الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / الأفشاریة /

فهرس الموضوعات

الأفشاریة


تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/1 ۰۹:۵۳:۵۶ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَفْشاريَّة، سلالة كانت قائمة منذ 1148 حتى 1210ه‍ / 1735 حتى 1795م وكانت تحكم منطقة واسعة تمتد من العراق والقفقاز حتى شبه القارة الهندية. وكان مؤسس هذه السلالة نادر شاه الأفشاري (سلـ‍ 1148-1160ه‍( من قبيلة الأفشارية (ن.ع) فرع قرقلو التي كان الشاه إسماعيل الصفوي (ن.ع) قد رحّلها من آذربايجان إلى كوبكان في منطقة أبيورد الواقعة إلى الشمال الشرقي من خراسان لصد هجمات التركمان والأوزبك (الإسترابادي، جهانگشا ... ، 26-27؛ محمد كاظم، 1 / 4-5). 
ويعدّ عصر الحكم الأفشاري أحد أهم الفترات التاريخية في إيران وأشدها خطورة؛ وعلى الرغم من أن أبرز نتيجة لظهور حكومتهم كانت القضاء على الأفغان وإسقاطهم وطرد القوات الروسية والعثمانية من إيران، لكنه ولعدة أسباب رئيسة لم يحظَ باهتمام الباحثين في تاريخ إيران. وبعض هذه الأسباب هي: 1. وقوع الفترة القصيرة نسبياً للدولة الأفشارية بين الفترتين الطويلتين والمهمتين الصفوية (905-1135ه‍ / 1500-1723م) والقاجارية (1210-1344ه‍ / 1795-1925م)؛ 2. امتناع نادر عن التمسك بالوسائل الدينية والمذهبية لمواجهة الجيران وبشكل خاص العثمانيين، إذ إن سياسته القائمة على إصلاح علاقات إيران بجيرانها أيضاً كانت تنطلق من هذا الرأي والموقف؛ 3. قسوة نادر الجنونية في السنوات الثلاث الأخيرة من حكمه والتي رسمت له صورة الحاكم المستبد العديم الرحمة في تاريخ إيران. 
عندما بدأ نادر تحركه في خراسان، كانت إيران تعيش فوضى لم يسبق لها مثيل. فلم يكن للأفغان القدرة على إدارة شؤون البلاد، وكانت الأصوات المعارضة تسمع من كل صوب. ومن جهة أخرى، كانت القوات الروسية والعثمانية أيضاً قد استولت على أجزاء من إيران (لوكهارت، 20-23). كما أن الملك محمود السجستاني كان يحكم بشكل مستقل في خراسان (محمد كاظم، 1 / 38-41؛ مستوفي، 177؛ تهراني، 18-24). وفي تلك الفترة كانت تحركات نادر مقابل هجمات الأوزبك على مرو، لحماية سكان المناطق الحدودية قد أظهرته بشكل شخصية معروفة في المنطقة وبوصفه القوة الرئيسة الوحيدة في مواجهة هجمات الأوزبك والملك محمود السجستاني. وقد لفتت مواجهات نادر للملك محمود وإلحاقه الهزيمة به (ظ: الإسترابادي، ن.م، 47؛ محمد كاظم، 1 / 45-46) انتباه الشاه طهماسب الثاني الصفوي إليه، فرحب بالاتحاد مع نادر. فالتحق نادر به في 1139ه‍ ، حيث قاما معاً بالاستيلاء على مدينة مشهد (الإسترابادي، ن.م، 59-61، دره ... ، 188-189؛ محمد كاظم، 1 / 66-67؛ مستوفي، 183). ومنذ ذلك الزمان وما تلاه وبشكل خاص بعد خلع الشاه طهماسب عن العرش (1145ه‍ / 1732م) كان نادر يتولى على الدوام الدور الأول في الساحة السياسية الإيرانية إلى أن جلس على العرش بشكل رسمي في دشت مغان (24 شوال 1148). 
ويمكن تقسيم فترة حكم نادر إلى مرحلتين متمايزتين: 1. منذ التتويج حتى الهجوم على داغستان (1154ه‍(؛ 2. منذ حروب داغستان وتغير حالته النفسية حتى مقتله في 1160ه‍.. وقد أمضى نادر ومنذ الفترة التي تسلم فيها مقاليد الأمور بشكل رسمي وإلى 30 سنة تلت، في قمع الأعداء وتنظيم شؤون البلاد. ففي 1148ه‍ أخمد تمرد البختيارية (الإسترابادي، جهانگشا، 280-283). و في 1150ه‍ استولى على قندهار بعد حصار شديد (محمد كاظم، 2 / 549-551؛ هنوي، 182؛ لوكهارت، 163-164). ومن هناك اتجه نادرنحو الهند، وبعد احتلاله دلهي (1151ه‍( وبإبقائه محمد شاه الكوركاني على عرش السلطنة، عاد من الهند في 1153ه‍ بثروة طائلة (دوبو، 364). وعقب ذلك، بدأت عمليات نادر الكبرى لاحتلال الأراضي الشمالية ـ الشرقية من إيران. وتحظى فتوحات نادر في بخارى والمناطق المحيطة بها (الإسترابادي، ن.م، 351-352؛ مستوفي تبريزي، الورقة 934؛ مينورسكي، 75- 78) وهزيمة حاكم خوارزم، إيلبارس خان في 1153ه‍ (الإسترابادي، ن.م، 353-359) بأهمية بالغة في تاريخ هذه الفترة. 
وإن محاولة اغتيال نادر في غابات سوادكوه بمازندران والتي جعلته يسيء الظن بابنه رضا قلي ميرزا والتي أدت إلى أن يسمل عينيه، وطول مدة حربه مع اللزكيين في داغستان وكذلك اشتداد مرضه، كل ذلك أدى إلى أن تتغير أخلاقه وتصرفاته بشكل جذري وأن يميل إلى القسوة وسفك الدماء (محمد كاظم، 2 / 852؛ وزيري، 518). كما أن الثورات التي كانت تحدث في مختلف مناطق إمبراطورية نادر الشاسعة (محمد كاظم، 3 / 933-946، 988-996؛ مستوفي تبريزي، الورقة 937؛ فسائي، 1 / 566-567)، كانت تفاقم من قسوته (الإسترابادي، ن.م، 420-424؛ محمد كاظم، 3 / 1085-1193)، وغدت تلك الوحدة الوطنية التي كان قد حققها بجهود استمرت 30 سنة تتآكل من الداخل وتتضعضع أركانها، بحيث إنه حين قُتل أخيراً (الإسترابادي، ن.م، 425-426) انفرط عقد الأمور تماماً وظهر في كل مكان أمير ينادي بالاستقلال. ومع كـل ذلك، فـإن أحـد أهـم منجـزات نـادر ــ فضـلاً عن تحقيق الاستقلال لإيران وخلق دولة قوية في مواجهة الروس والدولة العثمانية ــ كان إيجاد التفاهم الديني بين الناس وإزالة الخلافات المذهبية والفرقوية في إيران وإقامة علاقات مع الجيران السنة مثل الأوزبك والتركمان والأفغان والعثمانيين. وقد استطاع بانتهاجه هذه السياسة أن يقدم المذهب الشيعي الجعفري بوصفه المذهب الخامس للإسلام (ظ: شعباني، 1 / 87)، بل وأن يجعل العالم السني يتقبله. 
وعقب مقتل نادر، انهار معسكره الكبير تماماً وسلك كل من أفغان المعسكر وأوزبكه طريقه. فذهب أحمد شاه الدراني (ن.ع) مع أفغان عسكر نادر إلى قندهار. وفي تلك الفترة كان علي قلي خان، ابن شقيق نادر يعيش في هراة ويبدو أنه ثار في سجستان، وكان قد هيأ نفسه لمحاربة نادر (موسوي، 8؛ الإسترابادي، ن.م، 424، 425؛ محمد كاظم، 3 / 1184؛ مستوفي تبريزي، الورقة 939؛ بازن، 35)؛ وكان يستطيع بنفوذه وقوته والأربعين ألف جندي الذين كانوا تحت إمرته، القيام بدور مهم في تحسين الأوضاع. ولهذا، دعاه قادة نادر إلى مشهد وأجلسوه على عرش السلطنة (م.ن، 50-51). تسلم علي قلي خان باسم عادل شاه (في بعض المصادر: علي شاه، مثلاً ظ: م.ن. 56-57؛ پري، 5-6) مقاليد الأمور وقتل على الفور جميع من بقي من أسرة نادر في مشهد والذين كانوا أقاربه أيضاً ومن بينهم سجن في أرگ مشهد شاهرخ (ن.ع) فحسب حفيد نادر الذي لم يكن سنه يتجاوز 14 عاماً لكي يستطيع في المستقبل إذا ماشاهد معارضة لحكمه أن يجلسه وهو الذي كان سبط الشاه سلطان حسين الصفوي أيضاً، على العرش (محمد كاظم، 3 / 1197). وفي الحقيقة أيضاً، فإن عادل شاه عندما جلس على العرش، حدثت أعمال تمرد هنا وهناك؛ ويمكن أن نشير من بينها إلى ثورة البختياريين في 1161ه‍ / 1748م (بازن، أيضاً پري، ن.صص) ومعارضة محمد حسن خان القاجاري. ولما لم يظفر عادل شاه بمحمد حسن خان، أمر بأن يُخصى ابنه وهو ابن أربعة أعوام والذي اشتهر فيما بعد بآغا محمد خان القاجاري (ن.ع) (أبو الحسن گلستانه، 21-23؛ المرعشي الصفوي، 98؛ پري، ن.ص؛ إيفري، 59). وكان أحد معارضي عادل شاه الرئيسين، شقيقه الأصغر إبراهيم خان حاكم أصفهان الذي تمكن بالاستعانة بالأفغان والأوزبك والتحالف مع الأمير أصلان خان القرقلوي الأفشاري (ابن عمة نادر)، قائد منطقة آذربايجان، من الاستيلاء على كرمانشاه التي كانت مركز المعدّات العسكرية لنادر (الإسترابادي، جهانگشا، 429-430؛ أبو الحسن گلستانه، 22-26). وقد ذهب عادل شاه لمواجهته، لكنه هُزم (بازن، 59؛ أبو الحسن گلستانه، 26-27)، وهرب إلى طهران. وهناك اعتقله حاكم طهران وسلمه لأخيه إبراهيم خان، فسملت عيناه بأمر من إبراهيم خان بعد 3 أيام من السجن (الإسترابادي، ن.م، 430). 
وبعد هزيمة عادل شاه وهروبه، قام زعماء القبائل ووجهاء خراسان بإجلاس شاهرخ على العرش في 8 شوال 1161 (المرعشي الصفوي، 86؛ إيفري، 60). وكانت مملكة شاهرخ المرتبطة بالأسرة الصفوية من جهة، في حقيقتها ثمرة اتحاد قوة مقتدرة قبلية ومذهبية. وتزامناً مع حكم شاهرخ، فإن إبراهيم خان، ابن شقيق نادر، ونجل إبراهيم خان ظهير الدولة، نافسه وأعلن نفسه ملكاً في تلك السنة وضرب النقود باسمه (الإسترابادي، ن.م، 431-432؛ أبو الحسن گلستانه، 30). وفي 1162ه‍ ، تحرك إبراهيم خان من آذربايجان نحو خراسان لمواجهة شاهرخ (م.ن، 31)؛ لكن الجنود الأفغان والأوزبك الذين كان كل اعتماده عليهم تخلوا عنه والتحقوا بشاهرخ (الإسترابادي، دره، 714-715؛ أبو الحسن گلستانه، 31-32؛ المرعشي الصفوي، ن.ص؛ بازن، 62-63؛ پري، 7). فاضطر إبراهيم خان للعودة إلى قم، لكن السيد محمد المتولي الذي كان قد عُيّن هناك من قِبل إبراهيم خان، أغلق أبواب المدينة ومنعه من دخولها (المرعشي الصفوي، 100-101). وأخيراً وإثر خيانة سليم خان الأفشاري، سُملت عينا إبراهيم و نفي بأمر من شاهرخ (م.ن، 102). كما أن عادل شاه الذي كان في معسكر إبراهيم خان بقم قُتل بأمر من شاهرخ بعد أن وصل إلى مشهد. وتزامناً مع ذلك، اقتيد السيد محمد الصفوي هو الآخر والذي كان متولياً لخزانة وبيوت عادل شاه في قم والذي يعدّ خطراً على شاهرخ، إلى مشهد مع 200 فارس بدعوة من شاهرخ (أبو الحسن گلستانه، 38-40؛ پري، 8). 
وقد تحدثت مصادر تلك الفترة عن مؤامرة حاكها شاهرخ لقتل السيد محمد (أبو الحسن گلستانه، ن.ص؛ المرعشي الصفوي، 87-88، 105-107). وفضلاً عن ذلك، فقد أدى اضطراب الأوضاع والاختلافات العميقة وغير المتناهية بين زعماء القبائل وأخيراً معرفة الأمراء والرؤساء بنية شاهرخ على قتل السيد محمد، إلى أن يعرض فريق من أمراء وقادة شاهرخ البارزين عنه ويطالبوا بتفويض الحكم إلى السيد محمد (مرعشي، الورقة 43؛ أبو الحسن گلستانه، 43-45؛ المرعشي الصفوي، 109-112). وهكذا، اعتقل شاهرخ وسجن وجلس السيد محمد على العرش بلقب الشاه سليمان الثاني الصفوي. ينتهي نسب السيد محمد هذا من طرف أبيه إلى المير قوام الدين المرعشي، ومن طرف أمه إلى الشاه سليمان الأول الصفوي (مرعشي، الورقتان 27- 28). 
كان السيد محمد (الشاه سليمان الثاني) قد أصبح متولياً للروضة الرضوية المقدسة على عهد نادر شاه (المرعشي الصفوي، 90-95)؛ وعقب مقتل نادر، انبرى لدعم عادل شاه (مرعشي، الورقة 32). وعلى عهد إبراهيم خان أيضاً كان السيد محمد مكرماً ومبجلاً وكانت له نفس الصلاحيات السابقة؛ وتولى السلطنة في 5 صفر 1163 بعد خلع شاهرخ (المرعشي الصفوي، 114). وبطبيعة الحال، فإن من أوصلوه إلى السلطة كانوا يطمعون في أن يلبي طلباتهم، لكن السيد محمد أبدى موقفاً أظهر فيه استقلاله ولم يعبأ برغباتهم، حتى إنه رفض قتل شاهرخ برغم إصرارهم على ذلك (م.ن، 113). لهذا، فإنه عندما كان السيد محمد مغادراً مشهد متوجهاً إلى الصيد، ذهب الأمير أعلم خان وكيل الدولة وحسين خان قرائي إلى قصر شاهرخ وسملا عينيه (م.ن، 129-130). وكان النشاط المتواصل لزوجة شاهرخ وتحريض الأمراء الكرد والأفشارية على محاربة الشاه سليمان وكذلك امتناع الشاه سليمان عن إنفاق أموال الوقف لتأمين نفقات العسكر وإعفائه الناس من ضرائب 3 سنوات وهو ما كان يمنع الخانات من الإغارة على الفلاحين ونهبهم، من بين العوامل التي مهدت لسقوط الشاه سليمان الثاني؛ فأخذه الثائرون في المصلى على حين غرة وسملوا عينيه هناك (م.ن، 133-137). 
وكما يقول المرعشي الصفوي، فإنه برغم أن شاهرخ أمر بقتل الشاه سليمان، إلا أن الأمراء عارضوا ذلك ووافقوا فحسب على قطع لسانه بعد سمل عينيه (ص 138). ولم تزد الفترة بين جلوس الشاه سليمان الثاني على العرش وخلعه على 40 يوماً (القزويني، 155)، حيث تسنم العرش من بعده شاهرخ مرة أخرى. وفي هذه الفترة المشحونة بالاضطرابات، جعل أحمد شاه الدراني خراسان عرضة لهجمات متتالية من جهة، وانبرى زعماء قبائل خراسان للصراع والمنافسات الحادة مع بعضهم البعض ومع الأفشارية من جهة أخرى؛ وفضلاً عن ذلك، زادت الخلافات بين ابني شاهرخ، نصر الله ميرزا ونادر ميرزا من الاضطرابات. وفي تلك الفترة كان اقتدار واستقلال الخانات وزعماء القبائل بقدر، حيث أصبحت حكومة شاهرخ في مشهد على شكل حكومة محلية ضعيفة (ظ: ملكم، 2 / 383) وكان مضطراً للحفاظ على نفسه من هجوم أمراء المناطق المحيطة به إلى أن يدفع لهم إتاوة، بل إنه اضطر حيناً إلى أن يطلب الدعم من أحمد شاه الدراني (م.ن، 2 / 438-439). وفي السنوات القصيرة والمتقطعة فحسب من حكم نصر الله ميرزا، أصبح القادة والخانات المنافسون إلى حدما مطيعين للدولة الأفشارية في مشهد خوفاً من سطوته. ويبدو أن نصر الله ميرزا الذي تسلم مقاليد أمور خراسان وهو في السادسة عشرة من عمره (أبو الحسن المستوفي، 632)، لم يحظ برضى شاهرخ، ولهذا السبب وبذريعة طلب العون من كريم خان الزندي أرسل نصر الله ميرزا في 1181ه‍ / 1767م إلى فارس لمحاربة أحمد شاه الدراني، وولى ابنه الأصغر نادر ميرزا أمور خراسان (اعتماد السلطنة، 2 / 631). 
وبعد مكوثه في شيراز فترة، عاد نصر الله ميرزا إلى خراسان، و بادر هذه المرة وبجهود أكبر إلى تهدئة الأوضاع في خراسان والقضاء على الخانات والحكام المحليين المتمردين (أبو الحسن گلستانه، 97-99؛ محمد تقي خان، 583-584). لكن قصر نظر شاهرخ وغطرسة رجال البلاد والخانات أدى إلى أن لايحقق هذا الرجل الشجاع الذي كان بإمكانه استعادة السلطة الضائعة من أيدي الأفشارية، نجاحاً في مهمته؛ فضلاً عن أن تصرفاته المشوبة بالغرور وأخطاءه أدت إلى تألم شاهرخ منه (ظ: اعتماد السلطنة، 2 / 312؛ القزويني، 156) وبناء على هذا، فقد جعل ابنه الثاني، نادر ميرزا وصياً له وولياً للعهد (محمد تقي خان، 585؛ اعتماد السلطنة، 2 / 633). وقد جعلت وفاة نصر الله ميرزا في 1200ه‍ / 1786م بشكل خاص (توحدي، 1 / 185-186)، نادر ميرزا حاكماً مطلقاً لمشهد. لكن الخلاف بينه وبين أمراء خراسان ظل قائماً وحتى 1210ه‍ عندما قاد آغا محمد خان جيشاً إلى خراسان، كان نادر ميرزا إلى جانب شاهرخ الهرم، يحكم مشهد على الدوام بحماية من الأفغان (ملكم، 2 / 439). 
وفي تلك الفترة، كان آغا محمدخان وبغية بسط نفوذه وهيمنته، يتطلع إلى خراسان. وفي تلك البلاد، كان يحكم هنا وهناك حكام عديدون وكانت مشهد ماتزال بيد شاهرخ وابنه نادر ميرزا. فمن جهة كان آغا محمد خان يريد الانتقام من الأفشارية بسبب قتلهم جده، فتح علي خان القاجاري، ومن جهة أخرى كان يحاول خلق بلد موحد والقضاء على الأفغان والأوزبك، كما أن مجوهرات نادر الموجودة لدى شاهرخ كانت تثير طمعه. فنظّم جيشاً وتوجه إلى خراسان. فسبقه شاهرخ وهرع لاستقبال آغا محمد خان، لكن نادر ميرزا وهو في مشهد طلب الإذن من آغا محمد خان وهرب مع أسرته إلى هراة (قاجار، الورقة 33 ألف -34 ألف)، وسقط شاهرخ أسيراً بيد الخان القاجاري وبدوره وبغية الحصول على تلك المجوهرات، ألحق آغا محمد خان الكثير من الأذى به وأخيراً استولى على جميع المجوهرات (سپهر، 1 / 80-81). وبعد 20 يوماً نُفي شاهرخ في الثلاثة وستين عاماً من عمره مع أسرته إلى مازندران، لكنه مات قبل الوصول إليها نتيجة التعذيب الذي كان قد مورس بحقه (الشيباني، 51؛ ملكم، 2 / 479). 
وكان آخر بقايا هذه السلالة والذي حكم بعد ذلك أيضاً لفترة هو نادر ميرزا الذي توجه على عهد فتح علي شاه بمساعدة محمود خان الأبدالي من هراة إلى مشهد وأعلن الولاء للشاه القاجاري وطالب بحكومة مشهد (قاجار، الورقة 64 ب؛ مروزي، الورقة 60)، فوافق الشاه على هذا الطلب. لكن يبدو أنه هب فيما بعد لمعارضة الدولة القاجارية. وقد شن فتح علي شاه عدة هجمات على مشهد إلى أن استولى عليها أخيراً في 1218ه‍ ، وبأمر منه جيء بنادر ميرزا إلى طهران، حيث قُتل بعد فترة (نوري، 95، 96، 186-187؛ مروزي، الورقة 130). وكانت وفاة نادر ميرزا نهاية الحكم الأفشاري في إيران. 

المصادر

أبوالحسن گلستانـه، مجمل التواريـخ، تق‍ : مدرس رضوي، طهران، 1324ش؛ أبوالحسن المستوفي، گلشن مراد، تق‍ : غلام رضا طباطبائي مجد، طهران، 1369ش؛ الإسترابادي، محمد مهدي، جهانگشاي نادري، تق‍ : عبد الله أنوار، طهران، 1314ش؛ م.ن، درۀ نادره، تق‍ : جعفر‌ شهيدي، طهران، 1341ش؛ اعتماد السلطنة، محمد حسن، مطلع الشمس، تق‍ : تيمور برهان ليمودهي، طهران، 1362-1363ش؛ بازن، نامه‌هاي طبيب نادرشاه ، تج‍ : علي أصغر حريري، طهران، 1340ش؛ پري، جان ر.، كريم خان زند، تج‍ : علي محمد ساكي، طهران، 1365ش؛ توحدي، كليم الله، حركت تاريخي كرد به خراسان در دفاع أز استقلال إيران، مشهد، 1371ش؛ تهراني، محمد شفيع، تاريخ نادر شاهي، تق‍ : رضا شعباني، طهران، 1349ش؛ سپهـر، محمد تقي، ناسخ التواريـخ، تق‍ : محمد‌ باقر بهبودي، طهران، 1344ش؛ شعباني، رضا، تاريخ اجتماعي إيران در عصر أفشاريه، طهران، 1365ش؛ الشيباني، إبراهيم، منتخب التواريخ، طهران، 1366ش؛ فسائي، حسن، فارس نامۀ ناصري، تق‍ : منصور رستگار فسائي، طهران، 1367ش؛ قاجار، محمود ميرزا، تاريخ صاحبقراني، النسخة المصورة الموجودة في مكتبة المركز؛ القزويني، أبوالحسن، فوايد الصفويه، تق‍ : مريم مير أحمدي، طهران، 1367ش؛ لوكهارت، لورنس، نادر شاه، ترجمة و اقتباس مشفق همداني، طهران، 1357ش؛ محمد تقي خان حكيم، گنج دانش (جغرافياي تاريخي شهرهاي إيران)، تق‍ : محمد‌‌علي صوتي وجمشيد كيان فر، طهران، 1366ش؛ محمد كاظم، عالم آراي نادري، تق‍ : محمد أمين رياحي، طهران، 1374ش؛ مرعشي، هاشم، زبور آل داود، مكرو فلم موجود في المكتبة المركزية لجامعـة طهران، رقـم 5870؛ المرعشي الصفـوي، محمـد خليل، مجمع التواريـخ، تق‍‌: عباس إقبال الآشتياني، طهران، 1362ش؛ مروزي، محمد صادق، تاريخ جهان آرا، النسخة المصورة الموجودة في المكتبة المركزية لجامعة طهران، رقم 4449؛ مستوفي، محمد حسن، زبدة التواريخ، تق‍ : بهروز گودرزي، طهران، 1375ش؛ مستوفي تبريزي، محمد رضا، زينت التواريخ، مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، رقم 258؛ ملكـم، جان، تاريـخ إيران، تج‍ : إسماعيـل حيرت، طهران، 1362ش؛ موسوي الأصفهاني، محمد صادق، تاريخ گيتي گشا، طهران، 1363ش؛ مينورسكـي. ف.، تاريخچـۀ نـادر شـاه، تج‍ : رشيـد ياسمـي، طهران، 1356ش؛ نـوري، محمد ‌تقي، أشرف التواريخ، تق‍ : سوسن‌ أصيلي، رسالة لنيل الماجستير مقدمة إلى كليـة علـم النفس والإعلام، طهران، 1374ش؛ هنوي، ج.، زندگي نادر شـاه، تج‍ : إسماعيـل دولتشاهي، طهـران، 1365ش ؛ وزيـري الكـرمـانـي ، أحمـد علي تاريخ كرمان، تق‍ : محمد إبراهيم باستاني پاريزي، طهران، 1352ش؛ وأيضاً:

Avery, P., «Nādir Shāh and the Afsharid Legacy», The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1991, vol. VII; Dubeux, M. L., La Perse, Paris, 1841.
هدى سيد حسين زاده / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: