الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أطفیش /

فهرس الموضوعات

أطفیش


تاریخ آخر التحدیث : 1442/10/13 ۱۰:۰۹:۵۳ تاریخ تألیف المقالة

أَطَّفَيِّش، محمد بن يوسف بن عيسى الحفصي العدوي المصعبي، الملقب بقطب الأئمة (1236-22 ربيع الثاني 1332ه‍ / 1821-20 آذار 1914م)، فقيه إباضي مغربي. ولقب أطفيش، أو أَطفياش مستوح من تعبير بربري (عن سبب تسميته، ظ: الجيلالي، 4 / 454؛ عن الخلفية التاريخية للاسم، قا: السخاوي، 11 / 256).
ومسقط رأس محمد هو بلدة بني يسجن من وادي مزاب في جنوبي الجزائر (الجيلالي، ن.ص). وينتمي إلى أسرة من أهل العلم يصل نسبها إلى عمر بن حفص الهنتاني جدّ الأسرة الحفصية المالكية المذهب في تونس (نويهض، 190)، و من هنا جاء لقبه الحفصي؛ أما لقبه المصعبي (ظ: أطفيش، تيسير...، 15 / 430)، فيدل على صلته بأسرة بني مصعب الكبيرة من قبيلة زناتة البربرية في المغرب الأقصى (بهذا الشأن، ظ: «ذكر أسماء...»، 233؛ أيضاً ربشتوك، 194). 
لاتتوفـر لدينا معلومات دقيقة عـن مراحل دراسة أطفيـش، وقـد ورد الحديث في المصادر عن مهاراته العلمية أكثر من ذكـر دراساته وأساتذته. و قد أثنى في كتاباته فحسب على بعض مشايخه وذلك بالإشارة (مثلاً ظ: شرح لامية...، 1 / 10).
وأهم مصدر عن سيرة أطفيش هو المذكرات التي كتبها ابن أخيه أبو إسحاق إبراهيم بن أطفيش الذي خصص جانباً من كتابه الدعاية إلى سبيل المؤمنين للحديث عن هذا الموضوع. كما يجدر القول إن الزركلي حصل على شطر من معلوماته بهذا الشأن من إبراهيم أطفيش شفهياً (ظ: 7 / 157، الهامش). و قد عدّه جمع من الكتّاب الذين انبروا للكتابة عن سيرته، فقيهاً ومفسراً ومحدثاً ومتكلماً ومنطقياً وشاعراً، و حقاً أنه خلَّف أثراً في جميع العلوم المذكورة. ويمكن القول إنه وبعد أن تمرّس في علوم كاللغة والبيان والعروض والشعر وكذلك المنطق (الجيلالي، ن.ص؛ كحالة، 12 / 133)، ولدى توجهه لدراسة العلوم، اتخذ من الفقه والأصول شغله الشاغل، وإلى جانب هذين العلمين لم يغفل عن بقية العلوم كالتفسير والكلام والحديث (ن.صص). 
و قد انهمك لفترة في التدريس، و في قول، فإن الفقهاء والعلماء الإباضية للجيل الذي تلاه في منطقة مزاب كانوا بأسرهم يُعدّون من تلامذته (غواشن، 234). و من تلامذته الذين يتمتعون بشهرة أوسع نسبياً، ربما أمكن الإشارة إلى السياسي والمؤرخ، سليمان باشا الباروني (تـ 1359ه‍( )الجيلالي، 4 / 455). و من بين علماء عُمان الإباضية الذين استفادوا علمياً من أطفيش من بُعد، يمكن أن نذكر عيسى بن صالح الحارثي وراشد بن عزيز الخصيبي وابن شيخان الشاعر وسعيد بن خلفان الخليلي، وكان للأخير مراسلات أيضاً معه في الأمور الفقهية (الصليبي، 10). 
و لاشك في أن شطراً من صيت أطفيش يعود لدوره في القضايا السياسية والاجتماعية لبلاده. و قد كان له و هو الذي يعدّ من رجال الحركة السياسية ـ الاجتماعية في الجزائر، أثر كبير في تربية وهداية جيل من المصلحين (نويهض، غواشن، ن.صص). وفـي دراسة حياتـه الاجتماعيـة قيـل إنـه يقـدس وطنـه كدينـه و لم ‌يكن ليألو جهداً على هذا الطريق (الجيلالي، 4 / 454). 
وبصفته زعيماً دينياً في أوساط الإباضية الوهبية في المغرب، فقد كان أطفيش وإثر إقامة رابطة بين الحوزة الإباضية في المغرب وبقية الحوزات الإباضية من جهة، و في الحركات التمهيدية للتقريب بين المذاهب من جهة أخرى، يسعى إلى التعريف بالمذهب الإباضي لدى أصحاب بقية المذاهب بوصفه مذهباً مقبولاً. 
وبغية تحقيق وحدة بين الإباضيين، أقام أطفيش روابط قوية مع الإباضية في عمان مثل عبد الله بن حُمَيد السالمي، كما أقام علاقة وثيقة مع أتباع المذهب في عمان وكذلك في زنجبار (الجيلالي، ن.ص؛ للاطلاع على أمثلة عديدة، ظ: أطفيش، كشف...، 1 / 5، مخ‍ (، بحيث ألف أطفيش بعض آثاره إثر طلب من علماء المشارقة؛ وكمثال على ذلك ألف شرح العبيرية في وصف الجنة بطلب من الكاتب العماني، فيصل بن حمود العزاني (ظ: م.ن، الجُنة...، 2). و قد كان بإمكان سفره إلى مكة لأداء فريضة الحج والذي أُشير إليه مراراً في المصادر (ظ: م.ن، شرح النيل، 1 / 3، كشف، 1 / 3، مخ‍( أن يهيأ له فرصة للقاء أبناء مذهبه وبشكل عام علماء من بقية البلدان. 
وبينما كان أطفيش يدافع عن مذهبه بتأليفه الآثار المتنوعة، فقد سعى حثيثاً أيضاً إلى تعريف سائر المسلمين بالمذهب الإباضي؛ لهذا التقى ببعض شخصيات العالم الإسلامي ومنهم السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وخلق حركة أساسية في المجالات العلمية والثقافية والدينية في المغرب. وأحدث بشكل خاص تطوراً عميقاً في الحياة الاجتماعية لأهالي مدينة مزاب (الجيلالي، ن.ص؛ الباروني، 75؛ أيضاً GAL,S,II / 893). 
وطوال حياته، كان أهم ما يلفت النظر في شخصيته هو همته القعساء في الكتابة والتأليف، بحيث ذُكر أن مؤلفاته بلغت 300 مؤلف (ظ: الزركلي، 7 / 157). و قد سعى أطفيش في كتاباته إلى إظهار التأثير العملي للشريعة الإسلامية في الحياة الاجتماعية للإنسان (ظ: غواشن، 232). 

آثـاره

اشتملت مؤلفات أطفيش على تنوع كبير من حيث الموضوعات، وكانت كثيرة من حيث العدد. وآثاره التي نُشرت هي كما يلي: 1. إزالة الاعتراض عن محقّي آل إباض (عمان، 1982م)، كتبه دفاعاً عن المعتقدات الإباضية؛ 2. إطالة الأجور في فضائل الشهور. أشار الزركلي (ن.ص) إلى طبع هذا الكتاب وأنه في فضائل شهور السنة؛ 3. تحفة الحِب في الطب (عمان، 1405ه‍ / 1985م)؛ 4. ترتيب اللقط لأبي موسى، في الفقه، أشارت بعض المصادر إلى كونه مطبوعاً (الجيلالي، 4 / 455؛ الزركلي، ن.ص)؛ 5. ترتيب المدونة الكبرى، تأليف أبي غانم الخراساني (بيروت، 1394ه‍ / 1974م)؛ 6. تفقيه الغامر، في الفقه (الجزائر، 1319ه‍(؛ 7. تيسير التفسير، و هو تفسير كامل طبع للمرة الأولى في 6 مجلدات بالجزائر (1326ه‍(، ومرة أخرى في 15 مجلداً بعُمان (1409ه‍ / 1989م)؛ 8. جامع الشمل، مجموعة حديثية خُصص فصل في خاتمتها لذكر أنـواع الحديث (ط حجرية، القاهرة، 1304ه‍ ، أيضاً عمان، 1404ه‍ / 1984م)؛ 9. الجامع الصغير، في الفقه (3 مجلدات، عمان، 1406ه‍ / 1986م)؛ 10. الجُنَّة في وصف الجَنّة، وهو شرح على المنظومة العبيرية لمحمد بن إبراهيم الكندي في وصف الجنة (القاهرة، 1345ه‍ / 1926م، أيضاً عمان، 1405ه‍ / 1985م)؛ 11. جواب على العقبى (ط حجرية، تونس، 1323ه‍(؛ 12. ديوان شعر. طُبع طبعة حجرية في مصر ضمن مجموعة (ظ: مشار، 382)؛ 13. الذهب الخالص، في العلوم الدينية (القاهرة، 1343ه‍ / 1924م)؛ 14. رسالة الإمكان، في التاريخ، ورد ذكر في المصادر عن طبعها (ظ: الجيلالي، الزركلي، ن.صص)؛ 15. رسالة في بعض تواريخ أهل وادي مزاب (ط حجرية، القاهرة، 1326ه‍(؛16. الرسم في تعليم الخط، في قواعد الخط العربي (القاهرة، 1349ه‍(؛ 17. السيرة الجامعة، في السيرة النبوية وبشكل خاص معاجز النبي الأكرم (ص) (عمان، 1405ه‍ / 1985م)؛ 18. شامل الأصل والفرع، يتضمن موضوعات كثيرة في العلوم الدينية (مجلدان، القاهرة، 1348ه‍ ، أيضاً عمان، 1404ه‍ / 1984م)؛ 19. شرح أسماء الله الحسنى، الذي ذكر الجيلالي (ن.ص) أنه مطبوع؛ 20. شرح الدعائم لابن النظر، في الفقه (مجلدان، الجزائر، 1326ه‍(؛ 21. شرح رسالة التوحيد، و هو شرح على كتاب العقيدة لأبي حفص عمر بن جميع (الجزائر، 1326ه‍(؛ 22. شرح لامية الأفعال، شرح على المنظومة اللامية لابن مالك في علم الصرف، انتهى أطفيش من تأليفه سنة 1260ه‍ (4 مجلدات، عمان، 1407ه‍ / 1986م)؛ 23. شرح النيل في 10 مجلدات، و هو شرح على المتن الفقهي المهم النيل الذي ألفه عبد العزيز بن إبراهيـم الثمينـي (تـ 1223ه‍ (. ألفه أطفيش في صغر سنه (ظ: شرح النيل، 1 / 3؛ أيضاً الصليبي، 9-10)، طبع في القاهرة (1305-1343ه‍( و عمان (1406-1409ه‍ / 1986-1989م)؛ 24. الغسول في أسماء الرسول (ص)، أشار الجيلالي (ن.ص) إلى كونه مطبوعاً؛ 25. كشف الكرب، مجموعة تشتمل على رسائل أطفيش إلى أهل عمان (مجلدان، عمان، 1406ه‍ / 1986م)؛ 26. وفاء الضمانة بأداء الأمانة، يتضمن بحوثاً دينية متنوعة، بدأه بالحديث وأقسامه، ثم انبرى للخوض في شتى الموضوعات الدينية، ويقع في 82 باباً يشتمل كل باب على 40 حديثاً اتّباعاً لسنة كتابة أربعين حديثـاً (3 مجلدات، القاهرة، 1306-1326ه‍ ، أيضاً عمان، 1409ه‍ / 1988م)؛ 27. هميان الزاد إلى دار المعاد، تفسير كامل للقرآن الكريم في14 مجلداً (زنجبار، 1350ه‍(، ألّفه كما يقول الصليبي (ص 9) خلال سنيّ شبابه (عن بقية آثاره، ظ: الجيلالي، 4 / 454-455؛ نويهض، 191-192؛ الحارثي، 250، 278-280؛ أيضاً GAL,S، ن.ص).
واستناداً إلى المذكرات المكتوبة على المخطوطات، فإن مؤلفات أطفيش المتنوعة كانت تُستنسخ خلال حياته في بقية الحواضـر الإباضية مثل عمان، ويتم تداولها (مثلاً ظ: خاتمـة...، 3 / 258؛ أطفيش، كشف، 1 / 6-7). 
كانت لدى أطفيش مكتبة قيمة وفريدة تضم آثار المذهب الإباضي وبشكل خاص ما كان في بلاد المغرب، وتشتمل على عدد وافر من المخطوطات، و قد وَقَف مكتبته خلال حياته على العلماء والطلبة الإباضيين في بني يسجن. والجدير ذكره أن من بين هذه المجموعة توجد أيضاً نسخ من مؤلفاته ومخطوطاته بخط يده (ظ: فان إس، 25-27). 

المصادر

أطفيش، محمد، تيسير التفسير، عمان، 1409ه‍ / 1989م؛ م.ن، الجنة في وصف الجنة، عمان، 1405ه‍ / 1985م؛ م.ن، شرح لامية الأفعال، عمان، 1407ه‍ / 1986م؛ م.ن، شرح النيل، عمان، 1406-1409ه‍ / 1986-1989م؛ م.ن، كشف الكرب، عمان، 1406ه‍ / 1986م؛ الباروني، سليمان، مختصر تاريخ الإباضية، تونس، 1357ه‍ / 1938م؛ الجيلالي، عبدالرحمان، تاريخ الجزائر العام، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ الحارثي، سالم، العقود الفضية، عمان، 1403ه‍ / 1983م؛ خاتمة الجامع الصغير لأطفيش، عمان، 1406ه‍ / 1986م؛ «ذكر أسماء بعض شيوخ الوهبية»، مع ج 2 لكتاب السير للشماخي، تق‍ : أحمد بن سعود السيابي، عمان، 1407ه‍ / 1987م؛ الزركلي، الأعلام؛ السخاوي، محمد، الضوء اللامع، القاهرة، 1353ه‍ و ما بعدها؛ الصليبي، محمد علي، مقدمة كشف الكرب (ظ: هم‍ ، أطفيش)؛ كحالة، عمر، معجم المؤلفين،‌‌بيروت،‌1376ه‍ / 1957م؛ ‌مشار،‌‌‌خانبابا ، ‌فهرست‌‌كتابهاي‌چاپي‌عربـي، طهران، 1344ش؛ نويهض، عادل، معجم أعلام الجزائر، بيروت، 1971م؛ وأيضاً:

GAL,S; Goichon, A. M., «La Vie féminine au Mzab», Revue des Etudes Islamiques, 1930, vol. II; Rebstock, U., Die Ibāḍiten im Maġrib, Berlin, 1983; Van Ess, J., «Untersuchungen zu einigen ibāḍitischen Handschriften», ZDMG, 1976, vol. CXXVI.

حسين فرهنگ أنصاري / ه‍

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: