الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / العلوم / ابن الهیثم /

فهرس الموضوعات

ابن الهیثم

ابن الهیثم

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/15 ۱۷:۲۵:۰۹ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الهَیثَم، أبوعلي الحسن (محمد؟) بن الحسن (الحسین؟) ابن الهیثم البصري، عالم مسلم بارزفي الریاضیات و أکبر فیزیائي و عالم بصریات في القرن 4 هـ / 10م، اشتهر في الاثار اللاتینیة للقرون الوسطی بآفنتان أو آفناتهان و في الأغلب بآلهازن.

حیاته و آثاره: رغم شهرة ابن الهیثم الواسعة فإنه لیس لدینا معلومات تفصیلیة عن مراحل حیاته المختلفة و خاصة دراسته وأساتذته، ومانعلمه بهذا الشأن غالباً هو الروایات التي نقلها بعده بثلاثة قرون تقریباً، القفطي (تـ 646هـ/1248م) عن یوسف الفاسي (تـ 624هـ/ 1227م) (ص 167)، والتي تتناقض أحیاناً مع ما أورده بعده بقلیل ابن أبي أصیبعة (تـ 668هـ/1270م) بمزید من التفصیل اعتماداً علی ماکتبه ابن الهیثم نفسه، و مع روایات البیهقي و الشهرزوري أیضاً.

کان ابن الهیثم في الأصل من البصرة (الفطي، 165؛ ابن أبي أصیبعة، 2/90). ومع الأخذ بنظر الاعتبار أنه کتب في 417هـ/1026م وهو في الثالثة و الستین من عمره رسالة کان ابن أبي أصیبعة قد رآها بخط یده (2/91)، فینبغي أن یکون قد ولد في 354هـ، ووفقاً لروایة ابن أبي أصیبعة فإن ابن الهیثم – وکما أشار هو نفسه إلی ذلک – بعد مشاهدته اختلاف الناس في سبل الوصول إلی الحقیقة، انبری لدراسة الآراء والعقائد المختلفة لبلوغ سبیل آمن إلی الحق؛ وحینما لم یحظ من شيء منها بطائل اتجه أخیراً إلی الاعتقاد بأنه لایمکن الوصول إلی الحق إلا عن طریق العلم الذي عنصره الأمور الحسة وصورته الأمور العقلیة، أي الطبیعیات والإلهیات و المنطق (2/91-92). ویبدو أنه شحذ همته بعد ذلک لدراسة العلوم الطبیعیة و الفلسفیة، رغم أنه لم یشر إلی مراح لدراسته إطلاقاً.

واستناداً إلی روایة علم‌الدین قیصر بن أبي القاسم المهندس فإن ابن الهیثم کان له في البصرة منصب دیواني عُبر عنه بوزرارة البصرة خلال السنوات التي کانت فیها تحت سیطرة البویهیین في العراق، ولما کانت نفسه تمیل إلی العلم أکثر من ذلک العمل، تظاهر أخیراً بالجنون حتی عزلوه، فسافر بعد ذلک إلی مصر (م.ن، 2/90). وطبقاً لقول القفطي (ص 166-167) فإن سفر ابن الهیثم إلی مصر تمّ بتشجیع ووعود من الحاکم الفاطمي حاکم مصر. ولیس مستبعداً أن یکون ابن الهیثم قد فکر أصلاً بذلک التمهید أملاً في تنفیذ مشروعه لتنظیم میاه النیل والتمتع بعطاء الحاکم، ذلک أنه حسب روایة القفطي فإن الخلیفة الفاطمي بعد اطلاعه علی ذلک المشروع أرسل إلیه مالاً وأرغبه في السفر إلی مصر. فلما وصل ابن الهیثم تلک الدار خرج الخلیفة بنفسه الستقباله و أکرمه. و بعد فترة قلیلة شرع علی رأس فریق من المهندسین في دراسة النیل و مجراه في أعالي جنوب مصر، إلا أنه بعد مشاهدته الآثار والأبنیة التي کان المصریون قد أقاموها علی أساس خطط هندسیة دقیقة أدرک أنه لوکانت الخطة التي تجول في ذهنه ممکنة التحقیق لسبقه إلیها العلماء المصریون المهرة بالهندسة و الریاضیات.

وقد دعمت دراسته لکیفیة مرتفعات أسوان التي یمر النیل منها ما استنتجه آنفاً. فاعترف أمام الخلیفة بفشله، ویبدو أن الخلیفة لم یبدِ ردّ فعل عنیفاً. لکن یبدو أنه کان قد غضب لهذا الفشل إلی الحد الذي عین فیه ابن ابن الهیثم بوظیفة دیوانیة بدلاً من تعیینه في مکان مثل دار الحکمة بالقاهرة إلی جانب أشخاص مثل ابن یونس المنجم. ورغم أن ابن الهیثم رضخ لذلک العمل خوفاً من الحاکم السفاک، إلا أنه وجد – للتخلص من ذلک – الحیلة في التظاهر بالجنون مرة أخری. ولذا فقد صادر الخلیفة أمواله وعیّن قیماً علیه وسجنه في بیته. ولما مات الحاکم (411هـ/ 1020م) تخلی ابن الهیثم عن التظاهر بالجنون، فأطلق سراحه واستردّ أمواله، فأقام في القاهرة قرب الأزهر وأمضی بقیة حیاته في التدریس والتألیف. وکان یقیم أوده عن طریق نسخ الکتب (ابن أبي أصیبعة، 2/91).

ویری البیهقي أن ابن الهیثم کتب رسالة في تنظیم میاه النیل و ذهب إلی مصر، إلا أن الحاکم و منذ أول و صوله و بعد مناقشة الخطة المذکورة اعتبرها قلیلة الفائدة، باهظة التکالیف، وعامله بخشونة. ولخوفه من الخلیفة هرب ابن الهیثم إلی الشام و أقام عند دحد أمرائها. ورغم سخاء ذلک الدمیر فقد قنع بالقلیل و انهمک بشکل متواصل في الأعمال العلمیة (ص 78)، لکن الشهرزوري (2/30) وبعد تکراره کلام البیهقي، نقل روایة أخری مفادها أن ابن الهیثم کان یعیش أولاً في الشام وقد ذهب منهناک إلی مصر. و من جهة أخری، یبدو أن ابن الهیثم لم یمکث بقیة حیاته في القاهرة بعد موت الحاکم، ذلک أنه یستفاد من الجواب الذي رد به علی سؤال هندسي في 418 هـ ببغداد (ابن أبي أصیبعة، 2/97) أنه کان ببغداد في تلک السنة علی الأقل، لکنه عاد إلی مصر مرة أخری، إذ إن القاضي أبا زید عبدالرحمان بن عیسی شاهده في تلک الدیار سنة 430هـ/1039م (صاعد الأندلسي، 60).

ولیس لدینا علم بتاریخ وفاة ابن الهیثم، الذي اعتبره أغلب الکتّاب في حدود 430هـ أو بعدها بمدینة القاهرة (مثلاً: ابن العبري، 183). وذکّر القفطي (ص 167) أنه شوهدت رسالة بخط یده کتب علیها تاریخ 432هـ. وطبقاً لقول البیهقي (ص80) فإنه لما اشتد به مرضه و علم أن أجله دنا اتجه إلی القبلة وذکر الله وأسلم الروح.

نبغ ابن الهیثم في عص بعد أرقی فترات ازدهار العلوم في الحضارة الإسلامیة، وقد استفاد من التراث العلمي الثرّ الذي وجد طریقه من الحضارات القدیمة إلی العالم الإسلامي و جری شرحه وتفسیره علی أیدي علماء بارزین.

وینبغي اعتبار ابن الهیثم طلیعة العلماء أصحاب التجارب بکل مافي هذه الکلمة من معنی، ذلک أنه کان یستفید في نظریاته العلمیة و خاصة في أبحاث البصریات و مسألة الإبصار بشکل صحیح من الاستقراء والتمثیل والقیاس. وکما قیل فإنه کانت له نظرة أوسع وأعمق من فرنسیس بیکون فضلاً عن تقدمه علیه زمنیاً (نظیف بک، 1/31-33). وذضافة إلی علمه بالریاضیات و البصریات فقد کان بارعاً في فنونٍ مثل الکلام و مابعد الطبیعة والمنطق والأخلاق و الأدب و الموسیقی، وکان خبیراً بأصول صناعة الطب و قوانینها وأمورها الکلیة، إلا أنه لم یباشر أعمالها و لم تکن له تجربة بالمداواة (ابن أبي أصیبعة، 2/90، 92، 93). وقد لقبه البیهقي ببطلمیوس الثاني و تحدث عن زهده و تدینه (ص 77، 79؛ أیضاً ظ: ابن أبي أصیبعة، 2/90).

ولانعرف من بین تلامیذه علی مدی السنوات التي انهمک فیها بالتدریس سوی اثنین فحسب: أبوالوفاء المبشر بن فاتک العالم المصري الشهیر الذي درس الریاضیات علی ابن الهیثم (م.ن، 2/98)، وأحد کبار شخصیات مدینة سمنان المدعو سرخاب (سهراب) الذي تتلمذ علیه طیلة 3 سنوات کان الأستاذ یتقاضی منه کل شهر 100 دینار، لکنه حین أتم دراسته أعاد له ابن الهیثم کل ما استوفاه منه و قال له إنه کان یقصد بذلک اختبار إخلاص التلمیذ في اکتساب العلم (البیهقي، 78-79).

کان ابن الهیثم جید المعرفة باللغة العربیة و ذا خط جمیل (ابن أبي أصیبعة، 2/90). وکانت الکتب التي یستنسخها تمتاز – إضافة إلی جمال خطها – بدقة علمیة عالیة أیضاً، وکان طلابها یدفعون مبالغ کبیرة لقاء اقتنائها (القفطي، ن.ص).

آثاره: رغم دن ابن الهیثم یعد من العلماء المکثرین من التألیف، إلا أن حجم اکلثیر من آثاره في مختلف العلوم لایتعدی عدة أوراق. وکان في أول عهده بالتألیف یشرح أو یلخص آثار المتقدمین، وینبري أحیاناً لدحض آراء أحد و الدفاع عن آخر مثل رسالة في بطلان مایراه المتکلمون من أنالله لم یزل غیر فاعل ثم فعل، والرد علی یحیی النحوي مانقضه علی أرسطوطالیس و غیره من أقوالهم في السماء و العالم. وتتطابق بعض آثاره الأخری مثل استخراج سمت القبلة و استخراج مابین بلدین في البعد بجهة الأمور الهندسیة مع المتطلبات العملیة للمجتمع. إلا أن أهم آثاره و أبرزها مثل المناظر، ألفها في الحقبة الثالثة من عمره بعد وفاة الحاکم الفاطمي واشتغاله مرة أخری بالتدریس والتصنیف (ابن أبي أصیبعة، 2/94-95؛ نظیف بک، 1/13-15).

عدّ ابن الهیثم في رسالة علوم الأوائل آثاره حتی 417هـ، فبلغت 70 رسالي (25 أثراً في الریاضیات و 44 أثراً في الطبیعیات و الإلهیات و أثر واحد في علوم الأوائل)، ویبدو أنها غیرتلک التي کانت بأیدي أهل الأهواز و البصرة من آثاره (ابن أبي أصیبعة 2/93-96). وذکر هو في جمادی الاخرة 419 ملحقاً بآثاره السابقة في نفس الکتاب، عناوین 21 أثراً آخر. ثم جمع ابن أبي أصیبعة (2/97) عناوین آثاره الأخری حتی نهایة 429هـ/1038م ورتب تلک الآثار الـ 92 ترتیباً زمنیاً تقریباً (صبرة، 190). وقد تم منذ قرن خلا و ماتلاه دراسة و تحلیل وترجمة ونشر بعض مقالات ورسائل ابن الهیثم علی أیدي محققین مسلمین وأوروبیین. وفیما یلي عدد من أهم آثاره:

1. آلة لفحص الضوء وانکساره، ترجم هذه الرسالة فیدمان من النص اللاتینیي إلی الألمانیة و نشرها سنة 1884م في «أخبار الفیزیاء». وقد أعاد سزگین طبع نفس المقالة في المجلد الأول من مجموعة مقالات فیدمان.

2. استخراج ارتفاع القطب علی غایة التحقیق، توجد مخطوطات عدیدة منه في المکتبات (GAS, V/366, VII/411؛ البخیت، 3/129؛ ورهوفه، 188)، درس کارل شوي هذا الأثر و طبع نتائج تلک الدراسة في المجلد الأول من مجموعة مقالاته.

3. استخراج أعمدة الجبال، توجد مخطوطة منه ضمن مجموعة في بودلیانا (البخیت، 3/128-129).

4. استخراج سمت القبلة في جمیع المسکونة بجداول و صفتها، توجد مخطوطات منه في لینینغراد و بودلیانا (م.ن، 3/129؛ خالدوف، I/457). درس کارل شوي هذه المقالة و نشرها في «مجلة جمعیة المستشرقین الألمان» سنة 1921م. وقد نش سزگین أیضاً نفس المقالة فیما بعد في المجلد الأول من مجموعة آثار شوي.

5. مقالة مختصرة في الأشکال الهلالیة ومقالة مستقصاة في الأشکال الهلالیة، توجد مخطوطات عدیدة لهاتین الرسالتین محفوظة في لینینغراد وإدارة المکتب الهندي بلندن و برلین ومونیخ (خالدوف، GAL, I/618; GAS, V/365-366, VII/411; I/453).

6. أضواء الکواکب، توجد مخطوطات منه في المکتبات (آلوارت، GAS, VI/259; V/155). درس فیدمان هذه الرسالة في 1890م وترجمها إلی الألمانیة باختصار و نشرها في «أسبوعیة علم الفلک…». طبعها سزگین فیما بعد في المجلد الأول من مجموعة مقالات فیدمان. وطبعت أیضاً في 1957م بحیدرآبادالدکن.

7. برکار الدوائر العظام، أو استعمال برجل (برکار) لرسم الدوائر العظام، توجد مخطوطات عدیدة منه (خالدوف، GAS, V/370; I/452). درس فیدمان هذه المقالة و نشرها سنة 1910م في «مجلة المسح». وطبع سزگین هذه المقالة فیما بعد ضمن المجلد الأول من مجموعة مقالات فیدمان.

8. تربیع الدائرة، طبع زوتر هذه الرسالة مع ترجمتها إلی الألمانیة سنة 1899م في «مجلة الریاضیات و الفیزیاء». وقد طبعها سزگین فیما بعد سنة 1986م في الجزء الثاني من مجموعة مقالات زوتر.

9. حرکة القمر، توجد مخطوطات من هذا الأثر في إستانبول وبودلیانا و لینینغراد (خالدوف، GAS, VI/257; I/457).

10. حل شکوک حرکة الالتفات، کتب ابن الهیثم هذه الرسالة رداً علی النقود الموجهة لرسالته المعنونة بحرکة الالتفاف (لایوجد أثر لهذه الرسالة بین أیدینا). طبع عبدالحمید صبرة هذه الرسالة مع خلاصة لها بالإنجلیزیة في مجلة تاریخ العلوم العربیة (حلب، 1979م، ج 3، عد 2).

11. رسالة في صورة الکسوف، توجد مخطوطات منها في بودلیانا ولندن وإستانبول ولینینغراد (خالدوف، ن.ص؛ GAS, VI/252؛ البخیت، ن.ص). ترجم فیدما مقدمتها إلی الألمانیة وأوضح أن أول استخدام للغرفة المظلمة في تاریخ البصریات تم علی ید ابن الهیثم. طبعت هذه المقالة سنة 1910م في «حولیة التصویر». وأعاد طبعها سزگین فیما بعد في المجلد الأول من مجموعة مقالات فیدمان.

12. رسالة في مساحة المجسّم المکافئ، وهي واحدة من أهم الآثار الریاضیة الإسلامیة (ظ: قسم دراسة وتحلیل بعض آثار ابن الهیثم في هذه المقالة).

13. الضوء، ترجمت هذه الرسالة أول مرة بواسطة بارمن وطبعت في «مجلة جمعیة المستشرقین الألمان» سنة 1882م. وقام فیدمان بتحقیق تحریر هذه الرسالة الذي أنجزه کمال‌الدین الفارسي (تـ 720هـ/ 1320م) و نشر في المجلة المذکورة و طبعها سزگین فیما بعد في المجلد الدول من مجموعة مقالات فیدمان. وطبعت أیضاً في باکستان سنة 1969م بتحقیق أحمدالله الندوي في مقالات ابن الهیثم التي نشرت بمناسبة الذکری الألفیة لابن الهیثم. کما طبعت في 1983م بحیدرآباد الدکن مع مجموع الرسائل لابن الهیثم.

14. ضوء القمر، استنسخ ابن رضوان الطبیب المصري الشهیر لنفسه نسخة منها في 422هـ، و من هنا یتضح أن هذا الأثر کان قد اشتهر خلال حیاة المؤلف نفسه (القفطي، 444). وقد طبعت هذه الرسالة أیضاً في مقالات ابن الهیثم بتحقیق نعیم‌الدین الزبیري.

15. المرایا المحرقة بالدوائر، ترجمها وینتر وعرفات إلی الإنجلیزیة مع دراسة تحلیلیة، وطبعت سنة 1950م في «مجلة الجمعیة الملکیة الآسیویة في البنغال». کما طبعت في 1983م ضم مجموع الرسائل بحیدرآباد الدکن.

16. المرایا المحرقة بالقطوع ، ترجمت إلی الإنجلیزیة بواسطة وینتر وعرفات ونشرت في «مجلة الجمعیة الملکیة الآسیویة في البنغال» مع دراسة تحلیلیة، وفي 1969م نشرت ضمن مقالات ابن الهیثم بتحقیق علی ناصر الزیدي في باکستان. کما طبعت في 1983م بحیدرآبادالدکن ضمن مجموع الرسائل لابن الهیثم.

وقد قام فیدمان بدراسة الرسالتین المذکورتین أعلاه (15 و 16) ونشرهما سنة 1890م تحت عنوان «تاریخ المرایا المحرقة» في مجلة «أخبار الفیزیاء». وطبع سزگین فیما بعد هذه الدراسة في المجلد الأول من مجموعة مقالات فیدمان.

17. المناظر، أشهر کتب ابن الهیثم و یضم 7 مقلات. توجد مخطوطات عدیدة له في المکتبات. ترکت الترجمة اللاتینیة لهذا الکتاب في القرون الوسطی أثراً عمیقاً علی العلم في الغرب، وأثمرت تقدماً عظیماً في الروح التجریبیة (سارتون، I/721). قام کمال‌الدین الفارسي بنقده وتنقیحه و سماه تنقیح المناظر لذوي الأبصار والبصائر. طبع هذا الکتاب في مجلدین بحیدرآبادالدکن (1347-1348هـ). کما ترجم فیدمان عدداً من الفصول الأولی من کتاب تنقیح المناظر إلی الألمانیة ونشرها سنة 1912م تحت عنوان، «بصریات ابن الهیثم» في مجلة «أرشیف تاریخ العلوم الطبیعیة…». وأعاد سزگین فیما بعد طبع هذه المقالة في المجلد الأول من مجموعة مقالات فیدمان. کما ترجم فیدمان قسماً آخر من تنقیح المناظر لکمال‌الدین الذي طبع في المجلد الأول من مجموعة مقالاته.

18. الشکوک علی بطلمیوس، قیم ابن الهیثم في هذا الأثر ثلاثة من کتب بطلمیوس، أي المجسطي والاقتصاص و المناظر. ونقدها و هو رغم اعترافه بالمقام العلمي لـ «الرجل المشتهر بالفضیلة والمتبحر بالریاضیات»، یعلن أنه «عثر في کتبه علی مواضع للشبهات وألفاظ مغلوطة و معان متناقضة، رغم أن هذه المواضع قلیلة إذا ماقورنت بالمعاني الصحیحة في کتبه» (ابن الهیثم، 4) طبع هذا الأثر في القاهرة سنة 1971م بتحقیق عبدالحمید صبرة ونبیل الشهابي.

19. مقالة في هیئة العالم، وضع ابن الهیثم نفسه هذا الأثر فيعداد مؤلفاته الطبیعیة – الإلهیة (ابن أبي أصیبعة، 2/94). وتوجد ترجمتان عبریتان لهذه المقالة، کما عرفت لها ثلاث ترجمات لاتینیة، ترجمت إحداهن عن ترجمة إسبانیة مفقودة الان. وفي القرن 6 هـ أیضاً کتب علیها محمد بن أحمد الخَرَقي شرحاً بالعربیة. وفي النصف الثاني من القرن 8 هـ/ 14م ترجمها میر سیدشریف الجرجاني إلی الفارسیة وشرحها. وقد ترجم فیدمان قسماً منها (المتعلق بالأرض) في 1909م إلی الألمانیة. کما ترجم کول قسماً آخر منه عن الأجرام السماویة و حرکاتها في 1922م إلی نفس اللغة (شرام، 6,15, 63-64؛ الزرکلي، 5/317؛ لوت، 734).

واستناداً إلی شتاین شنایدر فإنه کانت لابن الهیثم رسالة أیضاً في الفضیلة المطلقة للعلم، وإن ما أورده ابن أبي أصیبعة عنه و عن مؤلفاته منقول عن هذه الرسالة (ظ: شرام، 9)، إلا أن الدلائل تنفي صحة هذا الاستنتاج.

 

المصادر

في نهایة المقالة:                

صادق سجادي/ هـ.

 

مکانة ابن الهیثم في تاریخ العلم

قام المستشرقون الأوروبیون بتحقیقات واسعة عن ابن الهیثم وأثنوا بدهشة کبیرة علی قدرات هذا العالم المبدع وأحلّوه منزلة سامیة جداً في تاریخ العلم. وإلی نهایة القرن 19م کان یُثنی علیه أکثر مایثنی بسبب آثاره في البصریات، إلا أنه و حینما شرع أمثال فیدمان وزوتر وشوي وشرام ومصطفی نظیف بک بدراسة آثاره بشکل أوسع و التعریف بها، اتضح أن حل بعض المسائل الریاضیة المعقدة کان أیضاً من إبداعاته.

یقول کارل شوي عنه في مقدمة ترجمة رسالة استخراج سمت القبلة: تظهِر کتابات ابن الهیثم أن هذا العالم استطاع بکثیر من التبحر، حل المسائل المعقدة في المثلثات أیضاً بطرق هندسیة صرفة (ص 243-244؛ أیضاً ظ: GAS, V/362). ووصفه سارتون بأنه أکبر ممثل للروح التجریبیة في القرون الوسطی (I/694). کما أثنی ماتیوس شرام علی مواهب ابن الهیثم ونبوغه في الریاضیات، ورکز بشکل خاص في شرح ابن الهیثم علی المجسطي و في حل الشکوک في کتاب المجسطي أیضاً، علی الأمور التي وجدها مناسبة لتقییم ابن الهیثم بوصفه علاماً في الریاضیات. وعدّ بحوثَ ابن الهیثم في البصریات أیضاً دلیلاً علی قدرته الخارقة في الریاضیات. وطبقاً لقوله فإنه رغم کون ابن الهیثم – وکما ذکر هو نفسه في سیرته العلمیة – متابعاً لأرسطو بادئ الأمر، إلا أن تحقیقاته في العلوم الدقیقة وتعمقه في الفلسفة والریاضیات أدّبا به إلی أن یتخلی عن رأیه الأول، وبذلک قلل الأسلوب العلمي لابن الهیثم من قیمة أحکام أرسطو القاطعة.

وابن الهیثم مکتشف الأسالیب التجریبیة، وإن التجریة بوصفها إحدی الوسائل المنهجیة للعمل، هي من اکتشاف ابن الهیثم. وکان التحول الهائل لعلم البصریات في الآثار المتعلقة بمدرسة أکسفورد مدیناً إلی حد کبیر للمعرفة بالمصادر العربیة وآثار ابن الهیثم خاصةً. ویری شرام من خلال دراسة وافیة لثلاثة من آثار ابن الهیثم: ضوء القمر والمناظر و هیئة العالم، أن ابن الهیثم حاول إیجاد آصرة بین الطبیعیات الأرسطیة من جهة، والریاضیات المستخدمة في علم الفلک والبصریات القدیمة. وهذه المحاولة مشهودة في الکتب الثلاثة المذکورة بشکل خاص (شرام، 3-8, 14؛ أیضاً ظ: GAS, V/364).

واستفاد روجر بیکون العالم الإنجلیزي للقرن 13 م في تحقیقاته العلمیة کثیراً من نتائج دراسات و تجارب ابن الهیثم. ویعتبر استخدام الریاضیات في الدراسات المتعلقة بالعلوم الطبیعیة من بین الطرق التي وضع روجر بیکون أسسها، بینما کان ابن الهیثم قد استفاد من الریاضیات في العلوم الطبیعیة خاصة في المناظر و المرایا المحرقة بأوضح شکل وأکثر جدیدة بکثیر مما أنجزه بیکون (فیدمان، II/771).

أثنی المستشرقون علی دقة ابن الهیثم في مقالة الشکوک علی بطلمیوس، فقد أوضح هذا الأثر الاختلافات و التناقضات بین أثري بطلمیوس الفلکیین، أي المجسطي والاقتصاص، وقدم نظریات أکثر دقة. کما حاول في مقالة في هیئة العلام، إتمام ماترکه بطلمیوس في الاقتصاص ناقصاً (صبرة، «س – ص»؛ GAS, V/362). وإن تطور علم الفلک في الغرب مدین لهذا الکتاب قبل أي شيء آخر، وقد أثبت هارتنر أن نظریة السیّارات الحدیثة التي فصّلها فورباخ في القرن 15م، لمتکن في الأصل سوی تکرار لنظریة ابن الهیثم. کما ترکت نظریة السیارات الحدیثهة بدورها أکبر الأثر علی کوبرنیک و رغیومونتان ورابن هولد (شرام، GAS, VI/251; 63-64).

وتعتبر بحوث ابن الهیثم حول ضوء القمر في رأي کول الذي ترجم رسالة ضوء القمر إلی الألمانیة، أول محاولة علی طریق تحقیق فیزیائي – فلکي شامل. وإن حقیقة کون ابن الهیثم قد شرع في هذا الأثر بدراسة ضوء القمر باستخدام الوسائل التجریبیة، وکونه استخدم الغرفة المظلمة لأول مرة، تبین مکانته بوصفه عالماً طبیعیاً، بل واضع أسس الطریقة الحدیثة لدراسة الطبیعة (GAS, VI/253).

 

المصادر

في نهایة المقالة.

القسم العلمي/ هـ.

 

دراسة وتحلیل بعض آثار ابن الهیثم

إن رسالة في مساحة المجسّم المکافئ، هي أحد أهم الآثار الریاضیة الإسلامیة. وقد استخدم ابن الهیثم في هذه الرسالة طریقة الإفناء للحصول علی الحجوم التي لم یکن بعضها (المسائل 4 و 5 و 6 في هذه المقالة) قدتم حسابه حتی عصره. وعلی هذا استطاع ابن الهیثم أن یختار في حساب الحجم الناتج عن الدوران، محورَ الدوران بالشکل المطلوب ولأول مرة. وکان أرخمیدس قدحل قبل ابن الهیثم المسائل 1 و 2و 3 التي سنتحدث عنها فیما یلي، بطریقة الإفناء (رغم اختلافها قلیلاً عن طریقة ابن الهیثم).

وجدید بالذکر أن من المحتمل جداً أن لایکون العلماء المسلمون ومنهم ابن الهیثم قداطلعوا فيالنسخة التي کان أرخمیدس قدکتبها عن طریقة الإفناء، علی القسم الخاص بأشباه المخروط و أشباه الکرة، لأنه لم یرد ذکر لها في أي من المصادر الإسلامیة.

وقد أدی تکامل طریقة الإفناء في النتیجة إلی ظهور نظریة التکامل التي هي المرتکز المهم لاستخدام الریاضیات في المسائل العلملیة والنظریة.

الصفحة 1 من3

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: