أسد بن موسی
cgietitle
1442/9/14 ۱۹:۰۱:۳۸
https://cgie.org.ir/ar/article/236106
1446/10/22 ۰۱:۳۶:۳۹
نشرت
7
أَسَدُ بْنُ موسى (132 ـ مـحرم 212ه/750 ـ نيـسان 827م)، نجل إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك الأموي، المحدث والفقيه المصري، و مؤلف كتاب الزهد، وهو من أقدم المؤلفات الإسلامية التي وصلتنا. يبدو أنه ولد في البصرة في نفس السنة التي انقرضت فيها الخلافة الشرقية للأسرة الأموية التي كان ينتمي إليها، ثم ذهب إلى مصر و سكن فيها (ظ: ابن حبان، 8/136؛ أبونعيم، 7/321). و لعل البعض رأوا أنه ولد في مصر بسبب طول إقامته فيها (ظ: المزي، 2/514؛ الذهبي، سير ...،10/163).
كان أسد يعيش في عصر استطاع أن ينهل فيه العلم من شخصيات كبيرة و رجال معروفين في الحديث و الفقه؛ منهم أشخاص مثل سفيان بن عيينة و عبداللّه بن المبارك وعبداللهبن وهب و ابن لَهيعة و فضيل بن عياض و الليث بنسعد و وكيع ابنالجراح و عبدالعزيز بن الماجشون و ابنأبي ذئب و الوليد بن مسلم و شريك بن عبداللّه النخعي و حماد بنزيد (ظ: أسد بن موسى، 58، 59، مخ؛ المزي، 2/512-513). و من خلال نظرة إلى أسماء أساتذته و تواريخ و أمكنة وفاتهم، يمكننا إلى حدما القبول بحضوره في المدن المختلفة لطلب الحديث. و يعد شيوخ الطبقة السابعة من مشايخ الحديث، أساتذة أسد بشكل طبيعي، في حين ترتفع مرتبته في الحديث أحياناً إلى جيلين، كما روى عن مشايخ الطبقتين السادسة و الخامسة مثل جعفر بن حيان العطاردي وأبيهلال الراسبي و مبارك بن فَضالة و المهدي بن ميمون وأيوب بن خوط و يونس بن أبي إسحاق السبيعي (المزي، ن.ص). و فيما عدا الشخص الأخير، يعتبر جميعهم من مشايخ البصرة، و مع الأخذ بنظر الاعتبار فترة حياة هذه الطبقة، يمكن تصور أن أسداً كان يسكن البصرة حتى حوالي سنة 150ه/767م. و لايستبعد وجود اسم يونس بن أبي إسحاق العالم الكوفي من الطبقة الخامسة، إذا أخذنا بعين الاعتبار قرب الكوفة من البصرة.
كان أسد قد أدرك في سفره من البصرة إلى مصر مشايخ الطبقة السابعة في مدن مثل الكوفة و واسط في العراق، وكذلك مكة و المدينة، و حمص و دمشق (ظ: ن.ص؛ قا: ابنحجر، تقريب ...،1/63، مخ). و مع ملاحظة أنه روى أيضاً عن مشايخ الطبقة الثامنة و التاسعة مثل روح بن عبادة، و محمد بن يوسف الفِريابي، و عيسى بن يونس (ظ: المزي، ن.ص)، يتضح أنه لميكن ملتزماً بارتقاء طبقته في الحديث.
نقل أسد بدوره، علمه و علم أسلافه إلى الآخرين و منهم ابنه سعيد بن أسد، وعبدالرحمان بن عبداللّه بن عبدالحكيم، وربيعبنسليمان المرادي، و عبداللّه بن محمد الخشّاب، وعبدالملك بنحبيب، و محمد بنعبداللّه ابن البرقي (ابنعبدالحكم، 10، 13، مخ؛ المزي، 2/513). و قد أثنى عليه علماء علم الرجال (مثلاً البخاري، 1(2)/ 49)، و وثقه البعض مثل العجلي (ص 62)، و ابن حبان (ن.ص)، و ابن القانع و البزار (ابنحجر، تهذيب ...،1/260). وقد اهتمت المصادر الرجالية قبل كل شيء بتمسكه بالسنة، بل إنها أطلقت عليه لقب «أسدالسنة» (البخاري، العجلي، ن.صص؛ ابن أبي حاتم، 1(1)/338).
و في المقابل نرى أحياناً آراء سلبية حوله: و على سبيل المثال فإن النسائي كان يقول إنه كان من الأفضل أن لايقدم على الكتابة، رغم أنه كان يعتقد بوثاقة أسد (المزي، 2/514). وأخيراً، فإن الذهبي اعتبر وصف ابن حزم لحديثه بأنه «منكر» (7/472)، لا أساس له (ميزان...، 1/207؛ أيضاً ظ: ابن حجر، ن.ص). و مما يجدر ذكره أن أسداً كان يروي أحياناً عن أشخاص اعتبرهم علماء الرجال ضعافاً. و في هذا المجال، يمكن ذكر روايته عن أشخاص مثل أيوب بن خوط، و صالح بن بشير المرّي، و محمد بن الفضلبن عطية (ظ: المزي، 2/512-513؛ قا: ابن حجر، تقريب، 1/ 118، 271، 502). و قد ذكّر ابن يونس في نفس الوقت الذي اعتبر فيه أسداً ثقة، بأن الأحاديث الضعيفة التي نقلها الأخير، أدت إلى الحط من مكانته في أذهان البعض (ظ: الذهبي، سير ...،10/164).
ومما يجدر ذكره أن رسالة أسد بن موسى إلى أسد بنالفرات، تدل على ميوله الفكرية. وقد أكد في تلك الرسالة على وجوب تطبيق السنة و الابتعاد عن البدعة (ظ: ابن خير، 299). وعلى أي حال، يجب اعتبار أسد من علماء أصحاب الحديث في عصر ظهور مدرستي الفقه المالكي والشافعي في كل من العقيدة والفقه. و قد ذكر الكندي في الفهرس الذي قدمه عن فقهاء مصر في القرنين 2و3ه (ص 40-41)، الفقهاء المستقلين، ثم بعضاً من الفقهاء المالكيين و الشافعيين و الحنفيين. و قد صنف في ذلك الفهرس أسد بن موسى بعد عدد من الفقهاء المالكيين و قبل الشافعيين. ولعل المؤلف كان يقصد أن يعتبر أسداً في عداد فقهاء المالكية.
1. الزهد، جمع المؤلف فيه بعض الأحاديث المتعلقة بالآخرة وكيفيتها: أحاديث حول يوم القيامة و الشفاعة فيه، و الصراط، وجهنم و وصفها (لنموذج، ظ: ص 57-59، مخ ). و يروي أسد في هذا الأثر في الغالب عن مشايخه البصريين والكوفيين، و يعد ابن لهيعة (ص 58، مخ ( الشيخ المصري الوحيد المذكور في هذا الكتاب. و من بين الأسانيد المقدمة في الكتاب يطالعنا سند و هو إضافة من قبل الرواة على المتن الأصلي. و يبدو أن هذا السند المنقول عن الطبراني (أحد رواة الكتاب)، أضيف إليه في رواية تلامذة سليمان بن أحمد الطبراني عنه (ظ: ص 62، قا: ص 51). نشر هذا الكتاب لأول مرة من قبل لشينسكي باعتباره قسماً من كتاب «الروايات الإسلامية حول القضاء الأخير». و قد سعى لشينسكي في المقدمة، أن يقارن الروايات التي جاءت في كتاب الزهد حول الآخرة، مع النماذج المشابهة لها بين المسيحيين واليهود.طبع هذا الأثر في 1909م، و نشر مرة أخرى في فيسبادن (1976م) بتحقيق الخوري (لترويجه، ظ: ابن نقطة، 2/249-250).
2. رسالة أسد بن موسى إلى أسد بن الفرات في لزوم السنة والتحذير من البدع (ابن خير، ن.ص)، و استناداً إلى ماذكره الخوري، فقد كان ر.سيّد ينوي طبعه على أساس المخطوطة التي كانت متوفرة لديه (S,EI2).
3. المسند، الذي يعتبر من أول المسانيد في عالم الحديث (ظ: ابنخير، 141؛ الذهبي، سير، 10/164؛ الكتاني، 61-62).
و نسب الزركلي (1/ 298) أيضاً نقلاً عن ابن حجر إلى أسد كتاباً موضوعه «فضائل الشيخين»، كما اعتبر الخوري (ظ: EI2,S)، أسد بن موسى راوي التيجان، أسدَ السنة نفسه.
و مما يجدر ذكره أن سعيد بن أسد بن موسى كان له أيضاً كتاب في فضائل التابعين، و كان على ما يقول ابن حجر مملوءاً بروايات سعيد عن أبيه (ظ: تهذيب، 1/260). و مما يستحق الذكر
أن ابن عبدالحكم ذكر الكثير من روايات أسد التاريخية في كتاب فتوح مصر (ص 10، 13، 17، مخ).
ابن أبي حاتم، عبدالرحمان، الجرح والتعديل، حيدرآباد الدكن، 1371ه/1952م؛ ابنحبان، محمد، الثقات، حيدرآباد الدكن، 1402ه/1982م؛ ابنحجر العسقلاني، أحمد، تقريب التهذيب، تق : محمد عوامة، بيروت، 1408ه/ 1988م؛ م.ن، تهذيب التهذيب، حيدرآباد الدكن، 1325ه؛ ابنحزم، علي، المحلى، تق: أحمد محمد شاكـر، بيـروت، 1347-1352ه/ 1928-1933م؛ ابنخيـر الإشبيلي، محمد، فهرسـة، تق : فرنسشكــه قداره، بغداد، 1963م؛ ابـن عبدالحكـم، عبدالرحمان، فتوح مصـر، تق : توري، ليدن، 1920م؛ ابن نقطة، محمد، التقييد، حيدرآباد الدكن، 1403-1404ه/1983-1984م؛ أبونعيم الأصفهاني، أحمد، حلية الأولياء، بيروت، 1405ه/1985م؛ أسد بن موسى، الزهد، تق : الخوري، فيسبادن، 1976م؛ البخاري، محمد، التاريخ الكبير، حيدرآباد الدكن، 1362ه/1943م؛ الذهبي، محمد، سير أعلام النبلاء، تق : شعيب الأرنؤوط و محمد نعيم العرقسوسي، بيروت، 1406ه/1986م؛ م.ن، ميزان الاعتدال، تق : علي محمد البجاوي، القاهرة، 1382ه/1963م؛ الزركلي، أعلام؛ العجلي، أحمد، تاريخ الثقات، تق: عبدالمعطي قلعجي، بيروت، 1405ه/1984م؛ الكتاني، محمد، الرسالة المستطرفة، إستانبول، 1986م؛ الكندي، عمر، فضائل مصر، تق : إبراهيم أحمد العدوي و علي محمد عمر، القاهرة/ بيروت، 1391ه/1971م؛ المزي، يوسف، تهذيب الكمال، تق : بشار عواد معروف، بيروت، 1404ه/1984م؛ أيضاً:
EI2,S.
فرامرزحاج منوچهري/خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode