الأحداث
cgietitle
1443/2/9 ۲۱:۰۱:۲۵
https://cgie.org.ir/ar/article/235938
1446/10/21 ۰۶:۰۹:۴۴
نشرت
5
اَلْإحْداث، جمع حَدَث بمعنی الشباب، و حوادث الدهر و مصائبه، والبدع، وقد اکتسبت في التاریخ الإسلامي معاني مصطلحة عدیدة مازال مفهوم و استخدام البعض منها غیر واضح بشکل کامل.
ویبدو کما تفید المصادر أن منصباً تحت عنوان والي، أو أمیر «الأحداث» کان قد استحدث في عهد الخلیفة عمر – ویعنی الشخص الذي یتولی إدارة الأمور المستحدثة و غیر المعهودة و یمنع المخالفات القانونیة – فقد ذکر في وقائع سنة 21 و 22هـ عمار بن یاسر والمغیرة بن شعبة کعاملین علی الکوفة والأحداث فیها (الطبري، 4/ 145، 173). ولکن هذا المصطلح جاء في قصة الثورة ضد الخلیفة عثمان والمؤاخذات التي أخذت علیه بمعنی البدع وعدم التقید بالقانون أحیاناً (البلاذري، 5/ 44؛ ابن أعنم، 2/ 189، 190، 191)، وبمعنی الشباب أحیاناً أخری (الطبري، 4/ 347؛ البلاذري، 5/ 46؛ قا: البلعمي، 1/ 597) فقد ذکرت في نص مترجم الفتوح من تلک الروایات بمعنی «الشباب الغر» (ابن أعثم،2/ 197، 205). وما منصب ولایة «أحداث الموسم» الذي أشیر إلیه أحیاناً (ابن الأثیر، الکامل، 7/ 18) سوی إدارة الحوادث غیر المعهودة، أو غیر المتعارفة التي کان من المحتمل أن تحدث في أیام الحج. ویبدو من الفهرس الذي قدمه الطبري في ختام وقائع کل سنة عن عمال المدن و ولاتها أن متولیي الأحداث کانوا في الغالب عمال المدن، و متولي الصلاة و الخراج و الصدقات و قضاء المدن أنفسهم (مثلاً 7/ 66، 112، 8/ 51، 120، 123، 151، 153). ولعل هذا هو السبب الذي جعل المنصب المذکور یفوض إلیهم عادة، ولم یشر الطبري في الکثیر من مواضع کتابه إلی «ولاة الأحداث»، فهو عندما یذکر ولاة هارون بعد وفاته، یتبین لنا أن ولاة البصرة والکوفة (م.ن، 8/ 346) هم نفس الأشخاص الذین کانوا یتولون الأحداث و الصلاة فیهما (م.ن، 8/ 204).
ویبدو أن «ولاة الأحداث» کان باستطاعتهم منذ حوالی القرن 3هـ أن یتدخلوا في الأعمال المتعلقة بالتحکیم بالإضافة إلی منع الفساد والأعمال غیر الرسمیة. و یشهد علی ذلک أن متولي الأحداث کان في بعض الحالات یتولی القضاء في المدینة (مثلاً م.ن، 7/ 66، 112؛ وکیع، 3/ 154)، فعندما ولی الخلیفة الطائع، فخرَالدولة البویهي منصبَ «أعمال الحرب و المعاون و الأحداث»، أوصاه بأن ینظر بالعدل والإنصاف في الشرطة والأحداث، وأن یولي العمال المتقین، ویلتزم جانب الإنصاف في إصدار الحکم (القلقشندي، 10/ 15-16، 22). وفضلاً عن ذلک فقد اعتبر الماوردي (ص 273-274) «ولاة الأحداث [في الأصل: أولاد الأحداث و هو خطأ مطبعي علی مایبدو]، و المعاون» من جملة حملة المناصب القضائیة و الصلاحیات التي کان القاضي یفترقرها واعتبر ابن قیم الجوزیة أیضاً نقلاً عن ابن تیمیة أن «ولاة الأحداث» هم في عداد متولي أمور القضاء (ص 93). ومن أجل أن ندرک بشکل أفضل هذا المعنی و المعاني الأخری التي یمکن ذکرها لـ «الأحداث»، فإن علینا أن نقول: إن مصطلح «صاحب المعونة و الأعوان و أصحاب المعاون» التي ذکرت اعتباراً من هذه الفترة في المصادر التاریخیة، واقترنت في مواضع عدیدة بـ «الأحداث» (القلقشندي، ن.ص؛ أیضاً عن تفویض «ولایة الصلاة والمعاون والأحداث» في المغرب و الأندلس إلی یوسف بن تاشفین، ظ: م.ن، 10/ 31-32؛ وفي مصر إلی المنصور ناصرالدین محمد بن أبي بکر بن أیوب، ظ: م.ن، 10/ 99، 102؛ عن تفویض «عمل المعونة و الأحداث» في خراسان إلی أبي الحسن السیمجوري، ظ: الگردیزي، 361)، تتضمن بحد ذاتها معانٍ مختلفة. وأوضحها کلها انطباقها علی الشرطة (ظ: الطبري، 9/ 458، 461، الذي ذکر أحمد بن جمیل بألقاب «صاحب المعونة» و «صاحب ؛ قا: غویتین، «المجتمع...» II/ 368، الذي یری استناداً إلی أسناد جنیزة أن المعونة تطلق علی مقر الشرطة و سجونه أیضاً)، أو قوی شبیهة بها کانت تتولی أیضاً مسؤولیات مثل الحسبة (الماوردي، 317-318؛ أیضاً ظ: إمام الدین، 28؛ متحدة، «الحکومة...»، 36؛ متز، 2/ 279؛ عن الأعوان، ظ: الصابي، 20؛ فضلالله، 216؛ الهمداني، سیدعلي، 377، 379).
ویبدو أن هذا الاشتراک المعنوي بین الأحداث و المعاون في القضاء والحسبة و منع الفساد و قمع الأشرار دفع بعضاً من الکتاب إلی أن یعتبر الأحداث الشرطة نفسها و «صاحب الأحداث» رئیس الشرطة (إمام الدین، ن.ص). صحیح أن متولي أحداث المدینة، کان علی روایة وکیع (ن.ص) یختار رئیس الشرطة في فترة من الفترات، ولکن هذا یدل علی أن «صاحب الأحداث» کان یتولی مصباً أهم، وکان یتم تعیینه کالقاضي من قبل الخلیفة و السلطان. و بالإضافة إلی ذلک فقد ذکر الطبري رئاسة الشرطة وولایة الأحداث في الغالب، باعتبارهما منصبین من المناصب المدنیة (مثلاً ج 8، نهایة أحداث أغلب السنوات). ورغم أنه لیس هناک دلیل في المصادر التي تمت دراستها، یؤید ما قیل من أن «دیوان الأحداث و الشرطة» کان من دواوین العصر العباسي المهمة (أمیرعلي، 359)،ولکن یمکن القول: إن نظام الشرطة کان قد وضع في الأصل للمحافظة علی الحکام و الخلفاء، ثم أوکلت إلیه فیما بعد قسم من واجبات ولاة الأحداث في إطار المحافظة علی النظام و الأمن في المدن (ظ: تتمة المقالة).
وفي مصر ولاشام اکتسب مصطلح «الأحداث» معنی واستخداماً خاصین – استناداً إلی أحد معانیه اللغویة، أي الشباب – و کان یطلق في الغالب علی طبقة من شبه العسکریین و المحاربین غیر الرسمیین في المدن و الذین کان لهم دور مهم في التاریخ السیاسي للمنطقة. رغم أنه لایوجد أي دلیل یشیر إلی أن الشباب کانوا یشکلون جمیع أعضاء هذه الفئات، کماکان الحال بالنسبة إلی مجموعة «الفتیان» - فقد سعی البعض لأن یعثر علی وجوه شبه بینها و بین الأحداث من خلال المعنی اللغوي و دون الاستناد إلی دلیل واضح (غرونباوم، 105؛ الأسدي، 36؛ کحالة، 26-27؛ جواد، 57؛ قا: EI2, I/ 256) – ولکنها کانت تبدو بطبیعة الحال أکثر جاذبیة للشباب. و الأصح أن إطلاق هذا الاسم علیهم وعلی «الأحداث» کان أکثر تأخراً في إیران و کان مرتبطاً بالخصائص الجسمیة و الخُلُقیة للشباب مثل القوة و النشاط وحب المغامرة وأحیاناً الأعمال الشریرة. وفي الحقیقة، یبدو من مضامین جمیع المصادر التي ذکرت تدخل «الأحداث» في حوادث هذه الفترة أن هذه الطبقة لم تکن سوی تجمع شطّار المدن المضطربة في مصر والشام، حتی إنهم کانوا أحیاناً یسیطرون علی المؤسسات الحکومیة ومسؤولیها، وکانت العامة تضمر لهم الکراهیة في الغالب. و مع کل ذلک فإننا لانمتلک معلومات دقیقة عن کیفیة ظهورهم وتاریخه. وماقیل من أن الخلیفة الأموي هشام شکل قوات شبه عسکریة – من الشرطة و الجیش الرسمي – باسم الأحداث (أمیرعلي،181) لیس سوی حدس علی مایبدو. کما لایمکن ربطه بفترة الصراعات بین بني مرداس والسلاجقة في الشام (الأسدي، ن.ص)، ذلک لأن المصادر التاریخیة ذکرت الأحداث قبل هذه الوقائع بسنوات. فقد قیل إن جوهر الصقلي القائد الفاطمي بعث بُعید سیطرته علی مصر في 358هـ أحد قادته للسیطرة علی الشام، وقد قبض علی ابن أبي یعلی الذي کان علی مایبدو من قادة أحداث دمشق، ومؤیداً للعباسیین، و بعث به إلی مصر (ابن الأثیر، الکامل، 8/ 591، 592)، ولکن الأحداث انضموا إلی صفوف الفاطمیین بعد غلبتهم، رغم معارضتهم السابقة لهم، و عندما هرب لابتکین من أمام جیش البویهیین في بغداد، وتولی الحکم في دمشق بعد السیطرة علیها، کان یعول علی دعم أحداث المدینة له في مقابل هجوم الفاطمیین من جدید، فکان یکرم هؤلاء الأحداث (ن.م، 8/ 656، 657؛ المقریزي، اتعاظ...، 1/ 220، 239)؛ هذا في حین أن أحداث المصریین ورؤساءهم استطاعوا أن یحافظوا علی نفوذهم و قدرتهم بُعید ذلک في فترة سیطرة المصریین علی دمشق (ابن القلانسي، 47؛ قا: کندي، 325).
وقد کان الأحداث یسیطرون علی بعض الأمور بشکل رسمي في جمیع مدن الشام المذکورة، بل و حتی في مدینة صغیرة مثل بیت المقدس، فکان الیهود هناک – علی ما تفید وثائق الجنیزة – یدفعون الجزیة سنویاً إلی حکام المدینة، أو أحداثها (غویتین، «دراسات...»، 296؛ EI2, V/ 329)؛ وقد ذکرت أحداث أنطاکیة في وقائع هذه الفترة أیضاً (ابن الجوزي، 229). وبلغ نفوذهم وسلطتهم في الشام و خصوصاً حلب حداً بحیث إن رئیسهم، أو نقیبهم کان یتولی أیضاً رئاسة المدینة، بل وزمام الحکم إذا ما سنحت له الفرصة (مثل برکات بن فارس، المعروف بالمجن قائد الأحداث ورئیس حلب، ظ: ابن العدیم، زبدة...، 2/ 124؛ ابن الأثیر، ن.م، 10/ 255-256؛ قا: کندي، 210, 303). ومع کل ذلک فهناک روایات تاریخیة تشیر إلی أن أمیر المدینة الذي کان یحکم في الغالب بدعم من الأحداث هو الذي یعین رئیس المدینة و زعیم الأحداث. کما فعل صالح بن مرداس الکلابي إذ ولی سالم بن مستفاد الحمداني کلاً من رئاسة حلب والأحداث فیها؛ إلا أن ابنه شبل الدولة نصر بن صالح قع الأحداث في 423هـ بمساعدة أهالي المدینة (ابن العدیم، ن.م، 1/ 249). وخلال النزاعات التي حدثت في 452هـ أعمل أمیر حلب مکینالدولة بن ملهم ثم ثمال بن صالح بن نصر القتل الجماعي في مجموعة من أحداث حلب بتهمة الخیانة و تسلیم المدینة إلی المهاجمین (ن.م، 1/ 277-278، 282-283).
واستناداً إلی روایة أخری فقد هَب أحداث حلب للدفاع عن بني مرداس و هزموا المهاجمین و ذلک بعد بضع سنوات في 467 هـ عندما هاجم السلاجقة حلب (ابن الجوزي، 175). وفي 472هـ عندما حاصر تاج الدولة تنش السلجوقي حلب، وعم القحط المدینة فسلم رئیس حلب ونقیب أحداثها الشریف الحسن بن هبة الله الهاشمي مدینة حلب إلی مسلم بن قریش، أمیر الموصل، خلافاً لرغبة سابق بن محمود المرداسي أمیر حلب. ولکن حدثت بعد فترة عداوة بینهما، وفي 477هـ عندما قتل مسلم، استقل الشریف الحسن بالأمور، ولأن الناس لم یکونوا یمیلون إلیه، ولم یکن آمناً علی نفسه، فقد بنی في حلب قلعة خاصة به وأقام فیها (ابن العدیم، ن.م، 2/ 68-69، 91، 92، 95، 96).
ویبدو أن «الأحداث» لم یکونوا متوحدین في دعم الحکام و دعاة الحکم، فعندما فک تاج الدولة حصار سلیمان بن قتلمش لحلب في 479هـ، و أراد دخول المدینة، عارضه الشریف الحسن و فریق من أعوانه، ولکن فریقاً آخر من الأحداث أدخلوا تاجالدولة المدینة (ن.م، 2/ 96-99).
وفي 487هـ و خلال النزاع بین آق سنقر و تاج الدولة دخلت طائفة من الأحداث الحرب لصالح آق سنقر، فیما فتحت طائفة أخری الأبواب أمام تاج الدولة (ن.م، 2/ 117). وبالإضافة إلی ذلک فإن أمراء مصر والشام کانوا أحیاناً یکلفون الأحداث بقتل منافسیهم و أعدائهم. فقد کلف بلتکین أحداث دمشق بأن یقتلوا علی حین غرة کاتب یعقوب ابن کِلِّس وزیر العزیز الفاطمي (المقریزي، اتعاظ، 1/ 259). کما قُتل یوسف بن أبق أحد أمراء الشام علی ید الأحداث بأمر من رضوان بن تنش السلجوقي (ابن العدیم، ن.م،2/ 124)، کما قتل أحداث حلب بأمره أیضاً عدداً من «أحداث الباطنیة» في تلک المدینة (م.ن، بغیة...، 143-144).
یتضح من جمیع هذه الروایات أن الأحداث لم یلتزموا بموقف سیاسي خاص فحسب، بل إن عامة الناس کانوا ینظرون إلیهم کمشاغبین یثیرون کراهیتهم. فعندما توجه البتکین إلی دمشق عبّر الناس عن فرحهم و طلبوا منه أن ینقذهم من ظلم الأحداث (المقریزي،ن.م، 1/ 220). واعتبر بعض رؤساء الأحداث من جملة الأشرار (ابن القلانسي، 47). فقد روي فیما یتعلق ببرکات بن فارس أحد رؤساء أحداث حلب، أنه کان في البدء من الأشرار و قطاع الطرق، ولأنه کان یعرف الأشرار جیداً، وکان رجلاً شجاعاً، فقد ولاه آق سنقر علی رئاسة حلب. و هو الذي قتل الوزیر أبا نصر بن النحاس (ابن العدیم، زبدة، 2/ 138-139). ومما یدل علی هذا المعنی أن الأحداث کانوا یذکرون اعتباراً من القرن 6 هـ في زمرة الأوباش والأشرار. و علی سبیل المثال فقد ذکر في واقعة فتح دمشق علی ید عماد الدین، ثم ابنه نورالدین زنکي عن «الأحداث والزناطرة» أن الزنکیین استطاعوا بمساعدتهم أن یسیطروا علی دمشق (ابن الأثیر، التاریخ،...، 58، 107). وفي 659هـ عندما أخرج جیش رکنالدین بیبرس التتار من حلب أعمل «أحداث وشطّار» المدینة القتل و النهب (الیونیني، 439-440). ویبدو أن اسم «الزُعّار» کان یطلق في القرن 9هـ أیضاً علی هؤلاء الأحداث (لاپیدوس، 154؛ أیضاً ظ: ابن تغري بردي، 15/ 237، 16/ 54؛ المقریزي، الخطط، 2/ 116).
ویبدو أن المجموعة المتنفذة والمعروفة من «عیّاري» إیران و العراق والذین ذکروا مرت عدیدة في أحداث القرن 4هـ و مابعده،تمثل شکلاً آخر من الأحداث، فقد کان لهم أیضاً رؤساء، وکانوا یتحکمون في الحارات الخاضعة لنفوذهم و خاصة في بغداد، و یأخذون الإتاوات، ویتدخلون في النزاعات الطائفیة (مثلاً ظ: أبو علي، 2/ 305؛ متحدة، «ولاء...»، 157-158؛ أیضاً ظ: غرونباوم، 105).
وتوجد قرائن تدل علی أن کلمتي «الأحداث» و«العیارین» کانتا تستخدمان مترادفتین و خاصة في إیران. و علی سبیل المثال ففي قصة حسین کرد شبستري الشعبیة وُصف أحد الأبطال في موضع بأنه من «العیارین» (ص 177)، وفي موضع آخر اعتبر من «الأحداث» (ص 181). وفي الأصل کان الأحداث في القرن 10 هـ في إیران یمثلون نوعاً من العیارین و الأبطال، و یترأسهم زعیم، وهم من أصحاب الحرف والأعمال (ن.م، 30، 63). کما کان هذا المصطلح یطلق أیضاً علی حراس اللیل الأبطال والذین کانوا یتولون بشکل رسمي المحافظة علی أمن المدینة باعتبارهم من مأموري الشرطة، واذا ماحدثت سرقة کانوا یتعهدون بالعثور علی الأموال المسروفة و إلا دفعوا الغرامة من أموالهم (رفیعا، 429-430). وقیل ذلک أیضاً فیما یتعلق بالحارس اللیلي، أو «صاحب اللیل» في المغرب في عصر الموحدین (حسن، 154)، وشرطة طهران في أواخر العصر القاجاري (پولاک، 322). وذکر تاورنیه الأحداث [في الأصل: أعطاس و هو خطأ یجب تصحیحه] في العصر الصفوي بوصفهم حراساً لیلیین یعملون تحت إشراف رئیس الشرطة (ص 612). وقد جاء مصطلح الأحداث (بصیغة الجمع و بمعنی المفرد) في قصة حسین کرد بمعنی صاحب اللیل (ص 47، 54، 166)، أو «میر أحداث» و کذلک «أحداثي» بمعنی الحفاظ علی أمن المدینة، أو منصب رئاسة الأحداث، و یبدو أنهم کانوا یصدرون له مرسوماً (ص 201؛ أیضاً ظ: مینورسکي، 153-154). کما کان هذا المنصب الذي کان یرعب الناس، شائعاً أیضاً في العصر الأفشاري (مروي، 1/ 79، 2/ 470، 701، 702) وفي عهد الزندیة باسم «گزمه» علی مایبدو (ظ: رستم الحکماء، 308)، واستمر حتی في العصر القاجاري، وکانوا أحیاناً یقضون في أمور المجرمین (لمتن، 42). وقد نفذ مصطلح الأحداث في الأمثال الفارسیة کمراد، للعسس، أي حارس اللیل و قائد الشرطة (أمیني، 406). ویستخدم الیوم في بعض مدن إیران بمعنی نوع من المقاومة الشعبیة لمواجهة الطوارئ.
ومن معاني «الأحداث» الأخری «الهلالي»، أو المکوس الشهریة أیضاً، وکانت تؤخذ في مصر و العراق و إیران و الهند من الناس، أو أصحاب البضائع (لوي، 386, 391, 406؛ إمام الدین، 125). ویبدو أن مرتبات المقاتلین، أو الحراس الیلیین الموسومین بالأحداث کان یتم دفعها من هذه الضرائب (دانشنامه؛ شیال، 239-240).
وبالإضافة إلی ذلک، فالغرامات التي کان الأحداث یأخذونها من المجرمین (مثلاً ظ: برن، 87، نقلاً عن أفضل التواریخ)، والتي کان یتم تأمین راتب رئیس الشرطة و مرؤوسیه من هذه الغرامات (أیضاً ظ: رفیعا، 101)، تم تغییرها في العصر الصفوي إلی نوع من الضرائب الثابتة باسم «وجوه أحداث» کان علی الناس دفعها. و یبدو أن هذه الضرائب کانت شهریة (إسکندر بیک، 2/ 1104)، ولذلک فإنها تشبه المکوس التي سبقت الإشارة إلیها. وعلی حد قول إسکندربیک فإن الملوک الصفویین الأوائل «غفلوا» عن أخذ «وجوه أحداث»، و کان شاه عباس الأول، هو البادئ بأخذها، ولکنه کان یفطن إلی أن غرامة الأحداث، والضرائب الثابتة، هما في الحقیقة تکرار لأخذ نوعین من الضرائب باسم واحد. وبالطبع فإن أیاً من تلک الضریبتین لم تلغ، بل تم تخفیضها (2/ 895-896). ویبدو أن شاه عباس الأول کان یعفي الناس في شهر رمضان من ضریبة «وجوه أحداث» علی سبیل الإحسان (م.ن، 2/ 1104).
ابن الأثیر، علي، التاریخ الباهر، تقـ: عبدالقادر أحمد طلیعات، القاهرة، 1382هـ/ 1963م؛ م.ن، الکامل؛ ابن أعثم الکوفي، أحمد، الفتوح، حیدرآبادالدکن، 1389هـ/ 1969م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، تقـ: علی سویم، أنقرة، 1968م؛ ابن العدیم، عمر، بغیة الطلب في تاریخ حلب، تقـ: علي سویم، أنقرة، 1976م؛ م.ن، زبدة الحلب من تاریخ حلب، تقـ: سامي الدهان، دمشق، 1370هـ/ 1951م؛ ابن القلانسي، حمزة، تاریخ دمشق، تقـ: سهیل زکار، دمشق، 1983م؛ ابن قیم الجوزیة، محمد، الطرق الحکمیة، تقـ: محمدحامد الفقي، بیروت، 1372هـ؛ أبوعلی مسکویه، أحمد، تجارب الأمم، تقـ: آمدروز، القاهرة، 1333هـ/ 1915م؛ الأسدي، خیرالدین، أحیاء حلب وأسواقها، تقـ: عبدالفتاح رواس قلعهجي، دمشق، 1984م؛ اسکندربیک منشي، عالم آراي عباسي،طهران، 1350ش؛ أمیر علي، مختصر تاریخ العرب، تجـ: عفیف البعلبکي، بیروت، 1961م؛ أمیني، أمیرقلي، فرهنگ عوام، طهران، 1371ش؛ برن، رهر، نظام إیالات در دورۀ صفویه، تجـ: کیکاووس جهانداري، طهران، 1371ش؛ برن، رهر، نظام إیالات در دورۀ صفویه، تجـ: کیکاووس جهانداري، طهران، 1349ش؛ البلاذري، أحمد، أنساب الأشراف، تقـ: غویتین، بیت المقدس، 1936م؛ البلعمي، محمد، تاریخ نامۀ طبري، تقـ: محمد روشن، طهران، 1366ش؛ پولاک، یعقوب إدوارد، سفرنامه، تجـ: کیکاووس جهانداري، طهران، 1361ش؛ جواد، مصطفی، «الفتوة و أطوارها و أثرها في توحید العرب والمسلمین»، مجلة المجمع العلمي العراقي، بغداد، 1977م، ج 5؛ حسن، حسن علي، الحضارة الإسلامیة في المغرب والأندلس، القاهرة، 1980م؛ حسین کرد شبستري، تقـ: علی حصوري، طهران، 1344ش؛ دانشنامه؛ رستم الحکماء، محمدهاشم، رستم التواریخ، تقـ: محمد مشیري، طهران، 1348ش؛ رفیعا، حسن، «دستور الملوک»، مجلۀ دانشکدۀ أدبیات، طهران، 1348ش، ص 16، عد 4؛ الشیال، جمالالدین، تعلیقات علی اتعاظ الحنفاء (ظ: همـ، المقریزي)؛ الصابي، الهلال، الوزراء، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1958م؛ الطبري،تاریخ؛ فضل الله بن روزبهان، سلوک الملوک، تقـ: محمد نظام الدین، حیدراباد الدکن، 1386هـ/ 1966م؛ القلقشندي، أحمد، صبح الأعشی،القاهرة، 1383هـ؛ کحالة، عمررضا، دراسات اجتماعیة في العصور الإسلامیة، دمشق، 1393هـ/ 1973م؛ الگردیزي، عبدالحي، تاریخ، تقـ: عبدالحي حبیبي، طهران، 1363ش؛ لمتن، أ. ک.س.، «منصب داروغه – تاریخچۀ آن»، تجـ: حسن کامشاد،مردمشناسي، 1338ش، الدورة 3 (1)؛ الماوردي، علي، الأحکام السلطانیة، بیروت، 1405هـ؛ متز، آدم، الحضارة الإسلامیة في القرن الرابع الهجري، تجـ: محمدعبدالهادي أبوریده، بیروت، 1359هـ/ 1940م؛ مروي، محمدکاظم، عالم آراي نادري، تقـ: محمدأمین ریاحي، طهران، 1364ش؛ المقریزي، أحمد، اتعاظ الحنفاء، تقـ: جمالالدین الشیال، القاهرة، 1387هـ؛ م.ن، الخطط، القاهرة، 1270ق؛ مینورسکي، ولادیمیر، سازمان إداري حکومت صفوي، تجـ: مسعود رجبنیا، طهران، 1334ش؛ الهمداني، سیدعلي، ذخیرة الملوک، تقـ: محمود أنواري، تبریز، 1358ش؛ الهمداني،محمد، تکلمة تاریخ الطبري، تقـ: ألبرت یوسف کنعان،بیروت، 1961م؛ الوکیع، محمد أخبار القضاة، بیروت، عالم الکتب؛ الیونیني، موسی، ذیل مرآة الزمان، حیدرآبادالدکن، 1374هـ/ 1954م؛ وأیضاً:
EI2; Goitein, S. D., A Mediterranean Society. Berkeley etc., 1971; id, Studies in Islamic History and Institutions, Leiden, 1966; Grunebaum, G.e., Classical Islam, A History 600-1258, tr. Katherine Watson, London, 1963; Imamuddin, S. M., ʿArab, Muslim Administration, New Delhi, 1984; Kennedy, H., The Prophet and the Age of the Caliphates, London/ New York, 1986; Lapidus, I. M., Muslim Cities in the Later Middle Ages, Cambridge/ Massachusetts, 1967; Levy, R., The Social Structure of Islam. Cambridge, 1965; Mottahedeh, R. P., «Administration in Būyid Qazwin», Islamic Civillisation (950-1150), Oxford, 1973; id, Loyalty and Leadership in an Early Islamic Society, Princetion, 1980; Tavernier, J. B., Les Six voyages, Paris, 1677.
صادق سجادي/ خ.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode