إسْماعيلُ بْنُ‌خَلَف، أبوطاهر إسماعيل بن‌خلف‌بن‌سعيد‌ بـن عمران الأنصـاري السَرَقُسْطـي الأنـدلسي (تــ 455ه‍/ 1063م) المقرئ و الأديب و العالم المالكي المصري. ذكر أيضاً أن كنيته أبوالطيب (الذهبي، 1/341). و يبدو استناداً إلى نسبته إلى سَرَقُسْطة و الأندلس أن أصله ينحدر من تلك المنطقة (زاهد، 5). و من المحتمل أنه أمضى فترة من حياته في صقلية؛ فبعض المصادر (ياقوت، 6/165؛ الصفدي، 9/116) ذكرته بنسبة الصقلي أيضاً. و على أي حال، فقد سكن إسماعيل مصر و لذلك ذكرته المصادر بالمصري أيضاً (ابن بشكوال، 1/106؛ ابن‌الجزري، غاية...، 1/164).

عكف إسماعيل في مصر على دراسة علوم الأدب و القرآن، وكان أهم أساتذته أبا الحسن علي بن إبراهيم الحوفي، النحوي المصري (ت‍ـ 430ه‍). حيث كان إسماعيل قد لقب بـ‍ «صاحب الحوفي» بسبب ملازمته له (ظ: ياقوت، 6/165-166؛ الصفدي، ن.ص). و من أساتذته الآخرين عبدالجبار بن أحمد الطرسوسي (تـ‍ 420ه‍(، شيخ قراء مصر آنذاك، حيث تعلم إسماعيل منه القراءات المختلفة و نقل عنه كثيراً (ظ: ابن بشكوال، ن.ص).

و من حيث المستوى العلمي، كان إسماعيل على قول ابن‌خلكان الذي قدم شرحاً أكثر دقة نسبياً عن أحواله (1/233)، من أصحاب الرأي البارزين في عصره في القراءات و فنون الأدب (أيضاً ظ: الذهبي، ابن الجزري، ن.صص).

كان إسماعيل منشغلاً في الإقراء في مجالس مصر العلمية، وخاصة في جامع عمرو بن العاص (ابن الجزري، ن.ص) وكان فضلاً عن ذلك يدرّس في فنون الأدب (الذهبي، ن.ص). كما كانت له يد في موضوعات إعراب القرآن و الشعر (ظ: قسم الآثار). و من بين التلاميذ و الرواة الذين أخذوا عنه: أبوالحسين يحيى بن علي الخشاب (ت‍ـ 504ه‍( الذي كان من مقرئي مصر المعروفين (ظ: ابن الجزري، ن.م، 2/375) الذي انتشرت عن طريقه طرق إسماعيل في القراءة (ن.م، 1/164)، وجعفر‌بن‌إسماعيل ابنه الذي تعلم القراءة من أبيه عن طريق السماع والتلاوة، و روى عنه (الذهبي، ن.ص؛ ابن الجزري ن.م، 1/191) وجماهر بن‌عبدالرحمان الطليطلي، الفقيه و المحدث الذي استمع إلى بعض من روايات إسماعيل في 453ه‍ (ابن بشكوال، ن.ص).

توفي إسماعيل على ماذكرت معظم المصادر في محرم 455/كانون الثاني 1063 في مصر، و لكن ياقوت (6/167) ذكر أن وفاته كانت بعد 510ه‍ و هو غير صحيح (ظ: الصفدي، ن.ص).

آثـاره

كان لإسماعيل بن خلف تأليفات كثيرة معظمها في علوم القرآن و خاصة في علم القراءة. و هي:

ألف ـ المطبوعة

المؤلف الوحيد الذي طبع لإسماعيل، العنوان في القراءات السبع الذي طبع بتحقيق زهير زاهد و خليل عطية في بيروت (1406ه‍/1986م). و هذا الكتاب هو في الحقيقة مختصر لكتاب آخر له باسم الاكتفاء في القراءات، حيث دون فيه المؤلف الاختلافات بين القراءات السبع بشكل موجز (ظ: ص 39). و قد شاع هذا الكتاب إلى درجة أن المصادر ذكرت إسماعيل أحياناً باسم صاحب العنوان، أو مؤلف العنوان (ظ: ابن الجزري، ن.م، 1/191، 357، 2/375). كان العنوان من النصوص الرئيسة والمتداولة في القراءات (ابن خلكان، ن.ص). و كان أهل مصر يهتمون به كثيراً على مايقول القسطلاني (1/ 89)، حتى إن طلاب القراءة كانوا يكلفون على حفظ العنوان قبل ظهور حرز الأماني للشاطبي ( الشاطبية). و قد اعتبر ابن الجزري في النشر (1/64-65) هذا الكتاب من مصادره الأساسية بعد الشاطبية، و ذكّر بطرقه الروائية إليه. و قد ذكر المؤلف في العنوان أولاً، حسب الأسلوب المتبع، «الأصول» أي القواعد العامة في قراءة كل من القراء في المسائل المتعلقة بالمد و القصر و الهمزة و الإدغام والإمالة، و ما إلى ذلك، ثم تناول بشكل مفصل اختلاف القراء حسب ترتيب السور في كل واحد من «الحروف»، أى المواضع والكلمات القرآنية.

كتبت على كتاب العنوان شروح أيضاً منها شرح لرشيدالدين عبد الظاهـر بـن نشـوان (تـ‍ 649ه‍) (ظ: م.ن، غاية، 1/391-392). وقد تبقت من هذا الشرح الذي كان على عدة أجزاء، مخطوطات عديدة (ظ: پرتسل، GAL,I/518;GAL,S,I/721;27-28). كما تطرق ابن‌الجزري في رسالة بعنوان تحفة الإخوان إلى الاختلافات بين نصين معروفين للغاية: العنوان و الشاطبية (عن مخطوطته، ظ: پرتسل، 27؛ للمقارنة بين مندرجات العنوان و التيسير لأبي عمر‌و الداني، ظ: زاهد، 12-13).

ب ـ المخطوطة

1. إعراب القراءات (ياقوت، 6/166) أو إعراب القرآن (السيوطي، 1/ 448، نقلاً عن ياقوت) في 9 أجزاء. توجد مخطوطة لمجلدين منه في مكتبة الزيتونة بتونس، ومخطوطة من القسم الثاني منه في الإسكندرية (ظ: زاهد، 8؛ GAL,S، ن.ص). و مما يستحق التأمل هو الارتباط بين هذا الكتاب و كتاب مختصر كتاب الحجة في تلخيص كتاب الحجة لأبي علي الفارسي الذي ذكره ابن خلكان في عداد آثار إسماعيل (1/233) و يضم موضوعاً مشابهاً. 2. الاكتفاء في القراءات (ياقوت، ن.ص) و هو تأليف مفصل في القراءات السبع، حيث ذكر المؤلف بالتفصيل فيه الأسانيد و الروايات (ظ: إسماعيل، 39-40). توجد مخطوطة منه في مكتبة نور عثمانية في تركيا (پرتسل، 26-27). 3. مختصر ما رسم في القرآن الشريف، و قد دل بروكلمان على مخطوطة منه في دارالكتب المصرية (GAL,S، ن.ص).

و فضلاً عما ذكر، فإن من بين آثار إسماعيل ديوان شعر كان يرويه أحمد ابن محمد السلفي عن طريق جعفر بن إسماعيل (ابن‌خير، 417؛ ابن الجزري، ن.م، 1/191) و قد كان يضم قصائد كان يتم تبادلها كمعارضة شعرية بين إسماعيل و الأديب الأندلسي المعاصرلـه، ابن مغلس القيـسي (تـ‍ 427ه‍) (ابن‌خلكان، 3/194). و يبدو أن ماذكره ياقوت (ن.ص). بعنوان العيون في عداد آثار إسماعيل، لم‌يكن سوى كتابه العنوان (ظ: زاهد، أيضاً GAL، ن.صص).

المصادر

ابن بشكوال، خلف، الصلة، تق‍ ‍‌: عزت العطار الحسيني، القاهرة، 1374ه‍/1955م؛ ابن الجزري، محمد، غاية النهاية، تق‍ : برجستراسر، القاهرة، 1351ه‍/‍1932م؛ م.ن، النشر، تق‍ : علي محمد الضياع، القاهرة، مكتبة مصطفى محمد؛ ابن‌خلكان، وفيات؛ ابن خير الإشبيلي، محمد، فهرسة، تق‍‌: فرانسشكه قداره، بغداد، 1382ه‍/1963م؛ إسماعيل بن خلف، العنوان، تق‍ : زهير زاهد و خليل العطية، بيروت، 1406ه‍/‍1986م؛ الذهبي، محمد، معرفة القراء الكبار، تق‍ : محمد سيد جاد الحق، القاهرة، 1387ه‍/1967م؛ زاهد، زهير و خليل العطية، مقدمة العنوان (ظ: هم‍، إسماعيل بن‌خلف)؛ السيوطي، بغية الوعاة، تق‍ : محمد أبوالفضل إبراهيم، القاهرة، 1384ه‍؛ الصفدي، خليل، الوافي بالوفيات، تق‍ : فان إس، بيروت، 1393ه‍/1973م؛ القسطلاني، أحمد، لطائف الإشارات، تق‍ : عامر السيد عثمان و عبدالصبور شاهين، القاهرة، 1392ه‍/1972م؛ ياقوت، الأدباء؛ و أيضاً:

GAL; GAL,S; Pretzl, O., «Die Wissenschaft der Koranlesung», Islamica, 1934, vol. VI.

أحمد زرنگار/خ.