الصفحة الرئیسیة / المقالات / دائرة المعارف الإسلامیة الکبری / الفقه و علوم القرآن و الحدیث / ابن النظر /

فهرس الموضوعات

ابن النظر

ابن النظر

تاریخ آخر التحدیث : 1442/12/15 ۱۰:۵۰:۱۹ تاریخ تألیف المقالة

اِبْنُ الْنَّظَر، أبوبکر أحمد بن سلیمان بن عبدالله بن أحمد بن الخضر بن سلیمان السموئلي، عالم إباضي عماني من القرن 5هـ/11م. ولد في دسرة علمیة من سلالة بني النظر. کان جده عبدالله بن أحمد قاضي قضاة دَما وله مصنفات في الفقه. وکان جده الأعلی الخضر بن سلیمان من مشاهیر علماء إباضیة عمان أیضاً (الحارثي، 258، 279؛ الرواحي، 4). کان منذ البدایة مولعاً بتعلم الأدب و یجلس في درس مبارک بن سلیمان. واستطاع من خلال موهبته وذاکرته القویة أن یتبحر في فنون الأدب و هو مازال صبیاً و ینظم الغزل علی العموم (م.ن، 4-5). ثم اعتراه تحول نفسي فانبری لتعلم العلوم‌الدینیة و العقائد والفقه، وسرعان ما سبق أقرانه في هذا المجال. واستخدم شاعریته في الکلام والفقه، حیث أقبل علی قصائده الکثیرون في حیاته (م.ن، 5، 7). وقد بلغت براعته في الأدب و العلوم‌الدینیة درجة أن دعاه ابن زکریا – و هو من علماء الإباضیة – بـ « أشعر العلماءو أعلم الشعراء» (ظ: م.ن، 3، 7). وینبغي أن تُعدّ منظومات ابن النظر من أغنی مصادر دراسة العقائد الإباضیة و الفقه الإباضي في القرن 5هـ لاسیما في عمان. کما یکشف انتشار وذیوع شعره بین إباضیة المشرق، بل و حتی المغرب خلال أقل من قرن واحد عن المکانة السامیة لهذا الشعر‌الدیني.

کان ابن النظر یعیش في فترة یمر فیها المجتمع الإباضي العماني بأوضاع مضطربة. فرغم أن الإباضیة کانت تلتف بین فترة وأخری حول شخص ما و تتخذه إماماً لها، ذلا أن جزءاً واسعاً من عمان کان تحت سیطرة حکام غیر إباضیین سیما السلاطین النباهنة (ظ: ابن الأثیر، 9/223، 455، 467-469، 502، 565؛ سلیل بن رزیق، 35؛ فتشا فالیري، 265-269؛ الحارثي، 257-258). کما نلاحظ في شعر ابن النظر انعکاساً واسعاً للظلم الذي دفع الإباضیة إلی القیام بثورات عدیدة خلال هذه الفترة (مثلاً ظ: ص 60، 166).

وأخیراً قدم ابن النظر حیاته قرباناً لمعارضته لبني نبهان، وکانت القضیة کالتالي: فبعد زواج ابنة أخته برجل من بني النظر أرسل خردلة ابن سماعة حاکم عمان النبهاني من یأخذ نصف مهرها حسب الرسم المعهود، فرفض ابن النظر ذلک، فأمر خردلة بقتله (الرواحي، 6-7). ویبدو أن هذه النهایة التي انتهي إلیها ابن النظر إنما کانت بسبب المعارضة التي کان یبدیها منذ فترة طویلة للحاکم النبهاني. وعلی أي حال فقد توفي ابن النظر عن 35 عاماً وأمر الحاکم بنهب داره وإحراق کتبه (م.ن، 7). وإنّ ما خلّفه، هو قصائده و أشعاره التي ذاعت أیام حیاته، ولم یبق من کتبه إلا الیسیر الذي سلم من الحریق.

وأشهر آثاره الدعائم، و یتألف من 28 منظومة، 4 منظومات منها في أصول العقائد، والبقیة في مواضیع فقهیة مختلفة. وحسب ما أورده الدرجیني فإن منظومات الدعائم قد ذاعت في المغرب (شمال إفریقیة) خلال فترة قصیرة، حتی إن أبا عمار (ن.ع) کان یحمل نسخة منها خلال دراسته بتونس في القرن 6 هـ (2/486). وفي عمان بادر محمد بن وصاف النزوي إلی جمع هذه المنظومة بعد وفاة الشاعر بقلیل و أطلق علیها اسم الدعائم (الرواحي، 3، 8، نقلاً عن یحیی بن خلفان الخروصي و جابر بن عبدالله الأزکاني). وحمل أبوموسی عیسی بن زکریاء نسخة ابن وصاف إلی المغرب وذلک في أواخر القرن 6، أو أوائل القرن 7هـ (ظ: الدرجیني، 2/482؛ الشمائي، 2/190). وهناک شواهد عدیدة علی أن هذا الکتاب کان قد ذاع إلی حدّما في المغرب خلال القرن 7 هـ، ثم بشکل واسع في القرن 8 هـ و ما تلاه، وکان یُتخذ أحیاناً کمادة دراسیة (ظ: الدرجیني، ن.ص؛ الشماخي، 2/193-194، 196)، وبلغ الکتاب من الشهرة درجة قال الشماخي معها: إن وجود الدعائم أصبح عائقاً أمام ذیوع منظومات فقهیة أخری (2/193-194، 196)، وبلغ الکتاب من الشهرة درجة قال الشماخي معها: إن وجود الدعائم أصبح عائقاً أمام ذیوع منظومات فقهیة أخری (2/201). وإلی جانب المغرب فقد انصبّ الاهتمام في عمان – وطن ابن النظر – علی الدعائم أیضاً لقرون عدیدة، ویشهد علی ذلک وجود شروح علیه للرقیشي و منصور بن محمد.

أهم شروح الدعائم: 1. شرح محمد بن وصاف النزوي و عنوانه الحل و الإصابة، في جزأین (الحارثي، 278)، حیث احتمل ریو (ص 209) أن تکون مخطوطة المتحف البریطاني برقم 328 الجزء الثاني لهذا الشرح. ووصلت نسخة من شرح ابن وصاف الی المغرب في حوالي نهایة القرن 6 هـ، وأجری علیها أبونصر الملوشائي بعض التنقیحات (الشماخي، 2/190؛ الدرجیني، ن.ص). ورغم أن أسلوب ابن وصاف في هذا الشرح قد تعرض لانتقاد البعض (مثلاً ظ: الرواحي، 8)، إلا أن بعض الشراح الذین تلوه اتخذوه نموذجاً في شروحهم؛ 2. شرح أحمد ابن عبدالله الرقیشي الأزکوي و عنوانه مصباح الظلام، في جزأین (الحارثي، 279)، وصفه یحیی بن خلفان الخروصي بأنه جهد لإکمال شرح ابن وصاف (الرواحي، 3). وکان في حیازة الحارثي شرح الرقیشي علی القصیدة اللامیة لـ الدعائم، ونقل مقاطع منها (ص 121، 191)؛ 3. شرح أبي القاسم البرادي لجزء من الدعائم وسماه شفاء الحائم (الشماخي، 2/210؛ الحارثي، ن.ص)؛ 4. شرح المنصور بن محمد بن ناصر للقصیدة اللامیة في باب الحج و التي وصفها الخروصي (الرواحي، 3-4)؛ 5. شرح أبي زکریا یحیی بن أبي العز الشماخي، في مجلدین، وقد انتهج فیه أسلوب ابن وصاف (الشماخي، 2/193)غ 6. شرح أحمد بن سعید الشماخي باسم إعراب مشکل الدعائم (م.ن، 2/202؛ لمزید من الاطلاع علی الشروح، ظ: الشماخي، 2/193-194؛ فان إس، 62). وتوجد في المتحف البریطاني مخطوطة عنوانها دیوان ابن النظر و هي نفس کتاب الدعائم، إلا أن منظومات هذه النسخة مرتبة علی غرار الدواوین حسب الترتیب الأبجدي و تضم 25 منظومة (ظ: ریو، رقم 327). طبع الدعائم مراراً، منها في 1400هـ/1980م بتحقیق محمود عسیران.

ومن آثاره الأخری: 1. سلک الجمان في سیر أهل عمان، أصله في جزأین، ویبدو أن 9 کراریس نصف محروقة منه تم انتشالها من النار؛ 2. مرآة البصر في مجمع المختلف من الأثر، في 4 أجزاء. وقد شوهدت منه قطعة علی الأقل بعد حادثة إحراق الکتب؛ 3. الوصید في ذم التقلید، في جزأین؛ 4. قصیدة في الولایة والبراءة، 5. قصیدة في الضاد و الاء تقع بحدود 200 بیت، ولایُعرف عن هاتین القصیدتین شيء (ظ: الحارثي، 279؛ الرواحي، 5، 7).

وعدّ بعض الباحثین المعاصرین، مثل لفیتسکي والحارثي وغیرهماف ابن النظر من رجال القرن 6هـ/12م (ظ: EI2؛ الحارثي، 278؛ فان إس، ن.ص)، إلا أن جابر بن عبدالله الأزکاني – الکاتب العماني الذي قدّم معلومات مهمة عنه في مصباح الأحادیث – صرّح بأنه کان یعیش في القرن 5 هـ (ظ: الرواحي، 7). وهناک بعض الإشارات التي ترجح هذا الرأي: فإن اعتبرنا أن الجد الثالث لابن النظر – أي الخصر بن سلیمان – کان من رجال النصف الأول من القنر 4 هـ (ظ: الحارثي، 256)، فبإمکاننا أن نخمن أنه عاش في النصف الثاني من القنر 5 هـ اعتماداً علی توالي الأجیال. کذلک طبقاً لکلام مؤلف بهجة الأبصار، فإن إباضیة عمان قد اختاروا محمداً بن غسان إماماً علیهم بعد مقتل خردلة قاتل ابن النظر مباشرة (الرواحي، 8-9). کما تحدثت مصادر أخری عن بیعة إباضیة عمان لشخص یدعی محمد بن أبي غسان في حوالي 513هـ/1119م (ظ: الحارثي، 258)، وبناء علی ذلک فإن وفاة ابن النظر کانت قبل عام 513 هـ بقلیل.

 

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن النظر، أحمد، الدعائم، تقـ: محمود عسیران، مسقط، 1400هـ/1980م؛ الحارثي، سالم، العقود الفضیة، مسقط، 1403هـ/1983م؛ الدرجیني، أحمد، طبقات المشایخ بالمغرب، تقـ: إبراهیم طلّاي، قسنطینة، 1394هـ/ 1974م؛ الرواحي، سالم، «ترجمة ابن النظر)» في مقدمة الدعائم (ظ: همـ، ابن النظر)؛ الشماخي، أحمد، السیر، تقـ: أحمد بن سعود السیابي، مسقط، 1407هـ/1987م؛ وأیضاً:

EI2: Rieu, Ch., Supplement to the Catalogue of the Arabic Manuscripts in the British Museum, London, 1894; Salîl- ibn-Razîk, History of the Imâms and Seyyids of’Omân, tr. G. P. Badger, London, 1986; Van Ess, J., «Untersuchungen zu einigen ibāḍitischen Handschriften», ZDMG, 1976, vol. CXXVI; Veccia Vaglieri, L., «L’imāmato ibāḍita dell’ Omān», Annali, Nuova Serie, Naples, 1949, vol. III.

أحمد پاکتچي/ ت.

تسجیل الدخول في موقع الویب

احفظني في ذاکرتك

مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع

هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر

تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:

التسجیل

عضویت در خبرنامه.

هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول

enterverifycode

استبدال الرمز

الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.: