الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أشهب /

فهرس الموضوعات

أشهب


تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/27 ۱۳:۳۳:۳۳ تاریخ تألیف المقالة

أَشْهَب،   أبوعمرو أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم العامري الجعدي (تـ رجب 204/كانون الثاني 820)، من مشاهير تلامذة مالك بن أنس المصريين. و قد ورد في المصادر أن أشهب كان لقبه، أما اسمه فهو مسكين (ابن عبدالبر، 51؛ القاضي عياض، 2/447). و نسبة العامري دالة على انتسابه إلى عامر بن صعصعة، و تعود نسبة الجعدي إلى رهط بني جعدة (السمعاني، 4/113). 
ذكرت سنتا 140، أو150ه‍ تاريخاً لولادته، و سنة 140ه‍ هي الأشهر (ظ: البسوي، 1/195؛ ابن عبدالبر، ن.ص؛ القاضي عياض، 2/452؛ ابن‌خلكان، 1/ 238). درس أشهب على مشاهير عديدين في المدينة و مصر (أبو ‌إسحاق، 128) يمكن أن نعتبر على رأسهم مالك بن أنس. و من بقية أساتذته يمكن أن نذكر: سفيان بن عيينة و الليث بن سعد و الفضيل بن عياض و ابن لهيعة وموسى‌بن معاوية الصمادحي و عبدالعزيز الدراوردي و يحيى بن أيوب المصري و سليمان بن بلال و سعد بن عبدالله المعافري (ابن أبي‌حاتم، 1(1)/342؛ القاضي عياض، ن.ص؛ المزي، 3/296). و بتلقيه العلم على شيوخ كهؤلاء، بلغ أشهب منزلة رفيعة في الفقه و الحديث؛ بحيث عدّه مؤلف العيون و الحدائق من كبار فقهاء المالكية (ص 361). و عرّف به ابن حبان على أنه من ثقات الرواة (8/136). و قد انبرى أشهب نفسه للتدريس في مصر بوصفه فقيهاً ومحدثاً بارزاً، و تلقّى العلم عليه تلامذة كثر يمكن أن نذكر من بينهم: محمد و عبدالرحمان ابنا عبدالله بن عبدالحكم و سحنون ابن سعيد، و عبدالملك بن حبيب و الحارث بن مسكين و يونس الصدفي و عيسى بن محمد بن النحاس و إسماعيل بن عمرو الغافقي و سليمان بن داود المهري (ظ: ابن أبي‌حاتم، ن.ص؛ ابن‌عبدالحكم، 2، مخ‍ ؛ الكندي، 346؛ القاضي عياض، 2/447؛ المزي، 3/296-297). 
انبرى أشهب إلى جانب ابن‌ القاسم و ابن وهب التلميذين الآخرين لمالك، لنشر مذهب أستاذه في مصر. و قد حدثت نقاشات أيضاً بين أشهب و ابن‌القاسم كان سببها على ما يبدو سماعهما المختلف من مالك. و استناداً إلى ما يلاحظ في المصادر الخاصـة بحياة أشهب، فإنـه كانت هنـاك منافسـة ــ غير حميمة وودّيّة ــ بينه و بين ابن‌ القاسم؛ فمثلاً و بموجب نقل عن القاضي عياض، فإن أشهب كان حاضراً في مجلس نقاش بين أسد بن الفرات (ن.ع) و ابن‌القاسم، و قد عارض ابن‌القاسم في بعض المسائل. كما ورد في موضع آخر أن ابن‌القاسم قدَّم رأي مالك في جواب على سؤال، فأعرض أشهب الذي كان حاضراً في المجلس عن جواب ابن‌ القاسم، و أنكر الكلام الذي نقله عن مالك (القاضي عياض، 2/450). كذلك قيل إن هذين الاثنين اختلفا على قول للأستاذ في مسألة، و كان كل واحد منهما يعدّ برواياته عن مالك، قول الآخر باطلاً، إلى أن وضع ابن وهب حداً لذلك الخلاف بقوله إن مالكاً كان له كلا القولين (م.ن، 2/446، للاطلاع على بعض الاختلافات، أيضاً ظ: 2/ 449؛ الونشريسي، 1/152). 
و عندما كان عبدالرحمان بن عبدالله العمري يتولى القضاء في مصر، كان أشهب يساعده في حلّ شتى المسائل (الكندي، 395؛ القاضي عياض، 2/ 448). كما تولّى الخراج في مصر لفترة (الذهبي، تاريخ...، 64)، و أصبح ــ استنـاداً إلى أبــي عبدالله القضاعـي ــ صاحب ثروة كبيرة (ابن‌خلكان، 1/ 238- 239). ويرى البعض أن السبب الرئيس في معارضة ابن‌القاسم لأشهب كان قبوله هذا المنصب (ظ: العيون...، 361-362). و مهما يكن و في مقام الحكم و المقارنة بين المكانتين الفقهيتين لأشهب وابن‌القاسم، قيلت آراء مختلفة: رأى البعض مثل محمد بن عبدالحكم أن أشهب أفقه من ابن القاسم (ظ: البيهقي، 2/356؛ الذهبي، سير...، 9/502-503)، و قدم البعض مثل محمد بن عمر بن لبابة رأياً معارضاً لذلك (ظ: ابن عبد البر، 52؛ الذهبي، ن.م، 9/501، أيضاً تاريخ، 66، الذي رأى أن أشهب أفضل من ابن ‌القاسم في الحديث فقط). و على أية حال، فإن من الجدير بالذكر أن الزعامة الفقهية لمصر إنما تحققت لأشهب بعد وفاة ابن‌القاسم (أبوإسحاق، 128). 
و مما يجدر ذكره أن الشافعي عندما دخل مصر، كانت لأشهب معه حوارات في شتى المسائل الفقهية، و إثر تلك الحوارات كان الشافعي يقول في حق أشهب إنه لم‌يرَ في مصر من هو أفقه منه (ابن عبدالبر، 112، 113، للاطلاع على العلاقة بين هذين الاثنين، أيضاً ظ: 52؛ البيهقي، 2/74؛ السمعاني، 4/113). و على أية حال، يبدو أن تأثر أشهب بهذه المجالس لم‌يكن قليلاً، و ربما لم‌يكن هذا الأمر دون علاقة لكون أشهب في بعض فتاويه قد أصبح إلى جانب ابن عبدالحكم ــ تلميذ الشافعي الأثير ــ في مواجهة بعض كبار المالكية (مثلاً ظ: ابن فرحون، درة...، 202). و بصورة عامة فإن أشهب الذي أصبح بدراسته الفقه على المدنيين و المصريين، في عداد أبرز فقهاء الطبقة المالكية الثالثة في مصر (ابن‌حبيب، 177؛ أبوإسحاق، ن.ص)، توفي إثر مرض بعد وفاة الشافعي بقليل (القاضي عياض، 2/452-453؛ ابن عبدالبر، 51-52)، و دفن في القرافة الصغرى بمصر (ظ: الهروي، 38؛ ياقوت، 4/555؛ أيضاً ابن‌خلكان، 1/ 238). 
و آراء أشهب الفقهية متناثرة في شتى المواضع من كتب الفقه المالكي، و في كثير من هذه الآراء كان يبين رأيه في مواجهة رأي مالك (مثلاً ظ: ابن‌فرحون، ن.م، 180، 207، 217). و بصورة عامة يمكن لأشهب أن يوضع بين المجتهدين المنتسبين، بكونه كان تابعاً لمالك في الأصول و الكليات؛ و استناداً إلى هذه الكليات كان ينبرى لاستنباط الأحكام في الفروع (ظ: أبوزهرة، 471). 
كما كان لأشهب آثار؛ فقد نسب إليه ابن عبدالبر كتاباً في الفقه كان سعيد بن حسان يرويه (ص 52)، و ما أكثر ما أشار إلى المؤلفات التي لخّصها عبدالله بن عبدالحكم تحت عنوان المختصر الكبير في الفقه (ظ: الفاسي، 2/483-484؛ GAS,I/467-468). كما أن القاضي عياض ذكر له كتابين أحدهما بعنوان الاختلاف في القسامة و الآخر كتاب في فضائل عمر بن عبد العزيز (2/ 449). كذلك كان أشهب أحد رواة موطأ مالك و ممن عُدَّت رواياته موثوقة (ظ: ابن عبدالبر، 52؛ للاطلاع على روايته للموطأ وسماعاته، ظ: ابن رشد، 1/433، مخ‍ ؛ عبدالباقي، «و»). و أخيراً تجدر الإشارة إلى أثر لمحمد بن عبدالحكم يحمل عنوان اختصار كتب أشهب، كان قد دوّن فيه مقتبسات من آثاره (ظ: ابن‌فرحون، الديباج...، 2/165؛ الداودي، 2/ 179).

المصادر

ابن أبي‌حاتم، عبدالرحمان، الجرح و التعديل، حيدرآباد الدكن، 1371ه‍/1952م؛ ابن‌حبان، محمد، الثقات، حيدر آباد الدكن، 1402ه‍/1982م؛ ابن‌حبيب، عبدالملك، التاريخ، تق‍ : خورخي أغوادي، مدريد، 1991م؛ ابن‌خلكان، وفيات؛ ابن رشد، محمد، البيان و التحصيل،تق‍ : محمد حجي، بيروت، 1408ه‍/ 1988م؛ ابن عبدالبر، يوسف، الانتقاء، بيروت، دارالكتب العلمية؛ ابن عبدالحكم، عبدالرحمان، فتوح مصر و أخبارها، بغداد، 1920م؛ ابن فرحون، إبراهيم، درة الغـوّاص، تق‍ : محمـد أبـو الأجفـان و عثمـان بطيخ ، بيـروت، 1406ه‍/1985م؛ م.ن، الديباج المذهب، تق‍ : محمد الأحمدي أبو النور، القاهرة، 1394ه‍/1974م؛ أبوإسحاق الشيـرازي، إبراهيم، طبقات الفقهاء، بغداد، 1356ه‍ ؛ أبوزهرة، محمد، مالك، حياتـه و عصره، القاهرة، 1952م؛ البسوي، يعقوب، المعرفة و التاريخ، تق‍ : أكرم ضياء العمري، بغداد، 1394ه‍/1974م؛ البيهقي، أحمد، مناقب الشافعي، تق‍ ‌: أحمد صقر، القاهرة، مكتبة دارالتراث؛ الداودي، محمد، طبقات المفسرين، بيروت، 1403ه‍/1983م؛ الذهبي، محمد، تاريخ الإسلام، السنوات 201-210ه‍ ، تق‍ : عمر عبدالسلام تدمري، بيروت، دار الكتاب العربي؛ م.ن، سير أعلام النبلاء، تق‍ : شعيب الأرنـؤوط و آخرون، بيروت،1406ه‍/1986م؛ السمعانـي، عبدالكريم، الأنسـاب، تق‍ : عبدالله عمر البارودي، بيروت، 1408ه‍/ 1988م؛ عبدالباقي، محمد فؤاد، مقدمة موطأ‌مالك، بيروت، 1406ه‍ ؛ العيون و الحدائق، تق‍ : دي خويه، ليدن، 1869م؛ الفاسي، محمد عابد، فهرس مخطوطات خزانة القرويين، الدار البيضاء، 1400ه‍/1980م؛ القاضي عياض، ترتيب المدارك، تق‍ : أحمد بكير محمود، طرابلس، 1387ه‍/1967م؛ الكندي، محمد، الولاة و القضاة، تق‍ : رفن كست، بيروت، 1908م؛ المزي، يوسف، تهذيب الكمال، تق‍ : بشار عواد معروف، بيروت، 1413ه‍/1992م؛ الهروي، علي، الإشارات إلى معرفة الزيارات، تق‍ : ج. سورديل و طومين، دمشق، 1952م؛ الونشريسي، أحمد، المعيار المعرب، بيروت، 1401ه‍/1981م؛ ياقوت، البلدان؛ و أيضاً:                         

GAS. 
فرامرز حاج منوچهري/ه‍
 

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: