الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / الأفندي /

فهرس الموضوعات

الأفندي


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/4 ۱۰:۳۸:۵۹ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَفَنْدي، عبدالله بن عيسى بن محمد صالح الأصفهاني الجيراني (1066-1130ه‍ / 1656- 1718م)، الجامع بين العلوم النقلية والعقلية والمتخصص بالكتب وتراجم العلماء. ولد في أصفهان لأسرة ثرية من أهل العلم يرجع أصلها إلى تبريز (تنتسب إلى محلة جيران، من المحلات القديمة في تبريز، قا: ساعدي، 3). كان أبوه الميرزا عيسى بك عالماً ومروّجاً للعلم، وكان قد وفّق جميع أقربائه ومعارفه وحتى خدمه وسكان محلته على التعلّم (الأفندي، 4 / 308). وكان عبدالله لايزال حديث الولادة عندما فقد أمه، كما توفي أبوه وهو في السابعة من عمره. وقد بدأ الأفندي التعلم منذ الطفولة، وعندما بلغ سن السادسة كان قد تعلم كتاب الشاطبية (في علم القراءة) (م.ن، 3 / 230). وعقب وفاة أبيه أصبح عبدالله في كنف رعاية أخيه وخاله؛ وواصل دراسة العلوم على المشاهير من العلماء، فأصبح له باع في الآداب والرياضيات والحكمة والعلوم الدينية. 
أمضى عبدالله فترة شبابه في أصفهان ثم ذهب إلى آذربايجان و سكن تبريز لفترة، وهناك تزوج من إحدى قريباته الموسرات، ولم‌ يكن زواجه ناجحاً (م.ن، 3 / 230-231). أمضى الأفندي نصفاً من عمره في الترحال وزار كثيراً من البلدان الإسلامية مثل الحجاز والعراق والدولة العثمانية والقفقاز وتركستان وأفغانستان والهند (ظ: ن.ص؛ المرعشي النجفي، 19). وكان له رحلات متكررة في تلك الأسفار إلى بعض المدن المقدسة بشكل خاص؛ حيث كان في 1106ه‍ وهو في الأربعين من عمره تقريباً، قد حـج 3 مرات وزار العتبات المقدسة وكذلك مشهد 3 مرات (الأفندي، 3 / 231). وعندما كان الأفندي يعيش في الدولة العثمانية كان موضع احترام شديد من سلطانها، بحيث عُزل شريف مكة من عمله بطلب منه. وكان الأفندي يراعي التقية هناك ويظنه الجميع سُنياً (ظ: م.ن، 1 / 206-207؛ المجلسي، 107 / 176، 177). ومهما يكن، فقد نال من البلاط العثماني هناك لقب الأفندي (النوري، 86). وفي كتاب بساتين الخطباء الذي هو مجموعة من خطب الجمعة والأعياد والذي ألف بعضه في إستانبول، يدعو عبدالله للسلطان العثماني (المرعشي النجفي، 20). وعلى أية حال، فإن وجود الأفندي في تلك البلاد كان له تأثير بالغ في معرفته برجال العامة. 
وخلال سفره وفي كل مدينة كان يمر بها، كان الميرزا عبدالله ينقب في مكتبات العلماء ويدون ملاحظات عن متون الكتب، أو الحواشي، أو تظهيرها. وكان له من الذوق والقدرة في وصف الكتب أن يعرف المخطوطات التي سقطت أوراقها الأولى والأخيرة، بل ويخبر عن مقدار ما سقط منها (ظ: الجزائري، 146). وقد أدت مهارته في معرفة الآثار والكتب إلى جانب حسن ذوقه لأن يتخذه المجلسي مساعداً له في جمع بحار الأنوار. ويبدو أن تأليف بعض أجزاء هذا الكتاب تم بإشرافه (المرعشي النجفي، 15). ومن المؤكد أن 9 مجلدات من بحار الأنوار (المجلدات 15، 16، 17، 19، 20، 21، 23، 24، 25 من الطبعة القديمة)، أُعدت بيد الأفندي عقب وفاة المجلسي (الجزائري، 84؛ مهدوي، 2 / 55؛ البهبودي، 11). وفضلاً عن مساعدته في معرفة وإعداد مصادر بحار الأنوار، فقد كانت له في متنه أيضاً ملاحظات نقدية جمة (ظ: المجلسي، 107 / 165، 167، 169، 171، 175).
أدرك الأفندي مشايخ كثيرين أشهرهم: محمد باقر المجلسي، محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري، آقا حسين الخوانساري، آقا جمال الخوانساري، الميرزا محمد الشيرواني والفاضل الهندي، ويمكن أن يضاف إلى هذه القائمة أسماء مشاهير آخرين مثل المولى محمد صالح المازندراني والحر العاملي والسيد محمد الموسوي ميرلوحي والملا الميرزا علي النواب (ظ: المرعشي النجفي، 17- 18). 
أجاز الأفندي كثيرين بالرواية عنه يمكن أن نشير من بينهم إلى السيد عبدالله الجزائري والميرزا حيدر على بن الميرزا محمد الشيرواني والملا محمد صادق حفيد العلامة المجلسي ومير محمد حسين الخاتون آبادي، حفيد المجلسي والسيد نور الدين الجزائري والحزين اللاهيجي (م.ن، 18). 
برغم أن الأفندي شيد إلى جانب بيته مدرسة خلال إقامته في أصفهان أواخر عمره وانبرى إلى الإفادة والتدريس فيها (الحزين، 46-47)، لكنه لم يتمكن إطلاقاً من تخريج تلميذ بارز يتابع أسلوبه في التحقيق والتدقيق في التراجم وبشكل خاص في وصف الكتب؛ وبعد سنوات من الجد في سبيل العلم وقبل هجوم محمود الأفغان توفي في 1130ه‍ (الجزائري، 147؛ الخوانساري، 4 / 256-257)، ولم يعرف قبره حتى اليوم (ظ: المرعشي النجفي، 22). ولا نعرف من أخلاف الأفندي، سوى عالم ديني من أحفاده، يدعى عبدالله (م.ن، 19؛ قا: آقا بزرگ، طبقات ... ، 452؛ مهدوي، ن.ص). 

آثـاره

كان الأفندي قد ألف آثاراً جمة باللغات الفارسية والتركية وبشكل خاص العربية (ظ: الأفندي، 3 / 231-232)، لكن واستناداً إلى قوله هو، فإنه وبسبب الحوادث بقي قليل فحسب من كتاباته الكثيرة (3 / 231، 233-234). وفيما يلي أغلب آثاره وهي شروح وحواش على آثار مؤلفين آخرين: 

ألف ـ المطبوعة

1. تعليقة على أمل الآمل للحر العاملي الذي طبع في قم (1410ه‍( بتحقيق أحمد الحسيني. 
2. حاشية على مشارق الشموس في شرح الدروس في الفقه، الذي طبع طبعة حجرية بطهران في 1305ه‍. 
3. رياض العلماء وحياض الفضلاء في تراجم علماء الشيعة والسنة، وهذا الكتاب أهم آثار الأفندي والذي أدى إلى ذيوع صيته، وهو دال على علمه ودقته وتقصيه واطلاعه المنقطع النظير. بدأ تأليفه وهو في الأربعين من عمره (ظ: 3 / 233)، لكنه كان يضيف إليه أموراً حتى سنة وفاته فيما يبدو (آقابزرگ، الذريعة، 11 / 331). وقد ظل هذا الكتاب حتى النهاية بشكل مسودة، وربما وجود بعض التساهل في عباراته وموضوعاته نابع من هذا السبب (كنموذج، ظ: 2 / 7، 3 / 287، 4 / 309).
وقد قورن بين رياض العلماء في فنه وجواهر الكلام في فقه الإمامية (النوري، 86)، مما يدل على قيمته وأهميته. وكان الأفندي ينوي في هذا الأثر تناول تراجم علماء الشيعة منذ زمن غيبة الإمام المهدي (ع) وإلى عصره هو، لكنه تخطى هذا الحد أيضاً أحياناً (مثلاً ظ: ترجمة وافية عن حياة زيد بن علي والخواجه ربيع، 2 / 285-314، 318 وما بعدها). 
وتشمل مصادر رياض العلماء أهم كتب العامة والخاصة في التاريخ والتراجم والأدب. وفضلاً عنها، استفاد المؤلف من المصادر الجغرافية وإجازات العلماء والوقفيات وغيرها، كما أضفت مشاهداته ومسموعاته عن معاصريه على هذا الكتاب أهمية خاصة (ظ: ساعدي، 22-24؛ ذكاوتي، 39-40). وبرغم أن المؤلف أورد في هذا الكتاب ــ بعـد التحقيـق ومقارنة المصـادر ــ نماذج مـن التعديلات (مثلاً ظ: 1 / 163، 2 / 20)، لكنه حافظ على الأمانة لدى نقله المباشر وأورد العبارات بنصها (ظ: 1 / 308-310، 2 / 303-304). وفضلاً عن النقول المختلفة، فقد منح نقد آراء المشاهير ودراستها أيضاً هذا الأثر جمالاً متميزاً (ظ: 1 / 18، 23، 30، 82، 2 / 440). ومن الخصائص الأخرى لهذا الأثر تناول المؤلف الأوضاع الاجتماعية في عصره، بل إنه خاض أحياناً في موضوعات مثل الخراج وصلاة الجمعة وتدخين التبغ والاختلاف بين الشيعة والسنة، وأبدى آراء خاصة به (ظ: ذكاوتي، 43). وفي وضع كهذا، فقد صور الأجواء العلمية والثقافية والعقائدية في عصره تصويراً جيداً بوصفه محدثاً صادقاً وأميناً، برغم أنه لم تكن له ــ وفقـاً لـروح عصـره ــ مهادنة مـع الصوفيـة والحكمـاء والفلاسفة، بل كان يعد العقيدة والنزعات الصوفية ذنباً (ظ: 2 / 258؛ ذكاوتي، 41-42).
إن انعكاس اهتمام الأفندي الذي قل نظيره مقارنة بالعلماء الشيعة في العصر الصفوي بآثار أهل السنة وعلمائهم مما يمكن أن يكون حصيلة تواجده في بلدان أخرى وبشكل خاص البلاد العثمانية، مشهود في هذا الأثر، بحيث إن نصف رياض العلماء مخصص لعلماء العامة ولم يطبع بعد. أما القسم الخاص بالعلماء الشيعة، فقد طبع بقم في 7 مجلدات بتحقيق أحمد الحسيني. 
4. الدرر المنظومة المأثورة في جمع لآلئ الأدعية السجادية المشهورة، أو الصحيفة السجادية الثالثة، وهو ثالث جمع للصحيفة السجادية. طبع هذا الأثر بطهران طبعة حجرية في 1324ه‍ .

ب ـ المخطوطة

1. بساتين الخطباء، في 3 مجلدات، قسم إلى مقدمة وخاتمة و12 باباً. ويضم هذا الكتاب ألف خطبة ألقيت في مناسبات متنوعة منها الأعياد وصلوات الجمعة (الأفندي، 3 / 232)، وتوجد مخطوطات لهذا الأثر في مكتبة المرعشي النجفي (المرعشي، أرقام 4794، 4970، 4999)؛ 2. ترجمة جاماسب نامه إلى الفارسية (آقابزرگ، الذريعة، 4 / 93، 5 / 22)؛ 3. تحفة حسينية في ترجمة صحيفة إدريسية الذي أُلف بأمر من الشاه سلطان حسين الصفوي، و توجد مخطوطة منه في مكتبة جامعة طهران (مهدوي، 2 / 53).

ج ـ المفقودة

إن أحد آثاره المهمة التي أشير إليها مراراً في رياض العلماء كان مؤلفاً ضخماً في 5 مجلدات عنوانه وثيقة النجاة تحدث فيه عن أصول الدين وفروعه في الملل والنحل بشكل مفصل (ظ: الأفندي، 3 / 233). أما بقية آثاره فهي: في الفقه والحديث، آثار مثل رسالۀ وجوب نماز جمعه، رسالة خراجية؛ في الفلسفة والكلام، آثار مثل حاشية على الشفاء وشرح المختصر للقاضي عضد الدين الإيجي؛ في الرياضيات والفلك، شرح شكل العروس، وهو تحرير لأقليدس، ورسالة في رسم خطوط الساعات؛ في الأدب العربي، شرح فارسي لشافية ابن الحاجب، وشرحان لألفية ابن مالك؛ في الأدعية، لسان الواعظين، وصحيفة علوية ثانية؛ في التفسير، الأمان من النيران في تفسير القرآن الذي هو تفسير روايي، وكذلك تفسير سورة الواقعة بالفارسية؛ ومن آثاره الأخرى مجموعة الإجازات، يمكن العثور على أقسام منها في رياض العلماء فيما يحتمل. وأخيراً يمكن الإشارة إلى تعليقاته على الكتب الرجالية وكذلك الكتاب الآخر روضة الشهداء وكان هذا الأثر بثلاث لغات عربية وفارسية وتركية (ظ: م.ن، 3 / 231-234؛ آقابزرگ، طبقات، 450-451؛ المرعشي النجفي، 20-21).

المصادر

آقا بزرگ، الذريعة؛ م.ن، طبقات أعلام الشيعة، قسم الكواكب المنتشرة، تق‍ : علي نقي منزوي، طهران، 1372ش؛ الأفندي، عبدالله، رياض العلماء، تق‍ : أحمد الحسيني، قم، 1401ه‍ / 1981م؛ البهبودي، محمد باقر، مقدمة ج 103 من بحار الأنوار (ظ: هم‍ ، المجلسي)؛ الجزائري، عبدالله، الإجازة الكبيرة، تق‍ : محمد السمامي، قم، 1409ه‍ ؛ الحزين اللاهيجي، محمد علي، «تاريخ وسفرنامۀ حزين»، ديوان، تق‍ : بيژن ترقي، طهران، 1350ش؛ الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، قم، 1391ه‍ ؛ ذكاوتي قراگزلو، علي رضا، «كتاب رياض العلماء»، نشر دانش، طهران، 1363ش، عد 6؛ ساعدي خراساني، محمد باقر، مقدمة ترجمة رياض العلماء لعبد الله الأفندي (ج 1)، مشهد، 1366ش؛ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ المرعشي، المخطوطات؛ المرعشي النجفي، شهاب الدين، «زهر الرياض»، في مقدمة رياض العلماء (ظ: هم‍ ، الأفندي)؛ مهدوي، مصلح الدين، زندگي نامۀ علامۀ مجلسي، أصفهان، نشر حسينية عماد زاده؛ النوري، حسين، «الفيض القدسي في ترجمة العلامة المجلسي» مع ج 102من بحار الأنوار (ظ: هم‍ ، المجلسي).       

علي رضا ذكاوتي قراگزلو / م 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: