الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / الأعرج /

فهرس الموضوعات

الأعرج


المؤلف :
تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/18 ۱۰:۴۸:۱۲ تاریخ تألیف المقالة

اَلْأَعْرَج، أبـو داود (أو أبـوحازم) عبدالرحمان بن هرمز (تـ 117ه‍ / 735م)، الشهير بابن هرمز، من تابعي المدينة. وكان مولى محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب (ابن سعد، 5 / 283؛ ابن حبان، 5 / 107). و قد احتمل الذهبي أن عمر الأعرج عند وفاته كان يزيد على 80 عاماً (ظ: سير...، 5 / 70؛ قا: الخطيب، 262) مما يبدو صحيحاً إذا أخذنا بنظر الاعتبار فترة حياة تلامذته وأساتذته. أما وفاته فقد ذكر البعض أيضاً أنها حدثت في 110، بينما رأى آخرون أنها حدثت في 119ه‍ (النووي، 1(1) / 306؛ ابن الجزري، 1 / 381).
احتل الأعرج موقعاً حساساً في تاريخ النحو العربي ومسيرة تطـوره. ويدور البحث حول أنه منـذ زمن أبي الأسود الدؤلـي (تـ أواخر القرن 1ه‍ / 7م) الذي رويت عنه أول الإشارات إلى علم النحو وإلى سيبويه (تـ 177ه‍ / 793م) الذي دوّن أكبر كتب النحو، أيّ الحوادث وقعت و من الذين كان لهم دور فيها، بحيث بلغ النحو هذه الدرجة من الكمال خلال تلك الفترة القصيرة؟ والروايات بهذا الشأن كثيرة جداً وأحياناً متناقضة. و قد فُصلت جميع هذه الروايات في مقالة أبي الأسود الدؤلي (ن.ع)، ويلاحظ في الرسم البياني الذي خصص لهذا الأمر في تلك المقالة أن الأعرج (ابن هرمز) ورد في طبقة أبي الأسود، أي أول علماء النحو. و مع ذلك فقلما تناولته الروايات. صحيح أنه عُدّ في رواية واحدة وبأسلوب غامض نسبياً «أول واضع للنحو» (السيرافي، 21-22؛ ابن النديم، 45)، إلا أن حشد الروايات الأخرى ظل صامتاً بحقه. والزبيدي (ص 11-12) هو الوحيد الذي وضعه إلى جانب أبي الأسود وابن عاصم وأضاف أن أبا الأسود له فضل التقدم. 
وهنا ربما أمكن التصور بأن الأعرج اكتسب الشهرة بوصفه نحويـاً لأنـه كان يعيش في المدينـة وكـان فارس الميـدان الوحيـد هناك. و إن ما يقصده ابن برهـان النحوي بـ «علماء نحو المدينة» في شرح اللمع عند الحديث عن طبقات النحويين المدنيين والبصريين والكوفيين هو هذا الأعرج نفسه (القفطي، 2 / 172). ولسنوات كان مالك بن أنس يختلف إلى الأعرج في المـدينـة ويكتسـب منـه الـعـلـم، وكـان هـذا العلـم ــ بحسـب روايـة ــ علم النحو الذي كان يتعلمه من الأعرج قبل نشره (م.ن، 2 / 172-173).
ويقوم أكثر شهرة الأعرج بعد النحو، على علم القراءة. فقد تعلم القراءة على أشخاص مثل ابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة (ظ: ابن الجزري، ن.ص)، ثم انبرى هو لتدريس هـذا العلم، و يُعـدّ أمثـالُ نافع ــ أحـد القـراء السبعـة ــ وكذلك أسيد بن أبي أسيد، من تلامذته (ن.ص؛ الذهبي، معرفة...، 1 / 63). و قد أورد السيوطي اسم الأعرج في عداد أئمة القراءة في مصر، على الرغم من أن إقامته لم تطُل في تلك البلاد (1 / 485). وبصورة عامة ينبغي لقراءة الأعرج أن تُعد بأنها منبعثة من مدرسة المدينة مما يمكن ملاحظته في الاختيارات الكثيرة التي خلّفها، كما أن قرب آرائه في اختياراته من أشخاص مثل أبي جعفر القارئ وشيبة بن نصاح، يدعم هذا القول. والجدير ذكره، أن بعض المصـادر أشـارت إلى أنـه كان من نسـاخ المصحف الشريـف (ظ: البسوي، 1 / 633؛ ابن حبان، ن.ص). 
وكـان للأعرج أيضاً باع في روايـة الحديث. و من مشايخـه ــ فضلاً عن أساتذته في القراءه ــ يمكن الإشارة إلى أمثال أبي سعيد الخدري وعبد الله بن مالك بن بحينة من الصحابة، وأبي سلمة بن عبد الرحمان وعبيد الله بن أبي رافع من التابعين. و من بين ذلك كانت أغلب رواياته عن أبي هريرة، بحيث أورد اسمه في عداد التلاميذ الرئيسين السبعة لأبي هريرة (مثلاً ظ: ابن عساكر، 10 / 237)، وذكر أن سند أبي الزناد عن الأعرج هو أصح سند روائي عن أبي هريرة (البلقيني، 86؛ ابن حجر، 6 / 290).
وكان للأعرج نفسه تلامذة ورواة للحديث عنه يمكن الإشارة من بينهم إلى ابن شهاب الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أبي كثير و محمد بن يحيى بن حبان وأبي الزناد وأبي الزبير وزيد بن أسلم وصالح بن كيسان وعبد الله بن لهيعة (ن.ص). و من الناحية الرجالية عُدّ بصورة عامة من الثقات (العجلي، 300؛ ابن سعد، 5 / 284؛ ابن أبي حاتم، 2(2) / 297) ويمكن العثور على رواياته في جميع كتب الصحاح. 
كما كان الأعرج على معرفة بالأخبار التاريخية، و قد أُثني في المصادر على معرفته بالأنساب وبشكل خاص أنساب قريش (ظ: السيرافي، ابن النديم، ن.صص). وتلاحظ من بين تلامذته أيضاً أسماء مؤرخين مثل موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق (ظ: ابن حجر، ن.ص)، وقد وردت له روايات تاريخية متناثرة في آثار مثل سيرة ابن إسحاق (مثلاً ص 281) وتاريخ الطبري (مثلاً 1 / 246، 286). ويلفت النظر من بينها وجود رواية خاصة بالأعرج حول نصب الحجر الأسود على يد عبد المطلب، حيث نبّهه الإمام الصادق (ع) إلى خطئه وذكر له أن النبي (ص) هو الذي نصب الحجر الأسود (ظ: ابن إسحاق، 108). 
وبعد أن أمضى الأعرج سنوات في اكتساب العلم، قصد الثغور أواخر عمره للجهاد، فذهب إلى الإسكندرية وأقام في رباط، لكنه وكما قال له معارفه أيضاً لم‌تكن لديه القدرة على أداء مهام كهذه بسبب كبر سنه، فتوفي هناك بعد فترة قصيرة (ابن سعد، 7 / 283-284؛ الذهبي، سير، 5 / 70؛ ابن عساكر، 10 / 238). 

المصادر

ابن أبي حاتم، عبدالرحمان، الجرح و التعديل، حيدرآباد الدكن،1372ه‍ / 1953م؛ ابن إسحاق، محمد، السير والمغازي، تق‍ : سهيل زكار، دمشق، 1398ه‍ / 1978م؛ ابـن الجـزري، محمـد، غايـة النهايـة، تق‍ : برجستراسـر، القاهـرة، 1351ه‍ / 1932م؛ ابن حبان، محمد، الثقات، حيدرآباد الدكن، 1399ه‍ / 1979م؛ ابن حجر العسقلاني، أحمد، تهذيب التهذيب، حيدرآباد الدكن، 1326ه‍ ؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر؛ ابن عساكر، علي، تاريخ مدينة دمشق، عمان، دار البشير؛ ابـن النديم، الفهرست؛ البسوي، يعقـوب، المعرفة والتاريخ، تق‍ : أكـرم ضياء العمري، بغداد، 1394ه‍ / 1974م؛ البلقيني، عمر، «محاسن الاصطلاح»، مع مقدمة ابن الصلاح، تق‍ : عائشة عبد الرحمان (بنت الشاطئ)، القاهرة، 1974م؛ الخطيب البغدادي، أحمد، السابق واللاحق، تق‍ : محمد بن مطر الزهراني، الرياض، 1402ه‍ / 1982م؛ الذهبي، محمد، سير أعلام النبلاء، تق‍ : شعيب الأرنؤوط وآخرون، بيروت، 1405ه‍ / 1985م؛ م.ن، معرفة القراء الكبار، تق‍ : محمد سيد جاد الحق، القاهرة، 1387ه‍ / 1967م؛ الزبيدي، محمد، طبقات النحويين واللغويين، القاهرة، 1392ه‍ / 1973م؛ السيرافي، الحسن، أخبار النحويين البصريين، تق‍ ‍: فريتس كرنكو، بيروت، 1936م؛ السيوطي، حسن المحاضرة، تق‍‌ : محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1387ه‍ / 1967م؛ الطبـري، تاريخ؛ العجلي، أحمد، تاريـخ الثقات، تق‍ : عبد المعطي قلعجي، بيروت، 1405ه‍ / 1984م؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تق‍ : محمد أبوالفضل إبراهيم، القاهرة، 1371ه‍ / 1952م؛ النووي، يحيى، تهذيب الأسماء واللغات، القاهرة، 1927م            

 جعفر شعار / م 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: