الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / إسماعیل بن نوح /

فهرس الموضوعات

إسماعیل بن نوح

إسماعیل بن نوح

تاریخ آخر التحدیث : 1442/9/20 ۲۲:۳۹:۳۶ تاریخ تألیف المقالة

إسْماعيلُ بْنُ نوح، أبو إبراهيم المنتصر (مق‍ 395ه‍/1005م)، آخر الأمراء السامانيين. 

انقرض حكم السامانيين في أواخر القرن 4ه‍/10م بسبب هجوم القوتين الحديثتين: فمن جهة عزل محمود بن سبكتكين المناطق في حرب محمود في 389ه‍، مع عبدالملك بن نوح الساماني. وقد الجنوبية من جيحون بشكل كامل عن رقعة حكم هذه الدولة و من

جهة أخرى فقد أطاح الإيلكخانيون (القراخانيون، آل أفراسياب) الذين قدموا من سهول آسيا الوسطى، أخيراً بالسامانيين و سيطروا على مناطق الجانب الآخر من نهر جيحون. و دخل إيلك الخان نصر حاكم هذه الأسرة المعروف في ذي القعدة 389/تشرين الأول 999 بخارى و أسر الأمير عبدالملك بن نوح و أخاه إسماعيل وباقي السامانيين، و سجنهم في أوزكند، و لكن إسماعيل هرب إلى بخارى (العتبي، 184-185؛ البيهقي، 119؛ ابن الأثير، 9/ 149) وعندما لم‌يتمكن من جمع أعوان، ذهب إلى خوارزم سراً، و انضم إليه بقية الجنود السامانيين و رجال الحكم و خاصة أرسلان بالو، و على الأرجح بمساعدة خوارزمشاه أبي الحسن علي. فخرج أرسلان بجيش إلى بخارى و أسر جعفر تكين ــ الذي كان يحكم هذه المدينة من قبل إيلك الخـان ــ و 17 من أمرائه المعروفين وطارد بقاياهم الذين كانوا قد هربوا أمامه، و هزم أيضاً تكين خان صاحب شرطة سمرقند (العتبي، 185-186؛ ابن الأثير، 9/156؛ أيضاً ظ: بارتولد، 1/572).

و استناداً إلى رواية العتبي (ص 186)، فقد دخل إسماعيل بخارى منتصراً و احتفى أهالي المدينة بقدومه و أقاموا الأفراح (من المحتمل في 390ه‍، لأن هناك نقوداً وصلتنا ضربت في بخارى في هذه السنة باسم إسماعيل، ظ: بارتولد، ن.ص، ها 2)، ولكن سرعان ماخرج إيلك الخان للمواجهة، و لم‌يحاربه إسماعيل بمشورة من أرسلان و هرب إلى آمل الشط (بالقرب من الساحل الأيسر من جيحون، ظ: ن.د، 1/695). و عندما لم‌تثمر محاولات إسماعيل في المحافظة على بخارى و رقعة حكم السامانيين في بلاد ماوراء‌النهر، اجتاز جيحون على أن يجد قاعدة في خراسان. فاستولى على أبيورد و دخل منها نيسابور، و هزم في معركة في آخر ربيع الأول 391 نصر ابن سبكتكين أخا السلطان محمد وأمير جيش خراسان و دحره إلى مرو و استفحل أمر أبي إبراهيم في نيسابور (العتبي، ن.ص؛ أيضاً ظ: الگرديزي، 382؛ شبولر، 196)، و لكن هذا الانتصار لم‌يدم طويلاً هو الآخر. فقد خرج السلطان محمود بجيش جرار لمحاربته، فتوجه إسماعيل إلى إسفرايين ومنها إلى جرجان عند قابوس بن وشمكير الزياري. و رغم أن قابوس أكرم وفادة إسماعيل، و لكنه لم‌يساعده في مواجهة أعدائه، لأنه لم‌يكن يريد على مايبدو أن يثير عداء السلطان محمود الذي كان قد سلك معه على الأرجح سبيل الصلح (ظ: ن.د، آل زيار) وكذلك عداء الإيلكخانيين الأقوياء له، فحرض إسماعيل على أن يتحرك ضد البويهيين الأعداء القدامى للزياريين، و أن يستولي على الري التي كانت تحكمها في الحقيقة السيدة خاتون أم مجد‌الدولة الديلمي (ظ: ن.د، البويهيون)، و حاصر إسماعيل برفقة دارا و منوچهر ابني شمس‌المعالي قابوس، الري، و لكن أرسلان بالو و أباالقاسم سيمجور ــ من قواد إسماعيل ــ اللذين كانا قد خُدعا بالمال من قبل المدافعين عن المدينة، أقنعا إسماعيل بالعدول عن الاستيلاء على المدينة (العتبي، 186- 188؛ الگرديزي، ن.ص؛ ابن‌الأثير، 9/157). و هاجم إسماعيل نيسابور من الري. وهرب نصر بن سبكتكين في هذه المرة أيضاً و استولى إسماعيل على المدينة و انشغل بجمع الخراج. و من الجانب الآخر عاد نصر إلى نيسابور مع الحاجب آلتونتاش والي هراة الذي كان قد قدم لمساعدته بأمر السلطان محمود و هزم أرسلان بالو و أبا‌القاسم سيمجور. فهرب إسماعيل إلى أبيورد و منها إلى جرجان. و في هذه المرة أمر قابوس الزياري بأن يُخْرَج من رقعة حكم الزياريين (العتبي، 188-189؛ ابن الأثير، ن.ص).

و رغم كل الاضطرابات التي كانت قد اعترت حكم إسماعيل، فإنه قتل أرسلان بتحريض من بعض المقربين إليه و الذي كان قد اتهم بالتواني في محاربة نصر بن سبكتكين بسبب حسده لأبي‌القاسم سيمجور، و تمرد بالتالي معظم الجنود الذين كانوا مع إسماعيل؛ و لكن ذلك التمرد و الاضطراب خمدا بتدبير من أبي‌القاسم سيمجور (العتبي، 189-190؛ أيضاً ظ: بارتولد، 1/572). وفي هذه الفترة سار إسماعيل إلى ابن الفقيه حاكم سرخس و أحد مؤيديه، و لكن نصر بن سبكتكين خرج للمواجهة و هزم إسماعيل في معركة خاضها معه و أسر أبا‌القاسم سيمجور و توزتاش الحاجب (العتبي، 190). و هرب إسماعيل مرة أخرى، و في هذه المرة اتجه إلى قبائل الأوغوز التركية التي كانت قد تسللت إلى وادي زرافشان و ذلك للاستيلاء على رقعة الحكم الموروثة. واستناداً إلى رواية الگرديزي (ص 383)، فقد أسلم يبغو كبير الغُز، و أقام علاقة مصاهرة مع أبي إبراهيم. ثم هزمت جيوش السامانيين و الغُز الإيلخانيين في سمرقند و أسروا قسماً منهم. و لكن عندما امتنع الغز عن تسليم الأسرى إلى إسماعيل، و بدا أنهم ندموا على محاربة إيلك الخان، و طرقوا باب العذر، هرب إسماعيل مع 700 من مرافقيه إلى آمل الشط بعد اجتياز نهر جيحون و بعث من هناك رسالة إلى السلطان محمود و طلب منه الحماية. ثم اتجه من هنـاك إلـى مـرو علـى أمـل أن يساعـده أبـوجعفـر المعـروف بـ «خواهرزاده» [ابن الأخت] و لكن أبا جعفر دحره إلى أبيورد في 394ه‍ )العتبي، 192-194؛ الگرديزي، ن.ص؛ أيضاً ظ: ناظم، 46؛ فراي، 160).

و أمر السطان محمود بعد ذلك أبا جعفر بطاعة إسماعيل على ماروى العتبي (ص 194-195)، و لكن إسماعيل ذهب إلى أبيورد، و بادر أبونصر الحاجـب من أمـراء السلطـان محمـود ــ معارضة للسلطان على مايبدوــ إلى دعم إسماعيل، و لكن الأهالي طلبوا المساعدة من خوارزمشاه، و قتلوا أبا نصر مع جماعة من أعوان إسماعيل بمساعدة الخوارزميين و اجتاز إسماعيل مرة أخرى جيحون و اتجه إلى بخارى. و فيها هب أمير جيش سمرقند، ابن‌علم‌دار مع 3 آلاف جندي و مجموعة من الغز، لمساعدته

وهزموا في 394ه‍/1004م إيلك الخان مرة أخرى في حوالي سمرقند. و في المعركة التالية هرب إسماعيل إلى خراسان على أثر انفصال الغز عن جيشه، و خيانة أحد أمرائه (الگرديزي، 384). وهب الأمراء وحلفاء السلطان محمود في مدن خراسان لمواجهته فاضطر إسماعيل للتوجه إلى بخارى بناء على طلب أحد قادته والذي كان قد تعاون سراً مع إيلك الخان، فلم يحقق نتيجة في هذه المرة أيضاً، و عندما أسر إخوته و المقربون إليه، لجأ مع 8 من مرافقيه إلى مسكن أعراب ابن بهيج في صحراء مرو. فقتلوا إسماعيل بتحريض من ماه روي عامل محمود فيها. و من العجيب أن محموداً و رغم محاربته إسماعيل لسنين عديدة، أمر بقتل ماه روي بتهمة قتل إسماعيل، و الإغارة على أعراب صحراء مرو. دفن جثمان إسماعيل الساماني في قرية ماي مرغ في رودبار زم (الـعتبـي، 197-199؛ الـگـرديـزي، 384-385؛ قــا: البيهقـي، 120).

وصف إسماعيل بن نوح بالشجاعة و قيل إنه كان يعيش حياة بسيطة و يمتطي صهوة جواده ليلاً و نهاراً... و قضى القسم الأكبر من حياته في الكر و الفر.كان إسماعيل ينظم الشعر أيضاً، و كان الأمير الساماني الوحيد الذي روي عنه الشعر على ماذكر العوفي. و قد جاءت أبيات من أشعاره بالفارسية في لباب الألباب (ظ: العوفي، 1/22-25؛ أيضاً ظ: صفا، 1/206-207).

 

المصادر

ابن‌الأثير، الكامل؛ بارتولـد و.و.، تركستان نامـه، تج‍ ‌: كريم كشاورز، طهران، 1352ش؛ البيهقي، علي، تاريخ بيهق، تق‍ ‍‌: كليم الله حسيني، حيدرآباد، 1388ه‍/ 1968م؛ شبولـر، برتولـد، تـاريـخ إيـران در قـرون نخستين إسـلامــي، تج‍ : جـواد فلاطوري، طهران، 1349ش؛ صفا، ذبيح‌ الله، تاريخ أدبيات در إيران، طهران، 1338ش؛ العتبي، محمد، تاريخ يميني، تج‍ : ناصح جرفادقاني، تق‍ : جعفر شعار، طهران، 1357ش؛ العوفي، محمد، لباب الألباب، تق‍ : إدوارد براون، ليدن، 1906م؛ الگرديزي،‌ عبدالحي، تاريخ، تق‍ : عبدالحي‌ حبيبي، طهران، 1363ش؛ وأيضاً:

 

Frye, R. N., «The Sāmānids», The Cambridge History of Iran, Cambridge, 1975, vol. IV; Nāẓim, M., The Life and Times of Sulṭān Maḥħmūd of Ghazna, Lahore, 1973.

أبوالفضل خطيبي/خ.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: