ابن مجاهد
cgietitle
1442/12/6 ۱۶:۱۴:۱۳
https://cgie.org.ir/ar/article/234396
1446/10/21 ۲۱:۱۸:۱۹
نشرت
4
اِبْنُ مُجاهِد، أبوبکر أحمدب ن موسی بن العباس (245-20 شعبان 324هـ/ 859-13تموز 936م)، مقرئ بغداد الکبیر و أول من أضفی صبغة رسمیظ علی القراءات السبع. انبری لطلب العلم منذ صباه، ومن دقدم شیوخه أحمد بن منصور الرمادي (تـ 265هـ) (الخطیب، 5/144). أخذ الأدب و علوم القرآن والحدیث عن محمد بن الجهم السمري (ظ: ابن مجاهد، 50، مخـ؛ ابن خالویه، إعراب …، 5، مخـ؛ الخطیب، 5/145).
وأهم أساتذته في القراءة أبو الزعراء عبدالرحمان بن عبدوس (تـ بعد 280هـ)، حیث قرأ علیه الکثیر من الختمات بقراءة نافع و أبي عمرو و حمزة و الکسائي (ابن مجاهد، 88، 97-99؛ ابن الجزري، غایة…، 1/374). وأخذ قراءة ابن کثیر عرضاً في 278هـ - علی مایبدو في مکة – عن محمد بن عبدالرحمان قُنبل (ابن مجاهد، 92). ومن مشایخه في القراءة أیضاً الحسن بن علي الأشناني وأحمد بن أبي خیثمة والحارث بن أبي أسامة و محمد بن یحیی الکسائي الصغیر و عبدالله بن أحمد بن حنبل وأحمد بن یحیی ثعلب (ظ: م.ن، 88-101، مخـ؛ ابن الجزري، ن.م، 1/139-140؛ للاطلاع علی بعض مشایخه في الحدیث، ظک الخطیب، 5/144-145). ولم یتردد ابن مجاهد حتی في الأخذ عمّن هم من طبقته کمحمد بن جریر الطبري (تـ 310هـ) وابن أبي داود السجستاني (تـ 316هـ)، وأبي بکر الداجوني (تـ 324هـ) وحتی عن أبي بکر النقاش (تـ 351هـ)، وإن قیل بأنه سعی في الروایة عن هؤلاء أن لایشیر کثیراً إلی أسمائهم (ظ: ابن الجزري، ن.م، 1/140، 421، 2/77، 107، 120-121).
وأشار ابن مجاهد نفسه في مواضع لأسفاره إلی الکوفة ومکة (ظ: ص 50-61)، لکن یبدو أن جلّ تتلمذه کان في بغداد.
ویجب الالتفات إلی علاقة ابن مجاهد – کرجل بغدادي – بمدرستي الکوفة والبصرة، فهو وإن کان قد أثنی علی بعض آثار البصریین مثل معاني القرآن للمبرد (ظ: الشریف الرضي، 308؛ ابن الأنباري، 149) وأشار إلی بعض تصانیفهم في روایته مثل کتاب الأزمنة لقطرب (ظ: ص 34)، لکنه کان أکثر تأثراً بمدرسة الکوفیین و لاسیما الفراء (مثلاً ظ: ابن خالویه، ن.م، 5، 22، مخـ؛ الخطیب، 5/146). ویؤید ما ذهبنا إلیه أیضاً اصطلاحات النحو الکوفیة التي استخدمها في کتاب السبعة (کنموذج استخدام «تکریر» عوضاً عن «بدل» في ص 112؛ وضّح شوقي ضیف في هوامش الکتاب هذه الاستخدامات). وعلی أي حال فإن ابن مجاهد قد ارتقی مدراج الرقي في أوساط بغداد ووصل به الأمر إلی رئاسة قراء عصره (ظ: ابن الندیم، 34؛ الخطیب، 5/144، 147؛ الذهبي، 1/217، نقلاً عن أبي عمرو الداني). وقال فیه النحوي الکوفي الشهیر ثعلب في سنة 286هـ؛ مابقي في عصرنا هذا أحد أعلم بکتاب الله من أبي بکر ابن مجاهد (ظ: الخطیب، 5/145). ویبدو أن باب تصدره للإقراء قد فُتح بوفاة الکسائي الصغیر (ظ: الذهبي، ن.ص؛ قا: ابن الجزري، ن.م، 2/279).
واستقطبت شهرته طلّاب القراءة وجمعتهم حوله، حتی قیل إنه لم یکن من شیوخ القراءات من هو أکثر تلامیذ منه (ن.م، 1/142). ومن بین من حضروا دروسه ابن خالویه، وأبوسعید السرافي، وأحمد بن نصر الشذائي، وابن حبش الحسین بن محمد و محمد بن عبدالله ابن أشنه، وأبو عیسی بکار بن أحمد، وأبوطاهر عبدالواحدبن عمر البزاز، وأبوالمفضل الشیباني (ظ: ابن الندیم، 35؛ الزبیدي، 187؛ الخطیب، 5/145-146؛ ابن خلکان، 2/78، 178؛ ابن الجزري، ن.م، 1/140-142). وممّن روی عنه الحدیث شخصیات أمثال أبي الحسن الدار قطني، وأبي حفص ابن شاهین، وأبي بکر ابن الجعابي، وأبي حفص الکتاني (الدار قطني، 1/25، 71، مخـ، الذي أورد بعض أحادیثه في سننه؛ أیضاً ظ: الخطیب، 5/145).
فالصدارة العلمیة لابن مجاهد و تقربه من زعماء الدولة (مثلاً ظ: م.ن، 14/395؛ یاقوت، 5/73) قد جعلا منه رجلاً ذا نفوذ بإمکانه أن یؤثر علی الحوادث الاجتماعیة في عصره. ویؤکد ماسینیون علی أن
ابن مجاهد کان من بین الأشخاص الذین لعبوا دوراً مؤثراً في اعتقال الحلاج (قبل 309هـ) و محاکمته (ظ: I/71-72, 476-480, 533-539). کما أنه جرّ ابن مقسم في 322هـ و ابن شنبوذ في 323هـ إلی المحکمة حول قضایا تتعلق بالقراءة وأجبرهما علی إعلان التوبة (ظ: ن.د، ابن شنبوذ و ابن مقسم).
کان الاهتمام بالقراءات السبع في آثار القرن 3هـ بمستوی الاهتمام بالقراءات الأخری، ولم یکن هناک تأکید خاص علیها. فالکتّاب الذین صنّفوا قبل ابن مجاهد في مجال القراءة کأبي عبیدالقاسم بن سلام و أبي حاتم السجستاني و إسماعیل بن إسحاق القاضي و محمد بن جریر الطبري قد سجّلوا حوالي 20 قراءة شائعة (ظ: ابن الجزري، النشر، 1/33-34، 37). ویعد احمد بن جبیر الأنطاکي (تـ 258هـ) أول مؤلف معروف حاول أن یختار مثلاً عن کل مدینة من المدن الخمس و هي المدینة ومکة والکوفة والبصرة ودمشق باعتبارها مهد القراءات، وقد أورد في مؤلَّف له قراءات خمسة قراء (ظ: ابن الجزري، ن.م، 1/34، غایة، 1/42-43).
ویمکن أن یعد عمل الأنطاکي مقدمة لطرح القراءات السبع بواسطة ابن مجاهد، إلا أن ابن مجاهد هو الوحید الذي أبدی اهتماماً خاصاً بقراء الکوفي في عملیة انتقائه للقراء، وقد اختار ثلاثة قراء من الکوفة بدلاً من قارئ واحد. وحول العدد «السبعة» یُثار السؤال التالي هل أن ابن مجاهد کان قد ثبّت هذا العدد منذ البدایة ثم راح یبحث عن قرائه، أم أنه کان عدداً علی سبیل المصادفة لاغیر؟ ومن المؤکد أن حدیث «أُنزل القرآن علی سبعة أحرف» (مع اختلاف طفیف في ألفاظه) کان شائعاً بین المسلمین لفترة من الوقت قبل ابن مجاهد (ظ: المعجم…، 1/448). ویستشف من آثار القرن 3هـ أن جماعة في هذا القرن أو النصف الثاني منه علی أدنی تقدیر کانوا یفسرون الأحرف السبعة بالقراءات السبع (مثلاً ظ: الطبري، 1/15 و مابعدها). ولهذا لایمکن الحکم بأن ابن مجاهد قد انتخب العدد (7) اعتماداً علی تفسیر هذا الحدیث، غیر أن الناس سرعان ما انتبهوا إلی هذه العلاقة، وقد أدی إلی إضفاء صفة القدسیة علی القراءات السبع من خلال التصور بتأیید الحدیث لها (ظ: ابن الجزري، النشر، 1/36، 43، نقلاً عن أبي العباس المهدوي و أبي الفضل الرازي في القرن 5 هـ). وحول اختیاره للقراء، فقد انتقی من کل مدینة القارئ الذي یتفق أهلها في ترجیح قراءته علی غیرها (ظ: مقدمته علی کتاب السبعة)، لکنه لم یلتزم بهذه القاعدة تجاه الکوفة، فرغم تصریحه بأن قراءة حمزة هي القراءة الغالبة في الکوفة (ص71)، نجده قد أوردإلی جانبه کلاً من عاصم والکسائي. وبمقارنظ رواج قراءتي هذین القارئین بقراءات قراء آخرین کأبي جعفر المدني ویعقوب البصري في تلک الظروف الزمانیة والمکانیة، فإذا لم نقل إنّ ابن مجاهد قد تأثر في اختیاره هذا بنزعته نحو المدرسة الکوفیة، یصعب علینا تبریر تجاهله لأبي جعفر و یعقوب. وهناک أدلة تثبت اطلاعه علی قراءات أخری کقراءة أبي جعفر وأبي محیصن وغیرهما، و من هذه الأدلة: نقل قراءات مختلفة عن ابن مجاهد بواسطة ابن خالویه، وحالة واحدة بواسطة الأندرابي (ظ: ابن خالویه، مختصر …، 209-211؛ الأندرابي، 76)، و عناوین بعض آثار ابن مجاهد المفقودة. ویدل موقف ابن مجاهد إزاء ابن شنبوذ الذي أجاز القراءة خلافاً للمصحف، وابن مقسم الذي یجیز کل قراءة إذا صحت من الناحیة العربیة حتی لوکان سند تلک الروایة ضعیفاً، علی أنه کان یعد مخالفة المصحف و ضعف السند من عوامل شذوذ القراءة. وأشار في کتاب السبعة مراراً إلی العامل الثالث أي مخالفة العربیة. ولدی دراسة کتاب السبعة یتضح أن ابن مجاهد لم یکن مجرد ناقل للقراءات فحسب، بل نجده قد انبری في کتابه إلی نقد و دراسة القراءات من حیث السند و من الناحیة الأدبیة أیضاً (ضیف، 26-33، الذي أورد نماذج من هذا النوع؛ أیضاً ظ: ابن خالویه، إعراب، إعراب، 72، مخـ). وقد اختار ابن مجاهد ضمن الضوابط التي کانت لدیه قراءة له من بین القراءات المشهورة والتي هي قریبة جداً من روایة قنبل عن ابن کثیر (ظ: الذهبي، 1/217)، وقد استند أهل القراءة علی هذا الاختیار في بعض الأحیان (مثلاً ظ: أبوعمرو الداني، 128؛ ابن الجزري، النشر، 2/212).
ومما لاریب فیه فإن رئاسة ابن مجاهد و نفوذه تعد من العوامل الأساس التي أدت إلی إرساء واعد القراءات السبع بین أهل القراءة، حیث نجد أن محمداً بن بحر الرهني (تـ قبل 330هـ) ینبئ في زمن ابن مجاهد – علی مایبدو – عن شیوع القراءات السبع (ظ: ص 49)، کما تم تألیف عدة کتب في القراءات السبع في نفس ذلک النصف الأول من القرن 4هـ (ظ: ابن الندیم، 35-36). وفي النصف الثاني من هذا القرن تابع آخرون عمل ابن مجاهد کابن خالویه في الحجة في القراءات السبع، وأبي علی الفارسي في الحجة في علل القراءات السبع، و أبي الطیب ابن غلبون في الإرشاد. ورغم أن ابن مهران (ن.ع) في خراسان، وأباالحسن ابن غلبون (ن.ع) في مصر قد طرحا القراءات العشر والقراءات الثمان، غیر أن القراءات السع کانت هي المتداولة في العراق، وعُدّ ماسواها قراءات شاذة (ظ: ابن الندیم، 30وما بعدها؛ المقدسي، 128؛ الشریف الرضي، 36، مخـ). وعلی أي حال لم یحدّ طرح القراءات العشر و نظائرها من تداول القراءات السبع علی مدی التاریخ قط (للاطلاع علی آراء المستشرقین في دور ابن مجاهد في إرساء قواعد القراءات السبع، ظ: برجستراسر، 210-213؛ برتسل، 4 وما بعدها).
وقد أصبحت شخصیة ابن مجاهد فیما بعد یُضرب بها المثل في القراءة (مثلاً ظ: الزبیدي، 121؛ أبوحیان، 1/58)، و عُرف کمجدد في القراءة في مطلع القرن 4 هـ ) ظ: ابن الأثیر، 12/222).
أهم أثاره کتاب السبعة في القراءات السبع المتداول بین أهل القراءة طوال قرون، طُبع أخیراً في مصر (عن تداوله في مختلف العصور، ظ: العلامة الحلي، 129-130؛ الذهبي، 1/217؛ ابن الجزري، النشر، 1/81؛ الروداني، 269). ومن آثاره الأخری أثران وردا في فهارس المتأخرین هما: اختلاف القراءات و تصریف وجوهها و قراءة النبي (ص) (ظ: ابن خیر، 23؛ الروداني، 337؛ قا: ابن الندیم، 34). ویوجد في فهرس مکتبة تشستربیتي بدبلن اسم مخطوطة تدعی اختلاف قراء الأمصار (آربري، رقم 4930)، قیل إنها لیست سوی کتاب السعة (ظ: حجازي، 1(1)/44). وقدم ابن الندیم فهرساً بآثاره المفقودة (ص 34، أیضاً ظ: 142)، وقد أکمل هذا الفهرس في بعض النسخ (ظ: یاقوت، 5/70، نقلاً عن ابن الندیم).
ابن الأثیر، مبارک، جامع الأصول، تقـ: محمدحامد الفقي، القاهرة، 1370هـ/ 1950م؛ ابن الأنباري، عبدالرحمان، نزهة الألباء، تقـ: إبراهیم السامرائي، بغداد، 1959م؛ ابن الجزري، محمد، غایة النهایة، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1351هـ/1932م؛ م.ن، النشر، تقـ: علي محمد الضباع، القاهرة، مکتبة مصطفی محمد؛ ابن خالویه، الحسن، إعراب ثلاثین سورة، حیدرآباد الدکن، 1360هـ/1941م؛ م.ن، مختصر في شواذ القرآن ، تقـ: ج. برجستراسر، القاهرة، 1934م؛ ابن خلکان، وفیات؛ ابن خیر، محمد، فهرسة، تقـ: فرنسشکه قداره، بغداد، 1963م؛ ابن مجاهد، أحمد، کتاب السبعة، تقـ: شوقي ضیف، القاهرة، 1972م؛ ابن الندیم، الفهرست؛ أبوحیان التوحیدي، الإمتاع و المؤانسة، تقـ: أحمد أمین و أحمد الزین، القاهرة، 1939م؛ أبوعمرو الداني، التیسیر، تقـ: أوتوبرتسل، إستانبول 1930م؛ الأندرابي، أحمد، قراءات القراء المعروفین، تقـ: أحمد نصیف الجنابي، بیروت، 1407هـ/1986م؛ حجازي، محمود فهمي، هوامش تاریخ التراث العربي لزگین، الریاض، 1403هـ/1983م؛ الخطیب البغدادي، أحمد، تاریخ بغداد، القاهرة، 1349هـ؛ الدار قطني، علي، سنن، تقـ: عبدالله هاشم الیماني، القاهرة، 1386هـ/ 1966م؛ الذهبي، محمد، معرفة القراء الکبار، تقـ: محمد سیدجاد الحق، القاهرة، 1387هـ/1967م؛ الرهني، محمد، مقدمات علم القرآن، تقـ: أحمد پاکتچي، معدّ للطبع؛ الروداني، محمد، صلة الخلف، تقـ: محمد حجي، بیروت، 1408هـ/1988م؛ الزبیدي، محمد، طبقات النحویین واللغویین، تقـ: محمد أبوالفضل إبراهیم، القاهرة، 1973م؛ الشریف الرضي، محمد، حقائق التأویل،تقـ: محمدرضا کاشف الغطاء، بیروت، دار المهاجر؛ ضیف، شوقي، مقدمة کتاب السبعة (ظ: همـ، ابن مجاهد)؛ الطبري، تفسیر؛ العلامة الحلي، الحسن، «الإجازة الکبیرة»، بحارالأنوار للمجلسي، 1403هـ، ج 104؛ قُطْرُب، محمد، «الأزمنة»، مجلة المجمع العلمي العربي، دمشق، 1396هـ/ 1976م، ج 2؛ المعجم المفهرس لألفاظ الحدیث النبوي، تقـ: أرنت یان فنسنک، لیدن، 1936م؛ المقدسي، محمد، أحسن التقاسیم، تقـ: دي خویه، لیدن، 1906م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:
Arberry; Bergsträsser, G. & O. Pretzl, «Die Geschichte des Koran-texts», Geschichte des Qorans of T. Nöldeke, Leipzig, 1938, vol, 1975; Pretzl, O., «Die Wissenschaft der Koranlesung», Islamica, Leipzig, 1934, vol. VI.
أحمد پاکتچي/ ت.
عزيزي المستخدم ، يرجى التسجيل لنشر التعليقات.
مستخدم جدید؟ تسجیل في الموقع
هل نسيت کلمة السر؟ إعادة کلمة السر
تم إرسال رمز التحقق إلى رقم هاتفك المحمول
استبدال الرمز
الوقت لإعادة ضبط التعليمات البرمجية للتنشيط.:
هل تم تسجیلک سابقاً؟ الدخول
الضغط علی زر التسجیل یفسر بأنک تقبل جمیع الضوابط و القوانین المختصة بموقع الویب
enterverifycode