخ – شأنه شأن کثیر من البقاع المجاورة للمنطقة – ذومناخ متوسطي،من خصائصه الشتاء القصیر المعتدل القلیل الأمطار، والصیف الطویل والجاف. ومع أن الهضاب علی وادي الأردن تتلقی کمیة کبیرة نسبیاً من الأمطار، فإن الأمطار السنویة لوادي الأردن ضئیلة و تتراوح بین10 سنتیمترات في المناطق الجنوبیة، وأطراف البحر المیت إلی 40 سنتیمتراً في بحیرة طبریة و 60 سنتیمتراً في الحولة، بینما تتلقی جبال منابع نهر الأردن مایصل إلی 100 سنتیمتر سنویاً (کلاوسون، 208). والشتاء في وادي الأردن معتدل جداً خاصة في أقسامه الجنوبیة، حیث معدل درجات الحرارة في أبرد الشهور، أي کانون الثاني في منطقة الحولة 11 درجة، ولایقل في أریحا الواقعة جنوبي الوادي عن 14 درجة مئیة. أما صیفه فحار جداً، حیث یبلغ متوسط درجة الحرارة خلال شهر تموز في أطراف الحولة في الشمال 27 درجة مئویة، وفي أطراف أریحا في الجنوب 32 درجة مئویة (بریتانیکا). ویری البعض أن أریحا الواقعة في القسم الجنوبي منوادي الأردن هي أشد نقاط العلام حرارة (هاکس، 33).
وفي الأزمنة الماضیة کانت شرفات وادي الأردن تعدّ من الأراضي الجافة عدیمة الماء و الکلأ، وکان غطاءها النباتي الطبیعي مقتصراً علی الغابات الواسعة من قصب البدري و الزنبق و بقیة النباتات المائیة في أطراف الحولة و الحافات المنخفضة لنهر الأردن التي کانت تغمرها المیاه خلال الفیضان. لکن و منذ 1950م و مابعدها عندما نُفذت المشاریع الشاملة للري و الزرعة في أرجاء الوادي، اختلف المظهر الجغرافي للمنطقة بشکل کبیر من حیث و فرة المزارع الخضراء و بساتین الفاکهة، خاصة الحمضیات و الموزو غیرها. و توجد في الأجَمات والغابات الواقعة علی ضفاف نهر الأردن حیوانات مثل بنات آوی والثعالب والخنازیر البریة، وطیور مثل أنواع مالک الحزین و السنونو بشکل کبیر تتکاثر الیوم علی نطاق واسع في الأقسام التي أعلنت محمیة طبیعیة. وتلاحظ أنواع الأسماک في الرواقد القریبة من المنبع و في الجداول البعیدة عن مجری النهر الأصلي و فروع نهر الأردن، لکن عدد الأسماک یقل في النهر الئیس بعد خروجه من طبریة بسبب التلوث الشدید اناجم عن وفرة الأملاح بحیث لایلاحظ في البحر المیت ولنفس السبب أي کائن حي.
تبلغ سعة حوض نهر الأردن 16,335 کم2، یقع 13,600کم2 منها جنوبي طبریة. ومن هذه المساحة یقع 11,600 کم2 في الجانب الشرقي، أي في بلاد الأردن، و 2,000 کم 2 في الجانب الغربي وهو الآن تحت الاحتلال الإسرائیلي. ومن الناحیة الهیدروغرافیة، فإن حوض نهر الأردن غیر متقارن، ذلک أن الخط المقسم للمیاه الغربي بین هذا الحوض و حوض البحر المتوسط یقع علی بعد قلیل من قاع النهر، بینما یقع الخط المقسم للمیاه الشرقي الذي یفصل میاه الأردن عن الأنهار الفصلیة في صحراءالجزیرة العربیة علی مسافة بعیدة عن محور جریان نهر الأردن (جودائیکا، X/ 192). ومن الخصائص العامة لحوض نهر الأردن، هو أن هذا النهر و لما کان القسم الأکبر من میاهه یؤمَّن بشکل مباشر من سقوط الأمطار، فإن نهر الأردن من الأنهار الشحیحة المیاه التي تختلف کمیة میاهها بین فصول الأمطار والأشهر الجافة اختلافاً کبیراً.
ومن الخصائص الهیدروغرافیة الأخری لنهر الأردن هو کثرة التبخر فیه مما یعدّ عاملاً مهماً في هدر میاهه، لکن لاتتوفر معلومات وافیة عن کمیة ذلک و کیفیته. و عن کثرة التبخر فیه یکفي أنه و استناداً إلی المعطیات المتوفرة فإن 1,300 ملیون غالون من میاه نهر الأردن تصب في البحر المیت یومیاً (EI1, VIII/ 1029)، دون أن یکون هناک منفذ لخروج الماء من هذه البحیرة، أو یلاحظ فیه تغیر في سطح مائها سوی اختلافات فصلیة بسیطة. و یدعم هذا الأمر فرضیة أن مایعادل الماء الذي یصب في البحر المیت یومیاً یتبخر من سطحه. وإن وجود ظاهرة تبخر کهذه في جمیع أرجاء وادي الأردن ینبغي اعتبارها حقیقة غیر ملفتة للنظر.
وأهم و أطول رافد لنهر الأردن هو الحاصباني الذي یسمی أیضاً العین الفرّار، ویبدأ من حوض و منبع قلیل العمق في سفح جبل حرمون جنوبي لبنن وعلی ارتفاع 550 متراً فوق مستوی سطح البحر الواقع علی بعد20 کم شمالي تل القاضي. وبعد أن تصب فیه میاه النهرین الآخرین اللذین یأتیان من الجبال الشرقیة، یجري لمسافة حوالي 15 کم في وادٍ جمیل جداً. وبعد قطعه حوالي 11 کم یدخل مزارع قصب الحولة. وطول هذه المزارع، أو مستنقعات قصب البردي یبلغ حوالي 12 کم و یمر بها الحاصباني لینتهي بمیاه بحیرة الحولة الصافیة. ویصب هذا الرافد علی مدار السنة حوالي 152 ملیون م3 من المیاه في نهر الأردن، تشکل میاه السیول 37% منها (جودائیکا، ن.ص؛ هاکس، 33).
وثاني روافد نهر الأردن، بانیاس الذي ینبع من قریة بنفس الاسم في الأراضي السوریة. وبعد التفافه حول هذه القریة من الشمال و الغرب یلتقي مع نهر آخر یقع علی مستوی القرة.و یوفر هذا الرافد 123 ملیون م 3 من المیاه سنویاً تشکل السیول 5/ 12% منها.
وثالث روافد نهر الأردن، دان، أونبع دان الذي ینبع من سفوح تل القاضي، ولکونه یمرمن مدینة دان، فإنه یسمی باسمهاو یلتقي هذا النهر بعد مسافة قصیرة بمجری بانیاس فیسیر باتجاه الجبال الشرقیة، وأخیراً یتحد بالحاصباني لیشکلا نهر الأردن. ویبلغ متوسط التصریف السنوي لنهر دان 240 ملیون م 3 تؤمَّن کلها تقریباً من العیون، ذلک أن اختلاف مناسیب میاه نهر دان، قلیل، وخلافاً لما هو علیه الحال في الرافدین الآخرین فإن التغیرات الناجمة عن السیول فیه قلیلة جداً. وقد عَدَّ بعض الجغرافیین نهراً صغیراً آخر یدعی سعّار والذي یصب في بانیاس، واحداً من روافد نهر الأردن (ن.صص).
وخلال فیضانه – بین کانون الثاني و نیسان – یصب نهر الأردن في بحیرة الحولة ما معدله 90 ملیون م 3 شهریاً، وبینما یصب 22 ملیون م3 فقط في أشهر الصیف الحارة. وفضلاً عن نهر الأردن الذي یصب فیها من الشمال، تستفید هذه البحیرة من میاه الأنهار الصغیرة الواقعة في طرفي الوادي.
وعقب خروجه من بحیرة الحولة، یواصل نهر الأردن مسیره في المجری العمیق و الضیق الذي مر ذکره آنفاً لیصب في بحیرة طبریة. وقد قدر متوسط تصریفه السنوي قبل أن یصب في بحیرة طبریة بـ 550 ملیون م 3، وخلال الفترة من 1959-1060م بلغ حده الأدنی 250 ملیون م3، وفي 1968 – 1969 م بلغ حده الأقصی 990 ملیون م 3 (بریتانیکا، X/ 275). وفي المسافة المقدرة بـ 21 کم من دخول نهر الأردن إلی بحیرة طبریة و خروجه منها، تتبخر کمیة کبیرة من میاه البحیرة، لکن الأنهار والعیون الصغیرة العدیدة التي تصب في هذه البحیرة من أطرافها من جهة، ومیاه العیون المعدنیة التي تتبع من الأرض داخل البحیرة من جهة أخری تعوض عن المیاه المتبخرة. ولما کانت کمیة من الأملاح وخاصة الکلورید تصل مع المیاه إلی بحیرة طبریة علی الدوام، فإن میاه نهر الأردن قبل دخوله البحیرة تکون مناسبة و أکثر نفعاً للزراعة من المیاه التي تخرج من البحیرة. وکمیة میاه نهر الأردن عند خروجها من بحیرة طبریة في الوقت الراهن متوفرة بحسب الحاجة، وقد تحقق هذا الأمر بفضل شبکة الري الجدیدة، لکن قبل ذلک سُجل 915 ملیون م 3 کحد أقصی سنة 1939م، و 466 ملیون م 3 کحد أدنی قبل ذلک بسنة. والحد الأقصی الشهري لتصریف المیاه هو 227 ملیون م 3 في شهر آذار، والحد الأدنی 29 ملیون م 3 في شهر آب (جودائیکا، X/ 192). وفي 100 کم التي یجري فیها نهر الأردن بین بحیرة طبریة و البحر المیت في مسیره العمیق و الشدید الانحدار، یتصل به 11 نهراً دائم الجریان من الشرق، أي من الساحل الأیسر أهمها نهر الیرموک (غلوک، 87).وفي نفس هذه المسافة یتصل بنهر الأردن من جهة الغرب، أي الساحل الأیمن أیضاً عدة نهیرات و روافد أهمها نهر جالود (ظ: «دلیل»، الخارطة بین الصفحتین 28-29).
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode