اِبْنُ الْمُطَّلِب، أبوالمعالي مجدالدین ولي الدولة (هندوشاه، 291: ولي‌الدین) هبة الله بن محمد البغدادي (443- ح 503هـ/ 1051-1109م)، وزیر شیعي المذهب عند الخلیفة المستظهر بالله العباسي. لاتتوفر معلومات دقیقة عن مسقط رأسه و بدایة حیاته. وقد صاحب الأدباء والعلماء منذ صباه وأفاد منهم، وتولی الأعمال في عهد المقتدي، منها رئاسة دیوان الزمام (ن.ص). وقد أورد ابن الطقطقی (ص 404-406) حکایة عن هذه الفترة من حیاته یمکن أن یتضح منها ماکان علیه من سداد الفکر وصدق العلم و کذلک الضطراب بلاط الخلافة في القرن 5هـ/ 11م.

استوزر الخلیفة المستظهر ابن المطلب في محرم 501 (ابن الأثیر، 10/438؛ هندوشاه، 292). إلا أن السلطان محمد بن ملکشاه السلجوقي کان یبدي عدم رضاه کما یظهر لتصدي وزیر علی المذهب الشیعي للوزارة (خواندمیر، 91). وفي ربیع الثاني 501 قصد السلطان محمد بن ملکشاه بغداد، وبعد أن دخلها و أقام فیها فترة قصیرة توجه منها إلی أصفهان وعند خروجه خیم في الزعفرانیة و هي خارج بغداد. فخشي الخلیفة المستظهر أن تعم الفتنة بغداد بعد ذهاب السلطان، فأرسل إلیه ابن المطلب بهدایا وافرة منها کتاب بخطه و طلب منه العودة إلی المدینة، فلبی السلطان محمد السلجوقي الدعوة بتوصیة قاضي أصفهان وطلبه (ابن الأثیر، 10/444؛ ابن الجوزي، 8(1)/23؛ ابن کثیر، 12/181). وبعد فترة قصیرة من هذه الحادثة طلب السلطان محمد عزل الوزیر، واضطر المستظهر إلی تلبیة طلبه (ابن الأثیر، 10/454). فتوجه الوزیر المعزول إلی أصفهان لکسب رضا السلطان وموافقته علی عودته إلی الوزارة، واستطاع هناک أن ینال تأیید وزیره سعد الملک الآبي (الآوجي) أیضاً، ووافق السلطان محمد بن ملکشاه علی عودته إلی الوزارة بوساطة من سعد الملک، وشرط علیه أن یأخذ في التمسک بالسنة والجماعة والابتعاد عن الظلم والعدوان (خواندمیر، 91-92) وأن لایستعمل أحداً من أهل الذمة في الأعمال الدیوانیة (ابن الأثیر، ن.ص؛ منشي کرماني، 31؛ العقیلي، 143) ولم تستمر فترة وزارته هذه أیضاً فقد عزل المستظهر في رجب 502، ووزرله أبوالقاسم علي ابن جهیر (ابن الأثیر، 10/470-471)، خشي الوزیر المعزول ههذه المرة من غضب الخلیفة ومصادرة أمواله فهرب إلی أصفهان واستجار بالسلطان السلجوقي، ویبدو أنه بقي في هذه المدینة إلی آخر حیاته (ابن الأثیر، 10/478؛ ابن الجوزي، 8(1)30؛ منشي کرماني، 31، 32). ولاتعلم سنة وفاته بدقة. وقد ذکر مصحح مرآة الزمان في حاشیة إحدی صفات الکتاب أنها کانت في 503هـ (ابن الجوزي، 8(1)/23)، ولکنه لم یذکر مصدره.

کان من حوادث عهد وزارة ابن المطلب فتح قلعة شاه دز إحدی قلاع الإسماعیلیین قرب أصفهان. و کان فیها عبدالملک ابن عطاش أحد رؤوس الباطنیة، ونجح السلطان محمد في فتحها بعد فترة من القتال. وقد أورد أبونصر ابن عمر الأصفهاني کاتب السلطان شرحاً لهذه الحادثة وقصة فتحها في رسالة مسهبة فصیحة بعث بها إلی ابن المطلب وزیر الخلیفة یعلمه فیها بهذه الحادثة التاریخیة (ابن القلانسي، 244-250).

کان ابن المطلب عالماً کریماً، ومن أصحاب الکفایة (ابن الطقطقي، ن.ص). یمتاز بخط جمیل و قد تعلم علم الحساب جیداً (هندوشاه، 291-293). أشاد به عدد من شعراء عصره و أدبائه. وقد أورد عمادالدین الکاتب (1/55-56، 67) أقساماً من القصیدة الطویلة التي نظمها أبوإسحاق إبراهیم بن عثمان بن محمد الکلبي، المعروف بالأدیب الغزي في وصفه.

المصادر

ابن الأثیر، الکامل؛ ابن الجوزي، یوسف، مرآة الزمان، حیدرآبادالدکن، 1370هـ/1951م؛ ابن الطقطقی، محمد، الفخري في الآداب السلطانیة، تقـ: هرتویغ درنبرغ، باریس، 1894م؛ ابن القلانسي، حمزة، تاریخ دمشق، تقـ: سهیل زکار، دمشق، 1403هـ/1983م؛ ابن کثیر، البدایة؛ خواندمیر، غیاث‌الدین، دستورالوزراء، تقـ: سعید نفیسي، طهران، 1317ش؛ العقیلي، سیف‌الدین، آثار الوزراء، تقـ: محدث الأرموي، طهران، 1364ش؛ عمادالدین الکاتب، محمد، خریدة القصر و جریدة العصر (قسم شعراء الشام)، تقـ: شکري فیصل، دمشق، 1375هـ/1955م؛ منشي کرماني، ناصرالدین، نسائم الأسحار، تقـ: محدث الأرموي، طهران، 1364ش؛ هندوشاه نخجواني، تجارب السلف، تقـ: عباس إقبال، طهران، 1357ش.

علي آل‌داود/ ن.