اختلاف الفقهاء
cgietitle
1443/2/19 ۱۹:۱۸:۳۵
https://cgie.org.ir/ar/article/236991
1446/10/22 ۰۰:۰۳:۴۸
نشرت
6
اِخْتِلافُ الْفُقَهاء، عنوان فرح من علم الفقه، تتم فیه المقارنة بین آراء الفقهاء. ولدی الحدیث عن تاریخ اختلاف الفقهاء، ینبغي اعتبار بدایته متزامنة مع ظهور الرأي في الفقه. و استناداً إلی الإشارات الموجودة في المصادر، فإنه توجد هناک بعض الموضوعات الفقهیة، کانت موضع بحث و اختلاف في الرأي بین الصحابة (مثلاً ظ: مسند زید....، 135؛ الصنعاني، 1/ 356، 2/ 565، 3/ 11)؛ و کان اختلاف الرأي هذا یعود أحیاناً إلی فریقین من الأصحاب مثل المهاجرین و الأنصار، أو الحجازیین و العراقیین (مثلاً ظ: م.ن، 1/ 557، 2/ 435). و من ذلک فقد جمع محمد بن إدریس الشافعي في کتابٍ اختلاف الآراء المنسوب لاثنین من کبار فقهاء الصحابة: الإمام علي (ع) و ابن مسعود (ظ: الأم، 7/ 163 و ما بعدها). و بصورة عامة فإن الاختلافات الفقهیة بین الصحابة و من بعدهم التابعین، انعکست في بعض الآثار المؤلفة في موضوع اختلاف الفقهاء مثل الإشراف لابن المنذر، و الخلاف للشیخ الطوسي (ظ: السطور التالیة).
و مع الابتعاد عن عصر النبي (ص) و بموازاة اتساع نطاق اختلاف الآراء بین تابعي و فقهاء شتی البلدان، کانت تقترح أسالیب أیضاً للتعامل مع هذه الاختلافات؛ أسالیب کانت تشمل في میدان واسع في التخییر في اختیار قول من قولین، أوعدة أقوال، حتی الإصرار علی إلغاء کافة الأقوال و العثور علی قول مصیب واحد (ظ: ابن المقفع، 317- 318؛ أبویوسف، 19، 59، 94–95، 156؛ الشافعي، الرسالة، 560 و ما بعدها). وفي مقابل النظرة السلبیة لناقدي «الرأي» تجاه اختلاف آراء الفقهاء (مثلاً ظ: ابنبابویه، 157، نقلاً عن الإمام الصادق (ع)؛ ابن المقفع، ن.ص)، کانت هناک نظرة إیجابیة هي الغالبة في هذا المضمار. وفي النصف الثاني من القرن 1هـ، راجت هذه الفکرة في إطار الأحادیث المرویة عن صحابة مثل عمر و بن العاص و أبي هریرة عن النبي (ص)، مفادها أن فقیهاً إذا اجتهد، یستحق الأجر الإلهي حتی و إن أخطأ (ظ: ن.د، 5/ 665). وفي هذا المضمار أیضاً ذاع علی الألسن حدیث آخر – في القرن 2هـ علی الأقل – مفاده أن اختلاف أمة النبي (ص) (أو أصحابه) کان یعتبر رحمة إلهیة (عن الحدیث، ظ: ابنبابویه، ن.ص؛ السیوطي، الجامع...، 1/ 13؛ المناوي، 1/ 13). وفي تفسیر هذا الحدیث کانوا یقولون: إن اتفاق آراء الفقهاء، یضع الناس في ضائقة، و اختلافهم یخلق شکلاً من السعة للمکلفین. وفي المصادر الإمامیة، و رغم تأیید أصل الحدیث، أدین بشدة تفسیره بهذا الشکل (ظ: ابنبابویه، ن.ص؛ ابن شاذان، 17؛ «تفسیر»، 91).
و من دون التطرق إلی متن حدیث «اختلاف أمتي رحمة»، فإن القرائن تدل علی أن الفکر المقدم فیه کان یتمتع بمکانه خاصة أواخر القرن 1هـ؛ ذلک أن البعض عندما أعرب عن قلقه من تشتت آراء الفقهاء و طلب إلی الخلیفة الفقیه عمر بن عبدالعزیز أن یجمع الناس علی مذهب واحد، فإنه أظهر عدم ارتیاحه لهذا الأمر، و وافق من خلال الرسائل التي بعث بها إلی شتی البلدان علی وجود اختلاف بین المذاهب المحلیة (ظ: الدارمي، 1/ 151). و یمکن أن نجد التحلیل النظري لهذا التعامل في قول معاصره العالم الکوفي، عون بن عبدالله: إذا کان هناک اختلاف في الآراء، توفرت للمکلفین إمکانیة الاختیار (ظ: ن.ص).
و منذ أواسط القرن 2هـ و متزامناً مع بدایة فترة التدوین في الفقه و تألیف آثار في شتی مجالاته، کان هذا الأمر یستشعر جیداً و هو أن وضع آراء المتقدمین إلی جانب بعضها یمهد الطریق إلی الاجتهاد. و قد انبری القاضي أبویوسف في أحد أثاره المسمی اختلاف أبي حنیفة و ابن أبي لیلی، لدراستة اختلاف الآراء الفقهیة لهذین الفقیهین البارزین في مدرسة الکوفة (طبعة بتحقیق أبي الوفا الأفغاني، القاهرة، 1357هـ؛ أیضاً للاطلاع علی عنواني أثرین مفقودین له: اختلاف الأمصار و الجوامع في اختلاف الناس، ظ: ابن الندیم، 257). کما بادر محمدبن الحسن الشیباني في کتاب الحجة إلی دراسة استدلالیة وافیة لاختلاف الآراء بین فقهاء مدرسة أبي حنیفة و الحجازیین (طبعة لکناو، 1888م؛ أیضاً حیدرآباد الدکن، 1385هـ/ 1965م؛ أیضاً للاطلاع علی کتابات الشافعي في هذا المجال، ظ: الأم، 7/ 96 و ما بعدهاف مخـ؛ ابن الندیم، 264؛ GAS,I/ 487). وفي أواخر القرن 2هـ، ینبغي أن نذکر ماکتبه المؤرخ الشهیر، محمد بن عمر الواقدي تحت عنوان کتاب الاختلاف الذي کان قد بحث فیه بشهادة ابن الندیم (ص 111) اختلاف أهل المدینة و أهل الکوفة في شتی أبواب الفقه.
و الفترة المهمة جداً في تاریخ تدوین اختلاف الفقهاء هي النصف الثاني من القرن 3هـ و بدایة القرن 4هـ التي هي عصر تألیف أشهر الکتب في هذا الموضوع و التي غالباً ما کانت عناوینها: اختلاف الفقهاء (ظ: السطور التالیة). ولا ینبغي التغاضي عن أهمیة کتاب الجامع الصحیح، أو سنن الترمذي الذي أساسه جامع حدیثي، لکنه انبری فیه استطراداً وفي کل أبوابه لبحث مقارن بین آراء الفقهاء (مثلاً ظ: الترمذي، 1/ 25، 31، 41، مخـ). و ربما استمرت الحرکة التي کانت قد بدأت خلال هذه الفترة بترحیب أقل في القرون التي تلت ذلک و ظهرت بجهود أتباع شتی المذاهب، آثار في هذا المضمار؛ و کان لهذه الکتب خلافاً لکتابات القرن 3هـ، في الغالب عناوین الخلاف و الخلافیات، أو عناوین استحسانیة (کنماذج، ظ: السوطر التالیة). و جدیر بالذکر أنه ظهرت أیضاً في الألف سنة الماضیة، آثار تمت فیها المقارنة بین آراء أبي حنیفة و الشافعي فحسب (للتعریف بأهمها، ظ: ن.د، 4/ 542). و من ناحیة أخری ینبغي إضافة الکتب التي ألفت في الاختلافات الداخلیة بین فقهاء المذهب الواحد. و من هذا القبیل یمکن أن نشیر إلی التقریب لأبي الحسین القدوري (تـ 362هـ) في المسائل الخلافیة بین أبي حنیفة و أصحابه (ظ: اللکنوي، 30–31؛ أیضاً لعنوانین شبیهین، ظ: حاجي خلیفة، 1/ 32؛ دفتر.....، 58) و مختلف الشیعة للعلامة الحلي (تـ 726هـ) في اختلاف الآراء بین فقهاء الإمامیة (ط حجریة، طهران، 1324هـ؛ ط جدیدة، قم 1412هـ و ما بعدها).
و فیمایلي بعض الکتب التي ألفت في باب اختلاف الفقهاء، مما کان یتمتع بأهمیة خاصة بالنظر لأسبقیته في التألیف، أو لرواجه:
1. اختلاف العلماء، لمحمد بن نصر المروزي (تـ294هـ/ 907م). توجد منه مخطوطة تتضمن جمیع الأبواب الفقهیة. طبعت ببیروت سنة 1406هـ/ 1986م بتحقیق صبحي السامرائي. ویبدو أنها تحریر مختصر لاختلاف الفقهاء الکبیر الذي تحدث عنه ابن الندیم (ص 266، و عن ضبط اسم المؤلف بشکل أحمد بدلاً من محمد؛ أیضاً ظ: GAS, I/ 494)، حیث رجح المؤلف الذي یمیل لمدرسة أصحاب الحدیث، آراء سفیان الثوري علی بقیة الفقهاء (مثلاً ظ: المروزي، 23، 25، 27؛ أیضاً ظ: السبکي، 2/ 253).
2. الاختلاف و الائتلاف، من تألیف العالم المعتزلي أبی مضر الذط عاش في النصف الثاني من القرن 3هـ، و قد جعل في أثره هذا – خلافاً للمتوقع – آراء الفقهاء من أصحاب الحدیث مثل إسحاق بن راهویه و أحمد بن حنبل، إلی جانب آراء بقیة الفقهاء، مما أثار احتجاج أبي علي الجبائي (ظ: القاضي عبدالجبار، 301–302).
3. اختلاف الفقهاء، لزکریا بن یحیی الساجي (تـ 307هـ/ 919م) فقیه من أصحاب الحدیث، کان له نزوع بشکل خاصل إلی الشافعي و قدم في کتابه آراءه علی بقیة الفقهاء (ظ: ابن الندیم، ن. ص؛ الذهبي، 14/ 198؛ للاطلاع علی فهرست بأسماء الفقهاء الذین جمع آراءهم، ظ: السبکي، 3/ 300). و قد اختصر الساجي نفسه هذا الکتاب في مجلد واحد، و کان لدی السبکي نسخة من هذا المختصر (ظ: ن.ص). و کان اختلاف الفقهاء للساجي یحظی باهتمام الفقهاء الإمامیة في مدرسة بغداد خلال القرن 5هـ (مثلاً ظ: الشیخ المفید، 37؛ الشریف المرتضی، 198؛ الشیخ الطوسي، الخلاف، 1/ 276).
4. اختلاف الفقهاء، لمحمد بن جریر الطبري (تـ 310هـ/ 922م)، مؤسس الفقه الجریري (ظ: ابن الندیم، 292)، قدّم في کتابه آراء المالکي علی غیره من الفقهاء غالباً (مثلاً ظ: ص 24، 27). ولم یبق من هذا الکتاب سوی أجزاء مخطوطة قلیلة التداول، تناولها کرن بالبحث في مقالة بعنوان «اختلاف الفقهاء للطبري» (ص 61 و ما بعدها). و قد طبع کرن قسماً من هذا الأجزاء الباقیة في القاهرة (1320هـ/ 1902م)، بینما طبع شاخت الأجزاء الأخری في لیدن (1933م).
5. الإشراف في اختلاف العلماء، لأبيبکر ابن المنذر النیسابوري (تـ318هـ930م) الذي ینبغي اعتباره فقیهاً مستقلاً، لکنه قریب من المذهب الشافعي. و إن الأهمیة الفائقة التي یولیها لآراء أبي ثور (ن.ع) و التي تلاحظ في کل ورقة من الإشراف، أمر یثیر الاهتمام. طبعت الأجزاء الباقیة من هذا الکتاب في أبواب المعاملات و الحدود في قطر (1406هـ/ 1986م) بمجلدین بتحقیق محمد بن نجیب سراجالدین. کما نقل السیوطي في رسالة نور اللمعة (ص 207 و ما بعدها) جزءً خاصاً بمباحث العبادات. و کان نطاق رواج هذا الکتاب یشتمل أیضاً المحافل الإباضیة في عمان و شمال أفریقیا (مثلاً ظ: أبوسعید، 1/ 125- 126؛ الکندي، 7/ 10، 29، مخـ؛ الدرجیني، 2/ 470، 496؛ الشماخي، 2/ 100، 106)، فضلاً عن شتی مذاهب أهل السنة (مثلاً ظ: ابن هبیرة، 1/ 215، 2/ 427؛ القاضي عیاض، 4/ 573، الروداني، 119). و قد کتب أبوسعید الکدمي من فقهاء إباضیة عمان، إضافات علی الإشراف (ظ: ن.د، 4/ 672؛ أیضاً ظ: الکندي، 5/ 336- 337؛ أیضاً للاطلاع علی أثر بعنوان الأوسط من السنن و الإجماع و الاختلاف لابن المنذر و مخطوطاته، ظ: GAS, I/ 496).
6. اختلاف الفقهاء، لأبي جعفر الطحاوي (تـ 321هـ 933م) الفقیه الحنفي الشهیر. تناول الطحاوي في هذا الأثر الاختلاف بین المذاهب الثلاثة الحنفي و المالکي و الشافعي بشکل واسع، بینما تناول آراء بقیة الفقهاء المتقدمین بشکل أضیق، و بطبیعة الحال فإنه قدّم آراء الحنیفة علی غیرهم. و بعد المذاهب الثلاثة، یلاحظ في هذا الأثر اهتمام خاص بآراء سفیان الثوري (مثلاً ظ: 1/ 47–50، 53–54). کما بحث في هذا الکتاب الاختلافات الداخلیة في المذاهب الحنفي بشکل مفصل (مثلاً 1/ 47، 51، 63). طبع الجزء الأول من هذا الکتاب، بتحقیق محمد صغیر حسن المعصومي في إسلامآباد بباکستان (1391هـ). و کان أبوبکر الجصاص الرازي (تـ 370هـ/ 980م)، قد أعدّ مختصراً لهذا الکتاب، ماتزال أقسام منه موجودة بشکل مخططوطات (ظ: حاجي خلیفة، 1/ 32؛ GAS, I/ 441). و کان علماء الإمامیة ببغداد یولون اهتماماً لاختلاف الفقهاء للطحاوي، و کان هذا الأثر أحد المصادر الرئیسة للشریف المرتضی في الانتصار (مثلاً ظ: ص 8، 10).
7. مختلف الروایة، لأبي اللیث السمرقندي (تـ 373هـ/ 983م)، الفقیه الحنفي في ماوراءالنهر، في باب الاختلافات الفقهیة بین أبي حنیفة و مالک و الشافعي (ظ: حاجي خلیفة، 2/ 1636؛ أیضاً ظ: ن.د، 5/ 289). و النسخ الشائعة للکتاب هي عبارة عن تحریرثان له قام به علاءالدین السمرقندي (تـ 553هـ/ 1158م)، لکن توجد أیضاً نسخة لم یرحرها هو (ظ: ن.ص؛ أیضاً: GAS, I/ 447؛ کذلک للاطلاع علی تألیف مختصر لأبي اللیث في اختلاف الفقهاء تحت عنوان تأسیس النظائر، ظ: ن.م، I/ 450).
8. مسائل الخلاف، لأبيبکر الأبهري (تـ 375هـ985م)، الفقیه المالکي، و ینبغي اعتبار تألیف هذا الأثر من أوائل خطوات المالکیة في تدوین اختلاف الفقهاء الذي أقدم – تبعاً له - عدد من تلامیذ الأبهري مثل تلامیذه الأثیر أبي سعید القزویني في الإلحاف في مسائل الخلاف و أبيالقاسم ابن الجلاب في مسائل الخلاف و أبي تمام علي بن محمد البصري في مختصر في الخلاف، علی الکتابة في هذا المضمار (القاضي عیاض، 4/ 405، 473–474، 604، 605؛ ابن الندیم، 253؛ أیضاً ظ: الأثر رقم 9 في هذه المقالة).
9. عیون الأدلة في مسائل الخلاف بین فقهاء الأمصار، لأبي الحسن ابن القصار البغدادي المالکي (تـ 398هـ/ 1008م) من تلامیذ الأبهري. و قد اعتبره أبو إسحاق الشیرازي (ص 107) أفضل کتب المالکیة في اختلاف الفقهاء (أیضاً ظ: القاضي عیاض، 4/ 602). تحفظ مخطوطة لهذا الأثر في جامع القرویین بمدینة فاس (ظ: GAS, I/ 482؛ للاستفادة منه، ظ: ابن هبیرة، 2/ 384).
10. الإشراف، في مسائل الخلاف للقاضي عبدالوهاب بن علي المالکي (تـ 422هـ/ 1031م) الذي کان من آثار المالکیة المتداولة في هذا المضمار (مثلاً ظ: م.ن، 1/ 215، 220؛ ابن خیر، 245). و قیل إن هذا الکتاب طبع بتونس في مطبعة الإدارة (للاطلاع علی مخطوطاته و أیضاً علاقته بعیون الأدلة لابن القصار، ظ: GAS، ن.ص).
11. تأسیس النظر في الخلافات الفقهیة، لأبد زید الدبوسي (تـ 430هـ/ 1039م) من فقهاء الحنفیة في ماورالءالنهر، الذي طبع في القاهرة (1320هـ) (للاطلاع علی مخطوطاته و کذلک المخطوطتین الأخریین لأبي زید في اختلاف الفقهاء، ظ: GAS, I/ 456).
12. مسائل الخلاف، للشریف المترتضی علي بن الحسین الموسوي (تـ 436هـ/ 1044م) العالم الإمامي الشهیر في بغداد. و قد أحاله علیه المؤلف مراراً في کتابه الآخر الانتصار (ص 16، 20، مخـ)، و أشار الشیخ الطوسي في الفهرست (ص 99) إلی أن هذا الکتاب لم یکن قد تمّ (أیضاً ظ: الآبي، 1/ 105؛ الذهبي، 17/ 589). و فضلاً عن هذا الأثر المفقود، فقد وردت في الانتصار للشریف المرتضی، معلوما واسعة في باب اختلاف الفقهاء.
13. اختلاف الفقهاء الخمسة، لأبي محمد ابن حزم الأندلسي (تـ 456هـ/ 1064م)، محیي المذهب الفقهي الظاهري. و کان قد بحث في هذا الکتاب کما یقول الذهبي (18/ 194) اختلاف آراء داود الأصفهاني إمام الظاهریة مع الفقهاء الأربعة. و فضلاً عن هذا الأثر المفقود، فإن مجموعة المحلی لابن حزم، هي بحد ذاتها مصدر مهم للفقه المقارن.
14. الخلاف، لمحمدبن الحسن الشیخ الطوسي (تـ 460هـ/ 1068م) شیخ الطائفة الإمامیة. رجح في هذا الکتاب آراء الإمامیة، ثم انبری – ولأجل المقارنة – لبیان آراء الصحابة و التابعین و فقهاء آخرین من المذاهب المشهورة و غیر المشهورة. و تلاحظ في بعض المسائل، مقارنة بین المذاهبین الإمامي و الشافعي (مثلاً 1/ 14، 23)؛ کما أشیر في بعض المسائل إلی الاختلافات القائمة داخل المذهب الإمامي نفسه (مثلاً 1/ 12، 53). و تلاحظ الاختلافات الداخلیة للشافعیة بشکل واسع (مثلاً 1/ 39، 46)، و ماللحنفیة (مثلاً 1/ 13، 25) و المالکیة (مثلاً 1/ 34، 60)، بشکل أضیق نطاقاً. و الخلاف للشیخ الطوسي هو في نفس الوقت کتاب فقه استدلالي، بحثت في کل مسألة الأدلة التي استندت إلیها المذاهب أیضاً. طبع الخلاف مراراً، و منها سنة 1377 هـ بطهران، و هو یضم بشکل واف المجموعة الکاملة لأبواب الفقه. و من بین علماء الإمامیة أعدّ کلٌّ من الفضل بن الحسن الطبرسي في المؤتلف من المختلف (ط قم، 1410هـ) و مفلح بن الحسن الصیمري في تلخیص الخلاف (ط قم، 1408هـ)، مختصراً له.
15. حلیة العلماء، لأبیبکر القفال الشاشي (تـ 507هـ/ 1113م) من علماء الشافعیة. و قد قارن في هذا الأثر المفصل آراء الصحابة و التابعین و الفقهاء غیر المشهورین بالمذاهب الأربعة، و اهتم أحیاناً بآراء الشیعة و الظاهریة أیضاً، کما ذکر الاختلافات الداخلیة في المذهب الشافعي (مثلاً 1/ 69، 76–77) و بمستوی أضیق في المذهب الحنفي (مثلاً 1/ 74، 96–97). طبعت أجزاء من هذا الکتاب بتحقیق یاسین أحمد إبراهیم درادکة في بیروت (1400هـ/ 1980م)، و بعد عدة سنوات طبعت مع الأجزاء المتبقیة في عمان (1988م) بتحقیق نفس هذا المحقق في 7 مجلدات.
16. الإشراف علی مذاهب الأشراف، أو اختلاف العلماء، للوزیر عون الدین ابن هبیرة (تـ 560هـ/ 1165م)، و هو قسم من مجموعة الإفصاح عن معاني الصحاح الکبیرة (ظ: ن.د، 4/ 232) و قد طبع الإشراف الذي ألف في اختلاف المذاهب الأربعة و تناول فیه المؤلف آراء فقهاء المذاهب الأربعة فضلاً عن المقارنة بین آراء أئمة المذهب، بحلب في جزأین تحت عنوان الإفصاح بتحقیق محمد راغب الطباخ (1366هـ/ 1947م، الطبعة الثانیة). و قد أبدی المؤلف الذي هو فقیه حنبلي في هذا الکتاب اهتماماً فائقً بجمع و مقارنة مختلف الأقول المنقولة عن أحمد بن حنبل.
17. البحر الزخار، تألیف أحمد بن یحیی بن المرتضی (تـ840هـ/ 1436م)، من فقهاء و أئمة الزیدیة في الیمن. طبع هذا الکتاب الذي قارن فیه المؤلف بین آراء الفقهاء الزبدیة و آراء شتی المذاهب الفقهیة، و الذي یعد مصدراً لا مثیل له في موضوعه، في 6 مجلدات ببیروت (1366هـ/ 1947م).
و فضلاً المؤلفات: الاختلاف لأبي إسحاق ابن جابر البغدادي (تـ 310هـ) الفقیه الظاهري (الن الندیم، 272؛ الذهبي، 14/ 285)؛ مسائل الخلاف لأبي سعید البردعي (تـ 317هـ) الفقیه الحنفي (للاطلاع علی مخطوطته الموجودة في جامع الزیتونة بتونس، ظ: GAS, I/ 439)؛ مسائل الخلاف لأبيبکر الوراق المروزي (تـ 329 أو 333هـ) الفقیه المالکي (للاطلاع علی مخطوطته المحفوظة بجامع القرویین في فاس، ظ: ن.م، I/ 476)؛ اختلاف العلماء لأبيبکر الأجري (تـ 360هـ) فقیه أصحاب الحدیث (الروداني، 124–125)؛ مسائل الخلاف للقاضي عبدالعزیز الأصفهاني الجزري (تـ بعد 377هـ) الفقیه الظاهري (الن الندیم، 273)؛ المختلف لأبي القاسم الصافر، العالم الحنفي (القرشي، 2/ 68، 135، 234)؛ الخلاف الکبیر لأبي یعلی ابن الفراء (تـ 458هـ) الفقیه الحنبلي (ظ: ابن رجب، 1/ 9، 206؛ للاطلاع علی مخطوطة قسم منه في مکتبة فیضالله أفندي بترکیا، ظ: ششن، 305)؛ الخلاف الکبیر لأبي الخطاب الکلوذاني (تـ 510هـ)، و أثر بنفس العنوان لابن الزاغوني (تـ 527هـ)، و کلاهما من الفقهاء الحنابلة (ابن رجب، 1/ 143، 217)؛ رؤوس المسائل لجارالله الزمخشري (تـ 538هـ) (ط بیروت، 1407هـ/ 1987م؛ للاطلاع علی آثار أخری، ظ: حاجي خلیفة، 1/ 33؛ السامرائي، 10–11؛ کرن، 62).
الآبي، الحسن، کشف الرموز، قم، 1408هـ؛ ابنبابویه، محمد، معانيالأخبار، تقـ: عليأکبر الغفاري، قم، 1361ش؛ ابن خیر، محمد، فهرسة، تقـ: ف. قداره، بغداد، 1963م؛ ابن رجب، عبدالرحمان، الذیل علی طبقات الحنابلة، تقـ: هنري لاؤوست وسامي الدهان، دمشق، 1370هـ/ 1951م؛ ابن شاذان، الفضل، الإیضاح، بیروت، 1402هـ/ 1982م؛ ابن المقفع، عبدالله، «رسالة في الصحابة»، آثار ابن المقفع، بیروت، 1409هـ/ 1989م؛ ابنالندیم، الفهرست؛ ابن هبیرة، یحیی، الإفصاح، تقـ: محمد راغب الطباخ، جلب، 1366هـ/ 1947م؛ أبو إسحاق الشیرازي، إبراهیم، طبقات الفقهاء، تقـ: خلیل المیس، بیروت، دارالقلم؛ أبوسعید الکدمي، محمد، الجامع المفید، مسقط، 1406هـ/ 1985م؛ أبویوسف، یعقوب، الخراج، بیروت، 1399هـ/ 1979م؛ الترمذي، محمد، سنن، تقـ: أحمد محمد شاکر و آخرون، القاهرة، 1357هـ/ 1938م؛ «تفسیر»، المنسوب للنعماني، مع ج90 من بحارالأنوار، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ حاجي خلیفة، کشف، الدارمي، عبدالله، سنن، دمشق، 1349هـ؛ الدرجیني، أحمد، طبقات المشایخ بالمغرب، تقـ: إبراهیم طلاي، قسنطینة، 1394هـ/ 1974م؛ دفتر کتبخانۀ أسعد أفندي، إستانبول، مطبعة محمودبک؛ الهذبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط و آخرون، بیروت، 1404هـ/ 1984م؛ الروداني، محمد، صلة الخلف، تقـ: محمد حجي، بیروت، 1408هـ/ 1988م؛ السامرائي، صبحي، مقدمة اختلاف العلماء (ظ: همـ، المروزي)؛ السبکي، عبدالوهاب، طبقات الشافعیة الکبری، تقـ: محمود محمد الطناحي و عبدالفتاح محمد الحول، القاهرة، 1384هـ/ 1965م؛ السیوطي، الجامع الصغیر، القاهرة، 1373هـ/ 1954م؛ م.ن، «نوراللمعة»، مع مجموعة الرسائل المنیریة، بیروت، 1970م، ج1؛ الشافعي، محمد، الأم، بیروت، دارالمعرفة؛ م.ن، الرسالة، تقـ: أحمد محمد شاکر، القاهرة، 1358هـ/ 1939م؛ الشریف المرتضی، علي، الانتصار، النجف، 1391هـ/ 1971م؛ ششن، رمضان، نوادر المخطوطات العربیة في مکتبات ترکیا، بیروت، 1400هـ/ 1980م؛ الشماخي، أحمد، السیر، تقـ: أحمد بن سعود السیایي، مسقط، 1407هـ/ 1987م؛ الشیخ الطوسي، محمد، الخلاف، طهران، 1377هـ؛ م.ن، الفهرست، النجف، المکتبة المرتضویة؛ الشیخ المفید، محمد، الإعلام، قم، 1413هـ؛ الصنعاني، عبدالرزاق، المصنف، تقـ: حبیب الرحمان الأعظمي، بیروت، 1403هـ/ 1983م؛ الطبري، محمد، اختلاف الفقهاء، بیروت، دارالکتب العلمیة؛ الطحاوي، أحمد، اختلاف الفقهاء، تقـ: محمد صغیر حسن المعصومي، إسلامآباد، 1391هـ؛ القاضي عبدالجبار، «فضل الاعتزال»، فضل الاعتزال و طبقات المعتزلة، تقـ: فؤاد سید، تونس، 1406هـ/ 1986م؛ القاضي عیاض، ترتیب المدارک، تقـ: أحمد بکیر محمود، بیروت/ طرابلس، 1387هـ/ 1967م؛ القرشي، عبدالقادر، الجواهر المضیئة، حیدرآباد الدکن، 1332هـ؛ القفال، محمد، حلیة العلماء، تقـ: یاسین أحمد إبراهیم درادکة، عمّان، 1988م؛ الکنديف محمد، بیان الشرع، القاهرة، 1404هـ/ 1984م؛ اللکنوي، محمد، الفوائد البهیة، القاهرة، 1324هـ/ 1906م؛ المروزي، محمد، اختلاف العلماء، تقـ: صبحي السامرائي، بیروت، 1406هـ/ 1986م؛ مسند زید بن علي (ع)، تقـ: عبدالواسع بن یحیی الواسعي، بیروت، 1966م؛ المناوي، عبدالرؤوف، «کنوز الحقائق»، في هامش الجامع الصغیر (ظ: همـ، السیوطي)؛ و أیضاً:
GAS; Kern, F. «Tabari’s IƄtilāf al-Fuqahā», ZDMG, 1901, vol. LV.
قسم الفقه و علوم القرآن و الحدیث/ هـ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode