اِبْنُ هَبَل، أبوالحسن مهذب‌الدین علي بن أحمد بن علي البغدادي (23 ذو القعدة 515-13 محرم 610هـ/ 2 شباط 1122-3 حزیران 1213م)ف أدیب و حکیم و طبیب. ولد ببغداد، واشتهر بالموصلي والخلاطي أیضاً بسبب إقامته في الموصل و أخلاط (القفطي، إنباه…، 2/231؛ المنذري، 2/266؛ ابن کثیر، 113/73).

نشأ ببغداد وتعلم فیها الحدیث والأدب و الطب، وبرع في الطب (القفطي، ابن کثیر، ن.صص؛ الصفدي، 205). ویبدو أنه درس في المدرسة النظامیة ببغداد أیضاً (ابن أبي أصیبعة ف1/305). أما أستاذاه في الحدیث والعلوم‌الدینیة فهما: أبوالقاسم إسماعیل بن أحمد ابن السمرقندي و محمد بن أحمد العاقولي (الذهبي، 299؛ الصفدي، ن.ص)، وتتلمذ في النحو علی عبدالله بن أحمد ابن الخشاب النحوي (ابن أبي أصیبعة، ن.ص)، و في الأدب علی الشریف الشجري (الصفدي، ن.ص). وقد اعتبر البعض أبا القاسم إسماعیل بن أحمد ابن السمرقندي أستاذه في الطب (لکر، II/141؛ نجم آبادي، 713) بینما اعتبره البعض الآخر أبا البرکات هبة الله الطبیب الیهودي (الخلیلي، 2/8).

لم یعرف من تلامیذه إلا عدد قلیل، فقد روی عنه یوسف بن خلیل الدمشقي و زکي‌الدین البرزالي و النجیب عبداللطیف (الذهبي، ن.ص)، وکما مرّ آنفاً فقد نال المنذري إجازة منه.

بعد أن أکمل ابن هبل دراسته، ذب إلی الموصل، وبعد فترة توجه إلی آذربایجان (القفطيف ن.ص)، و من هناک غادر إلی أخلاط بأرمینیا حیث التحق بحاشیة ملک الأرمن یطببه (ن.ص). وقد جمع في أخلاط مالاً وفیراًف وبعث مبلغاً کبیراً إلی الموصل (ابن أبي أصیبعة، 1/304؛ الصفدي، ن.ص). ولکنه ورغم وجود الوضع المالي المشجع في أخلاط، و بسبب استشعاره الخطر م ملک أرمینیا علی مایبدو (القفطي، تاریخ …، 239)، اضطر إلی مغادرتها بعد فترة (م.ن، إنباه، ن.ص) والتوجه مرة أخری إلی الموصل. ویبدو أنه مکث فترة في ماردین أیضاً قبل أن یقیم نهائیاً في الموصل (ابن أبي أصیبعة، ن.ص). وطبقاً لما ذکره ابن أبي أصیبعة فإن ابن هبل ظل في ماردین عند بدرالدین لؤلؤ، ونظام‌الدین إلی أن قُتل کلاهما علی ید حاکم ماردین (ن.ص). وقد وقعت هذه الحادثة کما قال ابن الأثیر (11/508-905) في سنة 601هـ/ 1205م. وحسب ماذکره المنذري فإن ابن هبل قد أرسل له سنة 596هـ/1200م إجازة من الموصل (2/267). وربما أمکن القول بأن ابن هبل و خللا عمله في ماردین أو أخلاط، کانت له رحلات قصیرة إلی الموصل.

أمضی أواخر عمره في الموصل و هو أعمی و عاجز، ومع ذلک لم یترک التدریس و هو علی تلک الحال حیث واصله في منزله (القفطي، تاریخ، ن.ص؛ ابن أبي أصیبعة، ن.ص)، حتی وافاه الموت و دفن في الموصل (م.ن، 1/305؛ القفطي، ن.ص).

أثنی معاصرو ابن هبل علی حسن أخلاقه و ذکائه (ابن الأثیر، 12/302؛ الذهبي، ن.ص). وکان قد نظم بعض القصائد أیضاً، عبّر في بعضها عن شوقه إلی وطنه العراق (ابن أبي أصیبعة، 1/305-306).

آثاره

ألف- المطبوعة

المختار، في 4 مجلدات و یشتمل علی الطب النظري والعملي (القفطي، إنباه، ن.ص؛ ابن العبري، 241؛ ابن أبي أصیبعة، 1/306). وهذا الکتاب من النماذج الجیدة للکتب الطبیة (فیلسوف الدولة، 1/89) و کان من الکتب المهمة في الحضارة الإسلامیة (نجم آبادي، ن.ص). وهو یشتمل علی المبادئ العامة في الطب تشریح الأعضاء (الکتاب الدول)، والأأویة المفردة (الکتاب الثاني)، والمرکبة (الکتاب الثالث)، والدمراض، أعراضها و علاجها (الکتاب الرابع) (فاضل، 2/815). وقد عرف هذا الأثر بأسماء أخری مثل: المختار في الطب (ابن أبي أصیبعة، ن.ص) و مختارات (حاجي خلیفة، 2/1624) والمختارات في الطب (ظ: مشار، 815). ویری ابن أبي أصیبعة أن تاریخ تألیفه کان في 560هـ (ن.ص). طبع المختار بحیدرآباد الدکن في أربعة مجلدات سنة 1362-1363هـ، وترجم القسم المتعلق منه بحصی الکلی و المثانة إلی الفرنسیة بواسطة دي کونینغ وطبع بلیدن سنة 1896م (إسکندر، 149).

ب- المخطوطة

1. الآراء و المشاورات، في 21 فصلاً في المنطق، توجد نسخة منه بباریس (دوسلان، رقم 2348)؛ 2. في النار الفارسیة وأسبابها و علاماتها و علاجاتها، فصل من المختار توجد نسخة منه في توبینغن (GAL, S, I/805)؛ .3. مقالات، توجد نسخة منه في الآصفیة (ن.ص).

ج- المفقودة

الطب الجمالي (ابن أبي أصیبعة، ن.ص)، الذي ألّفه باسم جمال‌الدین محمد وزیر أتابکة الموصل المعروف بالجواد. ویستنتج من قول حاجي خلیفة حول المختار في الطب و تألیفه باسم الوزیر المذکر أن المختار هو نفسه الطب الجمالي (2/1622). ویری بعض کتّاب الفهارس أن المختار هو مختارات من الطب الجمالي (فاضل، ن.ص)، لکن لایُعرف بین المخطوطات الطبیة المؤلفة بواسطة ابن هبل کتاب مستقل بعنوان الطب الجمالي.

تناول تیس في رسالة نظریات ابن هبل حول بعض أجزاء البدن کالقلب والکبد وغیر ذلک (لیتغز، I/498).

کان لابن هبل ولد یدعی شمس‌الدین أبا العباس أحمد و کان کأبیه یحترف الطب، وقد ذهب إلی آسیا الوسطی حیث استقبل بحفاوة في بلاط کیکاووس بن کیخسرو (الثاني)، وقد مات هناک و نقلت جنازته إلی الموصل (ابن أبي أصیبعة، ن.ص). وقد خلف شمس‌الدین ولدین عالمین کانا یعیشان في الموصل عند تألیف کتاب عیون الأنباء (ن.ص).

المصادر

ابن أبي أصیبعة، أحمد، عیون الأنباء، تقـ: أغوست مولر، القاهرة، 1299هـ/ 1882م؛ ابن الأثیر، الکامل؛ ابن العبري، غریغوریوس، تاریخ مختصر الدول، بیروت، 1958م؛ ابن کثیر، البدایة والنهایة، تقـ: أحمد أبوملحم وآخرون، بیروت، 1407هـ؛ حاجي خلیفة، کشف؛ الخلیلي، محمد، معجم أدباء الأطباء، النجف، 1365هـ/1946م؛ الذهبي، محمد، المختصر المحتاج إلیه من تاریخ ابن الدبیثي، بیروت، 1405هـ/1985م؛ الصفدي، خلیل، نکت الهمیان، القاهرة 1329هـ/1911م؛ فاضل، محمود، فهرست نسخه‌هاي خطي کتابخانۀ گوهرشاد مشهد، مشهد، 1365ش؛ فلیسوف الدولة، عبدالحسین، مطرح الأنظار، تبریز، 1334هـ؛ القفطي، علي، إنباه الرواة، تقـ: محمد لایبزک، 1903م؛ مشار، خانبابا، فهرست کتابهاي چاپي عربي، طهران، 1344ش؛ المنذري، عبدالعظیم، التکملة لوفیات النقلة، تقـ: بشار عواد معروف، بیروت، 1405هـ/ 1984م؛ نجم‌آبادي،محمود، تاریخ طب در إیران پس أز إسلام، طهران، 1353ش؛ وأیضاً:

De Slane, GAL., s; Iskandar, A. Z., A Catalogue of Arabic Manuscripts on Medicine and Sclence, London, 1967; Leclerc, L., Histoire de la médecine arabe, Paris, 1893; Lings, M. and Y. H. Safadi, Third supplementary Catalogue of Arabic Printe Books in the British Library, London, 1977.

یوسف رحیم‌لو/ هـ.