الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / أبوثور /

فهرس الموضوعات

أبوثور

أبوثور

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/20 ۲۰:۲۲:۵۲ تاریخ تألیف المقالة

أَبوثَور، إبراهیم بن خالد بن أبي الیمان الکلبي (تـ 240هـ/854م)، فقیه بغدادي، أحدث لنفسه مذهباً مستقلاً. ویقال: کُنیته أبوعبدالله (المزي، 2/81). أوردت بعض المصادر أنه ولد في حدود سنة 170هـ/786م (ظ: الذهبي، 12/73-74). أخذ الحدیث عن کبار المحدثین أمثال سفیان بن عیینة وسعید بن منصور وإسماعیل بن عُلَیّة و وکیع بن الجراح وعبدالرحمان بن مهدي (ابن أبي حاتم، 1(1)/98؛ المزي، ن.ص)، والفقه عن فقهاء بغداد من أتباع أبي حنیفة (الخطیب، 6/67-68). وعندما قدم الشافعي بغداد (195هـ) لزم درسه و درس علیه کتاب الشافعي القدیم (ن.ص). کان أبو ثور یحظی باحترام معاصریه إلی حدّ قال فیه فقیه کأحمد بن حنبل: هو عندي في مصاف سفیان الثوري. وطبقاً لروایة: سُئل أحمد بن حنبل عن مسألة فقهیة، فقال سل أبا ثور (م.ن، 6/66-68؛ أبوإسحاق الشیرازي، 101-102). وعدّه کل من النسائي وابن حبان والخطیب البغدادي ثقة في الحدیث، و قد وردت روایاته في کتب الحدیث المعتمدة مثل سنن أبي داود و سنن ابن ماجة (ظ: ابن حبان، 8/74؛ الخطیب، 6/65-66؛ المزي، 2/80).

سمع منه محدثون مشهورون أمثال أبي داود السجستاني وابن ماجي القزویني وأبي حاتم الرازي وأبط القاسم البغوي (ظ: ابن أبي حاتم، ن.ص؛ المزي، 2/81). ورغم مکانته في الحدیث، اشتهر بصفته فقیهاً أکثر من کونه محدثاً (العبادي، 22). وممن تفقه علیه: داود بن علي الأصفهاني مؤسس الفق الظاهري، والجنید البغدادي الصوفي المشهور، وعبید بن خلف البزّاز (أبوإسحاق الشیرازي، 102؛ السلمي، 141؛ الهجویري، 161؛ ابن الندیم، 265). وقف أبوثور أثناء دراسته علی المدارس الفقهیة المختلفة لأصحاب الحدیث وأصحاب الرأي وعلی المذهب الشافعي، إلا أنه أحدث لنفسه مذهباً مستقلاً یقرب من المذهب الشافعي من جهة، وأصحاب الحدیق من جهة أخری. وهو أحد أربعة رواة لکتاب الشافعي القدیم (النووي، 1(2)/200)، وقد نقل عن الشافعي غرائب حظیت باهتمام الکتّاب المتأخرین (مثلاً ظ: العبادي، ن.ص؛ ابن هبیرة، 1/60، مخـ؛ السبکي، 2/78-80). وکان قد صنّف کتاباً أورد فیه اختلاف مالک والشافعي وذکر مذهبه في ذلک و هو أکثر میلاً إلی الشافعي (ابن عبدالبر، 107). ومع ذلک لم یتفق أبو ثور مع الشافعي في مسائل، وخالفه في أشیاء (ظ: ابن الندیم، ن.ص)، ولهذا السبب لایعدّ کتّاب الشافعیة، بصورة عامة، آراءه التي تفرد بها وجهاً في مذهبهم (ظ: النووي، 1(2)/200-201؛ السبکي، 2/77). وکان أبو ثور یمیل في مثل هذه المسائل التي خالف فیها الشافعي إلی أصحاب الحدیث، ولاسیما إلی آراء أبي عبید (ظ: المروزي، 108، 146، مخـ)، إلا أنه کان یقف أحیاناً إلی جانب أصحاب الرأي (مثلاً ظ: م.ن، 180، 235). والواقع – کما أشار بعض السلف – فإن فقه أبي ثور منزلة بین فقه الروایة وفقه الدرایة (ظ: الخطیب، 6/65).

ولدی دراسة بعض مواضع الاختلاف بین أبي ثور و سائر الفقهاء، یمکننا اعتبار رأیه الخاص ناجماً عن اعتماده القرآن الکریم. وفي مسائل أمثال رضاع الأم ولدها، والحلف بالعتاق، وقطع یدکل من سرق، یستنبط أبوثور حکماً کلیاً من القرآن الکریم ثم یعتبر موضوع المسألة من مصادیق ذلک الحکم الکلي، وبعدها یبدي رأیه الخاص حول تلک المسألة (ظ: المروزي، 154-155، 219، 223)، کما نجده أحیاناً یبدي في مسألة رأیاً یخالف آراء سائر الفقهاء لاعتماده حدیثاً خاصاً (مثلاً ظ: م.ن، 111، 158). دوّن أبو ثور آراءه في کتاب مفصل حذا فیه حذو مصنفات الشافعي. وقد أورد ابن الندیم أقساماً من هذا المصنف و هي: «کتاب الطهارة»، «کتاب الصلاة»، «کتاب الصیام» و «کتاب المناسک» (ن.ص).

احتلت آراء أبي ثور موقعاً في کتب الفقه اللاحقة، ونقل آراءه کل من المروزي في اختلاف العلماء (ص 24-25، مخـ)، والطبري في اختلاف الفقهاء (ص 35، مخـ)، وابن منذر في الإجماع (ص 24، 35)، وابن حزم في المحلّی (1/94، 102، مخـ)، والطوسي في الخلاف (1/21، 65، مخـ)، وابن رشد في بدایة المجتهد (1/8، 10، مخـ)، حتی إن الفضل بن شاذان النیسابوري العالم الإمامي (تـ260هـ) فهرسَ في کتابٍ آراء أبي ثور إلی جانب آراء الشافعي و داود الأصفهاني والفقهاء الاخرین، دُعي فیما بعد بکتاب الدیباج (الطوسي، الفهرست، 125). ورجح محمد بن نصر المروزي (تـ 294هـ) في مواضع عدیدة من کتابه، مذهب أبي ثور علی آراء سائر الفقهاء (ظ: ص 155، 172، مخـ). وأورد ابن الندیم (ن.ص) أسماء بعض أصحابه المتقدمین أمثال أبي جعفر أحمد بن محمد العیالي و منصور بن إسماعیل المصري و نسب إلیهما آثاراً في الفقه. و علی حد تعبیر ابن زولاق و ابن یونس المؤرخین المصریین، کان القاضي أبوعبید ابن حربویه البغدادي (تـ 319هـ) – الذي تولی منصب قاضي القضاة بمصر – علی مذهب أبي ثور مدة (ظ: الذهبي، 14/537-538). وحسب روایة ابن الندیم (ن.ص) کان مذهب أبي ثور في النصف الثاني من القنر 4هـ/10م هو المذهب الغالب في آذربیجان وأرمینیة. لکن لابد من التنویه بأن المقدسي الذي استعرض مذاهب أهالي آذربیجان وأرمینیة في تلک الفترة الزمنیة التزم الصمت إزاء ذلک (ص 378-379).

 

المصادر

ابن أبي حاتم، عبدالرحمان، الجرح و التعدیل، حیدرآبادالدکن، 1371هـ/ 1952م؛ ابن حبان، محمد، الثقات، حیدرآبادالدکن، 1402هـ/1982م؛ ابن حزم، علي، المحلي، بیروت، دار الافاق الجدیدة؛ ابن رشد، محمد، بدایة المجتهد، بیروت، 1406هـ/ 1986م؛ ابن عبدالبر، یوسف، الانتقاء، بیروت، دارالکتب العلمیة؛ ابن المنذر، محمد، الإجماع، تقـ: عبدالله عمر البارودي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ ابن هبیرة، یحیی، الإفصاح عن معاني الصحاح، حلب، 1366هـ/1947م؛ أبوإسحاق الشیرازي، إبراهیم، طبقات الفقهاء، تقـ: خلیل المیس، بیروت، دارالقلم؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الذهبي، محمد، سیر أعلام النبلاء، تقـ: شعیب الأرنؤوط وآخرون، بیروت، 1406هـ/1986؛ السبکي، عبدالوهاب، طبقات الشافعیة الکبری، تقـ: عبدالفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناحي، القاهرة، 1383هـ/1964م؛ السلمي، محمد، طبقات الصوفیة، تقـ: بدرسن، لیدن، 1960م؛ الطبري، محمد، اختلاف الفقهاء، بیروت، دارالکتب العلمیة؛ الطوسيي، محمد، اخلاف، قم، 1403هـ/ 1983م؛ م.ن، الفهرست، النجف، المکتبة المرتضویة؛ العبادي، محمد، طبقات الفقهاء الشافعیة، تقـ: یوستافیتستام، لیدن، 1964م؛ المروزي، محمد، اختلاف العلماء، تقـ: صبحي السامرائي، بیروت، 1406هـ/1986م؛ المزي، یوسف، تهذیب الکمال، تقـ: بشار عواد معروف، بیروت، 1404هـ/1984م؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، تقـ: دي خویه، لیدن، 1906م؛ النووي، یحیی، تهذیب الأسماء و اللغات، القاهرة، إدارة الطباعة المنیریة؛ الهجویري، علي، کشف المحجوب، تقـ: جوکوفسکي، لینینغراد، 1344هـ/1926م.

قسم الفقه و علوم القرآن و الحدیث/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: