إسماعیل، مولاي
cgietitle
1442/9/20 ۱۱:۳۷:۲۱
https://cgie.org.ir/ar/article/236197
1446/10/21 ۲۲:۵۶:۴۲
نشرت
7
إسْماعيل، مَوْلاي، أبو النصر المظفر بالله بن محمد الشريف بن علي الشريف الحسني العلوي الطالبي (1056-27 رجب 1139ه/1646- 9 آذار 1727م)، من الأشراف السجلماسيين (سرهنگ، 86؛ البستاني، 13/290؛ الزركلي، 1/324) و ثاني سلطان من أشراف فلالي و من أشهر حكام مراكش العلويين. ذكر في بعض كتب الأنساب و المصادر أن اسمه و لقبه إسماعيل السمين أيضاً (زامباور، 125، لين بول، 52؛ بازورث، 68). جلس على مسند الحكم في ذي الحجة 1082/نيسان 1672 بعد شقيقه الرشيد بن الشريف (سرهنگ، زامباور، ن.صص؛ EI1؛ قا: أبونصر، 227).
رغم أن مراكش كانت قد توحدت سياسياً بفضل جهود الرشيد بن الشريف. و لكنها ابتليت باضطرابات كثيرة بعد موته. ولذلك، فقد انقضت فترة حكم إسماعيل مولاي الطويلة في الصراع مع أقاربه و المقربين إليه، أو مع البلدان الأخرى (ظ: EI1؛ سرهنگ، ن.ص، الحوراني، 246).
و قد كان أخوه مولاي الحرّاني أول من ثار عليه (جوليان، 2/293). حيث استرضاه إسماعيل مولاي بمنحه إمارة تافيلات (EI2). ثم عمد إلى مواجهة ابن أخيه أحمد بن محرِز (ن.ع) الذي كان المراكشيون قد اختاروه للحكم، و بايعته عشائر من بلاد السوس و القبائل العربية. و على أثر هجوم إسماعيل في 1083ه (سرهنگ، ن.ص)، شعر أحمد بأنه سيهزم فهرب إلى الصحراء، ولكن مجموعة في شمال فاس ثارت، و بايعت أحمد، فاضطر إسماعيل إلى محاصرة فاس (1084ه/1673م)، و أجبر المتمردين على الطاعة (ن.ص).
و في هذه الأثناء، فإن خضر الغيلان، الذي كان من معارضي حكم الأشراف و الذي كان قد لجأ إلى الجزائز في عهد الرشيد (يحيى، 3/ 68؛ بدوي، 601)، قدم إلى تطوان بمساعدة الأتراك والسفن الجزائرية، و هدد فاس (التر، 437). فهجم إسماعيل عليه، و فرق جمعه، و قتل هو نفسه (يحيى، 3/69؛ أبونصر، 228).
و من الأحداث الأخرى في حكم إسماعيل، محاربته قطاع الطرق الدلائيين الذين كانوا يثيرون الاضطرابات في منطقة حكمه بتحريك من الجزائريين و عندما لميستطع إسماعيل تحقيق نتيجة من خلال القوة العسكرية، اضطر إلى استخدام قوة التدبير والسياسة، فقام بتهدئتهم (التر، 438). و مع كل ذلك، أعلن محمد الدلائي المرابطي تمرده في غرب مراكش بمساعدة الجزائريين في تادلا (أبونصر، ن.ص؛ EI1). و لذلك، فقد توجه إسماعيل في 1090ه/ 1679م إلى الشرق، و لكنه واجه قوة الأتراك المنظمة، واضطر إلى الصلح عندما هربت القبائل المؤيدة و التي كانت في جيشه (التر، 438-439). و بعد سنوات رأى أسماعيل أن الفرصة مناسبة مرة أخرى فعقد حلفاً مع تونس ضد الجزائر، و لكنه لمينجح في هذه المرة أيضاً، فثار أهالي المغرب عليه بسبب ضعفه أمام الجزائر، فحملهم إسماعيل على طاعته بعد جهود كبيرة، و قد وقعت هذه الأحداث حوالي سنتي 1103-1104ه/1692-1693م (م.ن، 440-441).
و قد حالف النجاح إسماعيل أكثر في حربه مع الأجانب. فقد استطاع في 1092ه/1681م أن يخرج المعمورة، أو المهدية من سيطرة الإسبانيين بعد فترة من الحصار و هكذا فعل في 1100ه/1689م بشأن مدينة العرائش بعدة أشهر من المحاصرة. وقيل إن لويس الرابع عشر ملك فرنسا كان يدعمه في هذه الحروب (سرهنگ، 87).
و في 1095ه/1684م، توجه إسماعيل إلى مدينة طنجة ــ التي كانت بيد الإنجليز ــ (لاندو، 148)، و بعث جيشاً بقيادة علي بن عبدالله الريفي إلى تلك الجهة. فلم يصمد الإنجليز، فهربوا بعد هدم أبراج المدينة و قلاعها (سرهنگ، ن.ص). و في مدينة أصيلا أيضاً أضطر الإسبان إلى الهروب (1102ه/1691م) فسيطر إسماعيل عليها (ن.ص)، و لكنه لميستطع استرداد مدينتي سبتة ومليلة منهم (م.ن، 87- 88؛ EI1؛ عفيفي، 43).
و من أجل إقامة حكومة موحدة و منسجمة و استمرارها والتي كانت قد آلت إلى الضعف على أثر الفتن و الحركات المطالبة بالاستقلال (بازورث، 70) و كذلك تحرير بعض المناطق من يد الأجانب (جوليان، 2/299)، رأى من الضروري تشكيل جيش منظم و مقتدر كان أخوه الرشيد قد بدأ ببنائه في عهد حكمه دون أن يكمله (م.ن، 2/294)، فشكل جيشاً كان العبيد يمثلون نواته الرئيسة (أبونصر، 227؛ يحيى، 3/67).
شكل إسماعيل مجموعة باسم «المجتهدين» لمواجهة العثمانيين والأوروبيين و سد الطريق أمام تسلل القراصنة في التخوم (EI1؛ جوليان، 2/295-296). و أعد «العبيد» للحروب الغير منظمة والإيذائيـة فـي الأراضي التـي كانـت تحـت سيطرة المسيحييـن ( لاروس الكبير؛ EI1).
استطاع إسماعيل باعتماده على الجيش المنظم، و قدرة إيمان هذه المجموعة كجهاد أمام غير المسلمين، أن يواجه خطر نفوذ وتسلط البلدان الأجنبية التي كانت قد احتلت بعض مناطق بلده (الحوراني، 246).
و في مجال العلاقات الخارجية السياسية و الاقتصادية، بادر إسماعيل إلى عقد معاهدة مع لويس الرابع عشر و إقامة علاقات تجارية مع البلدان الأوروربية (بازورث، ن.ص، جوليان، 2/300). و قد كانت علاقاته مع لويس مهمة للغاية، خاصة في مواجهة نفوذ العثمانيين و الإسبان و تسلطهم (سرهنگ، 88).
و من الناحية الاقتصادية انعقدت في 1093ه/1682م، معاهدة بين سفير مراكش في باريس و حكومة فرنسا بشأن حرية الفرنسيين في الملاحة و التجارة في سواحل مراكش (جوليان، 2/301) و إقرار الأمن مقابل القراصنة في سلا و تطوان اللتين كانتا المركز التجاري لغالبية الأوروبيين (أبونصر، 229).
و قد كانت لهذه المعاهدة فوائد تجارية كثيرة لفرنسا، و كان إسماعيل بدوره يعتمد على حكومة فرنسا في هجماته ضد أتراك الجزائر، حيث كان تجارها يدعمونه من خلال إيصال الأسلحة والذخائر إليه (EI1).
بنى إسماعيل مكناسة الجديدة في موضع مكناسة الزيتون القديم، و اتخذها عاصمة له، و شيد فيها القصور و المساجد والزوايا و قلعة حصينة، و دفع أصحاب الحرف و الفنون إلى الإقامة في هذه المدينة (سرهنگ، 86-87). و قد كان يبدي رغبة كبيرة في الإعمار و تشييد المباني (ظ: جوليان، 2/304-306). فقد بادر من خلال استخدام القوة البشرية للقبائل المغلوبة (سرهنگ، 87) و مشاركة آلاف الأسرى من أصحاب الصناعة، إلى بناء القصور و المساجد في عاصمته، حيث حول مكناسة إلى عاصمة ومدينة دينية كبيرة (لاندو، 147- 148؛ أبونصر، 230).
قسم إسماعيل مراكش بين أبنائه الأربعة خلال حياته (1111ه/1699م) للحيلولة دون ظهور الاختلاف بينهم (التر، 442) و اختار أحمد الذهبي ولياً لعهده ( البستاني، 13/291).
و في حكم إسماعيل تشكلت حكومة مراكش التي استطاعت أن تحافظ على موقعها إلى حدّما حتى بداية القرن 20م (الحوراني، 245).
بذل إسماعيل كل جهوده لإخماد الاضطرابات و الفتن الداخلية و حربه العديمة الجدوى مع أتراك الجزائر، و كذلك لإعمار بلده (EI1)، و لكنه عجز عن السيطرة الكاملة على المناطق الجبلية. فقد بقي أهالي هذه المناطق على معارضتهم (بريتانيكا، ماكرو، XIII/161).
توفي إسماعيل مولاي في عاصمته مكناسة خلال الفترة التي كانت فيها نار الفتن و الاضطرابات مستمرة في الجزائر، و قد اعتبر الأوروبيون الذين كانوا في مراكش لفترة، إسماعيل ملكاً ذا همة عالية و جافي الطبع و قاسي القلب، حيث رووا الحكايات عن عنفه و حرصه و طمعه (جوليان، 2/291-292؛ EI1؛ لاندو، 7). ومع كل ذلك فقد ذكروا أيضاً حزمه و تدبيره و بصيرته (أبونصر، 231).
التر، عزيز سامح، الأتراك العثمانيون في أفريقيا الشمالية، تج : محمود علـي عامـر، بيـروت، 1409ه/1989م؛ بـازورث، ك. ا.، سلسلـههـاي إسـلامـي، تج : فريدون بدرئي، طهران، 1349ش؛ بدوي، عبده، مع حركة الإسلام في أفريقية، القاهرة، 1970م؛ البستاني؛ زامباور، معجم الأنساب، تج : زكي محمد حسن وآخرون، بيروت، 1400ه/1980م؛ الزركلي، أعلام؛ جوليان، شارل آندري، تاريخ أفريقيا الشمالية، تج : محمد مزالي و البشير بن لامة، تونس، 1985م؛ سرهنگ، ميرالاي إسماعيل، تاريخ دول المغرب، تق : حسن الزين، بيروت، 1408ه/1984م؛ عفيفي، محمد الصادق و محمد بن تاويت، الأدب المغربي، بيروت، 1404ه/1984م؛ لاندو، روم، الإسلام و العرب، تج : منير البعلبكي، بيروت، 1977م؛ لين پول، إستانلي، طبقات سلاطين إسلام، تج : عباس إقبال الآشتياني، طهران، 1312ش؛ يحيى، جلال، المغرب الكبير، بيروت، 1981م؛ و أيضاً:
Abun-Nasr, J. M., A History of the Maghrib, Cambridge, 1971; Britannica, 1978; EI1; Grand Larousse; Hourani, A., A History of the Arab Peoples, London, 1991.
أبوالحسن ديانت/خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode