اِبْنُ الماشِطَة، أبوالحسن علي بن الحسن، عامل کبیر بالدیوان في القرنین 3 و 4هـ/ 9 و 10م. لایتوفر عن حیاته إلا الیسیر من المعلومات، وقد أشار الکتّاب القریب و العهد به و الذین عاشوا علی الأکثر في القرن 4هـ إلی آثاره وأفادوا من بعض تصانیفه و لکنهم لم یتعرضوا لترجمته، وکل مانعرفه أنه کان من شیوخ الکتّاب والمتصرفین في الشؤون الدیوانیة (المرزباني، 155)، ولاسیما في الحساب وصناعة الخراج فقد کان ذائع الصیت (ابن الندیم، 150)، ویبدو أنه عرف بین منافسیه بابن الماشطة استهزاء (قا: یاقوت، 13/15). وفي وزارة حامد بن العباس (306- 311هـ)، تقلد رئاسة دیوان بیت المال مکان هشام بن عبدالله، المعروف بأبي قیراط في أیام الخلیفة المقتدر العباسي لما غلب علي بن عیسی بن الجراح علی الأمور (ظ: ن.د، ابن الجراح) (التنوخي، 4/54) و عُزل وسجن لفترة. ویتحدث عن تلک الأیام في عدد من الأبیات و یقول إن حبس العمال بعد العزل صار عادة وأمراً عادیاً آنذاک و هو لم یحبس حبس الجنایات، بل حبس الکرامة (المرزباني، ن.ص).

لیس لدینا معلومات دقیقة أیضاً عن سنة ولادة ابن الماشطة ووفاته. رآه المرزباني بعد 310هـ/922م و قد جاوز التسعین (ن.ص). ویذکر التنوخي (ن.ص) أنه عاش حتی بلغ المائة سنة (ن.ص)، أي حتی حوالي 320هـ. ومع ذلک لابد أنه عاش مدة بعد هذا التاریخ فقد قیل إن کتابه أخبار الوزراء یتضمن تراجم الوزراء حتی أواخر عهد الخلیفة الراضي (تـ 329هـ) (المسعودي، 1/17). أما ماذکره البغدادي من أنه توفي بعد سنة 350هـ (1/680)، فلیس له أي نصیب من الصحة.

آثاره

ذکر له المؤلفون الأوائل عدداً من المصنفات فقدت جمیعها: جواب المعنت، في صناعة الکتابة (التنوخي، ن.ص)؛ کتاب الخراج (ابن الندیم، ن.ص)؛ کتاب تعلیم بعض المؤامرات، رآه ابن الندیم بخط ابن الماشطة (ن.ص)؛ أخبار الوزراء، حتی أواخر عهد الراضي (المسعودي، ن.ص). وقد أفاد من مصنفاته کل من التنوخی وابن الصیرفي (GAS, I/376؛ سوردل، I/7). وکان ینظم الشعر، أورد له المرزباني (ن.ص)، ومن بعده یاقوت (13/16-17) عدداً من الدبیات.

المصادر

ابن الندیم، الفهرست؛ البغدادي، هدیة؛ التنوخي، المحسن، نشوار المحاضرة، تقـ: عبود الشالجي، بیروت، 1392هـ/1972م؛ المرزباني، محمد، معجم الشعراء، تقـ: عبدالستار أحمد فراج، القاهرة، 1379هـ/ 1960م؛ المسعودي، مروج الذهب، تقـ: باربیه دومنار، باریس، 1877م؛ یاقوت، الأدباء؛ وأیضاً:

GAS; Sourdel, Dominique, Le viziratʿ Abbāside L, Damascus, 1959.

جعفر سجادي/ ن.