الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الادب العربی / أبوالفرج الأصفهاني /

فهرس الموضوعات

أبوالفرج الأصفهاني

أبوالفرج الأصفهاني

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/9 ۲۲:۰۷:۰۵ تاریخ تألیف المقالة

وبعد ذلک بعدة قرون اتفق العالم الشیعي الخوانساري أیضاً مع ابن الجوزي في الرأي من إحدی الجهات، فقال إنه زیدي لاشیعي، والکلام الذي قاله في مدح أهل البیت (ع) لم یکن أي منه صریحاً؛ وإن کان کذلک فینبغي حمله علی أنه کان یرید التقرب إلی بلاطات ملوک ذلک الزمان الذین کانوا غالباً یعتقدون بولایة أهل البیت، لیتمتع شأنه شأن شعراء عصره بصلاتهم الجزیلة ...، لقد تصفحت الأغاني ولم أجد في ماینیف علی 80,000 بیت التي نقلها شیئاً سوی الهزل و الضلال... والبعد عن أهل بیت الرسالة. وفضلاً عن ذلک فقد کان من الشجرة الملعونة [أي بني أمیة] (5/221).

ویحتمل أن یکون أبوالفرج قد ورث العقیدة الزیدیة من أسرة أمه آل ثوابة – الذین کانوا زیدیة علی أقوی الاحتمالات – و کما قیل آنفاً لیس مستبعداً أن یکون الحقد علی بني العباس قد قرّب بین الأسرتین الأمویة (آباء أبي الفرج) والشیعیة من آل ثوابة. یقول أبوالفرج في مقاتل الطالبیین إن کبار شخصیات العلویین و الهاشمیین کانوا یجتمعون في منزل جده محمد (ص 698). ومهما یکن سبب صداقة هذا المرواني السني الرفیع المستوی لأبناء ثوابة وإقباله علیهم، فقد کانت النتیجة أن اختار ابنه زوجة من أسرة شیعیة واعتنق حفیده أبوالفرج مذهب أمه. کما یحتمل أن تکون فترة طفولته و شبابه غیر خالیة من بعض التعصب والنزعات المذهبیة، ذلک أن أجواء سامراء و الکوفة کانت مشحونة بمثل هذهالمشاعر.

 

علمه

وصف الخطیب البغدادي الذي یعتبره شاعراً وراویة عالماً بالأنساب والسیر، سعة معلوماته نقلاً عن التنوخي بأنه لم یرَ أحداً یحفظ من الشعر و الألحان و الأخبار و الآثار و الأحادیث المسندة والأنساب بقدر هذا الراوي الشیعي (11/398-399). وفضلاً عن ذلک کان یعرف أیضاً علوماً أخری مثل المغازي واللغة والنحو و الخرافات، وذا اطلاع علی کثیر من تقالید المنادمة مثل معرفة أحوال طیور الصید و البیطرة وقلیل من الطب و الفلک و غیر ذلک (م.ن، 11/399؛ أیضاً ظ: القفطي، 2/251؛ ابن خلکان، 3/307). واعتبره الذهبي أیضاً آیة في معرفة الأخبار و الأیام والشعر و الغناء والمحاضرات، وقال إنه کان یأتي بالعجائب من خلال قوله: «حدثنا» و«أخبرنا» (ن.ص؛ أیضاً ظ: ابن حجر، 4/221)، إلا أنه من بین کل ذلک کان طویل الباع في روایة الأخبار والأدب (الخطیب، 11/398). ولم تکن معلوماته الأخری لتتجاوز حدود علم أهل الأدب أو الندماء. و علی سبیل المثال لایمکن اعتبار حکایة معالجته القولنج الذي أصیبت به قطّته (ظ: یاقوت، الأدباء، 13/104-105)، دلیلاً علی علمه الواسع والحقیقي في البیطرة. والمجموعة المؤلفة مما یزید علی 20 کتاباً التي نُسبت إلیه، لاتخرج عن نطاق الأدب و الشعر و الغناء الأخبار الخاصة بذلک. وربما أمکن فقط القول إنه کان یأخذ علم الإنساب بجدیة أکبر، ویقدم علی التألیف فیه کمتخصص في هذا الأمر. وتدل سلاسل النسب الوافیة التي ذکرها في الأغاني و المقاتل بحدّ ذاتها علی تخصصه هذا. و فضلاً عن ذلک ینسب إلیه کتاب جمهرة النسب و أربعة کتب أخری في نسب القبائل العربیة الکبیرة (ظ: قسم آثاره في هذه المقالة).

وإضافة إلی اعتماد أبي الفرج الواسع و الشامل علی الروایات الشفهیة وسلاسل الأسانید الطویلة، لم یکن یعرض عن الکتب التي کانت في متناول یده أیضاً، وقد صرّح ابن الندیم بذلک (ص 128)، إلا أن النوبختي (تـ 402هـ) یقول غیر عابئ بروایاته: «کان أکذب الناس، یدخل سوق الوراقین و هي عامرة، فیشتري شیئاً کثیراً من الصحف و یحملها إلی بیته، ثم تکون روایاته کلها منها» (الخطیب، 11/399).

أما تخصص أبي الفرج الآخر فکان في الموسیقی، لکن علمه في هذا المضمار کان منحصراً بالمعرفة النظریة. ویبدو أنه لم یکن یملک صوتاً جمیلاً و لایعزف لحناً. وکانت معلوماته النظریة قد حصل علیها من الکتب العدیدة التي کانت في متناول یده: آثار إسحاق الموصلي؛ آثار أستاذه جحظة، و منها أخبار أبي حشیشة الذي کان قد قرأه علیه؛ الکتاب الذي کان أبوالفضل العباس بن أحمد بن ثوابة قد أعطاه إیاه (الأغاني، 10/141)، وحشد من الکتب الأخری. إلا أنه هو نفسه قد ذکر في بدایة الأغاني صراحة أنه اتبع طریقة إسحاق الموصلي بالتحدید في بیان کیفیة الأشعار و الأغاني، ذلک أن طریقته هي الرائجة علی عهده، لاطریقة أمثال إبراهیم بن المهدي و مُخارق و علّویه... (ن.م، 1/4-5). وکان له اعتداد خاص بهذا الموسیقي الکبیر الذي عاش قبله بحوالي قرن ونصف؛ والترجمة التي خصصها له (ن.م، 5/268 ومابعدها) هي بحدّ ذاتها کتاب وافٍ نسبیاً یبلغ 167 صفحة. انبری أبوالفرج في بدایة هذه الترجمة – خلافاً لطریقته المعهودة – للحدیث عن فضائله و علمه وزهده وفنه، واعتره وحید جمیع العصور (ن.م، 5/268-270)، إلا أنه بالمقابل لم یکن یتورع عن نقد أستاذه الآخر جحظة. ورغم أنه ألف کتاباً في حیاته و أخباره، إلا أنه قال مرة بعد نقله روایتین إنه اعتاد في کتاب الطنبوریین أن یسيء إلی أهل صناعة الموسیقی بأقبح الألفاة، بینما اللائق هو عکس ذلک (ن.م، 6/63).

وکان بإمکانه أن ینسجم أیضاً وأساتذة آخرین مثل حرمي بن أبي العلاء و إبراهیم بن زرزور و أبي عیسی ابن المتوکل، مع الموسیقی والموسیقیین في کثیر من الأماکن: في الحانات و مجالس الأعیان وفي دار أستاذه نفطویه الذي قیل إن جواریه المغنیات کنّ ذائعات الصیت (الزبیدي، 172؛ أیضاً ظ: خلف الله، 120-121)، وفي قصر آل المنجم وبشکل خاص مع یحیی بن علي بن المنجم الذي کان هو نفسه من أهل الشعر و الموسیقی. وقد کانت حصیلة هذه المعلومات عدة کتب فضلاً عن الأغاني، وعلی سبیل المثال أدب السماع المفقود حالیاً.

 

تلامذته

لاشک في أنه کان لأبي الفرج تلامذة کثر، لکن یبدو أن التدریس لم یکن حرفته. ومع کل هذا نجد أحیاناً أشخاصاً قرؤوا علیه کتاباً معیناً مثل شیخ أندلسي یدعی أبا زکریا یحیی کان قد قدم الشرق لاکتساب العلم وانضم إلی أبي الفرج، ورآه التنوخي في مجلس أبي الفرج (یاقوت، الأدباء، 13/129)، أو أبي الحسین ابن دینار الذي قال إنه قرأ علیه کتاب الأغاني بأسره (ن.م، 14/248)، وکذلک علي بن إبراهیم الدهکي (ن.م، 12/216-217). أما بقیة تلامذته فهم کما ذکرهم الخطیب البغدادي: الدار قطني وأبوإسحاق الطبري و إبراهیم بن مخلد ومحمد بن أبي الفوارس (11/398-399؛ أیضاً ظ: الذهبي، سیر...، 16/202).

والآخر من تلامذته أو رواته ممن لم یرد اسمه في المصادر بهذه الصفة، هو التنوخي صاحب نشوار المحاضرة و الفرج بعد الشدة. وقد روی في الکتاب الأخیر 6 مرات عن الأغاني و 43 مرة عن أبي الفرج نفسه (ظ: الشالجي، 1/10)، ویقول في أحد المواضع: في کتاب الأغاني الذي أجاز لي أبوالفرج روایته ... (الفرج، 4/3839. وقلما قلد تلامذة أبي الفرج أسالیب أستاذهم، فنحن نعرف مثلاً أن الدار قطني تبحر في علوم القرآن و الحدیث، لافي شعر المجون و الغناء.

 

شعره

یمکن القول استناداً إلی الأبیات الیسیرة التي بقیت من شعره إنه کان ینظم الشعر بسلاسة وعذوبة، ویذعن المتقدمون أیضاً بأسرهم بهذا الأمر (مثلاً ظ: الخطیب، 11/398). ویوقل الثعالبي: نری في آثاره رصانة شعر العلماء إلی جانب رقة شعر الظرفاء 03/109).

ومن مجموع أشعاره بقي 172 بیتاً موزعة علی 25 مقطوعة قصیرة وطویلة، نقل منها الثعالبي و یاقوت 21 مقطوعة، وابن شاکر مقطوعة طویلة تقع في 39 بیتاً (11/161- 162) وابن الطقطقی (ص 285-286) خمسة أبیات.و أورد هو نفسه في أدب الغرباء (ص 74، 98) مقطوعتین تقع کل منهما في 3 أبیات لم تردا في موضع آخر.

وشعره هو شعر المحدثین في العصر العباسي، فهو عندما یمتدح ابن المعتز و أسلوبه في نظم الشعر، تشعر أنه یتحدث عن الأسلوب المفضل لدیه. و هو یعلم أنه لامجال في بیئة بغداد حیث القصور الفخمة والندماء والجواري و زهور النرجس والبنفسج، لشاعر یبکي علی الأطلال و الأمن و ینبري لوصف الصحراء و الناقة و الغزال، أو أن یستخدم في شعره ألفاظاً صحراویة غریبة. وإن الإعجاب الذي أبداه أبوالفرج بابن المعتز (الأغاني، 10/274)، یظهر بذاته إلی أي مدی تأثر به. وربما أمکننا أن تتجاوز ذلک ونقول إن شعره – عندما یتناول الحیاة المادیة المعاشة – هو أکثر وقعاً من شعر ابن المعتز نفسه؛ فشعره نابع من صمیم القلب وصادق؛ یستقي المعاني و الألفاظ من واقع الحیاة ویهب شعره روحاً بواسطتها؛ لم یکن یتورع أحیاناً حتی عن استخدام بعض الألفاظ العامیة (یاقوت، الأدباء، 13/109)؛ لیس لأي من قصائده مقدمة؛ یفضل دائماً الدخول مباشرة في الغرض؛ حتی في القصیدة التي قیل إنها کانت تقع في 100 بیت والتي نظمت في هجاء البریدي، بدأ منذ البیت الأول بحملة شعواء سافرة علیه (ظ: ابن الطقطقی، 285-286؛ یاقوت، ن.م، 13/127-128).

کان أبوالفرج رجلاً سریع البادرة (الذهبي، میزان، 3/123)، ینتبه إلی عیوب الآخرین بسهولة ویستهزئ بهم بیسر، بحیث کان هجاؤه کما یقول یاقوت أجود من أشعاره الأخری، وکان الناس یخافون سلاطة لسانه (ن.م، 13/101). فهو مثلاً لم یتحمل مبالغة الجهني محتسب البصرة، بل أخجله أمام الجمیع (ن.م، 13/123- 124)، وکان یهجو حتی ولي نعمته الوزیر المهلبي کما مرّبنا (ن.م، 13/109).

ومع کل هذا فإن المقطوعتین اللتین نظمهما في الهر و الفأر (ن.م، 13/105-107) وفي رثاء الدیک هي في رأینا أجمل أشعاره. وقد أعجب رثاؤه للدیک ابن شاکر (ن.ص)، بحیث نقل جمیع أبیاته 39 لجمال الوصف ورصانة الکلام و عذوبة الألفاظ و بداعة المعاني.

 

نثره

یعتقد بلاشیر أن الحدیث عن أسلوب أبي الفرج امر لاطائل تحته، ذلک أن جمیع آثاره و خاصة کتابه الضخم الأغاني هي بأسرها روایات منقولة، و ما أضافه هو إلی هذه المجموعة لایتعدی العناوین أومایربط بین المقطوعات (ص 165). ومع ذلککله فإننا نجد بین ثنایا الروایات مقطوعات آسرة وذکیة بإمکانها أن تخلق في الذهن صورة واضحة نسبیاً عن أسلوبه، و من بین هذه الکتابات یمکن الإشارة إلی مقدمات کتبه وأقواله النقدیة الواردة في الأغاني و المقاتل و المدائح التي کالها مثلاً لإسحاق الموصلي و ابن المعتز و الحکایات التي أوردها في أدب الغرباء. ویلاحظ في هذه الآثار أنه لم یتأثر علی الإطلاق بمعاصریه المقتدرین: الصاحب و ابن العمید و المهلبي، بل قدّم مشاعره بلغة نقیة شفافة بصدق وإخلاص قل نظیرهما.

وأبوالفرج المتأثر جداً بتقالید کتّاب الأدب المثقفین، یسعی دائماً إلی الامتناع عنتقدیم آثار صعبة الفهم علی القارئ، بل علی العکس یشغله بحکایات جدیدة دائماً بسبب علمه أنه یکمن في طبیعة الإنسان حب التنقل من شيء إلی آخر، وأن الراحة هي في الانتقال من أمر معهود ومعروف إلی أمر جدید و غیر مألوف، ذلک أن کل مایؤمل نیله هو أحلی وقعاً في النفس مما هو حاصل فعلاً (الأغاني، 1/4؛ أیضاً ظ: بلاشیر، ن.ص). ومع ذلک فإنه کان یحمل عمله علی محمل الجد و یعتبر آثاره علمیة محضة، ولهذا السبب فقد کان دائماً یجعل روایاته متقنة من خلال أسانید رصینة ورواة مشهورین (عن أسانیده، ظ: ن.د، الأغاني)، أو من خلال إحالاته إلی کتب مثل آثار ثعلب و ابن الأعرابي وأبي عمرو الشیباني و ابن حبیب و السکري وآخرین (ظ: خلف الله، 196).

لکن یبدو برأیه في کثیر من المواضع أنه لاینبغي الاکتفاء بالنظر إلی واقع حیاة الناس و الحوادث التاریخیة، بل إن الترکیب الخرافي لروایة یمکنه أن یصبح مثاراً للاهتمام في حالة کونه خادعاً وجذاباً ویلبي حاجة الذوق الفني للظرفاء، وعلی هذا ینبغي أن یتمتع بتدعیم من أسانید رصینة، والدمثلة التي تعزز هذا الردي جمة، فمثلاً في مسألة موت لیلی الدخیَلیّة، لایعد روایة الأصمعي صحیحة، تلک التي تفید إنها ماتت أثناء عودتها من نیسابور، بل یفضل أن تمرّ لیلی برفقة زوجها علی أجمة فیها قبرتوبة حبیبها المتیّم و تحیي الحبیب، رغم لوم زوجها، وتطلب إلیه أن یرد علیها السلام من القبر کما و عدها في شعر له. و في تلک اللحظة أدی طیران بومة هلعة إلی أن یفزع بعیر لیلی إلی الحد الذي أسقط معه لیلی عن الهودج فماتت إلی جنب حبیبها. و یضیف أبوالفرج إلی هذه الأسطورة التي لاتصدق، أن هذه هي الروایة الصحیحة في موت لیلی (ن.م، 11/244). والمثال الآخر، الأساطیر المثیرة بشأن لیلی والمجنون التي ظهرت حوالي القرن 2 هـ ثم بدأت تترامي علی الدوام حتی وصلت إلی أبي الفرج (ن.م، 2/1- 96). ولاشک في أنه لاینظر إلی أي منها بوصفها واقعة حقیقیة، لکنه ینقلها بحذافیرها بکل شوق ودقة، لادافع له سوی ولعه بتألیف القصص (ظ: بلاشیر، 152). و هو یعلم أن أسطورة ملوک الیمن اختلقها یزید بن مفرغ (ظ: أبوالفرج، ن.م، 18/255)، إلا أنه لایمتنع عن ذکرها هي الأخری.

 

وفاته

أورد الثلاثة الذین کانت لهم علاقات بأبي الفرج، ثلاثة تواریخ مختلفة لوفاته: یقول تلمیذه ابن أبي الفوارس إنه توفي یوم 14 ذوالحجة 356، وإنه أصیب قبل وفاته بخلط (الخطیب، 11/400؛ أیضاً ظ: القفطي، 2/253). وقد وافق جمیع الکتّاب الذین تلوه تقریباً علی هذا التاریخ (مثلاً ابن خکلان، 3/309؛ أبوالفداء، 1/108؛ الذهبي، میزان، 3/123)، کما ذهب أغلب المعاصرین إلی ذلک. والتاریخ الثاني هو 357هـ الذي أورده أبونعیم، وقد قال إنه رأی أبا الفرج في سني شیخوخته ببغداد 02/22). وقد ذکر البعض الآخر أیضاً هذه السنة مع الشک فیها (مثلاً ابن خلکان، ن.ص). والتاریخ الثالث هو «360 ونیف» الذي أورده صدیقه ابن الندیم (ص 128) و حظي باهتمام أقل، إلا أنه یبدو أکثر صحة من بقیة التواریخ. وقد أدرک یاقوت هذا المر لأول مرة، ولکنه لم یبد رأیاً جازماً بشأنه. وقد نقل عن حاشیة کتبها ناسخ مخطوطة أدب الغرباء التي کانت بحوزته، حکایة تقول إن أبا الفرج قال في ذلک الکتاب إنه قرأ خلال فترة حکم معز الدولة شیئاً مدوناً علی قصره في الشماسیة، ثم عاد إلیه سنة 362هـ فوجد أطلاله هذه المرة (الأدباء، 13/95-96؛ أیضاً ظ: أبوالفرج، أدب، 88). و علی هذا یغدو التاریخ الذي ذکره ابن الندیم أکثر احمالاً (عن تاریخ وفاته، ظ: خلف الله، 16-21؛ المنجد، 10-14).

 

آثاره

یبلغ مجموع الآثار التي نسبت إلیه 28 کتاباً، یوجد منها 4 کتب فقط، وأهم الذین أوردوا ثبتاً بآثاره هم: ابن الندیم (ن.ص)، و الثعالبي (3/109)، والخطیب البغدادي (11/398)، والشیخ الطوسي (ص 223-224)، ویاقوت (ن.م، 13/99-100)، وابن خلکان (3/308)، والقفطي (2/252). ویمکن تقسیم کتبه بحسب موضوعاتها علی الشکل التالي:

 

ألف- الآثار الخاصة بالأغاني و الألحان و المغنین والأشعار والأخبار ذات العلاقة بهم: 1. الأغاني، لما کان هذا الکتاب یعدّ أکبر أثر في مجال الأدب والموسیقي و یتمیز بمزایا استثنائیة أحیاناً، فإنه یُبحث بشکل قائم بذاته (ظ: ن.د، الأغاني)؛ 2. مجرد الأغاني. أشار أبوالفرج نفسه إلی هذا الکتاب (ظ: الأغاني، 1/1)؛ 3. الإماء الشواعر، طبع سنة 1983م في بغداد بتحقیق یونس أحمد السامرائي و نوري حمودي القیسي. ویحتمل أن تکون أشعار الإماء والممالیک (ظ: ابن الندیم، ن.ص)، والممالیک الشعراء (یاقوت، ن.م، 13/99)، عناوین مصحّفة لنفس هذا الکتاب؛ 4. کتاب الخمّارین و الخمّارات؛ 5. الأخبار والنوادر؛ 6. أدب السماع؛ 7. أخبار الطفیلیین؛ 8. مجموع الآثار والأخبار؛ 9. کتاب القیان، ذکر حاجي خلیفة کتاباً لأبي الفرج تحت عنوان نزهة الملوک و الأعیان في أخبار القیان و المغنیات الدواخل الحسان (2/1947)، یحتمل أن یکون هو نفس هذا الکتاب؛ 10. دعوة النجار، أو دعوة التجار (ظ: م.ن، 1/756)؛ 11. کتاب الغلمان المغنین؛ 12. کتاب عن النغمات، أشار هو إلیه (ظ: ن.م، 10/97)؛ 13. رسالة عن الغناء ذکرها هو (ظ: ن.م، 5/270)؛ 14. الدیارات، وقد کانت الأدیرة تعتبر منذ القرون الهجریة الأولی مراکز للتسلیة بشکل أکبر، ولهذا السبب کان مؤلفو کتب الدیارات ینبرون بعد تعیین مکان الدیر لذکر الأخبار و الأشعار التي کانت قد أُلفت عنه. ویبدو أن أول کتاب ألف في هذا الباب قبل کتاب أبي الفرج هو الحیرة و تسمیة البیع و الدیارات لهشام الکلبي، وبعده ألف دیارات أبي الفرج، لکن کتّاب القرن 4 هـ أبدوا إقبالاً واسعاً علی هذا الموضوع بحیث ألفت 5 کتب أخری في نفس الفترة: کتاب الدیرة للسري الرفّاء؛ الدیارات لأبي بکر محمد و أبي عثمان سعید الخالدیین؛ کتاب الدیارات الکبیر للشمشاطي؛ کتاب الدیرة لمحمد ابن الحسن النحوي. والأهم منها جمیعاً الدیارات للشابشتي (تـ 388هـ). والعجیب أن الشابشتي لم یشر أیة إشارة إلی أبي الفرج وکأنه لم یکن علی علیم إطلاقاً بکتابه (عن هذه الکتب، ظ: عواد، 36-42). وکتاب أبي الفرج لیس في متناول الید الآن، ولیس معلوماً أن تکون المخطوطة المحفوظة في مکتبة برلین تحت نفس العنوان (آلوارت، رقم 8321) هي نفسها التي لأبي الفرج، لکن مما لاشک فیه أن الکتاب کان في ید یاقوت، ذلک أنه أحال إلیه مراراً في معجم البلدان (ظ: البلدان، 2/654، 667-668، مخـ). وقد جمع جلیل العطیة ماورد في المصادر من هذا الأثر و طبعه في بیروت (1991م) تحت عنوان الدیارات.

الصفحة 1 من4

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: