الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / التاریخ / أبوالفضل الشیرازي /

فهرس الموضوعات

أبوالفضل الشیرازي

أبوالفضل الشیرازي

تاریخ آخر التحدیث : 1443/1/9 ۲۳:۱۲:۱۶ تاریخ تألیف المقالة

أَبوالْفَضْلِ الْشّیْرازيّ، العباس بن الحسینبن عبد بن فاخر (۳۰۳-۳۶۲هـ/ ۹۱۵-۹۷۳م)، وزیر لأمیرین من الأمراء البویهیین في العراق. لانعرف عن تاریخ أسرته سوی ماقیلمن أن جده فاخراً کان رفّاءً. ولد أبوالفضل في شیراز. ویبدو أنه لم یأخذ نصیبه الکافي من العلم، إلا أنه کان معروفاً لدی الأمراء البویهیین بمکانته الرفیعة وکفاءته في تدبیر الأمور، فکانوا یدعونه بـ «الشیخ».

واستناداً إلی ماکتبه الحصري (ص ۳۳۲-۳۳۵) توجه أبوالفضل إلی بغداد بدعوة معزالدولة أحمد بن بویه بعد أن استولی علیها (۳۳۴هـ/۹۴۶م). وتشیر هذه الروایة إلی أنه کان قیل ذلک في خدمة معز الدولة في فارس، وبطبیعة الحال فهذا القول أکثر صحة مما ورد من أنه دخل بغداد برفقة معزالدولة (ظ: الهمداني، ۲۰۴).

تزوّج أبوالفضل في ۳۴۹هـ/ ۹۶۰م من ابنة أبي محمدحسن بن محمد المهلبي (ظ: ن.د، ۱/۶۶۰) وزیر معزالدولة، مما أدی إلی تمتعه بنفوذ ومکانة أرفع من أقراته لدی الوزیر (أبوعلي مسکویه، ۲/۱۸۱؛ الهمداني، ن.ص). و في ۳۵۲هـ حینما کان المهلبي یتأهب في البصرة للهجوم علی عمان، کان أبوالفضل في بغداد مع أبي الفرج محمد بن العباس بن فسانجس (تـ ۳۴۲هـ) نائب الوزیر. وقد أدی تباطؤ المهلبي في اکتساح عمان إلی غضب الأمیر الدیلمي، فاستدعاه إلی بغداد، إلا أن المهلبي مرض في الطریق وتوفي في شعبان مننفس السنة. و عندما بلغ الخبر بغداد، اعتقل أبوالفضل الشیرازي و أبوالفرج ابن فسانجس أسرته واقتادوها إلی معزالدولة وأشبعوها تعذیباً لتدلي بموضع أمواله (أبوعلي مسکویه، ۲/۱۹۶-۱۹۸؛ الهمداني، ۱۸۴-۱۸۵؛ التنوخي، ۴/۴۹-۵۱، ۱۲۳). ثم سلّم معزالدولة زمام الأمور إلی أبي الفضل الشیرازي و أبي الفرج ابن فسانجس دون أن یمنحهما لقب الوزیر.

وفي سنتي ۳۵۴ و ۳۵۵هـ أعدّ أبوالفضل الشیرازي مأدبتین باهضتین فاخرتین لمعزالدولة بعد إنفاقه الملایین من الدراهم عساه یستمیله فیخصه بالوزارة (الحصري، ۳۳۳-۳۳۵؛ الهمداني، ۲۰۴-۲۰۵). وفي ۳۵۵هـ أمر معزالدولة أبا لافضل بمقاتلة عمران بن شاهین، إلا أنه لم یحقق شیئاً، وانتهی الأمر بینهما إلی الصلح بعد وفاة معزالدولة في السنة التالیة (أبوعلي مسکویه، ۴/۲۱۸، ۲۳۱).

وتولی السلطة بعد معزالدولة ابنه عزالدولة أبومنصور بختیار، فسعی خلافاً لوصیة أبیه إلی بث الفرقة بین أبي الفضل و أبي الفرج لیتمکن من الاستیلاء علی ثروة أحدهما بواسطة الآخر. وفي هذه الأثناء انتهز أبوالفضل بمساعدة شیرزاد بن سرخاب، الکاتب الإیراني لبختیار، غیبةَ أبي الفرج الذي کان موجوداً في عمان، فسعی لاکتساب الوزارة، وتولاها بعد قبول شروطها، ومنها تنظیم أمور جندالترک و الدیلم (أبوعلي مسکویه، ۲/۲۳۴-۲۳۵، ۲۳۶-۲۳۸، ۲۴۰-۲۴۲؛ الهمداني، ۱۹۹). وحینئذ کُلّف بقمع الحبشي شقیق بختیار الذي امتنع بإیعاز من حاشیته عن إرسال خراج البصرة إلی بغداد، فهزمه مکراً و اعتقله و من معه من أفراد أسرته و المقربین إلیه، وصادر أموال الکثیر منهم. وقد أدّی انتصاره هذا إلی ازدیاد نفوذه وهیمنته علی الأمور (أبوعلي مسکویه، ۲/۲۴۲-۲۴۷).

وفي ۳۵۸هـ بُعید نفي شیرزاد بن سرخاب، أو في ۳۵۹هـ (م.ن، ۲/۲۶۰؛ الهمداني، ۲۰۴) خُلع أبوالفضل من الوزارة، ثم سجن وصودرت أمواله. وقد کان من مدعاة عزله سعایة شیرزاد لدی بختیار ضده إذ کان یراه عامل نفیه، واتفاق أعدائه علیه کأبي قرة الحسین بن محمد القنّائي (عامل واسط و سبکتکین الحاجب و أبي الفرج ابن فسانجس (أبوعلي مسکویه، ۲/۲۵۷-۲۶۳).

وقد تولی أبوالفرج وزارة بختیار بعد تعهده بمصادرة ۹,۰۰۰,۰۰۰ درهم من أموال أبي الفضل و عمّاله إلا أنوزارته لم تدم طویلاً لاختلافه مع أبي قرة، فهیاً الأخیر مقدمات عزله و تعیین أبي الفضل الشیرازي ثانیة محله. و اعتُقل أبوالفرج بأمر بختیار في شعبان ۳۶۰/ حزیران ۹۷۱ حینما کان في الأهواز و صودرت أمواله. قیل إن وزارته دامت ۱۳ شهراً و ۳ أیام (م.ن، ۲/۲۶۳-۲۶۹، ۲۸۳؛ الهمداني، ۲۰۸؛ التنوخي،۲/۲۲۰).

وبعدها توجه أبوالفضل بأمر بختیار إلی جامدة لمحاربة عمران بن شاهین، و استطاع بعد قتال دام سنة أن یحقق بعض الانتصارات (أبوعلي مسکویه، ۲/۲۹۶؛ الهمداني، ۲۰۹). ثم أمضی ماتبقی من فترة وزارته في مواجهة منافسیه. وفي نفس تلک السنة و بأمر منه صودرت أموال أبي قرة وقُتل (أبوعلي مسکویه، ۲/۲۸۷-۲۸۹؛ الهمداني، ن.ص). وإثر إقدام سبکتکین الحاجب علی إطلاق سراح أبي الفرج ثم إخفائه، احتال أبوالفضل للقضاء علی نفوذ الحاجب، فدعا بختکین آزادرویه إلی واسط لیحله محل سبکتکین بثاً للفرقة بین الأتراک، إلا أن حیلته هذه لم تجده نفعاً (أبوعلي مسکویه، ۲/۲۹۲-۲۹۳).

وفي ۳۶۱هـ ذثر هجوم الروم علی التخوم الإسلامیة واحتلال نصیبین، هرع الناس و أمراء تلک النواحي إلی بختیار في الکوفة و ألحّوا علیه بجهاد الکفار، فأوفد محمد بن بقیة إلی بغداد للوساطة بین أبي الفضل وسبکتکین و أمرهما بتعبئة الناس للجهاد، إلا أن إجراءه هذا قد تمخّض عنه حدوث فوضی في بغداد، وعمَّ نهب وقتل أهالیها علی ید الأتراک والشطار. وفي هذه الدثناء طالب أبوالفضل باسم بختیار الذي کان قد عاد إلی بغداد، الخلیفة المطبع لله بالمال، متذرعاً بتأمین نفقات الجهاد، فامتنع الخلیفة في البدء عن دفع المال، لکنه اضطرّ أخیراً ذلی دفع ۴۰۰,۰۰۰ درهم. وقد أدی إقدام الوزیر علی مصادرة أموال الناس لتأمین نفقات الجیش و تکالیف بختیار و حاشیته، إلی إغلاق السوق وحدوث أزمة اقتصادیة واتساع نطاق الفوضی وازدیاد عملیات القتل و النهب. کما أن إحراق السوق و محلة الکرخ التي یقطنها الشیعة علی ید أحد غلمان أبي الفضل السنیین – والذي تم کما یبدو ثأراً لمقتل أحد مأموریه – قد أدی إلی مبادرة الناس بلعن الوزیر في لامساجد، مما هید الدجواء لسقوطه. وقیل إن في هذا الحریق الرهیب قد قُتل ۱۷,۰۰۰ شخص وتهدم ۳۲۰ بیتاً و۳۰۰ دکاناً و ۳۳ مسجداً وعدد من الحمامات (م.ن، ۲/۳۰۳-۳۰۹؛ الهمداني، ۲۱۰-۲۱۱؛ ابن الأثیر، ۸/۶۱۸- ۶۱۹، ۶۲۸)، وإن یبدو مبالغاً فیه. ویؤکد غیفن [۱](ظ: إیرانیکا، I/291) علی أن تدخل الوزیر في هذه الحادثة، لابد و أن یُقیّم من خلال فهم ملابسات الصراعات الطائفیة في بغداد و الکرخ آنذاک (علی سبیل المثال، ظ: أبوعلي مسکویه، ۲/۳۰۶؛ الهمداني، ۱۸۷).

وإثر هذه الفتنة، غَزل أبوالفضل الشیرازي أبا أحمد الموسوي عن نقابة الشیعة، فانضمب إلی صف أعدائه. و في ۳۶۲هـ حرّض أبونصر، الشهیر بابن السرّاج (أحد الأشرار المعروفین) و محمد بن أحمد الجرجرائي، و هما من أعداء أبي الفضل، ابنَ بقیة (ن.ع) رئیس تشریفات بلاط بختیار و لامقرب لدیه علی عزل الوزیر، فحصلوا علی موافقة بختیار بمساعدة سبکتکین، واعتُقل أبوالفضل في ۶ ذي لاحجة من السنة نفسها و صودرت أمواله، ثم اقتید إلی الکوفة علی ید محمد بن عمر بن یحیی العلوي، وتوفي في السجن بعد فترة، وقیل إنه مات مسموماً (أبوعلي مسکویه، ۲/۳۰۹، ۳۱۱، ۳۱۳؛ الهمداني، ۲۱۲؛ ابن الأثیر، ۸/۶۲۸-۶۲۹).

ولم یکن مصیر زوجته زینة ابنة المهلبي بأفضل منه، فقد اختفت بعد اعتقاله ودعوة بختیار لها للزواج منها، ثم عُثر علی جثتها في إحدی حارات بغداد بُعید مایئس مأمورو بختیار من مساعیهم المضنیة للعثور علیها (الحصري، ۳۳۶).

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ أبوعلي مسکویه، أحمد، تجارب الأمم، تقـ: آمد روز، القاهرة، ۱۳۳۳هـ/ ۱۹۱۵م؛ التنوخي، المحسن، نشوار المحاضرة، تقـ: عبود الشالجي، بیروت، ۱۳۹۱هـ/ ۱۹۷۱م؛ الحصري، إبراهیم، جمع الجواهر في الملح و النوادر، تقـ: علي محمد البجاوي، القاهرة، ۱۳۷۲هـ/ ۱۹۵۳م؛ الهمداني، محمد، تکملة تاریخ الطبري، تقـ: آلبرت یوسف کنعان، بیروت، ۱۹۶۱م؛ وأیضاً:

Iranica.

 محمدعبدعلي/ خ.