أصحاب الاجماع

أَصْحابُ الْإجْماع، مصطلح في علم الرجال لدى الإمامية يطلق على فريق من الرواة في القرنين 2و3ه‍ / 8 و9م. وبحسب الرأي الشهير لدى الرجاليين، فإن السمة البارزة لهذا الفريق هي أن ما يكون إسناده من الأخبار إلى أصحاب الإجماع صحيحاً، يُحكم بصحته. 
و من الناحية التاريخية، فإن أساس ظهور هذا المصطلح يرجع إلى العقود التي تصل بين القرنين 3و4ه‍ ، و إلى تعابير الرجالي الإمامي الشهير أبي‌عمرو الكشي في مواضع من كتابه الرجال. وهو يقول في موضع: أجمعت العصابة (الإمامية) على تصديق فريق من أصحاب أبي‌جعفر (الباقر) (ع) و أبي‌عبدالله (الصادق) (ع) و اعترفوا بفقاهتهم و هم زرارة بن أعين و معروف بن خربوذ و بريد بن معاوية و أبوبصير الأسدي (و في رواية: أبوبصير المرادي) والفضيل بن يسار و محمد بن مسلم الطائفي (ص 238). و في موضع آخر و بعبارة شبيهة، أضاف إليهم ستة من أصحاب الإمام الصادق (ع) أيضاً و ذكر جميل بن دراج و عبدالله بن مسكان وعبدالله بن بكير و حماد بن عثمان و حماد بن عيسى وأبان بن عثمان (ص 375)، و أخيراً و في معرض حديثه عن أصحاب الإمامين الكاظم و الرضا (ع)، أضاف ستة آخرين هم: يونس بن عبد الرحمان و صفوان بن يحيى و محمد بن أبي‌عمير وعبدالله‌ بن المغيرة و الحسن بن محبوب و أحمد بن محمد بن أبي‌نصر البزنطي، إلى أولئك الرجال الذين أُجمع على تصديقهم (ص 556). و قد ذكَّرَ أن بعض الإمامية اقترحوا أشخاصاً مثل الحسن‌ بن علي بن فضال و فضالة بن أيوب و عثمان بن عيسى أيضاً بدلاً من الحسن بن محبوب (ن.ص). 
و ربما يكون قول للشيخ الطوسي في عدة الأصول (ص 63) إشارة إلى أصحاب الإجماع و ذلك حين يقول إن الإمامية يعملون بما رواه زرارة ومحمد بن مسلم و بريد و أبوبصير و الفضيل بن يسار و أمثالهم من أهل الحفظ و الضبط، و يفضّلونه على رواية من لاتبلغ صفاته مرتبة هؤلاء. 
و منذ القرن 6ه‍ و ما تلاه تبلور مفهوم و مصطلح أصحاب الإجماع بين علماء الرجال المسلمين، فأشار ابن شهر‌آشوب (4 / 211، 280) و العلامة الحلي (ص 21-22، مخ‍ ( و ابن داود الحلي (ص 11، 384، مخ‍ (، و من بعدهم الشهيد الأول (ظ: النوري، 3 / 759) و الشهيد الثاني (2 / 131) إلى أشكال هذا الإجماع.
و كان الشيخ البهائي (ص 269) قد اهتم كثيراً بأصحاب الإجماع و عدّ وجود حديث في أصل معروف‌ النسبة إلى أحد أصحاب الإجماع دليلاً على صحته. كما تناول الميرالداماد هذا الموضوع (ص 45- 48)، و عدّ أحاديث أصحاب الإجماع صحيحة حقاً، أو في حكم الصحيحة. و استناداً منه إلى استنباطه من عبارة الكشي يرى أن مراسيل هذا الفريق أيضاً في حكم الصحيح. 
و تدعيماً منهم لادعائهم بصحة جميع أحاديث الكتب الأربعة و بقية كتب الحديث المعتمدة لدى الشيعة، كان العلماء الأخباريون أمثال المولى محمد أمين الإسترابادي (ص 181-183) و الفيض الكاشاني ( الأصول...، 56-59، الوافي، 1 / 11، قا: 1 / 12) والحسين ابن شهاب‌الدين الكركي (ص 88-89) و الحر العاملي (30 / 224، 245)، يصرّون كثيراً على وجود هذا الإجماع و صحة أحاديث أصحابه، وفي الحقيقة، فإن اهتمام علماء القرون المتأخرة بهذا الموضوع ربما كان ناجماً بشكل أكبر عن اهتمام الأخباريين بهذه المسألة (أيضاً ظ: النوري، 3 / 758- 759). و من المتأخرين ألّف الشفتي بهذا الشأن رسالة مستقلة (ط 1314ه‍ ( )أيضاً لمعرفة نماذج، ظ: آقا بزرگ، 2 / 119-120، 4 / 57).

المصادر

آقا بزرگ، الذريعة؛ ابن داود الحلي، الحسن، الرجال، تق‍ : جلال‌الدين المحدث الأرموي، طهران، 1342ش؛ ابن شهرآشوب، محمد، مناقب آل أبي طالب، تق‍ : هاشم الرسولي المحلاتي، قم، مكتبة الطباطبائي؛ أمين الإسترابادي، محمد، الفوائد المدنية، تبريز، 1321ه‍ ؛ الحر العاملي، محمد، خاتمة تفصيل وسائل الشيعة، تق‍ : محمد رضا الحسيني الجلالي، قم، 1412ه‍ ؛ الشهيد الثاني، زين‌الدين، الروضة البهية، ط حجرية، طهران، 1310ه‍ ؛ الشيخ البهائي، محمد، «مشرق الشمسين»، مع الوجيز، ط حجرية، طهران، 1319ه‍ ؛ الطوسي، محمد، عدة الأصول، ط حجرية، طهران، 1314ه‍ ؛ العلامة الحلي، الحسن، رجال، تق‍ : محمد‌صادق بحر العلوم، النجف، 1381ه‍ / 1961م؛ الفيض الكاشاني، محسن، الأصول الأصيلة، تق‍ : جلال‌الدين المحدث الأرموي، طهران، 1349ش؛ م.ن، الوافي، ط حجرية، طهران، 1324ه‍ ؛ الكركي، الحسين، هداية الأبرار، بغداد، 1396ه‍ ؛ الكشي، محمد، معرفة الرجال، اختيار الطوسي، تق‍ : حسن المصطفوي، مشهد، 1348ش؛ الميرالداماد، محمد‌باقر، الرواشح السماوية، قم، 1405ه‍ ؛ النوري، حسين، مستدرك الوسائل، طهران، 1384ه‍.            

حسن أنصاري / ه‍.