أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرِ بْنِ سِماك، أبويحيـى (تـ شعبان 20/تموز 641)، من كبار قبيلة الأوس، و من أصحاب النبي (ص) و أحد النقباء الاثني عشر في بيعة العقبة الثانية. ذكر أن كنيته أبو‌حضير و غير ذلك (ابن سعد، 3/603؛ ابن حبان، 13؛ ابن‌منجويه، 1/75؛ ابن القيسراني، 1/49؛ ابن عساكر، 3/12).

كان والده حضير الكتائب في العصر الجاهلي، رئيس قبيلة الأوس و قائدها في معركة بُعاث مع قبيلة الخزرج، و قد قتل في هذه المعركة (ابن سعد، 3/604). كان أسيد يعتبر من أشراف قومه و عقلائهم بعد أبيه في الجاهلية و الإسلام، و كان يجيد الكتابة ويجيد السباحة و الرماية. و لذلك، فقد كان يدعى «الكامل» كأبيه. و بعد سنتين من الهجرة، أسلم على يد مصعب بن عمير رسول النبي إلى المدينة (ن.ص). حضر بيعة العقبة الثانية، و بايع رسول الله (ص)، و أصبح نقيب قبيلته الأوس باعتباره أحد النقباء الاثني عشر (ابن هشام، 2/87- 88). و بعد الهجرة، آخى رسول الله (ص) بينه و بين زيد بن حارثة (ابن سعد، 3/605). ذكر البعض أن أسيداً لم‌يشهد غزوة بدر (ابن هشام، 2/ 98؛ الواقدي، 1/116؛ ابن‌سعد، ن.ص؛ قا: ابن حبان، ن.ص، الذي صرح بمشاركته في بدر)، و لكنه شهد الغزوات الأخرى و بعض السرايا. ذكر الواقدي (1/215، 240) أن رسول الله (ص) سلمه راية الأوس في غزوة أحد، و كان من بين الأشخاص الذين لم‌يتركوا النبي في هذه المعركة. و كان أيضاً يحمل في غزوة حنين و تبوك راية الأوس (م.ن، 3/895، 996). و قد علّم بأمر النبي في غزوة الطائف، إبراهيم بن جابر الذي كان قد التحق بالمسلمين و أُعتق، القرآن وأحكام الدين (م.ن، 3/932). كما كان في سرية أسامة بن زيد من جملة كبار الأصحاب الذين خضعوا لإمرته (ابن‌أبي الحديد، 6/52).

انضم أسيد بعد وفاة النبي إلى جانب المهاجرين في حادثة السقيفة (ابن هشام، 4/307) و كان حسب ادعاء الخزرجيين أول من بايع أبابكر من الأنصار (الزبير بن بكار، 578) و قد حرض لأوس على مبايعة أبي‌بكر (ابن‌أبي‌الحديد، 2/ 39) بسبب الحسد الذي كان يكنه لسعد‌بن عبادة زعيم قبيلة الخزرج (م.ن، 6/10). وخلال هذه الحادثة نفسها ذهب مع عمر إلى بيت فاطمة لأخذ البيعة من علي (ع). و قد كان لانحيازه للمهاجرين و مبايعته لأبي‌بكر أثر كبير في انتخابه للخلافة (م.ن، 6/11؛ ابن الأثير، 1/92).

لاتتوفر معلومات كثيرة عن مشاركة أسيد في الفتوح؛ و لكنه على ماذكر ابن عساكر (ن.ص)، كان حاضراً مع عمر في الجابية، و كذلك في فتح بيت المقدس. كما قيل إن عمراً ولاه محلة الأنصار (ن.ص).

نقل أسيد عن رسول الله (ص) بعض الروايات (ابن ماجة، 1/166). و روت عنه جماعة مثل عبدالرحمان بن أبي‌ليلى (أبوبشر الدولابي، 1/83)، و عائشة و ابن عمر (ابن‌أبي‌حاتم، 1(1)/310)، و أنس بن مالك و مكرمة بن خالد و زيد بن أسلم (الطبراني، 1/173-174، 177)، و أبي سعيد الخدري (الدارقطني، 2/555)، و محمد بن إبراهيم بن الحارث(البيهقي، 7/84)، وكعب‌بن مالك (ابن عساكر، ن.ص) و آخرين.

أشاد مؤرخو أهل السنة بعقل أسيد و رأيه، و ذكروا حسن صوته في قراءة القرآن (ابن عبدالبر، 1/93؛ ابن عساكر، 3/20-21) و نسبوا إليه بعض الكرامات (ابن سعد، 3/606؛ ابن المبارك، 280؛ الطبراني، 1/176؛ قا: الأميني، 11/107- 108). و لكن علماء الشيعة ذموه بسبب مخالفته لعلي (ع) في السقيفة و بسبب رواية تفيد بأنه كان من جملة الأشخاص الذين كانوا يريدون إحراق بيت فاطمة (ع) (أبو علي الحائري، 60؛ الخوئي، 3/212).

ذكر ابن سعد (ن.ص)، أن أسيداً توفي في شعبان 20ه‍، و قد صلى عمر عليه، و دفن في البقيع، و لكن خليفة بن الخياط ذكر أن سنة وفاته 21ه‍ (1/146).

المصادر

ابن أبي حاتم، عبدالرحمان، الجرح و التعديل، حيدرآباد الدكن، 1371ه‍/1952م: ابن أبي الحديد، عبدالحميد، شرح نهج البلاغة، تق‍ : محمد أبوالفضل إبراهيم، القاهرة، 1959-1962م: ابن الأثير، علي، أسد الغابة، القاهرة .1380ه‍؛ ابن‌حبان، محمد، مشاهير علماء الأمصار، القاهرة، 1379ه‍/ 1959م: ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر؛ ابن عبدالبر، يوسف، الاستيعاب، تق‍ : علي محمد البجاوي، القاهرة، 1380ه‍/1960م؛ ابن عساكر، علي، تاريخ مدينة دمشق، ط مصورة، عمان، دارالبشير؛ ابن القيسراني، محمد، الجمع بين كتابي أبي نصر الكلاباذي و أبي بكر الأصبهاني، حيدرآباد الدكن، 1323ه‍؛ ابن ماجة، محمد، سنن، تق‍ : محمد فؤاد عبدالباقي، بيروت، 1395ه‍/1975م؛ ابن المبارك، عبدالله، الزهد والرقائق، تق‍ : حبيب‌الرحمان الأعظمي، الهند، 1385ه‍/1966م؛ ابن منجويه، أحمد، رجال صحيح مسلم، تق‍ : عبدالله الليثي، بيروت، 1407ه‍/1987م؛ ابن هشام، عبدالملك، السيرة النبوية، تق‍ : مصطفى السقا و آخرون، القاهرة، 1355ه‍/1936م؛ أبوالبشر الدولابي، محمد، الكنى و الأسماء، حيدرآباد الدكن، 1322ه‍؛ أبو علي الحائري، محمد، منتهى المقال، طهران، 1300ه‍؛ الأميني، عبدالحسين، الغدير، بيروت، دارالكتاب العربي؛ البيهقي، أحمد، دلائل النبوة، تق‍ : عبدالمعطي قلعجي، بيروت، 1405ه‍/1985م؛ خليفة بن الخياط، تاريخ، تق‍ : سهيل زكار، دمشق، 1976م؛ الخوئي، أبوالقاسم، معجم رجال الحديث، بيروت، دار الزهراء؛ الدارقطني، علي، المؤتلف و المختلف، تق‍ : موفق بن عبدالله، بيروت، 1406ه‍/1986م؛ الزبير بن‌بكار، الأخبار الموفقيات، تق‍ : سامي مكي العاني، بغداد، 1972م؛ الطبراني، سليمان، المعجم الكبيـر، تق‍ : حمدي عبدالمجيد السلفي، بغداد، 1397ه‍؛ الواقدي، محمد، المغـازي، تق‍ : مارسدن جونس، لندن، 1966م.                   

علي بيات/خ.