أشرس السلمي
cgietitle
1442/9/26 ۱۱:۰۰:۱۵
https://cgie.org.ir/ar/article/236269
1446/10/20 ۰۲:۰۸:۱۱
نشرت
8
أَشْرَسُ السُّلَميّ، ابن عبدالله، من بنيسليم و من مشاهير الولاة العرب في خراسان خلال العصر الأموي.عندما تولى هشام بن عبدالملك الخلافة، كانت الدولة الأموية تعمّها نزاعات و اضطرابات عدّة و بشكل خاص في خراسان التي كانت تُعدّ من الولايات المهمة، و كانت النزاعات القَبَلية بين العدنانيين و القحطانيين، و نشاط الدعاة العباسيين، و تحركات خوارج خراسان و ماوراءالنهر، أدت جميعها إلى عدم استقرار الأوضاع في هذه المنطقة. و كان أسد بن عبدالله القسري والي خراسان نفسه من أسباب اتساع نطاق الخلافات و الصراعات (مثلاً ظ: ابن الأثير، 5 / 142-143؛ العيون...، 89-90؛ اليعقوبي، 66؛ الطبري، 7 / 50-51؛ الخضري بك، 536). كما طلب هشام إلى شقيقه خالدبنعبدالله والي العراق أن يعزل أسداً و يعيّن أشرس حاكماً (109ه / 727م)، و أصدر أمراً إلى أشرس بأن يعمل بما يرتأيه خالد (الطبري، 7 / 51-52؛ البلاذري، فتوح...، 428، قا: أنساب...، 3 / 117). و لهذا عُدَّ نائباً عن خالد في خراسان. و يتضح من ترحيب أهل خراسان بأشرس مدى المظالم التي كان أسد بن عبدالله ينزلها بهم، و قد قيل إن الناس كانوا يظهرون السرور و تتعالى أصواتهم بالتكبير و يهنىٔ بعضهم بعضاً و ينظمون الأشعار في ذلك و يسبغون الألقاب على أشرس (الطبري، ن.ص؛ ابن الأثير، 5 / 143؛ ابن شاكر، 265). و في البدء قدم أشرس إلى خراسان بتواضع يبدو عجيباً جداً مقارنة بأعماله الظالمة و سوء خلقه الذي أبداه أيام حكمه. ذلك أنه انتهج في الحكـم أسلوباً لقّبه الناس في خراسان معه بـ «جغر» (= الوزغ)، و وصفوه بسوء الخلق و الضعف و الخيانة (الطبري، 7 / 53). و مهما يكن فقد عيّن أشرس حكام المدن و أرسلهم إليهـا، ونظم الشؤون الديوانية و القضائية بطريقته الخاصة. و قد أوجد لأول مرة في خراسان معسكرات حدودية، و وضع القيادة العامة لهذه المراكز بيد شخص واحد (م.ن، 7 / 52؛ ابن كثير، 9 / 259؛ أيضاً ظ: بارتولد، 309). و أثناء ذلك، أرسل أشرس إلى ماوراءالنهر بمجموعـة من الإيرانييـن و العرب ليدعـوا أهلهـا إلـى الإسـلام، و وعدهم بأنه سيضع الجزية عنهم. و لهذا فقد اعتنق كثيرون من أهل الذمة الإسلام في سمرقند، غير أن واحداً من دهاقين تلك الأصقاع الذي كان له منصب ديواني على مايبدو، كتب إلى أشرس يقول فيها إن انخفاض جباية الجزية يؤدي إلى قلة العائدات، و حثّه على التفكير باتخاذ إجراءات أخرى لأخذ الجزية (ابن الأثير، 5 / 147؛ البلاذري، فتوح، 429؛ بارتولد، ن.ص). و لذا كتب أشرس إلى عمال الخراج في شتى الأرجاء أن يأخذوا الجزية ممن اعتنقوا الإسلام حديثاً أيضاً. و قد أدى هذا الإجراء إلى ظهور معارضة شديدة من قبل السكان المحليين مدعومين بعدد من وجهاء العرب في خراسان و ماوراءالنهر. فانبرى أشرس بدوره لمجابهتهم و ألقى ببعض زعمائهم في السجن، و بادر إلى إيذاء وتعذيب الدهاقين و الزعماء المحليين (الطبري، 7 / 55-56؛ ابن الأثير، 5 / 148؛ البلاذري، ن.ص). و لذلك أعرض أهالي بلاد الصغد و بخارى عن اعتناق الإسلام و رفعوا راية العصيان. فأرسل أشرس جيشاً إلى مدينة آمل على الساحل الغربي من جيحون وحاصرها لعدة أشهر. فطلب المتمردون العون من خاقان الترك، فقدم الجيش التركي لحرب أشرس (الطبري، 7 / 56-57؛ ابنالأثير، 5 / 149؛ الخضريبك، ن.ص). و بعد جولات من المعارك و برغم أن عدداً من قادة جيش أشرس قُتلوا، لكن بيكند سقطت أخيراً، فتوجه أشرس نحو بخارى، و هناك قام جيش الخاقان بالتعاون مـع متمردي أفشنه و فرغانة و نسف وتاربنـد و جمع مـن أهل بخارى بمحاصــرة جيش أشرس فـي المدينـة. و خلال ذلك أرسل خاقان الترك وفوداً إلى معسكر المسلمين للتفـاوض و عقد الصلح، و كـان بينهم خسرو بنيزدجرد الثالث. و قد انتهت تلك المفاوضات إلى صلحٍ منح المسلمون بموجبه مدينة كمرجة للخاقان، و ذهبوا هم إلى سمرقند والدبوسية (الطبري، 7 / 57 ومابعدها؛ ابن الأثير، 5 / 151-154؛ الذهبي، 304-305؛ بارتولد، ن.ص). و في ذلك الحين (110ه( ارتدّ أهل كٌردر (من مدن ماوراءالنهر) أيضاً عن الإسلام بسبب ضغوط الضرائب و هبوا لحرب أشرس، لكنهم هزموا برغم عون الأتراك لهم، فانقادوا مرة أخرى لطاعته (الطبري، 7 / 66؛ ابن الأثير، 5 / 154). و خلال ذلك (سنة 111، أو 112ه( عُزل أشرس من حكم خراسان. و قد أورد الگرديزي (ص 115) أن مظالم أشرس التي كانت مدعاة لشكوى وجهاء عرب خراسان و سكان ماوراءالنهر لدى الخليفة هشام وبالتالي إلى تمردهم، هي التي أدت إلى عزله (أيضاً ظ: ميرخواند، 3 / 332).
ابن الأثير، الكامل؛ ابن شاكر الكتبي، محمد، عيون التواريخ، حوادث سنة 109ه ، مخطوطة مكتبة أحمد الثالث، إستانبول، رقم 2922؛ ابن كثير، البداية؛ بارتولد، ف. ، تركستان، تج : صلاح الدين عثمان هاشم، الكويت، 1401ه ؛ البلاذري، أحمـد، أنساب الأشراف، تق : عبدالعزيز الدوري، بيروت، 1398ه / 1978م؛ م.ن، فتوح البلـدان، تق : ديخويه، ليـدن، 1865م؛ الخضري بـك، محمـد، الدولـة الأمويـة، تق : محمد العثماني، بيروت، 1406ه / 1986م؛ الذهبي، محمد، تاريخ الإسلام، حوادث السنوات 101-120ه ، تق : عمر عبدالسلام تدمري، بيروت، 1410ه / 1990م؛ الطبري، تاريخ؛ العيون و الحدائق، القاهرة، 1871م؛ الگرديزي، عبدالحي، زينالأخبار، تق : عبدالحي حبيبي، طهران، 1347ش؛ ميرخواند، محمد، روضة الصفا، طهران، 1339ش؛ اليعقوبي، أحمد، البلدان، بيروت، 1408ه / 1988م. .
غلام رضا جمشيدنژاد أول / ه.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode