أستاذسیس
cgietitle
1442/9/13 ۰۸:۱۵:۳۰
https://cgie.org.ir/ar/article/236028
1446/10/17 ۱۴:۳۲:۰۷
نشرت
7
أُسْتاذْسيس، أو أستادسيس (مق 151ه/768م)، زعيم حركة سياسية ـ دينية في خراسان، أواخر عهد المنصور العباسي.
لفظة «أستاد»، أي الجزء الأول من أستادسيس، كلمة فارسية جاءت في المصادر التاريخية بأشكال مختلفة (ظ: خليفة، 2/656؛ الجهشياري، 224؛ مجمل التواريخ...، 332، ها5؛ النويري، 22/95؛ أيضاً ظ: يوستي، 336)، و أما مفهوم الجزء الثاني منها الذي هو من الأسماء الإيرانية المهملة، فليس واضحاً تماماً. فكلمة سيس تلاحظ في بعض الأسماء الإيرانية: كان خليفة ماني يسمی سيس (ابن النديم، 397؛ أيضاً ظ: عزيزي، 147-148). وكان هناك مانوي آخر في عصر الرازي يحمل نفس الاسم (ابنالنديم، 357؛ أيضاً ظ: ابن أبي أصيبعة، 315). و ذكر الطبري اسم بهرامسيس، و بارسيس أيضاً في حوادث أخری (7/21، 173، 9/56). و استناداً إلی ماجاء في مجمل التواريخ (ص390)، وتاريخ طبرستان للمرعشي (ص 151، 175) في شجرة نسب البويهيين، فقد كان أحد أحفاد بهرامجور، يسمی سيس (أيضاً ظ: البيروني، 38؛ ابن كثير، 11/173؛ ابن ماكولا، 1/372: سَسَن؛ عن احتمال سريانية هذه الكلمة، ظ: القزويني، 5/179).
لاتتوفر فيما يتعلق بحياة أستاذسيس و حتی ماقبل ثورته معلومات واضحة، و المعلومات التي تقدمها المصادر تقتصر علی السنوات الأخيرة من عمره. و يمكن الاستنتاج من بعض الروايات أنه كان يتولی الإمارة في خراسان (الذهبي، دول...، 1/73؛ السيوطي، 302؛ مويير، 452)، و أنه امتنع عن قبول ولاية عهد الخليفة العباسي المهدي (ظ: اليعقوبي، 3/115).
و يكتنف حركة أستاذسيس الغموض أكثر من الثورات الأخری التي حدثت ضد العباسيين في القرن 2ه. فقد أعلن ثورته في باذغيس و هي المنطقة التي كان بهآفريد (ن.ع) و أصحابه قد لجأوا إليها و استناداً إلی بعض الروايات، فإن أستاذسيس كان قد سلك طريق بهآفريد، وقد كان في فترة من الفترات يدافع عن العباسيين، و يتعاون مع جيوشهم، لكنه قطع علاقته معهم لسبب غير معلوم و خرج عليهم (دانيل، 151، ها 57؛ آمورتي، IV/497)، و تتفق هذه المعلومة مع ما ذكره الگرديزي (ص 276) أيضاً. واستناداً إلی مجمل التواريخ (ص 332)، فقد كان أستاذسيس من سجستان، و ثار في خراسان، و لكننا لانمتلك شاهداً آخر يؤيد هذا القول. و لانعلم بالضبط التاريخ الدقيق لهذه الثورة. فقد كتب خليفة بن خياط (ن.ص) أن هذه الحركة بدأت في 149ه؛ و لكن رواية الطبري (8/32) تفيد بأنه ثار في 150ه، و عندما قامت الثورة انتشرت بسرعة، و التف حوله أهل باذغيس، و هراة، وسجستان. و رغم أن عدد المنضمين إلى هذه الحركة يبدو في المصادر مبالغاً فيه (مثلاً ظ: البسوي، 1/136؛ اليعقوبي، ن.ص؛ المقدسي، 6/86؛ ابن الجوزي، 8/122؛ الذهبي، تاريخ...، 53)، ولكن الصورة التي يقدمها عن هذه الحركة تدل علی وجود روح التمرد لدی أهالي خراسان (صديقي، 158، ها 2). و استناداً إلی أحد المصادر، فإن الثائرين كانوا يحملون معهم المساحي والفؤوس، و هذا يدل علی أن مؤيدي الحركة كانوا في الغالب من طبقات المجتمع الدنيا (المقدسي، ن.ص؛ قا: الطبري، 8/30؛ ابن الأثير، 5/592).
سيطر أستاذسيس علی قسم من مدن خراسان، ثم توجه إلی مروالروذ. و سارع الأجثم المروروذي (ظ: م.ن، 5/591: الأجشم) إلی مواجهته، و بعد معركة طاحنة قتل مع كثير من أصحابه (الطبري، 8/29؛ الذهبي، تاريخ، أيضاً دول، ن.صص)، و اضطر عدد من القادة منهم معاذ بنمسلم بنمعاذ، و جبرائيل بنيحيی، وحماد بنعمرو، و أبوالنجم السجستاني، و داود بنالكرّاز، إلی الهزيمة (الطبري، ن.ص). و حدثت في نفس الفترة ثورة في سجستان أيضاً (لمزيد من التفصيل، ظ: تاريخ سيستان، 142-143). و عندما أحاط المنصور العباسي علماً بثورة خراسان وسجستان، بعث جيشاً مع خازم بن خزيمة (قا: مجمل التواريخ، ن.ص، الذي أورد اسم حميد بن قحطبة) إلی نيسابور كي يعين المهدي ابنه في الإطاحة بأستاذسيس (اليعقوبي، الطبري، ن.صص؛ الگرديزي، 277). و أوكل المهدي إليه محاربة أستاذسيس وقيادة القواد الآخرين أيضاً (الطبري، 8/29). و استناداً إلی رواية حافظأبرو، فقد بعث خازم لمساعدة الأجثم المروروذي (ص 678)، ولكن هذه المعلومات لاتتفق مع المصادر الأخرى. و قد كان لخازم جيش كبير استناداً إلی رواية العيون و الحدائق (3/262)، كما كان قد التحق به الكثير من المهزومين في معركة الأجثم. وقد اختار خازم من بينهم النخبة، و زاد من عدد جنده (الطبري، 8/30)، ثم نظم صفوف الجيش و عين أشخاصاً علی الأجنحة المختلفة، ثم تهيأ للهجوم على أستاذسيس. و لميستطع في البداية أن ينتصر عليه و علی نائبه الحريش السجستاني، ولاقی الهزيمة عدة مرات (صديقي، 159). و سارع أبوعون وعمرو بن سلم بن قتيبة بأمر الخليفة إلی مساعدته من طخارستان. واستطاع خازم بن خزيمة أن يفاجئ أصحاب أستاذسيس متوسلاً بالحيلة، و لذلك قتل الكثير منهم في المعركة (الطبري، 8/31؛ البسوي، ن.ص)، و أسر الكثير منهم، و قتلوا فيما بعد (ابنالجوزي، ن.ص؛ (ابن شاكر، 6/67).
و لجأ أستاذسيس مع عدد قليل من أصحابه إلی جبل، و لكن خازم حاصرهم، و أخيراً استسلم أستاذسيس و أعوانه، و أذعنوا لأمر أبيعون، و أمر أبوعون بأن يغل أستاذسيس و أسرته بالأغلال الحديدية، و يطلق سراح الآخرين (الطبري، ن.ص). وامتثل خازم لأمر أبيعون، ثم أخبر المهدي بانتصاره ليخبر هو بدوره المنصور به (م.ن، 8/31-32؛ النويري، 22/96). و لمترد الإشارة في المصادر إلی مصير الحريش السجستاني الذي كان يتولی قيادة جيش أستاذسيس. كما لانعلم بالضبط مصير حركة أستاذسيس، وقصاری مانعلمه استناداً إلی رواية اليعقوبي (3/115)، أن خازم بعث أستاذسيس بعد أسره إلی بغداد، و قتل فيها. وذكر الجهشياري (ص 224) أن ثورة أستاذسيس كانت بعد ثورتي يوسف البرم و المقنع و ليس ذاك بصحيح. و ذكر صاحب مجمل التواريخ (ص 332) أن حركة أستاذسيس استغرقت سنتين.
و لميؤد موت أستاذسيس، أو اعتقاله إلی هدوء الأوضاع في منطقة باذغيس، فقد سادت هذه المنطقة الاضطرابات حتی 153ه/770م علی الأقل (دانيل، 136). و جاء في بعض المصادر أن أستاذسيس كان والد مراجل أم الخليفة العباسي المأمون، كما كان والد غالب، خال المأمون (الگرديزي، 277؛ ابن الأثير، 5/593؛ قا: المسعودي، 349؛ مجمل التواريخ، 356، اللذان لميشيرا إلی هذا الموضوع رغم ذكرهما لأم المأمون). و لاتبدو الرواية التي تقول إن والدة الهادي و هارونالرشيد الخيزران هي ابنة أستاذسيس (ظ: براون، I/317) صحيحة (أيضاً ظ: صديقي، 161؛ كليما، 81، ها 11).
و توجد بين الزرادشتيين، علی حد قول الشهرستاني (1/238) طائفة يقال لها السيسانية و البهافريدية. قد استنتج بعض الباحثين (ظ: صديقي،162) من ذكر الشهرستاني لهذين الاسمين دون اختلاف، أن آراءهما واحدة، أو متشابهة علی الأقل. و لمتكن حركة أستاذسيس سياسية فحسب، بل كان لها أيضاً طابع ديني: وأما ماذكر من أنه كان يدعي النبوة (اليعقوبي، ابن الأثير، ن.صص)، و أن أصحابه كانوا يسلكون سبيل الكفر و الفسق وقطع الطرق (ظ: الجهشياري، 224؛ دانيل، 134؛ ابن الأثير، النويري، ن.صص)، فهو تعبير قدمه لنا المؤرخون.
ابن أبي أصيبعة، أحمد، عيون الأنباء، تق : أغوست مولر، القاهرة، 1299ه/1882م؛ ابــنالأثيـر، الكـامـل؛ ابـن الجــوزي، عبـدالرحمـان، المنتظـم، تق : محمدعبدالقادر عطا و مصطفی عبدالقادر عطا، بيروت، 1412ه/1992م؛ ابنشاكر الكتبي، محمد، عيون التواريخ، أحداث سنوات 144-185ه، مخطوطة مكتبة أحمد الثالث بإستانبول، رقم 2922؛ ابنكثير، البداية؛ ابن ماكولا، علي، الإكمال، تق : عبدالرحمان بن يحيی المعلمي، حيدرآباد الدكن، 1962م؛ ابنالنديم، الفهرست؛ البسوي، يعقوب، المعرفة و التاريخ، تق : أكرم ضياء العمري، بغداد، 1394ه/1974م؛ البيروني، أبوالريحان، الآثار الباقية، تق : زاخاو، لايبزك، 1923م؛ تاريخ سيستان، تق : محمد تقي بهار، طهران، 1314ش؛ الجهشياري، محمد، الوزراء و الكّتاب، القاهرة، 1357ه/1938م؛ حافظ أبرو، عبدالله، زبدة التواريـخ، مخطوطة المكتبة الوطنية الإيرانية، رقم 92؛ خليفة بـن خياط، تاريخ، تق : سهيل زكار، دمشـق، 1968م؛ الذهبـي، محمـد، تاريخ الإسلام، أحـداث سنوات 141-160ه، تق : عمرعبدالسلام تدمري، بيروت، 1408ه/1988م؛ م.ن، دول الإسلام، حيدرآباد الدكن، 1364ه/1945م؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، تق : قاسم الشماعي الرفاعي ومحمـد العثماني، بيروت، 1406ه/1986م؛ الشهرستانـي، محمد، الملل و النحل، تق : محمد سيد كيلاني، بيروت، 1381ه/1961م؛ الطبري، تاريخ؛ العيون والحدائـق، تق : ديخويه و دييونغ، ليدن، 1871م؛ القزوينـي، محمد، يادداشتهــا، تق : إيــرج أفـشار، طهـران، 1339ش؛ الگـرديـزي، عبـدالحـي، زيـن الأخبـار، تق : عبدالحي حبيبي، طهران، 1363ش؛ مجمل التواريخ والقصص، تق : محمد تقي بهار، طهران، 1318ش؛ المـرعشـي، ظهيـرالديـن، تـاريـخ طبرستـان و رويــان و مازنـدران، تق : برنهارد دورن، بطرسبورغ، 1266ه/1850م؛ المسعودي، علي، التنبيه والإشـراف، تق : ديخويـه، ليـدن، 1893م؛ المقدسـي، مطهـر، البـدء والتاريـخ، تق: كلمـان هـوار، بـاريس، 1919م؛ النويـري، أحمـد، نهايـة الأرب، تق : جابرعبدالعال الحيني و إبراهيم مصطفی، القاهرة، 1404ه/1984م؛ اليعقوبي، أحمد، تاريخ، النجف، 1358ه/1939م؛ و أيضاً:
Amoretti, B. S., «Sects and Heresies», The Cambridge History of Iran, ed.R. N. Frye , Cambridge, 1975 ; Azizi, M. , La Domination arabe et l’épanouissement du sentiment national en Iran, Paris, 1938; Browne, E. G., A Literary History of Persia, Cambridge, 1977; Daniel, E. L., The Political and Social History of Khurasan under Abbasid Rule 747-820, Minneapolis/Chicago, 1979; Justi, F., Iranisches Namenbuch, Marburg, 1895; Klima, O., Beiträge zur Geschichte des Mazdakismus, Prague, 1977; Muir, W., The Caliphate its Rise, Decline and Fall, New York, 1975; Sadighi, G. H., Les Mouvements religieux iraniens au IIe et au IIIe siècle de l’hégire, Paris, 1938.
رضا رضازادۀ لنگرودي/خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode