الأشرف الچوباني
cgietitle
1442/9/26 ۱۳:۱۶:۰۱
https://cgie.org.ir/ar/article/236281
1446/10/21 ۰۷:۱۵:۱۴
نشرت
8
اَلْأَشْرَفُ الْچوبانيّ (مق 758ه / 1357م)، آخر أمراء السلالة الچوبانية، حكم سنة 744ه / 1343م بعد أخيه الشيخ حسن كوچك، لفترة في آذربايجان و أران و عراق العجم.كان الملك الأشرف الابن الثاني لتيمورتاش والي آسيا الصغرى و حفيد الأمير چوبان القائد الشهير لأبيسعيد بهادرخان (ن.ع) آخرَ الحكام المغول القديرين. و لما كان قد ورد ذكر الأشرف الصبي في بلاط أبيسعيد و سلطانية عقب مقتل تيمورتاش في مصر و الأمير چوبان في هراة بأمر من أبيسعيد (728ه(، فيستنبط من ذلك أنه أخذ إلى هناك بعد مقتل أبيه (ابنالبزاز، 348)، و هناك أصبح تحت رعاية عمته بغداد خاتون التي تزوجت بعد مقتل أبيه من أبي سعيد بهادرخان. و بعد وفاة أبيسعيد في 736ه و بدء السقوط المتسارع للدولة الإيلخانية في إيران، رفع أمراء الولايات راية العصيان، ومن ذلك تمرد الشيخ حسن كوچك بن تيمورتاش مع أشقائه سنة 739ه في قلعة قره حصار بآسيا الصغرى، على أمر أمير أرتنا (ن.ع) (الأهري، 164). وفي نفس هذه الفترة أشير إلى هيمنة الأشرف على جزء من آسيا الصغرى (عبدالرزاق، 140؛ قا: حافظ أبرو، 204-205؛ ميرخواند، 5 / 547)، و الذي هبّ فيما بعد مع جمع من الچوبانيين إلى مدّ يـد العون للشيخ حسن كوچك للسيطرة على آذربايجان (الأهري، 166؛ الشبانكارهإي، 312). ولهذا يبدو أن الأشرف كان قد قدم قبل فترة من هذه الحوادث وعقب وفاة أبيسعيد و مقتل عمته بغداد خاتون سنة 736ه بأمر من آرپاخان (ن.ع) خليفة أبيسعيد ــ فيمـا يحتمـل ــ إلى آسيا الصغرى و انضمّ إلى شقيقه الشيخ حسن. و مهما يكن، فإن الشيخ حسن كوچك عندما عيّن الأميرة المغولية ساتي بك (ابنة أولجايتو) حاكمة شكلياً، و استولى هو على آذربايجان و أران وعراق العجم، سعى الملك الأشرف جاهداً لتثبيت دعائم حكمه؛ بحيث كان له حضور في الهجوم على عراق العجم في مواجهة الشيخ حسن بزرگ الجلائري في 740ه و الذي انتهى بانتصار الچوبانيين. ثم اختير لحكم عراق العجم مع عمه سيورغان، من قِبل سليمانخان الذي كان الشيخ حسن قد اختاره للسلطنة بعد سقوط ساتي بك (عبدالرزاق، 155-156)؛ لكن عندما تمرّد سيورغان على الشيخحسن كوچك في 741ه و قام طغاي بتحريض تيموريي خراسان على مهاجمة عراق العجم، ذهب الأمير الأشرف لحرب الشيخ علي كاون شقيق طغاي تيمور وألحق به الهزيمة في أبهر (الأهري، 168؛ قا: حافظ أبرو، 210-211؛ عبدالرزاق، 172-173).و عقب استيلائه على عراق العجم، توجه الملك الأشرف لاحتلال أصفهان و فارس اللتين كانتا تحت سلطة ابن عمه پير حسين. فاستولى أولاً على أصفهان برفقة أبي إسحاق إينجو (ن.ع) نائب پير حسين فيها، ثم هاجم شيراز، فهرب پيرحسين أمامه والتجأ إلى الشيخ حسن كوچك، و أخيراً قُتل بأمر منه. لكن أبا إسحاق إينجو خدع الملك الأشرف و حرّض الشيرازيين ضده، فقُتل كثير من جنود الملك الأشرف الذي بادر إلى الفرار (م.ن، 176-179؛ معين الدين، 144-146؛ الكتبي، 21-23). و عقب ذلك شن هجوماً على نايين و نهب المدن التي كانت في طريقه إليها؛ لكن جيش شرفالدين مظفر حاكم نيسابور ألحق به الهزيمة في نايين، فهرب إلى السلطانية. و من جهة أخرى فإن ياغي باستي عم الملك الأشرف الذي كان قد أخفق في الاستيلاء على شيراز، انضم إلى الأشرف، و لما كانا خائفين من الشيخ حسن كوچك، لجأا إلى الشيخ حسن بزرگ الجلائري عدوّ الچوبانيين الذي كان آنذاك في كردستان، لكن الشيخ حسن كوچك أوحى أن هذين الاثنيـن كُلِّفا بقتل الشيخ حسن بزرگ، فخاف هذا من سماعه هذا الخبر وقرر قتل الملك الأشرف و ياغي باستي، لكنهما هربا إلى أبهر في 743ه ، و من هناك ذهبا إلى أصفهان. و بعد استيفائهما أموالاً جمة من الناس توجّها إلى فارس ليستوليا على شيراز بمعونة من مبارزالدين محمد (ظ: ن.د، آل مظفر)، حيث وجّه مبارزالدين جيشاً لنصرتهما، لكن هذين الاثنين لمّا علما وهما بالقرب من شيراز أن الشيخ حسن كوچك قُتل على يد زوجته (9 رجب 744)، عادا أدراجهما إلى تبريز (حافظ أبرو، 216-217؛ عبدالرزاق، 180-184؛ زينالدين، 27-29). و خلال تلك الفترة قام الأمير سيورغان أيضاً و الذي كان قد سجن قبل ذلك في قره حصار بآسيا الصغرى بأمر من الشيخ حسن كوچك، عقب تحرره من السجن، بالانضمام إلى الملك الأشرف وياغي باستي (حافظ أبرو، 222). و بعد مقتل الشيخ حسن اتفق الچوبانيون على تقسيم المناطق الخاضعة لحكمه بحيث أصبحت تبريز حتى السلطانية من نصيب سيورغان؛ و نخجوان حتى آسيا الصغرى من نصيب الملك الأشرف ؛ و جورجيا من نصيب ياغي باستي. لكن لميمضِ طويل وقت حتى قضى الملك الأشرف على منافسَيْه اللذين كانا يحظيان بشعبية أكبر في آذربايجان. و عيَّن شخصاً باسم أنوشيروان الذي لميكن نسبه معروفاً كثيراً، حاكماً، بينما تسلم هو مقاليد الأمور (الأهري، 170-172؛ حافظ أبرو، 222-225؛ ميرخواند، 5 / 558-560). و عقب ذلك و لأجل أن يوسع المناطق الخاضعة لحكم الچوبانيين، جهّز الملك الأشرف في 747ه جيشاً و توجه إلى بغداد لمواجهة ألدّ أعدائه الشيخ حسن بزرگ الجلائري، فهزمه في كردستان وعاد إلى تبريز (الأهري، 172-173)؛ لكن الجيش الذي أرسله في السنة التالية إلى بغداد بقيادة أخيه، هُزم هزيمة نكراء (م.ن، 173-174؛ حافظ أبرو، 226). و عقب هذا الإخفاق، هجم الملك الأشرف على أصفهان سنة 751ه / 1350م بجيش قوامه 50 ألف جندي، غير أن سكان المدينة ثبتوا في مواجهة حصاره الذي استمر شهراً و لميوافقوا، إلا على أن يجعلوا العُملة و الخطبة باسم أنوشيروان الملك الذي تحت وصايته (م.ن، 229؛ شپولر، 114). حكم الملك الأشرف بالحديد و النار لما يقرب من 14 سنة. ففي 748ه دمّر ولاية شروان و شماخي حتى حوالي جورجيا. وكان يقتل الأمراء و رؤساء الديوان لديه من غيرسبب و يصادر أموالهم. و في 749ه تمكن من إلقاء القبض بالخديعة على الأمير جداي حاكم جورجيا؛ و في 750ه اعتقل وزيره الخواجه عبدالحي (لمزيد من التفاصيل، ظ: حافظ أبرو، 227- 228، 230-231). و لقد كان نهماً لجمع الأموال إلى الحد الذي قيل معه إنه حيثما علم بوجود صاحب ثروة في بلاده، اختلق له جرماً و ألقى عليه القبض و صادر أمواله (م.ن، 227؛ للاطلاع على حكايات عن مظالم الملك الأشرف و نهمه لجمع المال، ظ: منتخب التواريخ...، 161؛ القاضي أحمد، 1 / 26-27). و برغم أنه كان في بدء أمره مريداً للشيخ صدرالدين جد الصفويين، لكنه قرّر قتله فيما بعد، مما اضطر الشيخ للهجرة إلى جيلان (ابن البزاز، 1070-1076؛ القاضي أحمد، 1 / 24-25). و قد أدت المظالم التي ارتكبها الملك الأشرف و الأوضاع المضطربة في آذربايجان و تمرد أمراء الولايات، وأحياناً الأوبئة العامة بأهل آذربايجان إلى أن يضيقوا ذرعاً بعيشهم حتى إن كثيرين من الأهالي و علماء الدين البارزين مثل الخواجه شيخ الكججي و القاضي محييالدين هاجروا عن وطنهم (حافظ أبرو، 232؛ القاضي أحمد، 1 / 27).كما أن التجار الإيرانيين الذين كانوا قد سافروا من تبريز إلى الشام و مصر، لميكونوا راغبين بالعودة إلى إيران بسبب انعدام الأمن في الطرق. و استناداً إلى المقريزي (2(3) / 863)، فإن الملك الأشـرف أرسـل فـي 753ه موفَداً إلـى الصالح صـلاحالديـن (حك 752-755ه( من المماليك البحرية بمصر، وحثّ السلطان على إقناع التجار بالعودة إلى إيران من خلال إرساله عهد أمان مكتوب لهم، لكنهم رفضوا، فلحق ضرر كبير بالتجارة القائمة آنذاك بين آذربايجان من جهة و مصر و الشام من جهة أخرى. كما أن التجار الجنوييـن و منذ عهـد الشيخ حسـن كوچـك ــ و بسبب الخسائر المالية ــ كانوا قد قاطعوا تماماً أسواق تبريز. و برغم أن الملك الأشرف ــ و بإرساله مبعوثاً إلى جنوى في 745ه / 1344م ــ كان قد تعهّد بأن يعوض التجار عن خسائرهم و شجعهم على التجارة مع آذربايجان، لكن جند الملك الأشرف و بعد توجه قوافل التجار الجنويين إلى تبريز، قتلوا بعض التجار و نهبوا بضائعهم (جوادي، 150-151).و عن عاقبة أمرالملك الأشرف قيل إن القاضي محييالدين البردعي بعد أن هرب من تبريز نتيجة ظلم الملك الأشرف إلى سراي عاصمة المخيم الذهبي، أو آلتين أردو (ن.ع) في سهل القبجـاق، تحـدث ــ فـي مجلس الوعـظ الذي كان يحضـره أيضاً جاني بك، خان المسلمين في المخيم الذهبي ــ عما يرتكبه الملك الأشرف من مظالم بشكل أبكى معه جميع الحاضرين (حافظ أبرو، 233). فاغتنم جاني بك بدوره الفرصة و قرر أن يحقق الأمنية القديمة لخانات المخيم الذهبي بالاستيلاء على آذربايجان، و قاد جيشـاً إليها في 758ه ، فهرب الملك الأشـرف الذي لميكـن يقوى على المقاومة، إلى مرند؛ و بينما نهب مرافقوه ــ و هو في الطريق ــ أمواله، اختبأ هو في بيت بمدينة خوي. لكن سرعان ما ألقي القبض عليه و نُقل إلى تبريز. و في البدء لميكن جانيبك راغباً في قتله، لكن الشيخ محييالدين و الأمير كاووس حاكم شروان الذي كان يضمر الحقد للأمير الچوباني (الأشرف)، أصرّا على قتله. و أخيراً تمّ قتله و عُلّق رأسه على باب مسجد المراغيين، وأظهر أهل تبريز البشر و السرور بقتله (م.ن، 234-235؛ عبدالرزاق، 1 / 290-292؛ أيضاً ظ: غروسيه، 465). و بقتل الملك الأشرف انتهى حكم الچوبانيين في آذربايجان وعراق العجم أيضاً. و أسند جانيبك حكم آذربايجان لابنه برديبك، و عاد هو إلى سراي. و قد أخذت ابنة الملك الأشرف وكـذلك ابنه تيمورتاش أسيرين إلى سراي، لكن تيمورتاش مالبث أن هرب بعد فترة. و بعد أن ظل مشرداً لفترة في بلاد خوارزم وأخلاط و شيراز، ذهب أخيراً إلى بغداد، حيث قُتل هناك على يد الشيخ أويس الجلائري (حافظ أبرو، 236؛ غني، 60؛ العزاوي، 2 / 96). و لاتتوفر لدينا معلومات دقيقة عن الملك أنوشيروان صنيعة الملك الأشرف. و يعود تاريخ آخر النقود الباقية من عهده إلى سنة 756ه / 1355م (لين پول، VI / 117). ويرى البعض أنه توفي تزامناً مع مقتل الملك الأشرف (خواندمير، 3 / 94).
ابن البـزاز، تـوكـل، صفـوة الصفـا، تق : غـلام رضـا طباطبائـيمـجـد، أردبيـل، 1373ش؛ الأهري، أبوبكر، تاريخ شيخ أويس، تق : فان ليوفن، لاهاي، 1373ه ؛ جوادي، حسن، «إيران أز ديدۀ سياحان أروپائي در دورۀ إيلخانان»، بررسيهاي تاريخي، 1351ش، س7، عد 5؛ حافظ أبرو، عبدالله، ذيل جامع التواريخ رشيدي، تق : خانبابـا بياني، طهـران، 1350ش؛ خواندميـر، غيـاث الديـن، حبيب السيـر، تق : محمد دبير سياقي، طهران، 1362ش؛ زين الدين بن حمد الله المستوفي، ذيل تاريخ گزيده، تق : إيرج أفشار، طهران، 1372ش؛ الشبانكارهإي، محمد، مجمع الأنساب، تق : هاشم محدث، طهران، 1363ش؛ عبدالرزاق السمرقندي، مطلع سعدين و مجمع بحرين، تق : عبدالحسين نوائي، طهران، 1353ش؛ العزاوي، عباس، تاريخ العراق بين احتلاليـن، بغـداد، 1354ه / 1936م؛ غني، قاسم، بحث در آثار و أفكار وأحوال حافظ، طهران، 1366ش؛ القاضي أحمد القمي، خلاصة التواريخ، تق : إحسـان إشراقـي، طهـران، 1359ش؛ الكتبـي، محمـود، تـاريــخ آل مظفــر، تق : عبدالحسين نوائي، طهران، 1335ش؛ معين الدين يزدي، مواهب إلٰهي، تق : سعيد نفيسي، طهران، 1326ش؛ المقريزي، أحمد، السلوك، تق : مصطفى زيادة، القاهرة، 1958م؛ منتخب التواريخ معيني، المنسوب إلى معين الدين نطنزي، تق : جان أوبن، طهران، 1336ش؛ ميرخواند، محمد، روضة الصفا، طهران، 1339ش؛ و أيضاً:
Grousset, R., L’Empire des steppes, Paris, 1948; Lane-Poole, S., The Coins of the Mongols in the British Museum, London,1881; Spuler, B., Die mongolen in Iran, Leiden, 1985.
أبوالفضل خطيبي / ه
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode