إسْماعيلُ‌صَفا (1284-1319ه‍/1867-1901م)، أديب و شاعر تركي. كان والده محمد بهجت (1244-1295ه‍/ 1828-1878م) شاعراً من أهالي طرابوزان و من كبار موظفي الدولة العثمانية في مكة المكرمة، و قد ولد إسماعيل أثناء مهمة أبيه في هذه المدينة (إينال، 1552، بانارلي، 997). أوردت بعض المصادر تاريخ ولادته في 1866م (ظ: ن.ص؛ جانب، 143).

أمضى إسماعيل أيام طفولته في مكة المكرمة و تعلم الفارسية و العربية على أبيه و انتقل مع أسرته بعد وفاة أبيه في 1295ه‍/ 1878م إلى إستانبول، حيث أقام فيها، و أنهى دراسته في «دار الشفقة» بها، ثم بدأ العمل في وزارة الأوقاف، و بعدها في وزارة البرق و البريد (كارا‌علي‌أوغلو، «تاريخ...»، II/603). وأخيراً انصرف في 1305ه‍/1888م إلى تدريس الأدب في المدرسة الملكية بعد استقالة المعلم ناجي (إينال، ن.ص)، و تولى فترة رئاسة تحرير مجلة «مرصاد» الأدبية، و إثر إصابته بمرض السل قصد جزيرة ميديلّي للعلاج، و عاد إلى إستانبول بعد تحسن صحته نسبياً، إلاّ أنه نفي إلى سيواس إثر نشاطاته السياسية ضد السلطان عبدالحميد الثاني، و توفي بعد سنة في منفاه (كارا علي‌أوغلو، ن.ص)، و دفن في مقبرة «غريبان» (الغرباء» (بروسه‌لي، 2/291).

كان إسماعيل ينظم الشعر منذ طفولته و له قريحة شعرية سلسة، و لهذا سمّاه المعلم ناجي «شاعر مادرزاد» (المولود شاعراً) (بانارلي، ن.ص). و كان في البداية ينظم بأسلوب أدب الدواوين و غالباً الغزل و القصيدة، لكنه بعد فترة اتجه نحو الأدب الحديث متأثراً بتوفيق فكرت (جانب، ن.ص). كان في مقطوعاته الغزلية الأولى متأثراً بأشعار المعلم ناجي، إلا أن أشعاره اكتسبت طابعاً جديداً إلى حدّما بعدما التحق بجماعة «ثروت فنون» الأدبية، وعلينا أن نعده في زمرة الشعراء الذين صبوا جل اهتمامهم على الأوزان و القوافي. كانت أبياته اللطيفة و المثيرة و المرهفة بالشعور و الأحاسيس موضع اهتمام الجميع (بانارلي، ن.ص). وقد أقام جسراً بين أدبي «فترة التنظيمات» و «ثروت فنون»، واستطاع بمواهبه الفنية أن يكسب أنصاراً بين هواة الشعر القديم و الشعر الحر في أيامه (كارا‌علي‌أوغلو، «معجم...»، 289).

و رغم تعاونه القصير مع جماعة «ثروت فنون»، إلا أنه لم‌يبق مقلداً لتوفيق فكرت كأغلب شعراء تلك الجماعة، ذلك لأنه كان يتمتع بشخصية أدبية مستقلة و يستلهم مضامين أشعاره من صلب حياة أبناء جلدته (كوپرولو، 59). كان شديد الاهتمام بمراعاة مبـادئ اللغـة و قواعدها في أشعـاره، وفياً في التزامـه بالأوزان و القوافـي العروضية (كارا‌علي‌أوغلـو، ن.ص)، و كانت الطبيعـة و الحب و الموت تشكل الأغراض الأصلية في شعره (كارا علي‌أوغلو، ن.ص). كان إسماعيل والد القصصي و المفكر التركي الشهير «پيامي صفا» (1896-1961م).

و أهـم آثاره : 1. سنوحات، و هـي قصيـدة طويلـة بأسلـوب الـ «تـرجـيـع بنـد» أي (قصيـدة ذات مقاطـع) (1307ه‍/1890م)؛ 2. خُـذمـا صفـا، يشكـل القسم الأول مـنـه أشعـار والـده، والقسم الثاني أشعاره (1308ه‍/1891م)؛ 3. مَنسيات، مجموعة شعـريـة (1314ه‍/1896م)؛ 4. «زيـارت زادگـاه پـدري» (زيارته لمسقط رأس والده) (1314ه‍/1896م)؛ 5. محاكمات أدبية، في النقد الأدبي (1331ه‍/1913م)؛ 6. حسيّات، مجموعة شعرية (1330ه‍/1912م)، وقـد طـبـعـت هـذه الآثـار فـي إستـانبـول.

المصادر

بروسه‌لي، محمد طاهر، عثمانلي مؤلفلري، إستانبول، 1333ه‍/1915م؛ كوپرولو، فؤاد، «الأدب التركي من القرن التاسع عشر حتى العصر الحاضر»، أدبيات نوين تركيه، تج‍ : يعقوب آژند، طهران، 1364ش؛ و أيضاً:

Banarlı, N. S., Türk edebiyâtı târihi, Istanbul, 1971; Canip, A., Türk edebiyatı antolojisi, Istanbul, 1931; İnal, M. K., Son asir Türk ṣairleri, Istanbul, 1970; Karaalioğlu, S.K., Türk edebiyatçılar sözlüğü, Istanbul, 1983; id, Türk edebiyâtı târihı, Istanbul, 1982.

جلال خسروشاهي/ت.