الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أصحاب الایکة /

فهرس الموضوعات

أصحاب الایکة


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/28 ۱۰:۱۳:۱۳ تاریخ تألیف المقالة

أَصْحابُ الْأَيْكَة، اسم قوم ذكروا في القرآن الكريم لم‌يؤمنوا برسالة النبي المرسل إليهم شعيب (ع) و أصروا على ظلمهم. ورد ذكرهم 4 مرات في القرآن الكريم، في سور الحجر (15 / 78) و الشعراء (26 / 176) و ص (38 / 13) و ق (50 / 14)، إلى جانب أقوام مثل ثمود و قوم لوط و قوم تُبَّع. و في المصادر القصصية غالباً ما يرد ذكر هؤلاء القوم مع أصحاب مدين الذين بعث فيهم النبي شعيب (ع)، كما يدعم هذا الأمر رواية شهيرة عن ابن عباس؛ غير أن كثيراً من المفسرين، و منهم المفسرون من التابعين أمثال قتادة و عكرمة، يرجعون هذين الاسمين إلى أمتين اثنتين (ظ: الطبري، 1 / 327؛ المقدسي، 3 / 76؛ أيضاً للاطلاع على حديث نبوي، ظ: السيوطي، 5 / 91).
كان ضبط كلمة الأيكة موضع خلاف بين القراء و ذكرت لها معان مختلفة. و كان هناك اختلاف في وجهات النظر بين علماء القراءة في ضبط هذه الكلمة في سورتي الشعراء و ص، و ليس في سورتي الحجر و ق. فقد وردت الكلمة في قراءة قراء الحجاز و الشـام بشكل «أصحابُ لَيْكَةَ» مفتـوحة التاء و من غيـر همزة، و اعتبرت ليكة في التفسير اسم مدينة مُنعت من الصرف بسبب التأنيث و العَلَميّة (ظ: ابن مجاهد، 368؛ ابن زنجلة، 519؛ الطوسي، 8 / 57). أما قراء العراق فقد كانوا يقرأون الكلمة بشكل «الأيكة» في جميع الحالات (ابن مجاهد، 368، 473)، مما كان يتمتع بشهرة و قبول أكبر لدى المفسرين. و عُدّت كلمة الأيكة فيه بمعنـى الغيضـة و موضـع الأشـجـار الكثيفـة (جمعهـا الأيْك) (ظ: ن.صص؛ ابن اليزيدي، 284؛ الجوهري، 3 / 1574). و عدّ أبوعبيد البكري (1 / 215) الأيكة موضع قوم شعيب، لكن آخرين رأوا أن هؤلاء القوم كانوا يعبدون شجرة متشابكة الأغصان تدعى أيكة، و لذا فقد سُموا أصحاب الأيكة (مثلاً ظ: ابن زنجلة، 519-520؛ ابن كثير، 1 / 185).
و استناداً إلى ما ورد في سورة الشعراء (26 / 176-183) في وصف أصحاب الأيكة، فقد كان الفساد يعمّ المعاملات التجارية في أوساط هؤلاء القوم، و كان التطفيف في الكيل شائعاً بينهم. وكان النبي شعيب (ع) الذي بعث لهدايتهم يدعوهم إلى التقوى ويطلب إليهم أن يسلكوا طريق الصلاح في الكيل والميزان، ويخوّفهم من عواقب أعمالهم السيئة، لكن القوم أعرضوا عنه واتهموه بالكذب و ممارسة السحر. 
وردت قصة أصحاب الأيكة في الروايات بتفصيل أكبر، وقيل إن هؤلاء القوم كانوا يقطعون الطرق و يأخذون الأتاوى من الناس. و قال آخرون إن سكان المناطق الأخرى حين علموا بوجود النبي شعيب (ع) توجهوا نحو المدينة التي هو فيها للقائه، لكن أصحاب الأيكة قطعوا الطريق عليهم و وصفوا شعيباً (ع) بالمجنون (ظ: البلعمي 1 / 335؛ الثعلبي، 165). 
و عن عاقبة القوم ورد في الروايات أن شعيباً (ع) بذل جهوداً مضنية في محاولة هدايتهم، لكنهم لم‌يقبلوا طريق الفلاح وأصروا على باطلهم، فدعا شعيب عليهم، واستجاب الله دعاءه. و كما يقول المفسرون، فإن حديث القرآن الكريم عن «عذاب يوم الظلّة» (الشعراء / 26 / 189) يشير إلى عذاب أصحاب الأيكة (الثعلبي، ن.ص).
و استلهاماً من بعض الآيات القرآنية، قال المفسرون في وصف هذا العذاب الإلٰهي إن باباً من أبواب جهنم فتحت عليهم و هبت ريح عاتية وحارة، ولما لم‌يطيقوا شدة الحر بحثوا عن مكان يقيهم الحر اللاهب، لذا هربوا إلى الصحراء، فأرسل الله سحاباً، وظناً منهم أنهم عثروا على مكان آمن ومريح، استقر الناس في ظل ذلك السحاب. وخلال ذلك أنزل الله من هذا السحاب على أصحاب الأيكة ناراً و اهتزت الأرض، فأحاطت النار بهم جميعاً (ظ: الطبري، 1 / 327، 328؛ القمي، 2 / 125؛ ابن عساكر، 8 / 69). وأوردت الروايات أن البلاء كان قد عمّ أصحاب الأيكة 7 أيام متتالية (الطبرسي، 6 / 528؛ السيوطي، 5 / 92؛ ابن عساكر، ن.ص)، هلك فيه الجميع سوى شعيب و أتباعه. 
جدير بالذكر أن البعض اعتقدوا أن موضع هؤلاء القوم كان يمتد من ساحل البحر الأحمر إلى بلاد مدين (أبوعبيد، 1 / 126)، أو مكاناً كثيف الأشجار قرب مدينة مدين (ظ: المقريزي، 1 / 187). كما تلفت النظر رواية أخرى مفادها أن شعيباً (ع) و أنصاره لجأوا عند نزول البلاء إلى أيلة التي كانت غيضة قرب مدينة مدين (ن.ص). و تشير بعض الروايات أيضاً إلى أن موضع أصحاب الأيكة كان تبوك (الإصطخري، 20؛ أشكال...، 47؛ ياقوت، 1 / 421). 

المصادر

ابن زنجلة، عبدالرحمان، حجة القراءات، تق‍ : سعيد الأفغاني، بيروت، 1399ه‍ / 1979م؛ ابـن عساكر، علـي، تاريـخ مدينة دمشـق، عمان، دار البشيـر؛ ابن‌كثير، البداية؛ ابن مجاهد، أحمد، السبعة في القراءات، تق‍ : شوقي ضيف، القاهرة، 1972م؛ ابن اليزيدي، عبدالله، غريب القرآن، تق‍ : محمد سليم الحاج، بيروت، 1405ه‍ / 1985م؛ أبو عبيد البكري، عبد الله، معجم ما استعجم، تق‍ : مصطفى السقا، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ أشكال العالم، المنسوب إلى أبي القاسم الجيهاني، تج‍ : علي ابن عبد السلام الكاتب، تق‍ : فيروز منصوري، طهران،1368ش؛ الإصطخري، إبراهيم، المسالك و الممـالك، تق‍ : دي خـويـه، ليـدن، 1870م؛ البلعمـي، محمـد، تاريـخ، تق‍ : محمد تقي بهار، طهران،1353ش؛ الثعلبي، أحمد، قصص الأنبياء، بيروت، 1401ه‍ / 1981م؛ الجوهري، إسماعيل، الصحاح، تق‍ : أحمد عبد الغفور العطار، القاهرة، 1376ه‍ / 1956م؛ السيوطي، الدر المنثور، بيروت، 1403ه‍ / 1983م؛ الطبرسي، الفضل، مجمع البيان، تق‍ : هاشم الرسولي المحلاتي وفضل الله اليزدي الطباطبائـي، بيـروت، 1408ه‍ / 1988م؛ الطبـري، تاريـخ؛ الطـوسي، محمد، التبيـان، تق‍ : أحمد حبيب قصير العاملي، النجف، 1381ه‍ ؛ القرآن الكريم؛ القمي، علي، تفسير، تق‍ : طيب الموسوي الجزائري، النجف، 1387ه‍ ؛ المقدسي، مطهر، البدء والتاريخ، تق‍ : كلمان هوار، باريس، 1903م؛ المقريزي، أحمد، الخطط، بولاق، 1270ه‍ / 1853م؛ ياقوت، البلدان

    فرامرز حاج منوچهري / م
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: