ابن النقاش
cgietitle
1442/12/15 ۱۱:۳۳:۲۱
https://cgie.org.ir/ar/article/234544
1446/10/21 ۱۵:۴۱:۰۳
نشرت
4
اِبْنُ الْنَّقّاش، أبوأُمامة شمسالدین محمد بن علي بن عبدالواحد الدَّکّالي (15 رجب 720-13 ربیع الأول 763هـ/21 آب 1320-10 کانون الثاني 1362م)، مُفتٍ شافعي وواعظ و محدث و مفسر مصري.
یبدو أن أصل أسرته کان من مدینة دکالة بالمغرب (ابن قاضي شهبة، 3/131) ولهذا لُقّب بالدکالي (ظ: یاقوت، 2/581). وأوردت بعض المصادر أنه ولد في 723 أو 725هـ (ابن رافع، 1/375؛ ابن حجر، 5/326).
قرأ في مصر علی بعض مشایخ عصره کتقيالدین السبکي وأبي حیان النحوي و برهانالدین الرشیدي و شهابالدین الأنصاري (ابن قاضي شهبة، ن.ص؛ ابن حجر، 5/325). ورغم أن ابن النقاش کان في عنفوان شبابه، إلا أنه انبری للتدریس والوعظ والخطابة في مدارس و جوامع مصر کالجامع الأزهر و مسجد أصلم (عن هذا المسجد، ظ: المقریزي، 2/309)، ومسجد ابن طولون (ابن قاضي شهبة، 3/132؛ ابن حجر، ن.ص؛ ابن تغري بردي، 11/13؛ بلن، 417-418).
وکان ینتقد في مجالس درسه ووعظه التقلید المحض للکتّاب القدامی في التفسیر والفقه؛ فقد قیل مثلاً إن انتهج أسلوباً جدیداً في تفسیره الذي کان یلقیه في الجامع الأزهر ولم یقلّد القدماء في تفاسیرهم، وقام بتدوین تلک الدروس في کتاب (ابن حجر، ن.ص). وله جملة معروفة في انتقاده للأسلوب المتداول في عصره حیث قال: «الناس الیوم رافعیة لاشافعیة، ونوویة لانبویة»، وربما لم تحظ أفکاره التي کان یبثها برضی سائر فقهاء الشافعیة بمصر و کانت تثیرهم ضده، حتی نجد أن هؤلاء قد اتخذوا من فتوی أفتاها رداً علی سؤال رجل قبطي حول مسائل أهل الذمة – و یبدو أنها تخالف رأي الشافعي – ذریعة للتشنیع علیه واتهامه بالنزوع نحو المذهب الظاهري الذي یقول به ابن حزم (بلن، 418). ورغم أنه کان علی علاقة جیدة مع بعض أمراء البلاد، إلا أن المعارضة له قد تصاعدت بحیث دفعت قطبالدین الهرماس أحد فقهاء الشافعیة المتنفذین في مصر (ظ: ابن حجر، 5/151)، إلی إحالته للمحکمة، فمنعه قاضي قضاة الشافعیة عزالدین ابن جماعة الذي رأس المحکمة من الفتیا (م.ن، 5/326)، بل قیل إنه سُجن لبعض الوقت أیضاً (بلن، ن.ص).
رحل ابن النقاش في 755هـ إلی دمشق فحظي برعایة أستاذه القدیم تقيالدین السبکي (ابن حجر، ن.ص)، حیث کان علی قضاء دمشق آنذاک (السبکي، 6/162، 166)، وکان علی معرفة أیضاً بنائب السلطان في دمشق (الأمیر علي الماردیني، ظ: ابن تغري بردي، 10/303، 317) فأکرمه و عظمه (ابن حجر، ن.ص). کما کانت له من قبل رسائل ودیة مع صلاحالدین الصفدي العالم الشامي المعاصرله (ابن حجر، 5/327)، ولذلک حظیت مجالس وعظه وخطابته في الجامع الأموي بدمشق بالقبول التام (ابن رافع، 1/375). سافر إلی القدس للوعظ (ابن تغري بردي، 11/13)ف ویحتمل أنه توجه إلی حماة لنفس الغرض فحظي برعایة حاکمها (ابن حجر، 5/326). وهناک احتمال آخر و هو عودته إلی مصر قبل 759هـ، لأن مضمون رسالته في أهل الذمة التي کتبها في ذلک العام (ظ: ص 422) تدل علی أنه صنفها في مصر. کان له في مصر نفوذ ورئاسة، وله حظوة عند حاکمها الملک الناصر حسن بن محمد بن قلاوون (ابن کثیر، 14/292؛ ابن رافع، ن.ص؛ ابن قاضي شهبة، 3/131). وعندما حدث خلاف بینه و بین أحد کبار علماء مصر قطبالدین محمد بن المقدسي، المعروف بالهرماس الذي کان عمره ضعف عمر ابن النقاش، استطاع ابن النقاش أن یبعد عنه الملک الناصر و یغیّره علیه (ابن حجر، 5/151-152، 326). وقیل إن السلطان خرج مع ابن النقاش في 761هـ إلی دار الهرماس فهدمها و قبض علیه و ضربه بالمقارع ونفاه إلی مصیاف (المقریزي، 2/76-77؛ ابن تغري بردي، 11/13-14). ولم یستمر هذا النجاح الذي حققه ابن النقاش طویلاً، فقد قُتل الملک الناصر في 762هـ، وعاد الهرماس بعد مقتله إلی القاهرة (ابن حجر، 5/152)، فتز عزعت مکانة ابن النقاش وعاش في عزلة، ثم مات بعد عام من ذلک بالقاهرة (الحسیني، 349؛ ابن حجر، 5/326).
وتحظی آراؤه بشأن أهل الذمة بأهمیة لاسیما إبّان المعارضة التي کانت تشهدها مصر آنذاک للأقباط المسیحیین (بهذا الشأن، ظ: المقریزي، 2/498-500). فبعد الأمر الذي أصدره الملک الصالح في 755هـ في التضییق علی أهل الذمة (ابن النقاش، 490-491)، کتب ابن النقاش رسالة في 759هـ کانت في حقیقتها بمثابة فتوی تستند إلی آیات القرآن وسنة الرسول (ص) و سیرة بعض الخلفاء، طالب فیها بلهجة شدیدة التضییق علی أهل الذمة. ولدی مقارنة هذه الرسالة بالفصل الخاص بأهل الذمة (ص 92-100) من کتاب معالم القربة لابن الإخوة (ن.ع) الفقیه الشافعي المصري، والذي ألفه قبل حوالي نصف قرن من ذلک، نشاهد وجود صلة قریبة في بعض مواضیعهما. وهذه الرسالة المسماة المذمّة في استعمال أهل الذمة (الزرکلي، 6/286؛ GAL, S, II/96) ترجمها بلن کاملة إلی الفرنسیة، ونُشرت مع الجزء الثاني من النص العربي للکتاب في «المجلة الآسیویة» (ظ: مصادر هذه المقالة) باسم «فتوی حول وضع أهل الذمة…». یحظی هذا الکتاب بأهمیة من حیث المعلومات التاریخیة وأحداث عصر الممالیک.
وأثره المطبوع الآخر، هو إحکام الأحکام الصادرة من بین شفتي سید الأنام (ص)، نشر في القاهرة عام 1989م بتحقیق رفعت فوزي عبدالمطلب. و هذا الکتاب استدراک و تکملة لـ عمدة الأحکام لعبد الغني المقدسي، حیث اعتمد فیه بشکل خاص علی مسانید و سنن و صحاح أحمد بن حنبل و الشافعي والدار قطني و ابن أبي شیبه و الأثرم و ابن حبان والحمیدي. أما أثره الآخر و الذي یحظی بأهمیة تاریخیة فهو کتاب العبر في أخبار من مضی و غبر، الذي استند إلیه المقریزي (مثلاً ظ: 2/279)، لکننا لم نعثر علی خبر له في الوقت الراهن (حول آثاره المفقودة في مجال التفسیر و النحو و غیرهما، ظ: ابن قاضي شهبة، 3/132؛ ابن حجر، 5/325؛ ابن العماد، 6/198).
وأشارت المصادر إلی براعته في الشعر والنثر أیضاً (ابن کثیر، ن.ص؛ ابن قاضي شهبة، 3/131)، وأورد ابن حجر بعض أشعاره (5/327-328).
ابن الإخوة، محمد، معالم القربة، تقـ: محمد محمود شعبان و صدیق أحمد عیسی المطیعي، القاهرة، 1976م؛ ابن تغري بردي، النجوم؛ ابن حجر، أحمد، الدرر الکامنة، حیدرآبادالدکن، 1396هـ/1976م؛ ابن رافع، محمد، الوفیات، تقـ: عبدالجبار زکار، دمشق، 1406هـ/1985م؛ ابن العماد، عبدالحي، شذرات الذهب، القاهرة، 1351هـ؛ ابن قاضي شهبة، أبوبکر، طبقات الشافعیة، حیدرآبادالدکن، 1399هـ/ 1979م؛ ابن کثیر، البدایة؛ الحسیني الدمشقي، محمد، «الذیل الثاني»، ذیول العبر، تقـ: محمدرشاد عبدالمطلب، الکویت، وزراة الإرشاد والأنباء؛ الزرکلي، الأعلام؛ السبکي، عبدالوهاب، طبقات الشافعیة الکبری، القاهرة، 1324هـ؛ المقریزي، أحمد، الخطط، القاهرة، 1270هـ/1854م؛ یاقوت، البلدان؛ وأیضاً:
Belin, M., introd. «Fetoua...» (vide; Ibn Naqqâch); GAL, S; Ibn Naq-qâch, «Fetoua relatif â la condition des Zimmis...», JA, Novembre-Décembre 1851, XVIII/417-516, Février-Mars 1851, XVIII/417-516, Mars 1852, XIX/97-140.
قسم الفقه و علوم القرآن و الحدیث/ ت.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode