اَلْأَخْفَش، أبوعبدالله هارون بن موسی بن شریک التغلبي الدمشقي (201–292هـ/ 816–905م)، النحوي و اللغوي و المحدث و المفسر و المُقرئ الشامي الکبیر.

کان الأخفش یقیم بدمشق في محلة «باب الجابیة»، لذا اشتهر بأخفش باب الجابیة (ظ: ابن الجزري، 2/ 347؛ البستاني، 7/ 430). و قد سعی بجد في طلب العلوم و الفنون المتداولة آنذاک وفاق أقرانه (ظ: یاقوت، 19/ 263). و قد نال في علم النحو شهرة و لقب بالأخفش، شأنه شأن بعض النحاة الذین سبقوه (10 أشخاص، أو أکثر) و دُعي آخر الأخافشة (ظ: ن.ص؛ الذهبي، سیر...، 13/ 566؛ السیوطي، 2/ 320؛ أیضاً ظ: EI2). و کان ذا مهارة و معرفة واسعة بغریب القرآن و غریب الحدیث و التفسیر و معاني القرآن و اشعر العربي (یاقوت، ن.ص؛ الداودي، 2/ 347). وفي الحدیث، کان یروي عن عبدالله ابن ذکوان و سلّام المدائني و کذلک عن أبي مُسهِر الغساني، و من الرواة عنه ذکر: أبوأحمد بن ناصح المفسر، و أبوطاهر ابن ذکوان، و أبوبکر ابن فطیس (یاقوت، الذهبي، ن.صص)، و روی الطبراني أیضاً الحدیث عنه (2/ 128).

جعل الأخفش من علم القراءات بشکل خاص، شغله الشاغل، و انبری لدراسة فنون القراءات علی ابن ذکوان (ن.ع) لسنوات طویلة.و بعد وفاة ابن ذکوان (242ه/ 856م) انتشرت و اشتهرت بواسطته قراءة أهل الشام، أي قراءة ابن عامر الدمشقي (ن.ع) (أبو عمر و الداني، 13؛ یاقوت، السیوطي، ن. صص). وکان قد ألف کتاباً وافیاً مستقلاً في قراءة ابن عامر و عللها، و کان یعتمده في تدریسه (ظ: أبو عمرو، 194؛ أیضاً ظ: ابن الجزري، 1/ 210). و قد أدت جهوده إلی أن تستعید قراءة أهل الشام مکانتها بین القراءات السبع و العشر المشهورة (السیوطي، ن.ص). کما کان الأخفش قد تعلم علی هشام بن عمار الراویة الآخر لابن عامر، الحروف الخاصة بروایته (الذهبي، معرفة...، 1/ 248؛ ابن الجزري، 2/ 347).

و کان الأخفش قد تعلم – فضلاً عن القراءات السبع – القراءات الشاذة و الغریبة مثل «اختیار» أبي عبید القاسم بن سلّآم (ظ: ن.ص) لدی أساتذه هذا الفن. و قد أُثني علی صوته العذب في تلاوة القرآن الکریم و حسن أدائه أیضاً (ظ: یاقوت، ن.ص).

کان أغلب المقرئین المشهورین بدمشق و بغداد في النصف الأول من القرن 4هـ/ 10م من أمثال الداجوني الکبیر أبي‌بکر محمد بن أحمد، و أبي‌بکر النقاش محمد بن الحسن بن محمد الموصلي البغدادي، و أبي علي الحسن بن حبیب الحصائري الدمشقي، و إبراهیم بن عبدالرزاق الإنطاکي، و ابن الأخرم أبي الحسن محمد بن نصر الربعي الدمشقي، أشهر الرواة عن الأخفش، یُعدّون من تلامذته (الأندرابي، 78؛ الذهبي، سیر، ن.ص، معرفة، 1/ 248، 268، 287، 289–292، 294؛ ابن الجزري، 1/ 16، 209–210، 2/ 77، 119–121، 270–271، 347).

المصادر

ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1351–1352هـ/ 1932–1933م؛ أبو عمرو الداني، عثمان، التیسیر، تقـ: أ. پرتسل، إستانبول، 1930م؛ الأندرابي، أحمد، قراءات القراء المعروفین، تقـ: أحمد نصیف الجنابي، بیروت، 1405هـ/ 1985م؛ البستاني؛ الداودي، محمد، طبقات المفسرین، تقـ: علي محمد عمر، مصر، مکتبة وهبة؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و آخرون، بیروت، 1404هـ/ 1984م؛ م.ن، معرفة القراء الکبار، تقـ: بشار عواد معروف آخرون، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ السیوطي بغیة الوعاة، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1384هـ/ 1965م؛ الطبراني، سلیمان، المعجم الصغیر، تقـ: عبدالرحمان محمد عثمان، القاهرة، 1388هـ/ 1968م؛ یاقوت، الأدباء؛ و أیضاً:

EI2.

محمد رادمنش/ هـ.