اصطفن الأنطاکي
cgietitle
1442/9/29 ۱۰:۰۵:۲۲
https://cgie.org.ir/ar/article/236341
1446/10/20 ۱۲:۴۷:۴۸
نشرت
8
إصْطِفَنُ الْأَنْطاكيّ، المترجم الپيزائي للآثار الطبية والفلسفية من العربية إلى اللاتينية في النصف الأول من القرن 6ه / 12م. و هو مترجم كامل الصناعة الطبية، أو الكتاب الملكي لعلي بن العباس المجوسي الأهوازي، وأول من انتبه إلى الانتحالات التي قام بها قسطنطين الأفريقي. و إن نسبته إلى أنطاكية إنما هي بسبب نشاطه في هذه المدينة. كما سُمي هذا المترجم في المصادر الغربية، القديمة منها والحديثة أحياناً باسم إستفان الپيزائي وإستفان الفيلسوف، أو إستفان طالب الفلسفة (نظراً لأحد مجالات نشاطه العلمي، وربما بسبب الخلط بينه وبين شخص آخر بهذا الاسم) (ظ: تتمة المقالة). واستناداً إلى ما أورده ماثيوس فراريوس في شرح الترجمة اللاتينية لكتاب الأغذية و الأدوية لإسحاق بن سليمان الإسرائيلي (ن.ع)، فإن إصطفن المولود في پيزا بإيطاليا ذهب إلى سورية وتعلم اللغة العربية هناك وترجم كامل الصناعة من العربية إلى اللاتينية. و قد ذكر إصطفن نفسه آنتيوخ (أنطاكية) وسنة 1127م ــ وبشكل خاص شهري نيسان وتشرين الثاني من تلك السنة ــ مراراً بوصفها مكان وزمان ترجمة الأجزاء المختلفة من هذا الكتاب (ظ: تالبوت، 38؛ شيپرغس، 36,50). و عد جاكار سنة ترجمة هذا الأثر هي إما 1127، أو 1154م، و مرجعه للتاريخ الثاني غير معلوم (ص 100). واحتمل كل من كامبل وشتاين ـ شنايدر أن تكون آنتيوخ هي نفسها آنتيكاريا التي في الأندلس، وعدّها كامبل مسقط رأس إصطفن. لكن ما يستفاد من بقية المصادر ينقض هذه الآراء، خاصة وأن شيپرغس وتالبوت دحضا بوضوح رأي شتاين شنايدر؛ ذلك أن إصطفن و في القاموس الذي ألحقه بالترجمة أشار إلى حصوله على تلك الموضوعات في سورية ودعا نفسه ابن شقيقة بطرك اللاتين في أنطاكية والذي كان يدعى برنارد. كما أن أنطاكية كانت آنذاك ضمن منطقة نفوذ پيزا، وكان فيها منذ 1108م على الأقل محلة يسكنها الپيزائيون (كامبل، 73-74؛ شيپرغس،50؛ تالبوت، 38-39). و يرى سارتون وأولمان أن إصطفن درس في سالرنو؛ وفضلاً عن ذلك، يشير أولمان إلى إقامته القصيرة في صقلية قبل ذهابه إلى أنطاكية (سارتون،II / 236 ؛ أولمان، «الطب الإسلامي»، 54). وقال إصطفن في ختام قاموسه الفني إن القراء إذا واجهوا صعوبة في فهم الكلمات العربية المترجمة إلى اللاتينية يمكنهم الرجوع إلى علماء صقلية و سالرنو ممن يعرفون اليونانية والعربية. و من جهة أخرى، فإن كثيراً من علماء مدرسة سالرنو ومنهم جُواني پلاتياريوس في پراكتيكا ومؤلف الرسالة السالرنوية «علاج المرض»، استفادا مراراً من ترجمة إصطفن. وفضلاً عن ذلك، فإن غانزينيتش عدّه تلميذ كوفو السالرنوي، وتابعه سارتون على ذلك. لكن تالبوت رأى أن أدلتـه غيـر كافية (سارتـون، II / 357 ؛ تالبـوت، ن.ص). و في النصف الثاني من القرن 11م اشتهرطبيبان سالرنويان يدعيان كوفو، أحدهما مؤلف «تشريح الخِنَّوص»، أو «تشريح» كوفو والآخر هو كوفو الذي كان كتاب «طريقة العلاج»، أو «رسالة كوفو في طريقة العلاج»، قبل هذا منسوباً إليه، لكن يبدو أن هذا الكتاب هو من تأليف أحد تلامذته (تالبوت، 39؛ سارتون، I / 770,II / 237). ولما كان هذا الأثر ينسب اليوم إلى إصطفن، فيبدو أن كوفو الأخير هذا كان أستاذه (مييلي، 225). و جدير بالذكر أن كامبل نسب كلا الأثرين إلى شخص واحد (ص 126).
1. ترجمة كامل الصناعة الطبية، أو الكتاب الملكي لعلي بن العباس المجوسي الأهوازي إلى اللاتينية في 521ه / 1127م تحت عنوان «التنظيم الملكي4». وكان قسطنطين الأفريقي قد ترجم في حوالـي نصف قرن قبل إصطفـن المقالـة الأولى من هذا الكتـاب ــ أي القسم النظري منه والذي عُرف لدى الأوروبيين باسم ثيوريكا ــ وأقسامـاً من المقالـة الثانية منـه ــ أي القسم العملي المسمى پراكتيكا ــ ونسبه لنفسه تحت عنوان پانتغني5. و من بعده قام كلٌّ من تلميذه الأثير وموضع ثقته يوهانس آفلاسيوس، أو ساراسنوس6 (1040 ـ بعد 1103م) (كانت ساراسن كلمة تطلق بادئ الأمر على العرب القاطنين في البوادي بين سورية وشبه الجزيرة العربية، ثم اتسع نطاقها فأطلقت على المسلمين بشكل عام)، أو يوحنا العرب، وروستيكوس الپيزائي بترجمة أقسام أخرى منه. يحتمل أن يكون هذا العمل قد أنجز في 1114م. ويبدو أن روستيكوس وعقب وفاة يوهانس أكمل ترجمته، أو هذبها (ظ: سارتون، I / 769-770,II / 65,134-135,236؛ شيپرغس، 18-19,37؛ عن كيفية هذه الترجمات والأقسام المترجمة، ظ: ن.د، الأهوازي). غير أن إصطفن الذي كان قد وجد الترجمة كثيرة النقص ومغشوشة و مخدوشة، أعاد ترجمة الكتاب من العربية إلى اللاتينية وسمى تلك الترجمة «التنظيم الملكي»، ولكي لايحصل خلط بين ترجمته والترجمة السابقة، فقد دوّن اسمه ومكان وزمان ترجمة ذلك الفصل في بداية كل فصل من فصول الكتاب العشرين (تالبوت، ن.ص؛ شيپرغس، 36,50). واتهم بصراحة قسطنطين بانتحال هذا الكتاب ونسبة ترجمته اللاتينية إلى نفسه (ظ: م.ن، 18-19,37؛ كامبل، 74؛ تالبوت، ن.ص؛ جاكار، 100؛ أيضاً ظ: شتاين شنايدر، «الترجمات...»، 77؛ دارمبرغ، 509). وإن هذا الاتهام وبرغم جهود أغلب الكتّاب الغربيين لإعادة الاعتبار لقسطنطين، يتطابق تماماً مع الواقع؛ ذلك أن قسطنطين حذف من هذا الكتاب ــ وبأسلوبه المألوف في انتحال آثار العصر الإسلامي ــ جميع الدلالات التي يمكن أن ترشد القارئ إلى المؤلف الحقيقي للكتاب، بل و حتى المصدر العربي له. وكمثال على ذلك، فإن الأهوازي أهدى في مقدمته، الكتاب إلى عضد الدولة الديلمي، بينما أهدى قسطنطين النص اللاتيني إلى دزيدريوس الأب الروحي لدير مونته كاسينو (ن.ص). وعند انتحاله أيضاً كتاب الحميات لإسحاق بن سليمان الإسرائيلي، تحدث قسطنطين عن كتاب پانتغني أيضاً بوصفه مؤلَّفه الآخر. وبالنتيجة وبعد معرفة المؤلف الحقيقي لكتاب الحميات، فإن أشخاصاً مثل تيرفلدر ودارمبرغ ــ غافلين عن أن قسطنطيـن هـو الـذي أضاف هـذه العبـارة للكتـاب ــ تصـوروه لإسحاق بن سليمان، ولذا فقد نسبوا إليه كتاب كامل الصناعة أيضاً، بل عدّوا إصطفن مسؤولاً عن نسبة هذا الكتاب بشكل مغلوط ــ بحسب زعمهم ــ إلى الأهوازي (تيرفلدر، 685-686؛ دارمبرغ، 507 ؛ أيضاً ظ: شتاين شنايدر، «قسطنطين...»، 357).ولما كان قسطنطين أول مترجم كبير للآثار العربية إلى اللاتينية، فإن أغلب الباحثين الغربيين، إما أنهم تساهلوا ببساطة في هذا الأمر (مثلاً تيرفلدر، مخ ؛ دارمبرغ، مخ ؛ پاغل، 736؛ ريشتر، 850؛ سارتون، مخ ؛ أولمان، «الطب في الإسلام»، 146)، أو حاولوا بشتى الطرق لتسويغ انتحالاته، وتبرأته منها. فمثلاً عدّ شيپرغس دافع إصطفن إلى اتهام قسطنطين هو المنافسة، واعتقد أنه لـم يكن يعلم بمواصلة عمـل قسطنطين علـى يـد آفـلاسيـوس (و روستيكوس)، ولذا عدّ نقده اللاذع بلامسوِّغ (ص 18,19,37؛ أيضاً ظ: سارتون، II / 236)؛ كما تحدث عن النص العربي لكامل الصناعة بوصفه المصدر المباشر لقسطنطين في كتابة پانتغني، ورأى أن السبب في وصفه بالانتحال هو عدم ذكره لهذا «المصدر المباشر»؛ برغم أنه يشير أيضاً إلى القبول الواسع للاتهام بالانتحال الذي وجهه إصطفن إلى قسطنطين (ص 19,35). وتحدث مييلي عن ترجمات قسطنطين (انتحالاته في الحقيقة) تحت عنوان «أشباه التفاسير القريبة جداً من المتن الأصلي»، ورأى أن هذه الآثار تشمل بعض المؤلفات العربية التي كان يقرأها في مدرسة «سيويتاس هيپوكراتيكا» على أساتذة تلك المدرسة. وخلافاً لشيپرغس و سارتون، فقد وصف ترجمة إصطفن بأنها حرفية (ص 221,225). كما أن تالبوت يعتقد هو أيضاً بأن ترجمة إصطفن حرفية جداً وتتابع النص كلمة بكلمة، بينما كانت ترجمة قسطنطين أكثر تحرراً و فهمها أيسر، وتقدم معنى أفضل. و قد أعطى قسطنطين الموضوع حقه بشكل جيد (ص 38)؛ و بطبيعة الحال، فإن هذا الكلام يتعارض مع ما قيل بصورة عامة عن أفضلية ترجمة إصطفن. و قد عبّر جاكار وميشو أيضاً عن نقد إصطفن الشديد لقسطنطين بتجنّي التاريخ عليه (جاكار، 100). ويُعدّ كامبل واحداً من القلة الذين وصفوا بشكل صريح قسطنطين غشاشاً ورأوا أن نسبة الكتاب الملكي خطأً إلى إسحاق ابـن سليمـان ناجمـة عـن انـتحـال قسطنطيـن لآثـار الاثنيـن (ص 73-74). و قـد أورد پـاغـل (ص 736-738) و دارمبرغ (ص 509-512) وشتاين شنايدر («قسطنطين»، 356-357) أقساماً متشابهة من الترجمتين المذكورتين إلى جانب بعضهما. طبعت ترجمة إصطفن اللاتينية لأول مرة في 1492م تحت عنوان «الكتاب الكامل في فن الطب الذي يقال له التنظيم الملكي...» في البندقية، ومرة أخرى في 1523م مع هوامش بقلم ميكائيل الكاپلّائي تحت عنوان «الكتاب الكامل الشامل لكل ما يُحتاج إليه في الطب...» في ليون (شتاين شنايدر، «الترجمات»، 77؛ كامبل، 75). 2. «المترادفات». وعد إصطفن في مقدمة ترجمة المقالة الثانية من الكتاب الملكي بأنه ولأجل معرفة الأدوية ذات الأسماء العربية بشكل أفضل، سيعدّ فهرستاً بالمترادفات العربية واللاتينية واليونانية للمصطلحات التي استخدمت في مفردات ديسقوريدس. و لم يضع لهذا الفهرست اسماً معيناً، لكن المؤلفين الذين أعقبوه أطلقوا على هذا الأثر «المترادفات» شأنه شأن غيره من الآثار الشبيهة به. ويتضمن هذا الفهرست الذي يشاهد في بعض مخطوطات هذا الأثر ثلاثة أعمدة (عربي ولاتيني ويوناني)؛ لكن الفهرست الذي ورد في النسخ المطبوعة، هو بحسب الترتيب الأبجدي، و قد أعدّه ميكائيل الكاپلائي (تالبوت، ن.ص؛ مييلي، 123,225؛ أولمان، «الطب في الإسلام»، 238؛ سارتون، ن.ص).3. «طريقة العلاج»، أو «فصول في طريقة العلاج». كان هذا الأثر ينسب فيما مضى إلى كوفو السالرنوي (يغلب على الظن أنه أستاذ إصطفن) وآركيماثايوس، لكن غانزينيتش رأى أنه لإصطفن. كما تابعه على ذلك سارتون ومييلي (تالبوت، 39؛ سارتون،II / 236-237؛ مييلي، ن.ص). طبع هذا الكتاب للمرة الأولى سنة 1532م، و من ثم في شتراسبورغ وفلورنسا ونورمبرغ (سارتون، II / 237). و نظراً بأن إصطفن عدّ ترجمة كامل الصناعة أول أثر له، و كان يروم إنتاج آثار أخرى، فإن البعض عدّه واحداً مع شخص يدعـى إستفانوس فيلوسوفـوس الذي ألـف ــ استناداً إلى مصادر عربية و يونانية ــ عدة كتب في الفلك. وبرغم أن المقارنة بين أسلوبي تأليف هذين المؤلِّفين و مفردات آثارهما، تجعل هذا الرأي يبدو محتملاً، لكن هذا الأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسة (تالبوت، 38). كما توجد مخطوطة من أواخر القرن 6ه / 12م تتضمن أثراً في الفلك يدعى «الكتاب المأموني» من تأليف إستفان المترجم، جرى فيها انتقاد ماكروبيوس (الفيلسوف الأفلاطوني المحدث والعالم اليوناني الأصل في القرن 5 م) بشدة وهذه الرسالة هي أقرب إلى التأليف منها إلى الترجمة، لكن التأثير اليوناني والعربي واضح فيها. وينبغي أن يكون إستفان هذا صقلياً، أو سريانياً فيما يحتمل. وبرغم كل ذلك، فإن القول إنه هو نفسه إصطفن الأنطاكي لم يثبت بشكل جازم (سارتون، II / / 236-237).
Campbell,D., Arabian Medicine, London, 1926; Daremberg,Ch., «Recherches sur un Ouvrage qui a pour titre Zad el-Moçafir…», Archives des missions scientifiques et littéraires, Paris, 1851,vol. II; Jacquart, D. and F. Micheau, La médecine arabe et l’occident médiéval, Paris, 1990; Mieli, A., La Science arabe, Leiden, 1966; Pagel, J., «Eine bisher unveröffentlichte lateinische Version der Chirurgie des Pantegni nach einer Handschrift der Königl. Bibliothek zu Berlin», Archiv für klinische Chirurgie, 1906, vol. LXXXI;Richter,P., «Über die spezielle Dermatologie des ʿAlī ibn al-ʿAbbās…», Archiv für Dermatologie und Syphilis, 1912, vol. CXIII; Sarton, G., Introduction to the History of Science, Baltimore, vol. I, 1927, vol. II, 1931; Schipperges, H., Die Assimilation der arabischen Medizin durch das lateinische Mittelalter, Wiesbaden, 1964; Steinschneider, M., «Constantinus Africanus und seine arabischen Quellen», Virchows Archiv, 1866, vol. XXXVII; id, Die europäischen Übersetzungen aus dem Arabischen bis Mitte des 17. Jahrhunderts, Graz, 1956; Talbot, Ch. H., «Stephen of Antioch», Dictionary of Scientific Biography, New York, 1976, vol.XIII; Thierfelder, J. G., «Beweis dass das Almaleki des Ali ben Abbas und das Pantechnum des Ishak ben Soleiman identisch und Letzterer der Wahre Verfasser des Werkes sei», Janus, 1846, vol. I; Ullmann, M., Islamic Medicine, Edinburgh, 1978; id, Die Medizin im Islam, Leiden / Köln, 1970.
يونس كرامتي / م
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode